منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

ونحوهم من المدرسين (١).

ومن أعظم خيراته :

عمارة المسجد الحرام على هذا الأسلوب الباقي إلى الآن (٢).

عرض له في (٣) ذلك سنة ٩٧٩ تسعمائة وتسع وسبعين. فبرز أمره الشريف ببناء المسجد الحرام على أعلى درجات الاتقان ، وأن يجعل عوض السقف قببا (٤) دائرة بأروقة (٥).

__________________

(١) ورد هذا الخبر في النهروالي ـ الاعلام ٣٨٩ كما يلي : «وكان يخص بعض العلماء والصلحاء والمشايخ بكسوة من الأصواف الخاصة أيام كان شاه زاده ، فلما ولي السلطنة كان يرسل لهم عوايدهم السابقة في كل عام ، وجعل ذلك مضافا إلى دفتر الرومية».

(٢) أي إلى زمن المؤلف. قلت : وهو باق إلى عصرنا الحالي ١٤١٥ ه‍ إلى جانب التوسعة الجديدة.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) سبق التعريف بالقبة.

(٥) في (ب) «بالروقة» وهو خطأ ، وفي (ج) «بالأروقة». في النهروالي ـ الاعلام ٣٩١» دائرة بأروقة المسجد الحرام ليؤمن من التآكل» ، وكذلك في القطبي ـ اعلام العلماء ١٢٠. وذكر باسلامة في كتابه تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ١١٠» أن المسجد الحرام يحتوي بعد عمارته هذه على ١٥٢ قبة منها :

في شرق المسجد الحرام ٢٤ قبة.

وفي الجانب الشمالي ٣٦ قبة ، وواحدة في ركن المسجد الحرام من جهة منارة الحزورة ، وفي زيادة دار الندوة ١٦ قبة. وفي الجانب الغربي ٢٤ قبة ، وفي زيادة باب إبراهيم ١٥ قبة ، وفي الجانب الجنوبي ٣٦ قبة».

قلت : وقد هدم بعضها الآن ودخلت في توسعة الحرم الشريف وبقيت القبب الدائرة بأروقة المسجد الحرام فقط.

٤٦١

وورد الأمر إلى سنان باشا صاحب مصر أن يبعث من يصلح لهذه الخدمة من كبار الصناجق.

فعين الباشا أحمد بيك (١) ، وكان أهلا لهذه الخدمة لمحبته للخير ، وقلة ميله إلى الدنيا ، وشفقته على الفقراء ، (وأضيف إليه عمل بقية العين من عرفات إلى مكة ، فإن السلطنة أمرت أن تميزها بدبل عن عين حنين) (٢) ، وأضيف إليه أيضا امارة جدة.

فورد مكة آخر ذي الحجة الحرام سنة ٩٧٩ تسعمائة وتسع وسبعين ، ومعه الأوامر السلطانية بأن يباشر ذلك ، ويكون بنظر القاضي حسين مدبر المملكة الحسنية ، وسعيد الأقطار الحجازية.

ووصل (مع المشار إليه) (٣) شيخ المهندسين بمصر المعلم محمد المصري (٤). فشرع أولا في إكمال الدبل المذكور ، وبناه إلى أن أوصله المدعى (٥). ثم أمر به في عرض إلى جهة سويقة (٦). ثم عطف به إلى

__________________

(١) هو الأمير أحمد بيك كتخدا اسكندر باشا الجركسي بكلربكي مصر سابقا. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٢.

(٢) ورد الخبر في النهروالي ـ الاعلام ٣٩٢ : «وأضيفت إليه عمل بقية دبل عين عرفات من الأبطح إلى آخر المسفلة بمكة المكرمة ، فإن السلطنة الشريفة أمرت أن يبنى بها دبل مستقل ولا تجري في دبل عين حنين».

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) وورد في (ج) ، (د) «ووصل مع المذكور».

(٤) في النهروالي ـ الاعلام ٣٩٣ : «ووصل لهذه العمارة الشريفة معمار دقيق اللأنظار ... تقدم له مباشرة الأبنية العظيمة ... اجتمع الهندسون على تقدمه في هذه الصناعة ... اسمه محمد جاوش الديوان العالي».

(٥) عن المدّعى انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٢٥٣.

(٦) جاء في النهروالي ـ الاعلام ٣٩٣ : «ثم مر به في عرض خان قايتباي إلى جهة

٤٦٢

السوق (١) الصغير ، وأكمله إلى منتهاه نحو بركة ماجن.

وجعل بالأبطح عند مبدأ القسم بين عين عرفة ، [وعين](٢) حنين قبة (٣) ، وركب في الدبل بزابيز (٤) ينتفع منها بالماء هناك على (٥) يمين (الصاعد قبلى) (٦) بستان بيرم خواجا السابق ذكره / وقد آل البستان إلى الخاصكية (٧) أم السلطان (٨) ، فصار من أوقاف الدشيشة السليمانية (٩).

__________________

المروة ، ثم إلى جهة سويقة». وسويقة : كانت تقوم على جدار المسجد الحرام من الشمال دخلت في التوسعة السعودية للحرم ، فانتقل اسمها إلى مكان آخر اليوم هو شرق المروة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ١٣٢.

(١) في (أ) ، (د) «سوق» والاثبات من (ب) ، (ج) ، والنهروالي ـ الاعلام ٣٩٣. هو سوق للأطعمة والخضروات ، وجميع ما يحتاج إليه الناس ، يقع في غرب المسجد الحرام بين المسفلة والشبيكة وأجياد ، به ملاحم. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٢٥٣. قلت : هدم في وقتنا الحالي ودخل في توسعة الملك فهد الأخيرة للحرم الشريف.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٣) ذكر عبد الستار الدهلوي في متن ص ١١٥ : «أن هذه القبة بقيت إلى عصره على يمين الصاعد إلى منى». قلت : وهي غير موجودة في وقتنا الحاضر.

(٤) صنابير يصب منها الماء. وقال السباعي في تاريخ مكة حاشية ص ٣٣٣ «لعل كلمة بزبوز أخذت من بزبز الماء أو الحليب إذا تدفق بقوة».

(٥) في (ب) ، (ج) «إلى».

(٦) ما بين قوسين ورد في (ج) «الصاعد إلى قبلى».

(٧) الخاصكية : اسم يطلق على بعض الجواري في حريم السلطان. انظر : المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٧٥.

(٨) في النهروالي ـ الاعلام ٣٩٣ «أم السلاطين».

(٩) في (ب) ، (ج) «السلطانية».

٤٦٣

كذا قاله القطب (١).

قلت : «لم أقف على بناء الدشيشة في أي عام إلا أنه في أيام السلطان سليمان خان ، وهي في سوق المعلاة (٢).

ثم شرع في بناء المسجد ، فبدأ في الهدم من باب السلام الرابع عشر من ربيع الأول (سنة ٩٨٠ تسعمائة وثمانين ، ووضع الأساس من الجهة المذكورة لست مضين) (٣) من جمادى الأولى من السنة المذكورة (٤).

[انشاء سبيل التنعيم عام ٩٨١ ه‍]

وفي سنة ٩٨١ تسعمائة وإحدى وثمانين :

أمر الوزير سنان باشا بإنشاء السبيل الذي في التنعيم (٥) وأجرى إليه

__________________

(١) أي النهرواي في كتابه الاعلام. انظر ص ٣٩٣.

(٢) هذا وقد أثبت ناسخ (ج) في متن ص ١١٥ ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : والقبة المذكورة بالأبطح باقية إلى عصرنا هذا على يمين الصاعد إلى منى ، وكذا الدشيشة المذكورة باقية إلى الآن من بناء السلطان سليمان المذكور ، وهي المعروفة الآن بالشونة السلطانية والله أعلم». والمعلاة : هو القسم العلوي من مكة المكرمة ، واليوم يطلق هذا الاسم على حي وسوق بين الحجون والمسجد الحرام ، وغالبا ما يطلق على مقبرة مكة التي صارت تعرف بالمعلاة لوقوعها في هذا الحي. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ٢٠١.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) انظر تاريخ شروعه في البناء ووضعه للأساس في : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٤ ، وفيه في منتصف ربيع الأول سنة ٩٨٠ ه‍.

(٥) في (ج) «بالتنعيم». والتنعيم : موضع بمكة في الحل ، وهو أحد حدود الحرم الستة ، يقع بين مكة وسرف على طريق وادي فاطمة المتجه إلى المدينة المنورة. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ١ / ٣٢١ ، ٣٢٢ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٤٩ ، ٥٠ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٤٣ ـ ٤٥ ، سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ١ / ١٧٤ ، ١٧٥.

٤٦٤

الماء من بئر هناك ، جعل ما بينها وبين السبيل [الذي في التنعيم](١) ساقية يصب فيها الماء حتى يصل إلى السبيل لينتفع به المعتمرون ، والحجاج. وعين للجابذ (٢) مصروفا من ريع من أوقاف له بمصر (٧).

[رجع](٣) لبناء المسجد ، ولم يزل في البناء على هذا الوضع الذي هو الآن باق (٤) إلى أن أتم الجانبين الشرقي واليماني ، فأتى الخبر بوفاة السلطان سليم خان إلى جنة النعيم والرضوان (٥).

[وفاة السلطان سليم بن سليمان سنة ٩٨٢ ه‍]

وكانت وفاته لسبع مضين من شهر رمضان سنة ٩٨٢ تسعمائة واثنتين وثمانين (٦).

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) الجابذ : هو الذي يجبذ الماء بالدلو ليستقي به ، والذي عبر عنه النهروالي بالخادم. الاعلام ص ٣٦٩.

(٧) انظر خبر هذا العمل في : النهروالي ـ الاعلام ٣٦٩ ، البرقي اليماني ٤٥٥.

(٣) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، (د) بمقدار كلمتين ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) أي إلى زمن المؤلف. وأيضا لا يزال هذا البناء إلى وقتنا الحاضر إلى جانب التوسعة السعودية الملاصقة له من خلفه مباشرة.

(٥) انظر تفاصيل هذه العمارة ووصول خبر موت السلطان في : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٤ ـ ٣٩٧.

(٦) انظر هذا في : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٨ ، أما في القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٥٦ «في ٢٨ شعبان». وانظر في : العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ٣ / ١٥٦ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٩٦ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٩٦ ، ٩٧ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١٧١.

٤٦٥

قلت : وأرخ وفاته الأديب مامية الرومي (١) بقوله ـ عفا الله عنه ـ :

فارق الملك سليمان المجتبى (٢)

وغدا ضيفا لدى المولى الكريم (٣)

وبدا في الشهداء تاريخه

رحمة الله على حي سليم (٤)

فائدة : [الاعتداء على الحجر الأسود]

قال الشيخ محمد بن علان : أخبرني شيخ الفراشين (٥) بمكة الشيخ أبو بكر (٦) بن عبد الرحمن عن والده أن في عشر التسعين وتسعمائة جاء رجل أعجمي بدبوس (٧) في يده ، وضرب الحجر الأسود.

وكان حاضرا الأمير ناصر جاوش ، فوجا (٨) ذلك العجمي بالخنجر ، فأراد العجم المجاورون بمكة أن يقتادوا (٩) منه ، وزعموا أن ذلك

__________________

(١) في العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ «ماميه الانقشاري». وسبق ذكره.

(٢) ورد هذا الشطر في (ج) كما يلي : «عفى الله عنه فارق الملك سليم المجتبى». والمجتبى : بمعنى المختار أو المصطفى أو المستخلص.

(٣) ورد في العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ : «وغدا ضيفا على باب الكريم».

(٤) والشطر : «رحمة الله على حي سليم» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل سنة ٩٨٧ وهو قريب.

(٥) الفراشون : واحدتها فراش ، وهو من يتولى أمر الفراش وخدمته في المنازل ونحوها. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٨٢.

(٦) في (ب) ، (ج) «محمد أبو بكر».

(٧) الدبوس : هو عمود على شكل هراوة مد ملكة الرأس ، معرب. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٧٠.

(٨) وجأ فلان : أي دفعه بجمع كفه في الصدر أو العنق ، ويقال ضربه باليد والسكين. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ١٠١٢.

(٩) يقتادوا منه : أي يقتلوه به قصاصا.

٤٦٦

العجمي شريف (١) ، فحال بينه وبينهم القاضي حسين المالكي ومنعهم.

[سلطنة السلطان مراد الثالث]

فتولى بعد السلطان سليم ابنه) (٢) السلطان الأعظم مراد خان ابن السلطان سليم خان (٣). مولده سنة ٩٥٣ ثلاث وخمسين وتسعمائة (٤).

وجلس على تخت السلطنة في اليوم العاشر من رمضان (٥) من السنة المذكورة (٦).

وأرخ ولايته العلامة المولى شهاب الدين المبلط بقوله :

__________________

(١) الاسلام لا يفرق في تطبيق أحكامه بين شريف ووضيع فالكل سواسية كأسنان المشط.

(٢) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٣) هو السلطان مراد الثالث بن السلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان سلطان الدولة العثمانية (٩٨٢ ـ ١٠٠٣ ه‍) ، كان سلطانا عظيما شهما مائلا إلى الخير ، من مآثره إتمام عمارة المسجد الحرام. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٩ ـ ٤٥٧ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٥٧ ـ ٦٢ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٩٧ ـ ١٠٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٤١ ـ ٣٥٤ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ٢ / ٣٠١ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٠٣ ـ ١٠٧ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٥٩ ـ ٢٦٦.

(٤) في (ب) «سنة ٩٣٣» وهو خطأ ، وفي (ج) «سنة ٩٣٣ ثلاث وثلاثين وتسعمائة» ، وهو خطأ أيضا. والاثبات من (د).

(٥) انظر هذا التاريخ في : النهروالي ـ الاعلام ٣٩٩ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٢١٣. أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٩٧ «يوم الثامن من رمضان» ، وفي المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٤١ «في يوم السابع من رمضان» ، وفي إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١٠٣ «في أول رمضان».

(٦) أي سنة ٩٨٢ ه‍ وهو ما أضافه ناسخ (ج) في المتن.

٤٦٧

قد مهد الله البلاد كلها

بعدل سلطان به أرضى العباد

وأنشد الهاتف لما أن بدا

والسعد في تاريخه هذا مراد (١)

وأرخه الانكشاري بقوله (٢) :

بالبخت فوق التخت أصبح جالسا

ملك به رحم الإله عباده

وبه سرير الملك (سرّ فأرخوا) (٣)

حاز الزمان من السرور مراده (٤)

ولما أن تولى (٥) المذكور جاء التفويض إلى صاحب مكة المشرفة الشريف حسن بالاستقرار على ما كان عليه في زمن السلطان سليم خان ، ووردت عليه التشاريف (٦).

وكذلك جاء التفويض لأحمد بيك المذكور على استمراره في عمارة المسجد الحرام ، والحث على التمام (٧).

__________________

(١) وجملة «هذا مراد» الواردة في عجز البيت هو التاريخ ، ويقابل بحساب الجمل عام ٩٥١ ه‍ وهو خطأ ، وإن كان التاريخ مقاربا لما أجمع عليه المؤرخون في ذكرهم لتاريخ ولادته.

(٢) أي مامية الدمشقي. وانظر الأبيات في : المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٤٢.

(٣) ما بين قوسين ورد في (ب) «شرف أرحوا به» ، وفي (ج) «شرف أرخوا» ، وفي (د) «شرمارخوا».

(٤) والشطر : «حاز الزمان من السرور مراده» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ١٠٩٢ ه‍ وهو خطأ.

(٥) في (ب) ، (د) «توفي» وهو خطأ.

(٦) انظر هذا الخبر في : اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٨٢ ه‍.

(٧) انظر خبر تفويض أحمد بيك في : النهروالي ـ الاعلام ٤٠٧ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٠.

٤٦٨

[سيل عام ٩٨٣ ه‍]

وفي سنة ٩٨٣ تسعمائة / وثلاث وثمانين :

دخل الحرم سيل عظيم (١) ليلة الأربعاء عاشر جمادى الأولى ، وملأ المطاف ، وبلغ حد القفل (٢) ، وبقي الماء واقفا يوما وليلة لموجب الطين والتراب الكائن بسبب عمارة المسجد ، وتعطلت الجماعة سبعة أوقات.

فبادر ناظر الحرم (الشريف القاضي) (٣) حسين المالكي ، والمعمار أحمد بيك المذكور ، والفقهاء ، والأعيان إلى تنظيفه ، وغسلت الكعبة ظاهرا وباطنا (٤).

فشرع (٥) المعمار المذكور بعد تنظيف الحرم في قطع مسيل وادي

__________________

(١) وحول سيول مكة التي وقعت فيما بين عامي ٨٨ ـ ١٣٥٠ ه‍ ، انظر الملحق الذي وضعه المحقق رشدي صالح ملحس في آخر كتاب أخبار مكة ٢ / ٣١٠ ـ ٣٢٦.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «والشريف والقاضي» وهو خطأ.

(٤) انظر خبر هذا السيل في : النهروالي ـ الاعلام ٤١٢ ، القطبي ـ اعلام العلماء ١٢٨ ، الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٨٣ ه‍.

(٥) في النهروالي ـ الاعلام ٤١١ ، ٤١٢ ، والقطبي ـ اعلام العلماء ١٢٨ : أن سبب هذه العمارة والتي تعتبر من جملة تعمير الحرم الشريف أن الأرض خارج المسجد الحرام من الجانب الجنوبي الذي مجرى السيل قد علت وامتلأ المسيل كله إلى أسفل مكة بالتراب إلى أن لم يبق للدخول إلى المسجد الحرام من الأبواب التي في تلك الجهة إلا نحو ثلاث درجات بعد أن كانت خمس عشرة درجة يصعد منها إلى أن يدخل من الباب إلى المسجد ، وكان هذا السيل كل عشرة سنوات يقطع ويحمل ترابه إلى خارج البلد من جهة المسفلة ، فغفل عنه نحو ثلاثين سنة فعلت الأرض وصارت السيول كلما جاءت تدخل إلى الحرم وتملؤه بالطين والوحل إلى أن كان سيل سنة ٩٨٣ ه‍.

٤٦٩

إبراهيم (١) من الجانب الجنوبي إلى أن ظهرت عشرة درجات كانت مدفونة ، فصار السيل إذا أتى انحدر بسهولة إلى المسفلة ، وكذلك قطع من جهة (٢) باب الزيادة (٣) من الجانب الشمالي ، وجعل للسيل سردابا من باب الزيادة إلى باب إبراهيم فانصان المسجد (٤).

قال القطب (٥) : «فيجب على صاحب الأمر من جهة السلطنة أن

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «باب». كما أضاف النهروالي ـ الاعلام ص ٤١٢ «وتهبط أرضه». وادي إبراهيم : هو وادي مكة الرئيسي وهو الذي عناه سيدنا إبراهيم عليه‌السلام بقول (غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) وبه تقع أحياء مكة القديمة وتبلغ أحياؤه مع روافده أزيد من ثلاثة وعشرين حيا. ومن روافده : وادي المحصب ، الملاوي ، أذاخر الجنوبي ، شعب ابن عامر ، شعب علي ، وادي أجياد ، وادي ذي طوى. انظر : البلادي ـ أودية مكة المكرمة ٢٠ ـ ٢٢ ، معجم معالم الحجاز ١ / ٢٩.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) باب الزيادة أو باب زيادة دار الندوة : حيث يقع في غربها هو أحد أبواب المسجد الحرام الواقعة في الجهة الشمالية ، وترتيبه الثالث ، عرف بباب الفهود ، وبباب القطبي لكونه بجوار مدرسة قطب الدين الحنفي ، استمر الاسم الأخير إلى العصر الحديث. أنشأه الخليفة العباسي المعتضد بالله سنة ٢٨١ ه‍ ، فظل على عمارته إلى أن أزيل في وقتنا الحالي في التوسعة الأخيرة للحرم. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٢ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٢٧ ، ٢٣٩ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٤ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٤ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٣١.

(٤) ورد في النهروالي ـ الاعلام ٤١٢ ما يلي : «فصار إذا سال سيل قعيقعان وحواليه وجرى إلى باب الزيادة لم يصعد إلى أبواب المسجد بل يدخل سردابا واسعا يسمى العتبة ويجري فيه إلى أن يخرج من قرب باب إبراهيم ، فيسيل إلى أسفل مكة مع السيل الكبير ، وصان الله تعالى المسجد الحرام».

(٥) أي النهروالي في كتابه الاعلام ٤١٣.

٤٧٠

يعين (١) قانونا لقطع الأرض من ذلك المسيل ، ولو بعد عامين مرة واحدة».

[تمام عمارة المسجد الحرام سنة ٩٨٤ ه‍]

ثم التفت لعمارة المسجد الحرام ، وأتمه في أواخر سنة ٩٨٤ تسعمائة وأربع وثمانين ، وصار المسجد نزهة الناظر وجلاء الخاطر في دولة هذا الملك العادل السلطان الأعظم ، والخاقان الأفخم مراد خان (٢) ـ تغمده الله بالرحمة والرضوان ـ.

وفي ذلك يقول الشيخ قطب الدين الحنفي (٣) ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

إن سلطاننا مراد لظل الله

في الأرض باهر السلطان

ملك صار من مضى من (٤) ملوك (٥) الأ

رض لفظا وجاء عين المعاني

ملك هو في الحقيقة عندي

ملك صيغ (٦) صيغة الانسان

ملك عادل فكل ضعيف

وقوي في حكمه سيّان

سيفه والمنون طرفا رهان

لحلوق العدو يبتدران (٧)

كمل المسجد الحرام بناء

فاق في العالمين كل المباني

__________________

(١) في النهروالي ـ الاعلام ٤١٣ «يقنن».

(٢) انظر ص ٤٠٧ ـ ٤١١ من كتاب القطب النهروالي. وانظر هذه الأخبار أيضا في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٠.

(٣) أي النهروالي. انظر ص ٦ ، ٧.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) في (ج) «ملك».

(٦) تكررت في (ج).

(٧) في (ج) «يبتدان» وهو خطأ ، وسقط البيت من (د).

٤٧١

هكذا هكذا وإلا فلا لا

إنما الملك في بني عثمان

وأرخه بعض العلماء (من الأروام) (١) بقوله : [عمر سلطان مراد الحرم](٢).

وذكر / القطب (٣) أنه ورد مع أبيات ونثر من الروم ، أمر أن يكتب على بعض أماكن المسجد ، فكتب على ظاهر باب علي ، وهو باق إلى الآن (٤). وقال بعضهم :

(جدد المسجد الحرام مراد (٥)

دام (٦) سلطانه وطال أوانه) (٧)

ورأيت بخط بعض الأفاضل (٨) أن هذا البيت للشيخ جمال الدين العصامي.

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (د). أي الأتراك.

(٢) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من (ج) ، (د) ، وجملة «عمر سلطان مراد الحرم» هي التاريخ بحساب الجمل ويقابل ٩٧٩ ه‍.

(٣) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٤٠٩. انظر هذا التاريخ المنظوم والمنثور والخطبة والتعريفات في المصدر نفسه ص ٤٠٩ ـ ٤١١.

(٤) أي زمن المؤلف. هذا وقد أثبت ناسخ (ج) في متن ص ١١٨ ما نصه : «قال كاتبه وتلك الكتابة باقية إلى عصرنا هذا أوله عند باب العباس وآخره عند باب بازان بخط جلي ، والله أعلم». أزيل في التوسعة الأخيرة للمسجد الحرام.

(٥) أضاف ناسخ (ج) «خان» ، والاثبات من (د) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١.

(٦) في (د) «أدام الله» ، والاثبات من (ج) والعصامي.

(٧) ما بين قوسين لم أتبين قراءته في (أ) والاثبات من بقية النسخ ، والبيت هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ٩٨٣ ه‍ وهو صحيح.

(٨) وهو العصامي صاحب كتاب سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١ الذي قال : «هذا البيت هو لجدي العلامة جمال الدين العصامي ، كما رأيته بخطه في تذكرته عزاه إلى نفسه».

٤٧٢

وأرخه القاضي حسين المالكي بقوله : «أطال الله لمن أتمه (١) عمرا».

فائدة : [في ذرع المسجد الحرام]

قال العلامة ابن جماعة (٢) في كتابه هداية الناسك (٣) ما نصه : «ومساحة المسجد الحرام ستة أفدنة ونصف (٤) وربع. والفدان : عشرة آلاف ذراع بذراع العمل المستعمل في البنيان ، فهو ثلاثة أشبار تقريبا». ـ انتهى ـ. قال الإمام علي بن عبد القادر [الطبري](٥) : (وقد ذرعناه خلا الزيادتين المذكورة) (٦) ، فكان (٧) من وسط

__________________

(١) في (ج) «أتم». وجملة «أطال الله لمن أتمه عمرا» هي التاريخ ، ويقابل بحساب الجمل عام ٩٨٤ ه‍ ، وهو صحيح.

(٢) هو عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني الشافعي عز الدين أبو عمر ، الحموي الأصل الدمشقي المولد ثم المصري ، ولد سنة ٦٩٤ ه‍ ، حافظ وعالم مشارك في بعض العلوم ، ولي قضاء الديار المصرية سنة ٧٣٩ ه‍ ثم جاور بالحجاز حيث توفي بمكة المكرمة سنة ٧٦٧ ه‍ ، له عدة مصنفات منها : هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك. انظر : ابن حجر العسقلاني ـ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ـ حيدر آباد ١٩٤٥ ـ ١٩٥٠ م ص ٢ / ٣٧٨ ـ ٣٨٢ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٤٠٣ ، ١٠١٣ ، ١٨٢٩ ، ١٩٤٠ ، ٢٠٣٠ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٦ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ٢ / ٦٣٧ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٣٥٩ ، ٣٦٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ٢٦ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ٢٥٧.

(٣) مخطوط موجود في مركز البحث العلمي بمكة المكرمة برقم ٢٩ ورقة ٢٤٠.

(٤) في (ب) «ونصيف».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٦) في الأرج المسكي لعلي بن عبد القادر الطبري ورقة ١٠٩ : «دار الندوة وباب إبراهيم». ثم أضاف بعد ذلك أنه اعتمد في أغلبه على تحرير التقي الفاسي. وما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «وقد ذرعنا الزيادتين المذكورة» وهو خطأ ، وسقطت كلمة المذكورة من متن (ج) فاستدركها الناسخ على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١١٨.

(٧) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١٠٩ «فكان طوله».

٤٧٣

جداره الغربي الذي هو جدار رباط الخوزي (١) إلى وسط جداره الشرقي الذي هو عند باب الجنائز مع المرور في نفس الحجر (بكسر الحاء) وسكون الجيم ، واللصوق بجدار الكعبة الشامي ثلاثمائة ذراع وستة وخمسون ذراعا (وثمن ذراع) (٢) بالذراع الحديد (٣) ، وعرضه من (٤) جدار [المسجد](٥) القديم الذي يدخل منه (٦) إلى زيادة دار الندوة (٧) إلى

__________________

(١) رباط الخوزي : يقع في الجانب الشمالي للمسجد الحرام بزيادة باب إبراهيم ، وقفه الأمير قرامر بن محمود بن قرامر الأقدري الفارسي. وتاريخ وقفه على ما يظنه الفاسي سنة سبع عشرة وستمائة. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٣٣١ ، ٣٣٢ ، العقد الثمين ١ / ١١٩ ، لم يذكره علي بن عبد القادر الطبري في كتابه الأرج المسكي ضمن الأربطة التي كانت موجودة في عصره.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٣) ذراع الحديد يساوي ثمانية وعشرين اصبعا ، و ٧ / ٦ من ذراع اليد ، وعلى هذا يكون طوله ١٨٧ ، ٥٨ سم بالضبط. انظر : هنتس ـ المكاييل والأوزان ٨٧.

(٤) في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١٠٩ «من وسط».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) سقطت من (ج).

(٧) زيادة دار الندوة : تقع هذه الزيادة في الجانب الشامي ، أي الشمالي للمسجد الحرام ، وسبب بنائها كما ذكر المؤرخون أن بعض أهل الخير كتب لوزير الخليفة العباسي المعتضد يحسن له جعل ما بقي من دار الندوة مسجدا ، فأرسل الخليفة مالا عظيما لعمارتها مسجدا ، ووصلت بالمسجد الحرام حوالي سنة ٢٨٤ ه‍. ثم استبدلت الأبواب الموجودة في جدار المسجد الحرام بأبواب أخرى أحسن منها سنة ٣٠٦ ه‍ حيث أصبح بمقدور المصلي فيها رؤية الكعبة كلها. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٢ / ٣٤٨ ـ ٣٥٢ ، جار الله بن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠٦ ـ ٢٠٨ ، النهروالي ـ الاعلام ١٤٣ ـ ١٤٨ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٥٤ ـ ٦٣ ، وبقيت هذه الزيادة إلى عصر

٤٧٤

وسط الجدار اليماني بين باب (١) الصفا وباب أجياد (٢) مارا كذلك فيما بين الكعبة ، والمقام ، وأنت إلى المقام أقرب مائتا ذراع وستة وستون ذراعا بذراع الحديد ، وطول زيادة دار الندوة من جدار المسجد الكبير إلى الجدار المقابل (له عند باب المنارة) (٣) أربعة وسبعون (٤) ذراعا إلا ربع ذراع ، وذرع عرضها من وسط جدارها الشرقي ، وهو جدار المدرسة السليمانية إلى وسط جدارها الغربي ، وهو جدار بيت ميرزا (٥) مخدوم سبعون ذراعا ونصف [ذراع](٦) وذرع زيادة باب

__________________

المؤرخ باسلامة. انظر : تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ٦٢. وهي غير موجودة في عصرنا الحالي حيث دخلت في توسعة المسجد الحرام الأخيرة.

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) باب أجياد : يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، فهو أحد سبعة أبواب تقع في هذه الناحية وترتيبه من الشرق الرابع ، كان يسمى باب بني مخزوم ، ثم عرف بعد ذلك بباب أجياد الصغير ، أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته الذانية للمسجد سنة ١٦٤ ه‍ ، ثم جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه‍ في عهد السلطان مراد خان. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٢ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٢ ، ١٢٣ ، وهذا الباب غير موجود في وقتنا الحالي حيث أدخل في التوسعة الأخيرة للمسجد.

(٣) ما بين قوسين في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٠ : «له الشامي الذي عند بابه المنارة». وفي الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٢ «له الشامي منها عدة باب منارتها» وهو الصحيح لأنه لا يوجد باب يسمى بباب المنارة.

(٤) في الأرج المسكي «وتسعون بتقديم السين» وهو الأصح.

(٥) في (ب) «ميرازا» ، وفي (ج) «مرزا».

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ ، وعبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي

٤٧٥

إبراهيم (١) طولا من (٢) الأساطين (٣) مما يحاذي رباط الخوزي إلى (الجدار الذي فيه الباب) (٤) سبعة وخمسون ذراعا إلا سدس [ذراع](٥) ، وعرضه (٦) من جدار رباط الخوزي / إلى جدار مدرسة (٧) الخاص اثنان وخمسون ذراعا وربع (٨).

وأفاد بعض مؤرخي مكة أن ذرع هذه الزيادة نقص قليلا لتغيير

__________________

ورقة ١١٠.

(١) زيادة باب إبراهيم : وتقع هذه الزيادة في الجانب الغربي للمسجد الحرام ، زادها الخليفة العباسي جعفر المقتدر بالله سنة ٣٠٦ ه‍. وإبراهيم الذي ينسب إليه كان خياطا يجلس عنده ، وهو من أكبر أبواب المسجد الحرام ، جدده السلطان قانصوه الغوري وبنى عليه قصرا ، ولم يجدد في عمارة السلطان مراد. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٢ / ٣٦٦ ، النهروالي ـ الاعلام ١٥٩ ـ ١٦٠ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ٢٣٩ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ٦٣ ـ ٦٦ ، ١٢٧ ، ١٢٨. وهي غير موجودة في وقتنا الحالي لدخولها في توسعة الحرم الأخيرة.

(٢) سقطت من (د).

(٣) الأساطين والاسطوانات مفردها اسطوانة ، وهي السارية. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٠٥.

(٤) ما بين قوسين في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٠ «إلى الزيادة التي فيها باب إبراهيم».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج) ، وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٠.

(٦) في المصدر السابق ، والفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٢ «عرضا».

(٧) في (ج) «المدرسة». ويقصد بها مدرسة ناظر الوقف.

(٨) انظر هذا الذرع في : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣١ ، ٢٣٢ الذي اعتمد عليه صاحب الأرج ، وأيضا في ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢٠ ، ٢٠٧.

٤٧٦

الباب ورفعه ، وما أحدث فيه من البسطة الداخلة في المسجد. انتهى كلامه ، واخترناه لكونه آخر المؤرخين.

قال القطب (١) : «وأخبرني أحمد بيك المعمار المذكور أن الذي صرف على عمارة المسجد من مال السلطنة مائة ألف دينار ذهب أحمر ، وعشرة آلاف دينار ذهب أحمر ، غير ما وصل من مصر من الآلات نحو الأخشاب والحديد وأهلة القبب المطلية بالذهب».

[صفة المسجد الحرام بعد تجديده]

وصفة المسجد الآن (٢) :

أربعة أروقة خلا زيادتي بابي إبراهيم والندوة ، والكعبة المعظمة في الوسط. وفيه من الاسطوانات الرخام ثلاثمائة وإحدى عشرة (٣) ، ومن الاسطوانات الشميسي (٤) مائتي وأربع وأربعين (٥) ، وأما الاسطوانات النحاس الأصفر المحيطة بالمطاف فإثنان وثلاثون اسطوانة ينظمهم طوق من حديد يعلق بين كل اسطوانتين سبعة (٦) قناديل (٧) جمع الكل

__________________

(١) أي النهروالي ص ٤١٣ ـ ٤١٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٠.

(٢) أي زمن المؤلف.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) في (ج) «الشمسي» ، وفي (د) «الشمسي».

(٥) في (ج) «مائتان وأربع وأربعون». وانظر عدد اسطوانات الرخام والشميسي هذا في : النهروالي ـ الاعلام ٤٢١ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٢ ، ١١٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) وعن كيفية اضاءة المطاف ، فقد ذكر علي بن عبد القادر الطبري في كتابه الأرج المسكي ورقة ١١٥ : أن عدد القناديل الموجودة في «ماشية المطاف مائتان وأربعة ،

٤٧٧

بعضهم (٧) في قوله : فدت نفسي دعائمه (١).

وما جمع في هذا الجمع غير موافق لما ذكره القطب (٢) ، فتأمله حاسبا. وعدة القبب مائة (٣) (واثنان وخمسون) (٤) قبة.

وعدة الطواجن (مائتان واثنان وثلاثون) (٥).

وأما المصليات فست وخمسون (٦).

__________________

وهي اثنان وثلاثون بايكة في كل بايكة سبعة قناديل منها خمسة عشوية والمراد بها التي تسرج في العشاء ثم تطفى بعد تمام الصلاة ، واثنان سمارية أو التي تسرج إلى الصبح ثم بعد سلام الريس وآذانه الصبح الأذان الأول تسرج الخمسة الأولى أيضا ثم تطفى الجميع بعد صلاة الحنفي».

(٧) سقطت من (د).

(١) جملة «فدت نفسي دعائمه» تقابل بحساب الجمل ٨١٤ دعامة وهو خطأ ، والصحيح ما ورد في النهروالي ـ الاعلام ومجموعها ٥٨٧ دعامة منها ٣١١ اسطوانة رخام و ٢٤٤ اسطوانة شميسي و ٣٢ اسطوانة نحاس.

(٢) النهروالي ـ الاعلام ٤٢١.

(٣) في (د) «مائتي».

(٤) ما بين قوسين ورد في (أ) ، (ب) ، (د) «واثنين وخمسين» والاثبات من (ج). انظر هذا العدد في : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٢ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١١٠.

(٥) ما بين قوسين ورد في جميع النسخ بصيغ مختلفة ولا خلاف في عددها ، والاثبات حسب قواعد العدد. انظر هذا العدد في : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٢ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١١٠ ، أما في عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٣ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١ أن عددها ٢٨٢ طاجنا.

(٦) انظر هذا العدد في النهروالي ـ الاعلام ٤٢٢ وفيه أن» في جهة شرقي المسجد الحرام مقابل باب السلام ٣ وفي جهة شامية ٢٢ وفي جهة غربية ١٦ وفي جهة جنوبية ١٥.

٤٧٨

وأما الشرافات فمائة وثمان وثلاثون (١).

[في أبواب المسجد الحرام]

وأما أبوابه فتسعة عشر طاقة (٢) :

باب السلام ثلاث طاقات ، باب الجنائز طاقتان ، باب العباس طاقتان (٣) ، (باب علي ثلاث طاقات ، باب بازان (٤) طاقتان ، باب

__________________

(١) في (د) «وثلاثين». والعدد الذي أورده السنجاري توهم فيه ففي : النهروالي ـ الاعلام ٤٢٢ ، وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٣ ، ١١٤ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١ أن عددها ١٣٨٠ شرفة. انظر توزيعها في المسجد الحرام في المصدرين الأولين وفي باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١١١ ، ١١٢.

(٢) وهو خطأ فقد ورد في النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، وعبد الكريم القطبي ـ اعلام العلماء ١٣٦ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠١. أن جملة أبوابه تسعة عشر بابا تفتح على تسعة وثلاثين وطاقا ، في كل وطاق درفتان فيها خوخة تفتح. إلا أن هذا العدد تغير إلى أن أصبح في العصر الحاضر ، أي في عهد المؤرخ باسلامة قبل التوسعة الحالية للحرم ٢٦ بابا بعضها يفتح على نافذة واحدة وبعضها على نافذتين وبعضها على ثلاثة نوافذ وواحد من عمومها يفتح على خمس نوافذ ، ومجموع هذه النوافذ ٤٧ نافذة. انظر : باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١١٣. وقد أزيلت هذه الأبواب جميعها في التوسعة الأخيرة ، وبني غيرها فصار عدد أبواب المسجد الحرام ٦٤ بابا في وقتنا الحاضر موزعة على مختلف جهاته. انظر حولها : سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ٤٧ ـ ٥١. قلت : وقد زادت في الآونة الأخيرة عدة أبواب للحرم بعد توسعة الملك فهد الأخيرة التي تمت سنة ١٤١٥ ه‍ بلغت ثلاثين بابا أحدها بثلاث طاقات.

(٣) وهو ثلاث طاقات. انظر المصادر والمراجع الواردة في تعريفه سابقا.

(٤) باب بازان : يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، فهو أحد سبعة أبواب تقع في هذه الناحية وترتيبه من الشرق الأول كان يسمى بباب بني عائد ، ثم عرف بباب بازان لأن عين مكة المعروفة ببازان أي عين حنين قربه ، بعد ذلك عرف بباب القره قول (المخفر)

٤٧٩

البغلة (١) طاقتان ، باب الصفا خمس طاقات) (٥) ، باب أجياد (٢) طاقتان ، باب الرحمة (٣) طاقتان ، باب الشريف (٤) طاقتان ، باب أم

__________________

لأنه أمامه ، ثم عرف في العصر الحاضر أي عصر المؤرخ باسلامة بباب النعوش وعلل تسميته بذلك لأن النعوش كانت تخرج منه إلى شارع القشاشية ومنه إلى المعلاة. أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته الثانية التي جرت سنة ١٦٤ ه‍ ، جدد سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٨٨ ، ٨٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١١٩ ، ١٢٠.

(١) باب البغلة : وهو الباب الثاني الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، وترتيبه الثاني من الشرق ، كان يعرف بباب بني سفيان ثم عرف بباب البغلة ، ولا يعرف سبب هذه الشهرة ، أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته الثانية سنة ١٦٤ ه‍ ، جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٨٩ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٠ ، ١٢١.

(٥) ما بين قوسين سقط من (د).

(٢) باب أجياد : وهو الباب الرابع الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام وترتيبه الرابع من الشرق.

(٣) باب الرحمة : وهو الباب الخامس الذي يقع في الجهة الجنوبية للمسجد الحرام ، وترتيبه الخامس من الشرق ، ذكر الأزرقي أنه من أبواب بني مخزوم أيضا لكونهم كانوا ساكنين بتلك الجهة ، ثم عرف بباب المجاهدية لكونه عند مدرسة الملك المؤيد المجاهد صاحب اليمن ، كما كان يسمى إلى جانب اسمه هذا بباب الرحمة ، ولا يعرف سبب تسميته هذه ، ثم عرف في الوقت الحاضر ـ أي زمن المؤرخ باسلامة ـ بباب أجياد لأنه أمام شارع أجياد ، أنشأه الخليفة العباسي محمد المهدي في عمارته الثانية سنة ١٦٤ ه‍ ، جددت عمارته سنة ٩٨٤ ه‍. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، النهروالي ـ الاعلام ٤٢٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٣٢ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٣.

(٤) في (د) «شريف». وباب

٤٨٠