منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

أعني سنة ١٠١٠ ألف وعشرة أمر مولانا السلطان الأعظم محمد خان بترخيم الطواف (١).

وأرخ بعض الأروام (٢) ذلك بقوله من مثمن الكامل (٣) وهو متروك عند العروضيين (٤) :

زان المطاف بمرمر

ملك الأنام محمد (٥) /

وأرخ ذلك الشيخ عبد الرحمن المرشدي ، والإمام عبد القادر الطبري (٦) بتواريخ لا حاجة لنا بها (غير أن الشيخ عبد الرحمن المرشدي

__________________

(١) في (ج) ، (د) «المطاف». أورد العصامي في كتابه سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢ هذا الخير عند ذكره لولاية السلطان محمد حيث قال : «ولي الملك بعد وفاة أبيه وبدأ بترخيم المطاف».

(٢) الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍. وهو أسعد أفندي مفتي الديار الرومية.

(٣) الكامل هو أحد أوزان الشعر العربي البالغة ١٦ بحرا بحسب ما تضم من تفعيلات في الشطر الواحد وهي : الطويل ، المديد ، البسيط ، الوافر ، الهزج ، الرجز ، الرمل ، السريع ، المنسرح ، المقتضب ، المجتث ، المتقارب ، المتدارك ، والكامل. وتفعيلته هي : متفاعلن ، متفاعلن. وذلك لتمييز الشعر العربي عن الشعر السامي بانقسامه إلى شطرين متساويين يضم كل منهما نفس التفعيلات وعددها. انظر : الموسوعة العربية الميسرة ص ١٢١٠.

(٤) العروضيون : هم علماء موازين الشعر. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٩٤. أي لا يتبعونه.

(٥) والبيت يقابل بحساب الجمل عام ١٠٤٦ ه‍ وهو خطأ.

(٦) انظر تاريخه في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢.

٥٢١

تقتضي عبارته أن تاريخ (١) ترخيم المطاف سنة (٢) ، وأرخ ذلك بقوله :

محمد المجاهد حين وفى

رجا (٣) الملك المطاف بنور عدله (٤)

قال (٥) : وتم ترخيم المطاف سنة ١٠٣٥ خمس وثلاثين وألف (٦) وأرخه بقوله :

سألت أهل بيته

بالبيت حين طافوا

تاريخه فقالوا

قد رخم المطاف (٧)

ـ فليتأمل ذلك والله أعلم ـ.

[وفاة الشريف أبي طالب سنة ١٠١٢ ه‍]

ولم يزل (٨) قائما بأسر (٩) الملك أحسن قيام إلى أن توفي راجعا من

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) لم تثبت النسخ التاريخ ، ويبدو أن المؤلف نسي اثباته ، أو أنه اعتبر البيت هو السنة.

(٣) في (ب) ، (ج) «رحا» ، وفي (د) «دحى».

(٤) يقابل بحساب الجمل عام ١١٩٤ ه‍ وهو خطأ.

(٥) أي الشيخ عبد الرحمن المرشدي.

(٦) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (د) «سنة ألف وخمسة وعشرين» ، والاثبات من (ج) الذي أشار ناسخها على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٣٢ أن في نسخة أخرى «سنة ألف وخمسة وعشرين».

(٧) والشطر «قد رخم المطاف» هو التاريخ يقابل بحساب الجمل سنة ١١٠٥ وهو خطأ. هذا وقد سبق للمؤرخ أن ذكر ترخيم المطاف وبتواريخ مختلفة مما يدل على أن المطاف كان قد رخم أكثر من مرة قبل ذلك التاريخ واستشهاده بنفس الأبيات وهم منه.

(٨) أي الشريف أبو طالب بن حسن.

(٩) في (ب) ، (ج) «بأسرة» ، وفي (د) «بأمر».

٥٢٢

بعض غزواته بمحل يقال له العشة (١) من نواحي بيشة (٢) قبيل فجر يوم الاثنين يوم العشرين من جمادى الآخر سنة ١٠١٢ ألف واثني عشر (٣). فغسل هناك ، وكفن ، وقصد به مكة. ولم يأت معه من السادة الأشراف غير السيد إبراهيم بن بركات ، وصلي عليه ضحى يوم الأربعاء ثاني عشري (٤) من جمادى الآخر ، صلى عليه قاضي مكة الأفندي تميم زادة ، ودفن بالمعلاة (٥) ، فكانت مدة ولايته سنتين وأربعة عشر يوما ـ

__________________

(١) في (ج) «العشبة». والعشة : عرفها البلادي في معجم معالم الحجاز ٦ / ١٠٥ : بالعش : وقال بلد شرقي الطائف ، توفي فيه الشريف أبو طالب بن حسن سنة ١٠١٢ ه‍ ، ويبدو أنها المقصودة فيما ذكره المؤلف مع ذكره لها بأنها في نواحي بيشة.

(٢) بيشة : بالهاء اسم قرية غناء من عمل مكة مما يلي اليمن ، تبعد من مكة خمس مراحل ، بها كثير من النخل والفسيل ووادي بيشة يصب سيله من الحجاز حجاز الطائف ثم ينصب في نجد في بلاد عقيل. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٥٢٩.

(٣) انظر تاريخ وفاته هذا ومكانها في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٥ ، وفيهما بمحل يقال له العشة من نواحي اليمن. وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٥ إلا أنه ذكر أن وفاته كانت آخر ليلة الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٣ وفيه ذكر أنه توفي في العشر من جمادى الآخرة.

(٤) في (أ) ، (ب) ، (د) «عشر» ، وهو خطأ لأنه مخالف لما ورد في أول الخبر من أنه توفي في يوم العشرين من جمادى الآخر ، والاثبات من (ج) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٥ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٥) انظر خبر موته ودفنه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٣ ، ٦٤ ، ومختصرا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٥ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٢ ه‍.

٥٢٣

رحمه‌الله تعالى) (١) ـ.

وهو يزار ، وينذر له النذور ، ويحمي ساداتنا بنو حسن (٢) من التجأ إلى قبره ، ولا ينال من استجار به مكروه بل يبقى هناك ويعرض الأمر إلى أرباب الدولة ، فيصلحوا أمره بما أمكن (٣).

[تعمير مسجد العمرة سنة ١٠١٢ ه‍]

وفي هذه السنة (٤) عمر صاحب جدة محمود بيك المسجد الذي بالتنعيم (٥) على صفة دكة (٦) مرتفعة ، وهي باقية إلى الآن (٧). يصلي

__________________

(١) استدرك المؤلف ما بين قوسين على حاشية المخطوط اليسرى ، ولم أتمكن من قراءة أكثره فأثبته من النسخ الأخرى. انظر مدة ولايته في دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٢) بنو حسن : هم عقب الحسن بن أبي نمي الثاني ، وهم أكثر النمويين عددا وأبعدهم ذكرا ، انتشر أفراد هذا العقب بين الحجاز ونجد فمنهم في مكة وضواحيها والطائف وتربة الخرمية والخرمة ورنية. انظر : ابن سرور ـ قبائل الطائف وأشراف الحجاز ٤٤ ، ٤٥.

(٣) انظر عن زيارة الناس لقبره هذا في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤ ، وهذه من البدع مخالفة لتعاليم الإسلام.

(٤) أي سنة ١٠١٢ ه‍.

(٥) مسجد التنعيم : هو المسجد الذي أقيم في مكان احرام أم المؤمنين عائشة رضي‌الله‌عنها للعمرة. انظر في عمارته : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٦٧ ، ٢٦٨ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٣٤٣ ، القطبي ـ اعلام العلماء حاشية ص ١٦٧ ، سيد بكر ـ أشهر المساجد في الإسلام ١ / ١٧٤ ـ ١٨٠.

(٦) في (ب) ، (ج) «تكة». والدكة : هو المكان الذي يجلس عليه ، وهو المسطبة معرب والجمع دكك ودكاك. انظر : المقري ـ المصباح المنير ٧٥.

(٧) إلى زمن الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي.

٥٢٤

فيها (١) ركعتي العمرة كل من يعتمر من مكة ـ جزاه الله خيرا ـ. ووفاة المذكور في حدود سنة ١٠١٥ ألف وخمس عشر (٢).

كذا رأيته بخط الشيخ عبد الرحمن بن عيسى المرشدي.

[وفاة السلطان محمد بن مراد خان]

وفي هذه السنة : أعني سنة ١٠١٢ ألف واثني عشر السابع عشر من رجب (٣) : توفي السلطان محمد (٤) خان بن السلطان مراد خان.

[سلطنة السلطان أحمد بن محمد خان وخيراته بمكة]

فولي السلطنة السلطان أحمد بن محمد خان (٥). وولادته سنة

__________________

(١) في (ب) «فيه».

(٢) انظر هذا الخبر في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٣٤٣.

(٣) في إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ص ١١١ أن وفاته كانت في جمادى الأولى ، وفي المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٧٠» ١٢ رجب». وانظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍. واستدرك المؤلف ما بين قوسين على حاشية المخطوط الوسطى ، ولم أتمكن من قراءة بعضه فأثبته من النسخ الأخرى.

(٤) سقطت من (ب).

(٥) هو السلطان أحمد الأول بن السلطان محمد الثالث بن السلطان مراد الثالث ، تولى السلطنة وعمره أربع عشرة سنة ، وتوفي سنة ١٠٢٦ ه‍ فكانت مدة سلطنته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر ، له خيرات كثيرة في مكة والمدينة ، محبا لعمارتها ، وكان عزم لشغفه بأمر بيت الله الحرام على كسوته بالذهب والفضة فمنعه المفتي محمد بن سعد الدين. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٠١٢ ، ١٠٢٦ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٣٣ ـ ١٣٨ ، إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١١٣ ـ ١١٨ ، المحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٧١ ـ ٢٧٥.

٥٢٥

١٠٠٠ ألف (١).

وجلس على تخت السلطنة ثاني عشر (٢) رجب من السنة المذكورة. وأرخ ولايته الملاح (٣) المصري بقوله :

يا (٤) شهاب الملك يا من مجده

قد تعالى فوق فرق الفرقدين (٥)

ومن اللطائف (٦) تاريخ ولايته نثرا قول بعضهم : خير السلاطين (٧).

وكان عظيم الهمة. ومن خيراته :

ـ أنه جعل لأهل الحرمين وقفا بمصر يحمل مغلّه في (٨) كل عام لأهل

__________________

(١) في إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١١٣ ، والمحامي ـ تاريخ الدولة العلية ٢٧١ أن ولادته كانت سنة ٩٩٨ ه‍.

(٢) في إبراهيم حليم ـ التحفة الحليمية ١١٣ «كان جلوسه في ١٨ رجب».

(٣) هو الشيخ عبد الرحمن بن يحيى بن محمد الملاح الحنفي المصري ، شاعر وكاتب وأديب ، كان كاتب يد الشيخ زين العابدين بن محمد البكري ثم أخيه أبي المواهب فأخيه أحمد. توفي بمصر سنة ١٠٤٤ ه‍. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٤٤ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٣٤١ ، ٣٤٢.

(٤) سقط حرف النداء «يا» من (ب) ، (ج).

(٥) ما ورد هنا كناية عن الشمس والقمر. والفرقد نجم قريب من القطب الشمالي ثابت الموقع تقريبا ، ولهذا يهتدى به ، وهو المسمى بالنجم القطبي ، وبقربه نجم آخر مماثل له وأصغر منه وهما فرقدان. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٨٦. والبيت يقابل بحساب الجمل ٢٢٤٧ وهو خطأ مما يدل على السقط.

(٦) في (د) «العجائب».

(٧) جملة «خير السلاطين» يقابل بحساب الجمل عام ١٠٠١ ه‍ وهو خطأ.

(٨) سقطت من (د).

٥٢٦

مكة صحبة الحج المصري عوضا عن مال جدة لما أخبر بانقطاع المراكب عنها ، وهو المعروف الآن بمال الأحمدية (١) ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

[ولاية الشريف إدريس بن حسن بن أبي نمي]

نرجع لذكر أبي طالب.

فولي مكة بعده أخوه مولانا الشريف إدريس بن حسن بن أبي نمي ابن بركات.

ومولده في ذي القعدة سنة ٩٧٤ تسعمائة وأربع (٢) وسبعين (٣). وأمه هنا (٤) بنت أحمد بن حميضة بن محمد بن (٥) بركات.

وكانت ولايته بإجماع من السادة الأشراف ، وأشركوا معه أخاه

__________________

(١) نسبة للسلطان أحمد بن السلطان محمد خان. انظر حولها : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، أضاف المؤرخان فيهما أنه جعل لأهل الحرمين وقفا بمصر يجمع مغله في كل عام ويرسل إلى مكة صحبة الركب المصري ، بلغ مقداره ٢٠ ألف دينار سنويا ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٣٨.

(٢) في (ب) «وأربعين» وهو خطأ.

(٣) انظر سنة ولادته هذه في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٣٤ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٠٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٩٠.

(٤) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٠٦ «هيا». أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٣٤ ه «منا».

(٥) في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٣٤ ه «محمد». انظر نسب أمه هذا في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٩٠.

٥٢٧

السيد فهيد بن حسن بن أبي نمي ومولانا الشريف محسن بن (الحسين (١) ابن) (٢) حسن في الربع (٣).

فلما (٤) ورد الحج في موسم سنة ١٠١٢ ألف واثني عشر خرج مولانا الشريف إدريس وأخوه الشريف فهيد ومولانا الشريف محسن للقاء الأمير (٥) في اليوم السابع من ذي الحجة ، فألبسهم الأمير ثلاث خلع أعظمها مفراة (٦) ألبسها الشريف.

ثم تربصوا الأمير (٧) الشامي إلى أن أتاه بثلاث خلع كالأولى ،

__________________

(١) في (د) «الحسن» وهو خطأ.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب). انظر ترجمة الشريف محسن بن الحسين بن حسن بن أبي نمي في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث السنوات ١٠٢٠ ، ١٠٣٣ ، ١٠٣٤ ، ١٠٣٦ ، ١٠٣٧ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، ٤٠١ ، ٤٠٢ ، ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤١٠ ـ ٤١٨ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١٠١١ ، ١٠١٥ ، ١٠٣٤ ، ١٠٣٦ ، ١٠٣٨ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤ ـ ٦٨ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ٢٨٦.

(٣) في (ب) «الرابع» وهو خطأ. انظر هذا الخبر في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٣٤ ه‍ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٢ مع بعض الاختلاف.

(٤) في (ب) «كلما» ، وفي (ج) «ولما».

(٥) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٣» المصري وأميره الأمير حسين الشهير بدلي حسين».

(٦) أوضح المؤلف صاحب السمط هذه الخلعة ٤ / ٣٩٣ فقال : «وهي بفرو سمور تحتها خلعة منفصلة كالبطانة ، وهاتان الخلعتان عن خلعة واحدة».

(٧) هو الأمير طهماس. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٣.

٥٢٨

فخلعوا (١) الأولى ولبسوها ورجعوا (٢) /.

وأرسل (٣) قاصدا إلى الروم (٤) بما وقع عليه الاتفاق ، فقوبل بالجلال والإكرام من حضرة مولانا السلطان أحمد خان ، وبعث إليه بخلعة الاستمرار ، وقرئ توقيعهما بالحطيم ضحى يوم الأربعاء الحادي عشر من صفر الخير سنة ١٠١٣ ألف وثلاث عشرة (٥).

وأرخ عام ولايته الأديب الشاعر الشيخ عبد الرزاق العباتي (٦) بقوله :

جل المهيمن الذي

يحي الورى ثم يميت

إدريس لما أن ولي

تاريخه صح بخيت (٧)

ومدحه في هذا اليوم العلامة شهاب الدين أحمد بن الفضل باكثير

__________________

(١) في (ج) «فتخلع».

(٢) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٣ الذي أضاف أن خلعة الشريف هذه كانت كالأولى بفرو. وانظر أيضا : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١١ ه‍.

(٣) أي الشريف.

(٤) أي عاصمة الدولة العثمانية الاستانة.

(٥) انظر هذا الخير مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٢ ، وفي ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١١ ه‍ وفيهما أن إرسالهم للتوقيع كان عقب اختيارهم للشريف ومشاركيه ، ولم يذكر سنة التوقيع. وانظرها كما أثبتها السنجاري في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي (ب) ، (ج) «العياني» ، وفي (د) «العساني».

(٧) جملة «صح بخيت» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ١١١٠ ه‍ وهو خطأ.

٥٢٩

صاحب وسيلة (المآل ، وله صنفها) (١) بقصيدته اللامية التي مطلعها :

أهلا بحسناء بدت في أجمل الحلل

وأقبلت بالهناء في أفضل الحلل

ومرحبا بلقاء منها تصون به

قلبي عن القضب (٢) صون العصب (٣) في الحلل

كم بت أرقب هذا الوصل معتمدا

منها على موعد ما شيب (٤) بالخلل

وفت ووفت بوعد سلمت سلمت

(سرت وسرت) (٥) بوصل (٦) غاية الأمل

فحبذا يوم عيد كنت أرقبه

ومنظر نضر فيه شفاء (٧) عللي

يوم به نلت ما أرجو وأسعدني

__________________

(١) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (د) «صفها» ، وما بين قوسين ورد في (ج) «المآل أوله صنعها».

(٢) في (ب) ، (ج) «الغضب». والقضب هو القطع. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٩٣.

(٣) العصب : هم القرابة الذكور الذين يدلون بالذكور. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٥٧.

(٤) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «ما شئت».

(٥) ما بين قوسين ورد في (د) «بسرن سرن».

(٦) في (ب) ، (ج) «بليل».

(٧) في (أ) «شفى» ، والاثبات من بقية النسخ.

٥٣٠

فيه الزمان وزارتني بلا عجل (١)

خود كساها الهاء أثوابه فغدت

تخطو وتخطر بين الحلي (٢) والحلل

غيداء (٣) ترفل في أثواب عفتها

وتنثني فغصون (البان في خجل) (٤)

لها محيا يكاد الصبح يشبهه

إن أسفرت في الدجى فالبدر كالخجل

أو أسبلت جعدها خلت الظلام (٥) غدا

شعر الشمس الضحى في دارة (٦) الحمل

كالورد وجنتها والرند نكهتها

والشهد ريقتها تشفي من العلل

وجيدها جندها في أمر مغرمها

فكم أسير له في الرق لم يحل

منها في الملخص قوله / :

__________________

(١) سقط هذا البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٢) في (ب) «الحل».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «غيد».

(٤) في (ب) «الباني في نحمل».

(٥) في (ب) «السلام» وهو خطأ.

(٦) في (ب) «دار» ، وفي (د) سجل الناسخ «داره حله» فوق بعضهما في آن واحد.

٥٣١

بالبيض والسمر قد أضحت محصنة

عن طارق رامها بالختل (١) والحيل

فليس يطمع فيها غير ذي شهم

من كل ليث همام باسل بطل (٢)

كالسيد السند الضرغام سيدنا

إدريس ذي الجد في الأقوال والعمل

منها :

لك الهناء بتاج الملك تلبسه

وأنت تاج ملوك الأرض يا ابن علي

بشرى لنا معشر الإسلام أن لنا

إدريس أضحى مليكا وهو خير ولي

 ............

 .......... (٣)

ومدحه الإمام عبد القادر الطبري بقوله :

أطلعت من جبينها (٤) كالهلال

وتثنت بمعطف عسال

وأماطت عن المحيا نقابا

فبدا البدر فوق غصن اعتدال

ورنا طرفها فأرهف عضبا (٥)

أغمدته بجفنها المكسال (٦)

__________________

(١) الختل : الخداع. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢١٨.

(٢) سقط البيت بكامله من بقية النسخ.

(٣) تبع هذا البيت بياض في (أ) مقداره تسعة سطور كاملة ، ولا يوجد في النسخ الأخرى.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) العضب : السيف القاطع. لمقري ـ المصباح المنير ١٥٧.

(٦) المكسال :

٥٣٢

نظرات (١) سهامها موترات (٢)

عن قسي هي الحواجب لآلي

(أمواض) (٣) فيا ترى أم قواض

أم لحاظ (٤) قد فوقت (٥) للنبال /

نافذات (٦) في سحرها بابلي

نافثات في العقد والأغلال (٧)

صرعت ذا الحجى فليس سواها

مصرع العاشقين والأبطال

ورقته بهزوها (٨) بابتسام

عن أقاح(٩) لا (بل) (١٠) نضيد (١١) اللآل (١٢)

وثغور تبسمت أم زهور

بشذاها أحيت قتيل الجمال

__________________

المتثاقل والفاتر عما لا ينبغي أن يتثاقل عنه ، وتوصف به المرأة الجميلة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٨٨.

(١) في (ب) ، (ج) «نظران» ، وفي (د) «نطرن».

(٢) في (ج) «مواثرات». من وتر القوس.

(٣) في (ب) «مواض» ، وفي (ج) «ذي مواض» ، وفي (د) «فمواض».

(٤) في (ب) «لحطام» وهو خطأ ، وفي (ج) «حطام». وأشار ناسخها على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٣٥ أن في نسخة أخرى «لحاظ». واللحاظ : هو مؤخر العين مما يلي الصدغ. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨١٨.

(٥) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٧٠٧ : الفوق من السهم حيث يثبت الوتر منه.

(٦) في (ب) ، (ج) «نافرات».

(٧) في (ج) «وفي الأغلال».

(٨) في (ج) «لهزلها» ، وفي (د) «يهزوها».

(٩) أقاح مفردها الأقحوان ، وهو نبت أصفر أو أبيض ورقه مؤلل كأسنان المنشار ، ومنه البابونج وكثر في الأدب العربي تشبيه الأسنان بالأبيض المؤلل منه. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٢.

(١٠) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بل عن» أي زاد النساخ كلمة «عن».

(١١) النضيد : هو المتراصف المتناسق. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٢٨.

(١٢) في (ج) ، (د) «اللالي». وهو وصف للأسنان الجميلة.

٥٣٣

وصدور لصبها (١) أم صخور

ما لها لا تذوب مما تصالي

فرط حسن ممنع وصدود

وعرام (٢) ومطمع لا محال

ربة الدلّ (٣) بالمحبين مهلا

فصليهم (٤) ولو بطيف الخيال

واتق الله في أساريك واخشي

عدل إدريس ذي المقام العال

الكمي الغضنفر (٥) الندب (٦) مرضي

ربه والظبا وسمر العوال (٧)

من به نتقي (٨) الأسود ومنه

تتحامى الجنود عند النزال

أبيض العرض (٩) أحمر العضب (١٠) قطعا

أسمر الرمح أخضر السربال (١١)

قلت (١٢) : وهي طويلة تنوف على الثمانين بيتا ، وفي إيراد هذا

__________________

(١) في (ب) «لصهبا» وهو خطأ ، وفي (ج) «تصدرت» وبياض في (د).

(٢) في (ج) «وغرام». والعرام من الشجرة قشرها ، ومن الجيش كثرته وشدته. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٩٧. والمقصود هنا الشدة والتعنت.

(٣) في (ج) «الدلال».

(٤) في (ج) ، (د) «فصيلهم» وهو خطأ.

(٥) في (ب) «الغصن فر». وهو خطأ.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الهذب». الندب : هو السريع الخفيف عند الحاجة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩١٠.

(٧) في (ب) «العال» ، وفي (ج) «الوالي». جاء في ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٢٢١ : العالية : أعلى القناة ، وأسفلها السافلة ، وجمعها العوالي أي الرماح.

(٨) في (ج) ، (د) «تنتقى».

(٩) العرض : جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٥٩٤ : عرض السيف صفحه.

(١٠) في (ج) «العرض».

(١١) السربال : الدرع والقميص أو كل ما يلبس. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٢٥.

(١٢) أي المؤلف.

٥٣٤

القدر كفاية.

وفي شهر ذي الحجة من العام المذكور (١) :

وقعت فتنة بين الأتراك النازلين بالمعلاة ، وعبيد الشريف ، فأركب حاكم مكة القائد راشد (٢) بن فايز (٣). فأصابه بالمدّعا سهم لا يعلم من أين ، فوقع ميتا ، فحمل قتيلا إلى بيته (٤).

[ترميم المقامات الأربع وعمل نطاق الكعبة وميزابها]

وفيها (٥) : ورد أمر مولانا السلطان أحمد خان بترميم المقامات الأربع بالحرم المكي ، فرممت (٦).

وفي أيامه (٧) وقع عمل نطاق (٨) الكعبة المشرفة من مولانا السلطان

__________________

(١) أي سنة ١٠١٣ ه‍.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) في (أ) «خايز» ، وفي (ب) ، (ج) «خاير» ، والاثبات من (د) ، وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٩.

(٤) علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٣.

(٥) أي سنة ١٠١٣ ه‍.

(٦) انظر أخبار هذا الترميم في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٦ ه‍ الذي ذكر أن ذلك حدث سنة ١٠١٦ ه‍.

(٧) أي الشريف إدريس بن حسن ، كان ذلك سنة ١٠٢٠ ه‍. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍. وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣. هذا وقد أضاف أحدهم على حاشية المخطوط (أ) اليمنى ما نصه : «قوله وفي أيامه الخ يأتي موضعه سنة ١١٤٠ ه».

(٨) النطاق : هو حزام يشد به الوسط. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٣١.

٥٣٥

الأعظم أحمد خان ، وملخص ذلك كما ذكره شيخ مشايخنا العلامة شهاب الدين أحمد بن علان الصديقي (١) في كتابه الذي وضع في هدم الكعبة (٢) : أنه لما بلغ حضرة السلطان أحمد خان ما أصاب الجدارين الشرقي ، والغربي ، وما أصاب جدار (٣) الحجر من التصدع أراد هدم البيت الشريف ، فمنعه من ذلك علماء الروم ، وقيل له يمكن حفظ هذه الجدران بنطاق يلم هذا التشعث (٤) ، فجعلوا النطاق من النحاس الأصفر ، وغلفوه (٥) بالذهب (٦) / مكتوب فيه بالرسم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وفي بعضها لا إله إلا الله محمد حبيب الله ، إلى غير ذلك من الألفاظ الحسنة ، والآيات الشريفة مثل : (حَسْبُنَا اللهُ

__________________

(١) هو أحمد بن إبراهيم الصديقي المكي الشافعي النقشبندي المعروف بابن علان المنعوت شهاب الدين ، وتكملة نسبه إلى الصديق رضي‌الله‌عنه ، من أهل مكة ، ولد فيها سنة ٩٧٥ ه‍ وتوفي فيها سنة ١٠٣٣ ه‍. له مصنفات لم يرد ضمنها اسم هذا الكتاب. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، هدية العارفين ١ / ١٥٦ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٨٨ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١ / ١٤٠.

(٢) وهو انباء الجليل المؤيد مراد خان ببناء بيت الوهاب الجواد لمحمد علي بن علان الصديقي ، مخطوط في دار الكتاب المصرية.

(٣) بالأصل وجدار الحجر والتكملة من د.

(٤) في (ب) ، (د) «التشعب».

(٥) في (ب) «وغفلوا».

(٦) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣ ، ٣٩٧ أن النطاق كان من الحديد كالطراز مصفح بالفضة ومطلي بالذهب. أما الشلي في عقد الجواهر والدرر فذكر ضمن ترجمة السلطان أحمد خان أنهم جعلوا للكعبة نطاقان الأعلى لجين والأسفل نضار ، وهو الأصح كما سيتضح فيما بعد في ورقة ١٨٧ / أ.

٥٣٦

وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(١). ووصل به أمير الحاج المصري السادس من ذي الحجة الحرام سنة ١٠٢٠ ألف وعشرين (٢).

وقال الإمام علي (٣) الطبري : أن السلطان أحمد خان بعث للكعبة بميزاب ونطاق من فضة مطلي بالذهب ، ودخل مكة به حسن باشا المعمار (٤) في أوائل العشر الأول من ذي الحجة سنة ١٠٢٠ ألف وعشرين (٥) ، وذكر خروج العلماء ، ولعله اشتبه عليه (٦).

قال ابن علان : «فأمر مولانا الشريف أن (٧) يتلقى ذلك (٨) علماء

__________________

(١) آية رقم ١٧٣ من سورة آل عمران.

(٢) انظر هذا التاريخ في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍ ـ ترجمة السلطان أحمد خان ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣ ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) هو الباشا حسن المعمار ، توجه إلى البلاد الرومية بعد انتهائه من عمارة عين عرفة ثم عاد منها بقصد الوصول إلى مكة ، فوصل إلى المدينة حيث مات فيها. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٧ ، ١٤٩ ، الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٥ ه‍ وفيه الباشا حسن أفندي وأخرى الباشا حسن المعمار ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٨٨ ، ٢٨٩.

(٥) هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣ الذي أضاف أن تمام ذلك الإصلاح كان في سنة ١٠٢١ ه‍ وأن المعمار أيضا قام بإصلاح عين مكة.

(٦) يبدو أن الاشتباه حصل للسنجاري نفسه كما سيتضح مما سيذكره في ورقة ١٨٧ / أ.

(٧) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «بأن».

(٨) ورد في (د) كما يلي : «قال ابن علان فأمر مولانا الشريف أن يتلقى ذلك العلماء ، ولعله اشتبه عليه ، قال ابن علان : فأمر مولانا الشريف أن يتلقى ذلك». وهو خطأ.

٥٣٧

مكة ورؤساؤها ، ومشايخ زواياها من الحجون (١) بعد صلاة العصر. فتوجهوا إلى ذلك المحل ، ولاقوا الجمال الحاملة (٢) للنطاق. فإن أمير الحج جعل النطاق في صندوق من خشب ، وحملوه (٣) على صفة المحفة (٤) بين جملين. فدخلوا به مكة بعد صلاة العصر على أربعة وعشرين بعيرا ، والزفاف (٥) بين أيديهم ، والعلماء أمامهم حتى وصلوا به إلى باب السلام.

وكان الشريف قد أمر بفراغ دار الميرزا مخدوم لرئيس (٦) العمارة حسن أغا (٧) ، فنزل الدار المذكورة ، ووضعت الأحمال تحت (٨) بيت الله الحرام في اليوم السابع ، ثم رفعت إلى قاعة الكتب من دار الشيخ عبد الكريم القطبي عند باب الفهود.

(وفي السادس عشر من ذي الحجة عقد مجلس بالحطيم حضره الشريف

__________________

(١) عن الحجون انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٢٢٥ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١٢ / ٢٣٦ ـ ٢٤١.

(٢) في (ج) أثبت الناسخ في المتن كلمة» المحملة» وأشار على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٣٧ أن في نسخة أخرى» الحاملة».

(٣) في (ب) «وحملوا» ، وفي (ج) ، (د) «وحمل».

(٤) المحفة : كرسيان من الخشب يجلس فيهما راكبان على مثل جلوسهما على الكرسي ، ويكون وجههما إلى رأس الجمل. البتوني ـ الرحلة الحجازية حاشية ص ٢٦٨ ، سيد بكر ـ الملامح الجغرافية لدروب الحجيج ٩٢.

(٥) الزفاف : الهدايا. الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ١٤٨.

(٦) في (ب) «لريس» ، وفي (د) «لرئس».

(٧) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «باشا».

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

٥٣٨

إدريس ، وابن أخيه الشريف محسن) (١) ، وقاضي (٢) مكة السيد محمد ، وقاضي المدينة القاضي (٣) إسماعيل ، وقاضي بيت المقدس سابقا القاضي العلامة المنقاري (٤) ، وشيخ الحرم إسماعيل أغا ، وأمين جدة محمد بيك ، وأمراء (٥) الحج الثلاثة : المصري ، والشامي ، واليماني ، ومفتي السادة الحنفية الشيخ عبد الرحمن المرشدي ، وأخوه القاضي أحمد (٦) ، والقاضي نجم الدين المالكي ، ومفتي السادة الشافعية محمد بن علان.

وجاء فاتح البيت الشريف (٧) الشيخ عبد الله المحالي (٨) ، وفتح البيت الشريف ، فدخل المعمار ورأى الخلاف (٩) / ، وخرج واستأذن الشريف فيما جاء بصدده ، فأذن له الشريف بقوله :

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٢) في (ج) «وحضرة قاضي» ، وسقطت كلمة حضرة من المتن فاستدركها الناسخ على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٣٧.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) في (ج) «المتفاري».

(٥) في (د) «وأمير».

(٦) هو أحمد بن عيسى المرشدي العمري الحنفي المكي شهاب الدين أحد فضلاء مكة وأدبائها ، تولى القضاء بها ، قبض عليه مع أخيه عبد الرحمن ثم أطلق بعد موته ، توفي سنة ١٠٤٧ ه‍. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٦٦ ـ ٢٧١ ، نفحة الريحانة ٤ / ٦٨ ـ ٧٩ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٠ ـ ٤٣٢ ، ٤٥٧ ، ٤٥٨ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٩٢ ـ ٩٩.

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) في (ج) «الشيي» ، وفي (د) «الحجاجي». أحد سدنة البيت الشريف.

(٩) في (ب) «الخلافة».

٥٣٩

«ما أمركم به السلطان فافعلوه (١) ، لا آمركم ولا أنهاكم».

فدعا الريس لمولانا السلطان وللشريف ولابن أخيه ، وتفرق المجلس.

وفي الثاني والعشرين من ذي الحجة من السنة المذكورة (٢) شرعوا في تركيب هلال المنبر ، وكانوا (٣) قد وصلوا به ، وبقنديل للكعبة وميزاب جديد من حضرة الأبواب العالية. وكان أعلى المنبر مبنيا بالآجر ، فهدم ذلك ، وجعل له ألواح (٤) ركبت فيها صفائح (٥) الفضة (٦) المطلية بالذهب. وتم عمله في الرابع والعشرين من ذي الحجة.

وفي اليوم الخامس والعشرين منها فتحوا الكعبة ووضعوا الميزاب الجديد على العتيق وشدوه ربطا (٧).

وفي الحادي والعشرين ركبوا السقائل (٨) حول الكعبة وذبح المعمار

__________________

(١) في (ب) «فافعلوا».

(٢) في (ج) «المذكور». أي سنة ١٠٢٠ ه‍.

(٣) في (د) «كان».

(٤) في (ج) «وجعلوا له ألواحا».

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) في (ج) «بالفضة».

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣ ، ٣٩٧ : «نزعوا الميزاب الأول ، ووضعوا الجديد مكانه». وانظر خبر وصول الميزاب وتلقي العلماء له في نفس المصدر.

(٨) في (ب) «الثقايل» ، وفي (ج) اثبت الناسخ في المتن» المثقايل» ، وأشار على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٣٨ ولعله» السقائل». جاء في المعجم الوسيط ١ / ١٨ ، الاسقالة : ما يربطه المهندسون من الأخشاب والحبال ليصلوا بها إلى المحال المرتفعة ، جمعها

٥٤٠