منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

انظر (١) إلى أحجار أرض المطاف

لم يبق في أرجائهن اختلاف

وادع (٢) لمن صيرها أمره

على استواء ظاهر وائتلاف (٣)

وهو مليك العصر بحر الندى

مردي العدى (٤) قامع أهل الخلاف

أعني سليمان بن عثمان من

كل ملوك الأرض منه تخاف

عمر من أرض المطاف الذي

كان خرابا وتلافى التلاف

لو قيل ما ذا جاء تاريخه

لقيل عمرت جميع المطاف

(دام مليكا عادلا قاهرا

جميع أهل الظلم والاعتساف) (٥)

وفي أثناء ذلك ورد الأمر بالتصفيح السابق ذكره.

وفي تاريخ ابن علان (٦) / بعد ذكر ما تقدم ذكره عن القطب

__________________

(١) كتب المؤلف القصيدة مرتين الأولى رأسا على عقب في الحاشية العليا للمخطوط للورقة ١٦٤ / أبنفس خط المتن ، ثم عاد واستدركها على الحاشية العليا ثم اليسرى للمخطوط ورقة ١٦٤ / ب بخط الرقعة التي اعتاد المؤلف الكتابة به في الحواشي ، ثم شطب هذا الاستدراك وقد أثبت ما أثبته المؤلف نفسه على الحاشية الثانية.

(٢) في (ب) «وارع» وهو خطأ.

(٣) في (أ) «وأتلاف» وهو خطأ ، والاثبات مما أثبت على الحاشية العليا المستدركة وبقية النسخ.

(٤) في (ب) «العرا» وهو خطأ ، وفي (ج) أثبتها الناسخ في المتن «العد» ثم شطبها وصححها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٨١.

(٥) ما بين قوسين سقط من الحاشية المستدركة رأسا على عقب. وجملة «عمرت جميع المطاف» هي التاريخ ، وبحساب الجمل تساوي عام ٩٩٤ ه‍ ، وذلك خطأ. لم ترد هذه القصيدة في الاعلام ، وقد بين السنجاري فيما بعد أنه أخذ هذه المعلومات عن ابن علان الذي أخذها بدوره عن القطب النهروالي.

(٦) هو محمد علي بن علان الصديقي.

٣٤١

الحنفي (١) وما ذكر من التاريخ (٢) لعله لأمر عرض (٣) له.

تصفيح باب الكعبة سنة ٩٥٤ ه‍ (٤) :

ففي التحفة (٥) سنة ٩٥٤ تسعمائة وأربع وخمسين برز الأمر (٦) الخنكاري (٧) من الملك المظفر السلطان سليمان خان بعمل (٨) باب الكعبة المعظمة ، (فعمل في (٩) رابع عيد الفطر عام تاريخه ، وذكر كمية ما جعل فيه من الذهب ، والفضة) (١٠).

قلت : وذكر ابن علان في بعض تواريخه عن تحفة (١١) الكرام بمرويات حجاب بيت الله الحرام (١٢) (لجار الله بن فهد) (١٣).

__________________

(١) أي النهروالي في كتابه الاعلام. انظر ص ٥٥ ـ ٦٠.

(٢) أواخر ربيع الأول من سنة ٩٦٢ ه‍.

(٣) في (ب) «عرضى». أي لم يذكر ابن علان التاريخ لأمر ظنه في اختلاف التاريخ. انظر : القطب النهروالي ـ الاعلام ص ٦٠.

(٤) وضع المؤلف هذا النص كعنوان جانبي على حاشية المخطوط اليسرى.

(٥) هناك أكثر من مخطوط يحمل هذا الاسم. ولعلها تحفة الكرام بمرويات حجاب بيت الله الحرام لجار الله بن فهد كما سيأتي في النص.

(٦) في (د) «الأمير» ، وهو خطأ.

(٧) الخنكار : بالضم والسكون كلمة من اللغة التركية الأويغوريةUNKAR تعني الموفق ، وهي لقب لسلاطين الدولة العثماية. انظر : المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٧٩.

(٨) في (ب) ، (ج) «بعمارة».

(٩) سقطت من (د).

(١٠) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(١١) في (ب) «التحفة».

(١٢) لم أعثر على هذا المخطوط.

(١٣) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) «وذكر ابن فهد» ، وهو خطأ.

٣٤٢

و (١) في سنة ٩٦٤ [أربع وستين وتسعمائة](٢) :

برز الأمر السلطاني من المظفر سليمان خان بعمل باب الكعبة فعمل ـ في الرابع من شهر (٣) رمضان عام تاريخه ـ ألواحا على بابه الأول من (خشب رمي) (٤) أسود مصفح بالفضة مطلي بالذهب وقدره ـ على ما أخبرني صانعه (٥) علي بابي (٦) الرومي وغيره ـ قدر ألف ومائتين وثمانين أشرفيا معاملة تاريخه (٧) ، ومن الفضة نحو أربعة قناطير تعجز قليلا عنها (٨) ، ومن الذهب السلطاني تقريبا عشرون ألفا وأربعمائة وثلاثون (٩) أشرفيا.

سمرت الفضة على أصل الباب القديم ، وهو من الساج ـ ولم يتفق نظيره (١٠) فيما تقدم (١١) ـ.

__________________

(١) سقط حرف الواو من (ب) ، (ج).

(٢) وسنة ٩٦٤ ه‍ خطأ واضح لأن ابن فهد توفي سنة ٩٥٤ ه‍ بإجماع المؤرخين. انظر المصادر والمراجع الواردة آنفا. كما يظهر الاضطراب في التاريخ من خلال المتن.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» عيد».

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) «الخشب الامي» ، وفي (ج) «الخشب الأبنوس» ، أما في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٧٦ «من خشب الآس».

(٥) في (د) «صايغه».

(٦) في (ب) ، (ج) «بالي».

(٧) أي بقيمة الذهب بالأشرفي في ذلك الوقت.

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) في (د) «وثلاثين».

(١٠) سقطت من (د).

(١١) أي لم يكن له شبيه قبل ذلك. انظر أوصاف الأبواب السابقة في : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٠٣ ، ١٠٥ ، النهروالي ـ الاعلام ٥٣ ـ ٥٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٧٦ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة الكعبة ١٩٤ ـ ١٩٩.

٣٤٣

وأعطوا (١) بني شيبة (٢) ألف أشرفي (٣) [في](١٥) مقابله (٤) مائتين وخمسين سلطانية (٥) عوض الفضة القديمة (٦).

وصار الباب نزهة للناظرين.

وذكر ابن فهد (٧) أيضا (٨) في كتابه بهجة الزمان بعمارة الحرمين لملوك آل عثمان (٩) أنه كتب على الباب الجديد (١٠) بعد البسملة : (رَبِّ أَدْخِلْنِي)(١١) الآية ، وبعدها (١٢) أمر بتجديده (١٣) ، وذكر (١٤) السلطان

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «وأعطى».

(٢) بني شيبة : هم بطن من عبد الدار من قريش ، حجبة الكعبة المعروفون إلى الآن ببني شيبة. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ٣١٠ ، وأيضا باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ٣١٩ ـ ٣٤٦.

(٣) في (د) «أشرفيا».

(١٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «سلطانية».

(٦) انظر هذا الخبر في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٧٦ ، ٢٧٧ مع بعض الاختلاف.

(٧) أي جار الله بن فهد.

(٨) سقطت من (ج).

(٩) انظر : البغدادي ـ إيضاح المكنون ١ / ٢٠١ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١٠ / ١٧٥ لم أتمكن من العثور عليه.

(١٠) في (ب) ، (ج) «إلى ربه» وهو خطأ.

(١١) سورة الإسراء آية رقم ٨٠.

(١٢) في (ب) «وبعد» ، وفي (ج) «وبعد ذكره».

(١٣) في (ب) ، (د) «بتجديدي» وهو خطأ.

(١٤) سقطت من (ج).

٣٤٤

سليمان بتاريخ سنة ٩٥٣ تسعمائة وثلاث وخمسين (١).

قال : وركب في شوال يوم الأحد رابع الشهر (٢)

والحاصل أن الروايات مختلفة ، ووفق ابن علان (٣) بينها (٤) باعتبار عام الشروع ، والفراغ منه ـ والله أعلم ـ.

قال (٥) : «وأرخه الأدباء نثرا ، ونظما ، فمن النثر قول بعضهم : «تزين (٦) الباب (٧)». وقال آخر : «ملاذ الزاهدين (٨)». ومن ذلك قول العلامة ابن علان رحمه‌الله تعالى :

 «سليمان مولانا ابن عثمان أمره

أتى أن باب الله بالورق (٩) يصفح

وما كان هذا الأمر إلا مؤرخا

بقم (١٠) عند باب الله علك تمنح (١١)

قال صاحب التحفة (١٢) :

__________________

(١) سقط من (ب) ، وفي (د) «٩٧٣».

(٢) يمكننا القول أن هذا التاريخ هو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث.

(٣) في (د) «علالي» ، وهو خطأ. أي محمد علي بن علان الصديقي.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «بينهما».

(٥) أي محمد بن علان الصديقي.

(٦) في (ب) ، (ج) «زين».

(٧) وجملة» تزين الباب» تقابل بحساب الجمل عام ٥٠٣ وهو خطأ.

(٨) وجملة» ملاذ الزاهدين» تقابل بحساب الجمل عام ٨٨٠ ه‍ وهو خطأ أيضا.

(٩) الورق : هي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة. المعجم الوسيط ٢ / ١٠٢٦.

(١٠) سقطت من (ب) ، (ج).

(١١) و» قم عند باب الله علك تمنح» هو التاريخ عام ٩٥٣ ه‍ وهو الصحيح.

(١٢) هناك أكثر من مصدر يحمل نفس الاسم ، والراجح أنه كتاب تحفة الكرام بمرويات حجاب بيت الله الحرام لجار الله بن فهد.

٣٤٥

ووضع الباب المصفح يوم الأحد رابع شوال بحضرة قاضي مكة عبد القادر بن محيي الدين (١) الرومي ، ونائب جدة.

وقال الشيخ الزيني عبد الرؤوف بن يحيى بن عبد الرؤوف الشافعي المكي مؤرخا لذلك :

صفح هذا الباب سلطاننا

أعني سليمان هو العادل

وقد أتى تاريخ تصفيحه

ولم يخب في بابنا النازل (٢)

وله ـ عفى عنه وسامحه ـ :

«أشار بأن يصفح باب بيت

سليمان المعظم خير عادل

أتى تاريخ تصفيح بديع

بهذا الباب ينجح كل نازل (٣)

[عودة المحمل اليمني وفي (٤) سنة ٩٦٣ تسعمائة وثلاث وستين :

كان حدوث العرضة من صاحب مكة (٥) الشريف أبي (٦) نمي للأمير اليماني. وملخصه :

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) وعجز البيت «ولم يخب في بابنا النازل» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل سنة ٣٦١ وهو خطأ.

(٣) في (ب) «نال» وهو خطأ. وعجز البيت» بهذا الباب ينجح كل نازل» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ٩٥٣ ه‍.

(٤) من هنا يبدأ السنجاري ينقل من الأرج المسكي لعلي بن عبد القادر الطبري كما سيوضح في نهاية الخبر.

(٥) سقطت من (د).

(٦) في (ج) «أبو».

٣٤٦

أن الوزير النشار مصطفى (١) باشا المتولي على اليمن من جهة مولانا السلطان الأعظم [سليمان](٢) خان ـ وكانت ولاية المذكور سنة ٩٦٢ تسعمائة واثنتين وستين (٣) ـ ،» فوصل إلى مكة أميرا على المحمل المصري ، فحج بالمحمل (٤) ، ورجع به إلى مصر الأمير مراد بيك (٥) ، وتوجه [الأمير](٦) مصطفى النشار إلى الديار اليمنية ، فأحدث محملا / خرج به من اليمن ، ومعه خلعة من جانب السلطان [سليمان](٧) خان ، فبرز

__________________

(١) في (ب) «المصطفى». يعرف عند العرب الأروام صغصغان ، وعند العرب النشار لأنه قام بنشر بعض قطاع الطرق نصفين بالمنشار. صار كاشفا للغربية بمصر ثم ولي إمرة الحج عدة سنوات متوالية ثم تولى ايالة اليمن سنة ٩٤٧ ه‍ بدلا عن مصطفى بك فكان أول من أطلق عليه لفظ الباشا والبكلربكي ، عزل عنها سنة ٩٥٢ ه‍ ، أظهر خلالها العدل ثم عاد إليها سنة ٩٥٨ ه‍ على رأس جيش جرار لإعانة ازدمر باشا والي اليمن ، عاد منها إلى مصر سنة ٩٥٩ ه‍ ثم ولي إيالة اليمن مرة ثانية سنة ٩٦٢ ه‍ فاستمر بها إلى أن توفي فيها سنة ٩٦٧ ه‍. من مآثره المحمل اليمني وإنشائه للمدارس والمساجد. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٧٦ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٣٩٦ ، ٣٩٨ ـ ٤٠٠ ، النهروالي ـ البرق اليماني ٨٨ ، ٨٩ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ١٠٧ ـ ١١١ ، ١١٥ ـ ١١٨ ، ١٢١ ، ١٢٢.

(٢) ما بين حاصرتين في (أ) «سليم» وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ وعلي ابن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٥٢.

(٣) انظر هذا التاريخ في المصادر الواردة في الهامش قبل السابق.

(٤) أضاف ناسخ (د) «سنة تسعمائة» وهو خطأ.

(٥) هو الأمير مراد بيك بن مصطفى أحد أمراء الصناجق. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٤٠٠.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) «سليم» والاثبات من بقية النسخ وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٥٢.

٣٤٧

الشريف أبو (١) نمي للقائه في السنة المذكورة إلى بركة ماجن ، ولبس الخلعة (٢).

ثم وصل ومعه الأمير ، والمحمل (٣) إلى أن حاذى الشريف دار السعادة (٤) ، فدخل منزله ، وتوجه أمير المحمل (٥) اليماني ، ونزل بالمعلاة (٦) في سفح الجبل المحاذي لبستان شيخ الحرم (٧) عند بركة المصري (٨).

__________________

(١) في (د) «أبا» وهو خطأ.

(٢) سقطت من (ج).

(٣) في (ب) ، (ج) «بالمحمل».

(٤) دار السعادة : بناها الشريف حسن بن محمد أبو نمي الثاني منزلا له سنة ٩٦٤ ه‍ أمام باب أم هانئ وباب أجياد ، بني مكانها التكية المصرية ، وفي العصر الحاضر أدخلت في توسعة المسجد الحرام الجديدة في جنوبه الغربي ، أصبحت بعد الشريف حسن دارا للامارة ينزلها ذوو زيد ، وأما ذوو بركات فينزلون في دار الهناء التي بناها أخوه الشريف ثقبة ، ويقال أن موضعها في بيت الشريف أبي نمي تجاه باب الوداع. انظر : عبد الستار الدهلوي ناسخ (ج) حاشية ص ١٠٣ اليسرى ، السباعي ـ تاريخ مكة ٣٤٩.

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٦) لم يتطرق لذكرها صاحب الأرج.

(٧) بستان شيخ الحرم حسن أفندي يقع على يسار الصاعد إلى المقبرة ، فيه بركة كان يعرف قبل ذلك ببستان المدني وكان هذا البستان للسيد ثقبة بن أبي نمي ثم انتقل بعد ذلك. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٤٧.

(٨) لم يذكرها الأرج المسكي. وبركة المصري توجد في المعلاة على يسار الصاعد إلى منى وتعرف ببركة الصارم ، مقسومة إلى بركتين بجدار قصير كان عليه عقد ثم هدم. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٤٤.

٣٤٨

واستمر المحمل اليماني يعرض (١) شريف مكة لأميره (٢) إلى سنة ١٠٤٩ ألف وتسع وأربعين (٣) ، فانقطعت لعدم وفود المحمل من اليمن لما حدث ثمة من الفتن (٤). ـ انتهى من تاريخ الإمام (٥) علي الطبري ـ.

__________________

(١) في (د) «بعرض». ووصف ذلك علي بن عبد القادر الطبري في الأرج المسكي ورقة ٥٢ ، ٥٣ بقوله : «ففي صبيحة اليوم الذي تكون فيه العرضة يجتمع الناس بالشبيكة وما والاها ، وتجتمع السادة الأشراف راكبين على ظهور خيلهم برحبة جياد وصاحب البلد والعساكر والجنود والطبول والزمور تدق على باب دار صاحب مكة ، فيعد تمام اجتماعهم ينزل الشريف فيركب فرسه من دهليز داره دار السعادة ثم يبرز راكبا من باب الدار فيسير الجيش أمامه إلى أن يصلوا المختلع فيتقدم بعض جماعته وينزل بخيمة أمير الحاج ، ويستمر الشريف وجماعته على ظهور خيلهم ، ثم يبرز بعض جماعة الأمير ومعه الخلعة الشريفة السلطانية فيلبسها مولنا الشريف بعد أن يسلم عليها تعظيما لسلطان الإسلام وأداء لما يجب له من وافر الإكرام ، ثم يبرز الأمير ويجيء للشريف ويتسالم هو وإياه ، ثم يعود الشريف من محل وصوله ويعزم أمير الحاج بالمحمل على طريق الحجون فيصل مكة المشرفة».

(٢) في (ب) «الأميرة» وهو خطأ ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «للأمير» ثم أشار على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ٨٣ أن في نسخة أخرى «لأميره».

(٣) في الأرج المسكي ورقة ٥٢ : «بطلت من موسم سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف».

(٤) بياض في (ب).

(٥) في (ب) «امام». أي الأرج المسكي في التاريخ المكي لعلي بن عبد القادر الطبري ورقة ٥٢. وانظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٦ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ص ٥٥ ، وأيضا في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٦٣ ه‍.

٣٤٩

ورود الميزاب الذهب سنة ٩٦٣ ه‍ من مصر لسطح الكعبة (١) :

ثم ورد من مصر ميزاب من ذهب وضع موضع الميزاب الفضة ، وذهبوا بالأول إلى الخزانة العالية (٢) للتبرك (٣) وصولحت بنو شيبة الحجبة (٤) عمّا زاد الميزاب من الفضة (٥) بمائتي شريفي (٦) سلطاني وكان (٧) مقداره (٨) خمسة آلاف وثمانون (٩) درهما ـ كذا قاله (١٠) بعض مؤرخي مكة (١١).

[إرسال السلطنة لقناديل ذهب إلى الحرمين سنة ٩٦٣ ه‍]

فلما (١٢) تم العمل بعثوا (بالبشارة إلى الأبواب محمد جاوش

__________________

(١) وضع المؤلف هذا العنوان الجانبي على حاشية المخطوط اليمنى. وعن الميزاب انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٢٩١ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٠٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٧٥ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ١٩٠ ـ ١٩٣.

(٢) في (د) «العلية».

(٣) والحقيقة لحفظه.

(٤) في (ب) «الجحفة» وهو خطأ.

(٥) أضاف ناسخ (ب) «ورحمت» وهو خطأ.

(٦) في (ج) «أشرفي».

(٧) أضاف الناسخان في (ب) ، (ج) «وكان الأربعون مثقال» وهو خطأ.

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) في (أ) ، (ب) «وثمانين» وهو خطأ ، والاثبات من (ج) ، (د).

(١٠) في (ج) «قال».

(١١) ورد هذا الخبر في النهروالي ـ الاعلام ص ٦٠ : «عمل الميزاب في الباب السلطاني مصفحا بالذهب وأرسل إلى هنا فوضع موضع الميزاب الذي كان في الكعبة وجهز إلى الباب الخاقاني فوصل ووضع في الخزانة العامرة».

(١٢) بدأ السنجاري ينقل من الاعلام للقطب النهروالي كما يشير إلى ذلك في نهاية الخبر.

٣٥٠

فأنعمت عليه السلطنة بالترقيات ، وبعثوه) (١) بالتشاريف إلى صاحب مكة الشريف أبي (٢) نمي ، ومعه تشاريف أخر لوزير (٣) الشريف ، وهو القاضي حسين المالكي (٤) ، وللمعمار (٥) ، وأصحبته السلطنة ثلاثة قناديل ذهب أمره (٦) أن يعلق اثنين في الكعبة ، والثالث في حجرة (٧) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فورد المذكور (١١) مكة ولبس الشريف والمذكورين (٨) الخلع ، وعلق الشريف بيده (٩) القنديلين (١٠) في صدر الكعبة ـ وهي أول قناديل أهديت

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج). ومحمد جاوش ولي كتابة الحرم على عمارة المسجد الحرام ، ثم رقي وأدخل في جاوشية الباب العالي نظرا لأمانته واستقامته وحسن الخدمة. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٦٣.

(٢) في (ج) «أبو». في النهروالي ـ الاعلام ص ٦٣ «حسن بن أبي نمي».

(٣) في (ب) «لويزر» ، وهو خطأ.

(٤) هو حسين بن أحمد الحسيني المكي المالكي قاضي القضاة الملقب بالكرم لفرط كرمه ، ولي قضاء المدينة المنورة مدة طويلة ثم عزل عنه فعاد بعدها إلى مكة حيث تولى فيها عدة مناصب منها منصب ناظر المسجد الحرام ومدرسا في المدارس السليمانية ، وناظرا على عين عرفة. توفي في الطائف سنة ٩٩٠ ه‍ ودفن بالمعلاة. انظر : العيدروس ـ النور السافر ٣٨٠ ، ٣٨١ ، النهروالي ـ الاعلام ٦٥ ، الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٩٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٦ ، ٣٣٧.

(٥) في (ب) «للعمار» وهو خطأ. وهو الأمير أحمد ، وكذلك أرسلت خلعة لقاضي مكة مصلح الدين لطفي بك زادة. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٦٤.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «أمرته» وهي الأصح.

(٧) في (ب) «ببحرة» وهو خطأ ، وفي (ج) «مولد».

(١١) أي محمد جاوش.

(٨) أي المعمار والوزير وسقطت «الشريف والمذكورين» من (ج).

(٩) سقطت من (ج). أي الشريف حسن بن أبي نمي. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٦٥.

(١٠) في (ج) «القنعويلين» وهو خطأ.

٣٥١

للكعبة في زمن العثامنة (١) ـ.

كذا قال القطب (٢) ـ.

[انقطاع عين عرفة سنة ٩٦٥ ه‍ وتعميرها سنة ٩٦٧ ه‍] وفي سنة ٩٦٥ تسعمائة وخمس وستين :

انقطعت عين عرفة (٣) لقلة الأمطار فعرض ذلك إلى أبواب السلطان الأعظم سليمان خان ، فورد أمره بالتفحص عن خير العيون ، وهل يمكن دخول العين مكة بحيث لا ينقطع منها أبدا؟! بقدرة الله سبحانه وتعالى؟ وما مقدار ما يحتاج (إليه في إتقان ذلك) (٤).

فاجتمع قاضي مكة (٥) ، وأعيانها (٦) ، ودعوا المهندسين ، وأمروهم بالخروج إلى العين ، وتحقيق الأمر في ذلك.

فخرجوا وتتبعوا أمرها (٧) ، فوجدوا من نعمان إلى بئر زبيدة (٨)

__________________

(١) في (د) «العثمانة» وهو خطأ.

(٢) النهروالي في الاعلام ص ٦٣ ـ ٦٦.

(٣) في النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٠ : «أن الأمطار قلت ويبست العيون ونزحت الآبار في سنين متعددة من سنة ٩٦٥ وما بعدها وانقطعت العيون إلا عين عرفات فإنها لم تنقطع إلا أنها قل جريانها». وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث زمانا ومكانا.

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) «اليه اتفاقا ذلك» وهو خطأ ، وفي (ج) «اليه انفاقا لذلك».

(٥) هو عبد الباقي بن علي العربي. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٤٠.

(٦) أضاف النهروالي في الاعلام ص ٣٤٠ «والأمير خير الدين خضر سنجق جدة».

(٧) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٤٠.

(٨) هي بئر عظيمة طويت بأحجار كبيرة جدا بينها وبين المنبع ٣٣٠٠٠ م وبينها وبين منى مسيرة ساعة ركوبا. انظر : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢١٢.

٣٥٢

يمكن أن يعمر ، ويحتاج إلى نحو (١) ثلاثين ألف دينار أحمر (٢).

فعرض / هذا على الأبواب [السلطانية](٣) العالية سنة ٩٦٧ تسعمائة وسبع وستين (٤) ، فالتمست زوجة السلطان الأعظم سليمان خان (٥) أن تقوم بهذه المنقبة (٦) من حر مالها ، فأذن لها مولانا (٧) السلطان.

فبعثت إبراهيم [تغرى](٨) دفتردار (٩) مصر قديما ، وأعطته خمسين ألف دينار.

__________________

(١) سقطت من متن (ج) فاستدركها الناسخ على الحاشية اليمنى للمخطوط لصفحة ٨٤.

(٢) سقطت من (ب) ، (ج). أي ذهب. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٤٠.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) في النهروالي ـ الاعلام ٣٤٠ : «في أوائل سنة ٩٦٩ ه» وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث.

(٥) سقطت من (د).

(٦) في (ب) ، (ج) «النفقة».

(٧) في (ب) ، (ج) «مولاها». وهذا يبين لنا دور المرأة المسلمة في حياة المسلمين.

(٨) في (أ) «عرى» ، وفي (ب) ، (ج) «يعمرى» ، وفي (د) «يعمر» ، والاثبات من المصادر الواردة في الترجمة. هو الأمير إبراهيم باشا بن تغرى وردي المهمندار ، تولى منصب دفتردار مصر إلا أنه عزل عنه وأمر بالتفتيش فعفي عنه وولي عمارة عين عرفة. توفي سنة ٩٧٤ ه‍ في مكة ودفن بالمعلاة ، ومولده سنة ٩٢٢ ه‍. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٤١ ، ٣٤٢ ، ٣٤٦ ، ٣٤٧ ، السنجاري ـ منائح الكرم ورقة ١٦٦ / أ.

(٩) في (د) «دفتدار».

٣٥٣

فوصل جدة في الخامس (١) والعشرين من ذي القعدة من السنة المذكورة (٢) ، وركب إلى مكة ، فخرج للقائه الشريف أبو نمي ، فلاقاه ، ولاطفه ، وفرح بذلك الدفتردار (٣) غاية الفرح ، ودخل مكة ، ونزل مدرسة السلطان قايتباي.

فشرع (فيما هو بصدده ، فنظف أولا الآبار بمكة وزاد في عمقها ليحصل بها النفع. ثم شرع) (٤) في تنظيف دبول عرفة ، وأبرز وطاقه (٥) بالآجر (٦) ، وطلب الصناع ، والمهندسين من كل أرض ، فأتوه من الشام ، ومصر ، والصعيد (٧) ، وحلب ، واسطنبول ، واليمن

__________________

(١) في (ب) «لفحاس» وهو خطأ.

(٢) أي سنة ٩٦٥ ه‍ ، وفي النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٢ : «يوم الجمعة لثمان بقين من ذي القعدة سنة ٩٦٩ ه» وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث زمانا ومكانا.

(٣) في (د) «دفتدار».

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) الوطاق : أوطاق كلمة محرفة عن أوتاق وتعني المخيم والأثاث والمحطة. انظر : حمد الجاسر ـ مقدمة تحقيقه للبرق اليماني للقطب النهروالي ٧٥ ، ٨٠. فهي كلمة غير عربية وتعني هنا حافته.

(٦) في (أ) ، (ب) «بالاوجر» ، وفي (د) «بالاجود» وهو خطأ والاثبات من (ج). والآجر : هو اللبن المحروق ، ويعرف أيضا بالطوب واحدته طوبة ، قيل انها لغة مصرية قديمة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٦٩.

(٧) الصعيد : بلاد واسعة فيها عدة مدن عظام منها أسوان وهي أوله في ناحية الجنوب وقوص وقفط واخميم والبهنا ، يكتنفه جبلان يجري النيل بينهما والمدن والقرى شارعة عليه. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٤٠٨ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٨٤١ ، ٨٤٢ ، محمد وجدي ـ دائرة معارف القرن العشرين ٥ / ٤٩٦.

٣٥٤

طوائف بعد طوائف.

ولم يزل يجهد بنفسه.

قال القطب (١) :

«وكان جملة المشدين من خاصته أربعمائة مملوك.

وعمر إلى أن بلغ موضع بئر زبيدة محل ما وقفت (٢) ، وتركت العمارة. فلم يجد بعد ذلك دبلا ، ولا عملا فضاق ذرعه ، وتحقق أن وقوف زبيدة ليس عن عجز في النفقة ، وإنما عجز المعلمون عن إدخال الماء مكة لجبل (٣) اعترضهم ، واستصعبوا قطعه ، (فإنه يحتاج بعد هذه البئر إلى دبل طوله ألفا (٤) ذراع بذراع (٥) العمل (٦) (في عرض) (٧) خمسة

__________________

(١) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٣٤٥.

(٢) في (ب) «وقعت» وهو خطأ. أي مكان ما توقفت السيدة زبيدة عن العمل.

(٣) في (ب) ، (ج) «بجبل» ، وفي النهروالي ـ الاعلام ٣٤٥» لصلابة الحجر».

(٤) في (د) «ألف» وهو خطأ.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) سقطت من (ج) ، وفي النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٥ «البنائين». وذكر هنتس في كتابه المكاييل والأوزان ص ٨٩ : «أن ذراع العمل المصرية تعادل الذراع الهاشمية ، ويبلغ متوسط طول الذراع الهاشمية وفق حساباته ٥ ، ٦٦ سم». وفي المعجم الوسيط ١ / ٣١١ أن الذراع الهاشمية ـ ٣٢ اصبعا أو ٦٤ سم. أما ذراع المعمارية فذكر هنتس ص ٩٠ أنها تساوي ذراع النجار أو الذراع النجارية المصرية ، وكانت تساوي في العصور الوسطى ٥ / ٨ ذراع اليد وحدد ذراع اليد ب ٨٧٥ ، ٤٩ سم فينتج أن الذراع المعمارية ـ ٨ ، ٧٩ سم.

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب).

٣٥٥

أذرع حتى يصل الماء إلى مساحة (١) عين حنين. ثم يحتاج إلى حفر خمسين ذراعا في حجر صوان (٢) في عرض خمسة أذرع ، ويحتاج إلى حفر خمسمائة ذراع حتى يصلوا إلى هذا الجبل الذي يريدون (٣) أن يقطعوا فيه خمسين ذراعا. وأقام المهندسون ، والمعلمون براهين تشهد بذلك. فسألهم الدفتردار هل يمكن هذا العمل بالفعل؟.

فقالوا : يمكن إذا حفرنا هذا القدر ، فوصلنا إلى (٤) الصخر ، فتوقد عليه مقدار مائة حمل حطب ليلة كاملة إلى الصبح. ثم يطفى النار ، فنقطع (٥) / منه (٦) بالكثير في كل يوم قيراطين (٧) من أربعة وعشرين قيراطا من ذراع. ثم يوقد في الليلة الثانية مثل ما تقدم ، ويقطع في اليوم الثاني قيراطين. وهكذا إلى خمسين ذراعا في عرض خمسة أذرع ،

__________________

(١) في (ب) «حه» سقطت منها» مسا» حيث ترك الناسخ مكانها بياضا ، وفي (ج) «باحة».

(٢) حجر صوان هو : ضرب من الحجارة فيه صلابة يتطاير منه شرر عند قدحه بالزناد. المعجم الوسيط ١ / ٥٣٠.

(٣) في (ج) «يريدوا».

(٤) أضاف ناسخ (ج) «هذا».

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» فيقطع».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) أي الذراع ـ ٢٤ قيراطا. فإذا كان ذراع العمل ـ ٥ ، ٦٦ سم ، فالقيراط ـ ٧٧ ، ٢ سم تقريبا. ٧٧٠ ، ٢ ٢ ـ ٥٤٠ ، ٥ سم. فسبحان مبدل الأحوال من حال إلى حال ، اليوم تهدم جبال بساعات معدودات.

٣٥٦

فيستقيم العمل. وهذا يحتاج إلى عمر سيدنا نوح (١) ، ومال قارون (٢).

فأنفت (٣) نفس المذكور (٤) من وقوف عمل العثامنة ، فاستخار الله سبحانه وتعالى وقال لهم (٥) : «اعملوا والتمام على الله عزوجل».

وأمر بجمع الحطب من جميع (٦) الجهات ، ومنع من بيع الحطب على غيره) (٧).

[وفاة تغري دفتردار معمار العين سنة ٩٧٤ ه‍]

ومحصله (٨) أنه انتقل إلى رحمة الله تعالى (٩) سنة ٩٧٤ تسعمائة وأربع وسبعين ليلة الاثنين الثاني من رجب ، ولم يتم ما أراده ، ودفن بالمعلاة

__________________

(١) الذي عاش أكثر من ١٠٠٠ سنة كما ذكر الله في كتابه الحكيم في سورة العنكبوت آية رقم ١٤ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) أي ٩٥٠ سنة.

(٢) في (ج) «قرون». الذي ورد ذكره في القرآن العظيم في سورة القصص آية رقم ٧٦ ، ٧٩ ، وفي سورة العنكبوت آية رقم ٣٩ ، وسورة غافر آية رقم ٢٤ ، والذي ضرب به المثل في كثرة المال.

(٣) في (د) «فأنفست» وهو خطأ.

(٤) أي إبراهيم بن تغري وردي دفتردار مصر القديم.

(٥) سقطت من بقية النسخ.

(٦) في (ب) «الجميع» وهو خطأ.

(٧) انظر ما ورد في النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٥ ، ٣٤٦ بهذا الشأن.

(٨) أي الخلاصة. أضاف النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٦ : أن إبرلهيم هذا قطع من المسافة ١٥٠٠ ذراع.

(٩) أضاف ناسخ (د) «عزوجل». أي إبراهيم بن تغري وردي دفتردار مصر القديم.

٣٥٧

على يمين الصاعد إلى الأبطح (١) في تربة أعدها له ، ودفن بها ابنان له (٢) ماتا قبله.

وكان [قد](٣) عرض إلى الأبواب الشريفة السلطانية أنه يريد أن يجعل مدرسة (٤) باسم السلطان سليم خان ، فأجيب إلى ذلك (٥) سنة ٩٧١ تسعمائة وإحدى وسبعين (٦).

[سيل عام ٩٧١ ه‍]

وفيها (٧) : دخل المسجد سيل عظيم بلغ إلى باب الكعبة ، فنظفه (٨)

__________________

(١) الأبطح : اختلف في تحديده بالضبط فذكر ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٧٤ : الأبطح هو كل مسيل فيه دقاق الحصى ، فهو أبطح ، وكذلك الرمل المنبسط على وجه الأرض يسمى الأبطح والبطحاء. والأبطح يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينهما واحدة وربما كان إلى منى أقرب وهو المحصب وهو خيف بني كنانة وقيل أنه ذو طوى وليس به. وجاء في البكري ـ معجم ما استعجم ١ / ٩٧ ، ٢٥٧ : الأبطح بمكة معلوم ، وهي البطحاء وهي ما حاز السيل من الردم إلى الحناطين يمينا من البيت. واليوم يعرف أهل مكة الأبطح بأنها المنطقة الواقعة بين المنحنى عند بئر الشيي إلى الحجون ثم بعده البطحاء إلى الحرم ثم المسفلة. أي أن الأبطح تقع من الخرمانية إلى مقبرة الحجون والتي تسمى اليوم بالخريق. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٣١ ، ٣٢ ، معالم مكة التاريخية والأثرية ٤١ ، ١٩٦.

(٢) سقطت من (د).

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) في النهروالي ـ الاعلام ٣٥١ : أن يجعل أربع مدارس على المذاهب الأربعة لتدريس الفقه.

(٥) إلى هنا ينتهي نقله من النهروالي ـ الاعلام. ص ٣٤٤ ـ ٣٤٦ ، ٣٥٠ ، ٣٥١.

(٦) لم يتطرق النهروالي ـ الاعلام لذكر سنة الإجابة.

(٧) أي سنة ٩٧١ ه‍.

(٨) في (ب) ، (ج) «نظفه».

٣٥٨

صاحب مكة من ماله ـ جزاه الله خيرا ـ.

وأرخ عامه القاضي صلاح الدين القرشي (١) الظهيري بلفظ ذراع (٢) في قوله : علا على الركن اليماني (٣) ذراع (٤).

[بناء المدارس السليمانية]

«فبنى (٥) المدارس السليمانية ، وهي غنية عن (٦) التعريف.

وكان في محلها المارستان المنصوري (٧) ، والمدرسة الكنبايتية (٨) ،

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «القريشي».

(٢) كلمة ذراع هي التاريخ وتساوي بحساب الجمل : ٩٧١ ه‍ وهو الصحيح.

(٣) الركن اليماني : هو أحد أركان الكعبة المعظمة الأربعة. انظر : البلادي ـ معالم مكة التاريخية والأثرية ١١٧ ، ١١٨.

(٤) هو عجز للبيت التالي :

يا سائلي تاريخ سيل طما

علا على الركن اليماني ذراع.

انظر هذا وخبر السيل في : العيدروس ـ النور السافر ٢٧٧ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٥٩ ، الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٧١ ه‍ مفصلا.

(٥) رجع السنجاري للنقل عن الاعلام للقطب النهروالي.

(٦) سقطت من (ج).

(٧) وقفه الخليفة المستنصر بالله ، وتاريخ وقفه سنة ٦٢٨ ه‍ ، ثم عمره الشريف حسن بن عجلان عمارة حسنة وأحدث فيها ما يحصل به النفع بعد استئجاره له مائة عام من القاضي الشافعي ، وتاريخ وقفه له في صفر سنة ٨١٦ ه‍ ، ويقع هذا البيمارستان بالجانب الشمالي من المسجد الحرام. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ١٢٣ ، شفاء الغرام ١ / ٣٣٧ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ٧٩.

(٨) في (ب) «الكسايتية» ، وفي (ج) «الكسائية» ، وفي (د) «الكتبايتية». لم تتفق المصادر والمراجع في رسم الكلمة فرسمت كنباية والكيبانية وكنبايت والكنبائية. أنشأها السلطان أحمد شاه سلطان كجرات من أقاليم الهند ، حكم بين سنتي ٨١٣ ،

٣٥٩

ودور لصاحب مكة (١) ، فاستبدل الكل ، ورمى أساسها لليلتين خلتا من رجب سنة ٩٧٣ (تسعمائة وثلاث) (٢) وسبعين (٣).

(كذا قال القطب (٤).

وقال ابن أخيه الأكمل (٥) سنة ٩٧٢ تسعمائة (٦) واثنتين وسبعين) (٧).

__________________

٨٤٥ ه‍ ، والكنبائية نسبة إلى كنباية عاصمة هذا الإقليم. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٥١ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ص ٨٠ ، الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ١٥٠ وحاشيتها.

(١) الشريف حسن بن أبي نمي ، وأيضا أوقاف السلطان الملك المؤيد شيخ سلطان مصر من الجراكسة ورباط الظاهر. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٥١.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٣) ورد التاريخ في (ج) «تسعمائة وإحدى وسبعين». وفي النهروالي ـ الاعلام ص ٣٥٢ : «سنة ٩٧٢ ه». وهو الأصح لكون المؤرخ معاصرا للأحداث. انظر أيضا : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٣.

(٤) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٣٥٠ ، ٣٥١.

(٥) هو عبد الكريم بن محب الدين بن علاء الدين النهروالي ، ثم المكي الحنفي الشهير بالقطبي ، ولد سنة ٩٦١ ه‍ بأحمد آباد في بلاد الهند ، قدم مكة مع والده فنشأ بها ، فتولى الإفتاء في مكة سنة ٩٨٢ ه‍ وأم بالمقام الحنفي في حدود سنة ٩٩٠ ه‍ ، كما ولي التدريس في المدرسة السلطانية المرادية بمكة ، توفي بمكة سنة ١٠١٤ ه‍ ودفن بالمعلاة. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٩ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ ، ٣٨٤ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ٢٨٠ ـ ٢٨٣ ، القطبي ـ الاعلام ـ مقدمة التحقيق ص ٢١ ـ ٢٣. وكتابه هو اعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام.

(٦) سقطت من (د).

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

٣٦٠