منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

مالت لتعجمه (١) الخطية (٢) السمر

كأنه لاعب يرمي الرؤوس به

بالصولجان (٣) وتلك الأرؤس الأكر

ما كرّ بعد (٤) ورود الحرب قط وهل

يكر من ليس (من ورد) (٥) له صدر

ولم يفر وهل (٦) يدنو الفرار فتى

بالعزم مدرع (٧) بالنصر (٨) معتجر (٩)

__________________

(١) في (د) «لتعجبه».

(٢) جاء في الرازي ـ مختار الصحاح ١٨٠ ، ١٨١ ، الخط : موضع باليمامة ، وهو خط هجر تنسب إليه الرماح الخطية لأنها تحمل من بلاد الهند فتقوم به.

(٣) الصولجان : بفتح اللام ، المحجن. وهي عصا معقوف طرفها يضرب بها الفارس الكرة ، منه صولجان الملك ، وهي عصا يحملها الملك ، ترمز لسلطانه ، وكلمة الصولجان فارسية معربة ، وكذا كل كلمة فيها صاد وجيم لأنهما لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣٦٧ ، المعجم الوسيط ١ / ٥١٩ ، ٥٢٠.

(٤) في (ج) «يعدوا» ، وهو خطأ.

(٥) في (ج) «من وذر».

(٦) سقطت من (د).

(٧) في (د) «مدبرمح».

(٨) في (ج) «بالصبر» ، وفي (د) «النصر».

(٩) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٥٨٥ ، اعتجر فلان بالعمامة : لفها على رأسه ورد طرفها على وجهه.

٦٢١

فتى له جيش عزم قد أحاط (١) من الست

الجهات به التأييد والظفر

ينمى (٢) إلى دوحة للملك زاكية

قد طاب عنصرها والزهر (٣) والثمر

أعز ثبت (٤) الجنان الفارس البطل الليث

الهمام [الشجاع](٥) الصارم الذكر (٦)

القائد الخيل إن رامت مدى قطعت (٧)

في خطوها يدها حيث انتهى البصر

من كل (٨) أدهم يكسى من دم حللا

كأنه بلظى الهيجاء يستعر

__________________

(١) في (ج) «أحاطت» ، وفي (د) «أحا».

(٢) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) «نما» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ «ينمنى» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٠ «نمى».

(٣) في (ج) والمصدرين السابقين «الفرع».

(٤) بياض في (د).

(٥) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، وسقطت من (د) ، والاثبات من (ج) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٠. هذا وورد هذا الشطر فيها كما يلي : «الشجاع الهمام الصارم الثمر».

(٦) في (ج) «الثمر».

(٧) في (ج) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٠ «وضعت».

(٨) في (د) «لك».

٦٢٢

وكل أشهب (١) محجول (٢) قوائمه

أغر أبلق (٣) ما في باعه قصر

وكل طرف يدك الصخر حافره (٤)

وطأ تطاير من صدماته (٥) الشرر

كأنما [تطرد](٦) الأقدام (٧) أيديها

فلا تقرّ ولم يلحق لها أثر (٨)

__________________

(١) الأشهب : كل حصان أبيض الشعر ، ليس بالبياض الصافي القرطاسي ، جلده أسود ، فيطلق عليه أشهب أبيض ، وأسماء ألوانه خمسة : الناصع ، الاحم ، زرزوري ، المفلس ، السامري. انظر : ابن سيدة ـ المخصص ٦ / ١٥٢ ـ ١٥٣ ، لنويري ـ نهاية الارب ١٠ / ١٠.

(٢) المحجل : الحصان في قوائمه الأربعة أو في ثلاثة منها ، أو في رجليه بياض قل أو كثر ، وأصل الحجلة من الحجل وهو الخلخال أو القيد. انظر : الجواليقي : أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد (توفي ٥٤٠ ه‍) ـ المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم ـ تحقيق أحمد محمد شاكر ـ ط ٢ ـ دار بيروت ١٣٨٩ ه‍ / ١٩٦٩ م ص ٢٢٠ ، ابن سيده ـ المخصص ٦ / ١٥٦ ، النويري ـ نهاية الأرب ١٠ / ١٥.

(٣) الأبلق : ما يكون نصف لونه أو ما يقارب النصف أبيض والنصف الآخر أسود ، ومنها الأدرع والمطرف. انظر : ابن سيده ـ المخصص ٦ / ١٥٢ ، النويري ـ نهاية الأرب ١٠ / ١١.

(٤) في (ج) «حافوه» ، وفي (د) «حافزه». وفي (د) ورد هذا الشطر كما يلي : «وكل صخر يدك الطرف حافزه».

(٥) في (ج) «وطأته».

(٦) في (أ) ، (ب) «تطر» ، وسقطت من (ج) ، وفي (د) «نظر» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥» تطلب» ، والاثبات من ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٠.

(٧) في (ب) ، (د) «الأقلام».

(٨) سقط هذا البيت من (ج).

٦٢٣

تخال تصهالها (١) رعدا (٢) يزمجر في

سحاب نقع مثار برقه البتر (٣)

مهذبات إذا نار (٤) الوغى استعرت

لا [بالعنان](٥) ولا بالشكل تنحجر (٦)

عليهم الأسد فرسانا مصورة

تطيعهم كيفما شاؤا وتنزجر

من كل شهم شديد البأس (٧) منصلت (٨)

كالسهم (٩) إن ثارت الهيجاء يبتدر (١٠)

__________________

(١) في (ب) ، (د) «اصهالها».

(٢) في (د) «رعد».

(٣) ورد هذا الشطر في (ب) ، (د) كما يلي : «سحاب نقع مشاربه مرا البتر».

(٤) في (ج) وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «ثار».

(٥) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «بالمنار» ، وفي (ج) «بالفتان» ، وفي (د) «المنان» ، والاثبات من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١.

(٦) تنحجر : تحجز أو تمنع من العدو. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٤ / ١٦٦.

(٧) في (ج) «اليأس» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ «البطش».

(٨) في (ب) «منصعه» ، وفي (ج) وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١» متصل» ، وفي (د) «منصله».

(٩) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «كالسمعه» ، وهو خطأ ، وبياض في (د) ، والاثبات من (ج) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١.

(١٠) في (ب) «يسترر» ، وهو خطأ ، وفي (د) «يستتر».

٦٢٤

وكل ذي لمة (١) سوداء حالكة

كالليل في جنحه قد أشرق القمر

وكل أصيد مرّ الجد (٢) ذا جلد

ما مسه سأم (٣) فيها ولا ضجر (٤)

قوم إذا التثموا (٥) كانوا الأهلة والأقمار

(إن سفروا (٦) والأسد إن [زأروا](٧))

كأنهم والصبا تسري (٨) بنشرهم

في محكم (٩) الزرد الأكمام والزهر

بهم (١٠) حوى الفخر أنباء الرسول كما

__________________

(١) اللمة : هي الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن. الرازي ـ مختار الصحاح ٦٠٥.

(٢) في (ب) «الجر» ، وهو خطأ ، وفي سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥» الحد».

(٣) في (ب) «يسأم.

(٤) ورد هذا البيت في (د) كما يلي :

وكل أسود مر الجراد جلد

ما مسه فيها سأم ولا ضجر

وقدم ناسخ (ج) هذا البيت عن البيت السابق.

(٥) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «التمسوا» ، وهو خطأ.

(٦) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١» يسفروا».

(٧) في (أ) «زأر» ، وفي (ب) «زر» ، وفي (ج) «زئروا» ، وبياض في (د) والاثبات من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ ، وما بين قوسين في (ب) «باسفروا الأسدادازر» ، وبياض في (د).

(٨) في (ب) «شرى» ، وفي (د) «ترى».

(٩) في (ب) «حكم».

(١٠) في (ب) «كأنهم».

٦٢٥

به على العرب فخرا قد حوت مضر

يسوسهم (١) صادق الآراء (٢) فطنته (٣)

تقضي بما هو آت قبل والفكر

متوج هو فيهم مثلهم (شرفا

في قومهم وهم) (٤) في قومهم غرر

إذا بدا بينهم في موكب تره

كأنه البدر دارت حوله الزهر

وأن من بعد طه مرسل (٥) نزلت

عليه في وصفه الآيات والسور (٦)

تكاملت فيه أوصاف تجيز (٧) له

دعوى [...](٨) إلا أنه بشر

__________________

(١) في (أ) ، (ج) ، (د) «يسومهم» ، والاثبات من (ب) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٥ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١.

(٢) في (ب) «الدار» ، وهو خطأ.

(٣) في (ج) «فطنة».

(٤) ما بين قوسين في (ج) «شرقا في قومه وهموا».

(٥) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ «مرسلا».

(٦) ورد هذا الشطر في (ب) ، (د) كما يلي : «عليه في وصفه الأيام والسرر».

(٧) في (ب) «لجبر» ، وفي (د) «تحير».

(٨) ما بين حاصرتين في (أ) «التأله» ، وفي (ب) ، (د) «التألم» ، وهو تصحيف ، وقد جرى حذفها عمدا بسبب ما يتضمنه البيت معها من الكفر الصريح المنافي للعقيدة الإسلامية ، وكذلك أسقط ناسخ (ج) والعصامي صاحب النجوم العوالي ، وابن معصوم صاحب السلافة هذا البيت والبيت الذي يليه بسبب ذلك.

٦٢٦

صفات أروع لا تحصى محامده

وليس يحصرها قول فتنحصر (١)

وكيف يحصر بالألفاظ وصف (٢) فتى

مطول القول عن معناه مختصر

سمح الأكف كريم عم نائله

يعطي (٣) الجزيل ابتداء وهو يعتذر

كأنما كفه تهمي بنائله

غمامة (٤) بوابل (٥) الجود تنهمر

أو دوحة غضة (٦) الأغصان دانية

قطوفها بنسيم العرف ينهصر (٧)

__________________

(١) في (ب) «منتخر».

(٢) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «فضل» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ «قول».

(٣) في (ج) «يعطه» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ «معطى».

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦» غمائم».

(٥) في (أ) ، (ج) «بولى» ، والاثبات من (ب) ، (د) ، وفيهما» بوبل».

(٦) ما بين حاصرتين في (ج) «غصن» ، والاثبات من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١.

(٧) هصر الغصن : أخذ برأسه فأماله إليه. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٦٩٦. والبيت من (ج) فقط.

٦٢٧

تلقى(١) النضار(٢) لديه(٣) المعتفون(٤) قرى (٥)

كأنما لقراهم تنحر البدر

تريك جدواه جدوى حاتم بخلا

إذ كل جود إلى (٦) جدواه محتقر (٧)

دعاه يا محسنا لما تفرس من

مرآه والده الإحسان ينتشر

فجاء مصداق كل اسم (٨) لصاحبه

منه نصيب بما [يأتي](٩) وما يذر (١٠)

فيا أبا الجود يا جم المواهب يا

أخا الندى مفخر (١١) الأقوام إن فخروا

__________________

(١) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «يلقى» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ «لقى».

(٢) في (ب) ، (د) «النضا» ، وهو خطأ. والنضار : هو الذهب ، وقيل الخاص من كل شيء. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٦٦٤.

(٣) في (ب) «ولدته».

(٤) في (ج) «المعتوف» ، وبياض في (د) ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «المقتفون».

(٥) في (ب) ، (ج) «غدى» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ «قوي».

(٦) في (ج) «لدى».

(٧) لم يثبت العصامي ـ سمط النجوم العوالي هذا البيت.

(٨) بياض في (د).

(٩) ما بين حاصرتين في (أ) لم أتمكن من قراءتعا لاستدراك المؤلف لها على حاشية المخطوط الوسطى ، وسقطت من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «ياتمه».

(١٠) سقط هذا البيت من (ب) ، وفي (ج) سقط هذا البيت والبيت السابق له.

(١١) في (ج) «بفخر».

٦٢٨

يا ابن الحسين لقد وافتك واصلة (١)

عذراء (قد فات منها غيرك النظر) (٢)

لم ترض غيرك كفؤا والصداق لها

صدق القبول فما في (٣) غيره وطر

فلست ممن يقول الشعر مبتغيا

كسى وفخرا وما بالشعر يفتخر (٤)

ولست ممن إذا (٧) ما جاء مفتخرا

ما فخره غير (آباء له) (٥) غبروا (٦)

وإنما أنا ذو الفضل الشهير ولي

نفس عصامية ما نالها بشر

هذا وآبائي الشم الكرام وهم

في المجد أخبارهم تزهى بها السير

__________________

(١) في (ج) «وصلة».

(٢) ورد هذا الشطر في (ب) كما يلي : «عذراء فرخات منها غيرك النظر». وما بين قوسين بياض في (د).

(٣) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ج) «بي» ، وفي (د) «فيه» ، والاثبات من (ب) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١.

(٤) ورد هذا الشطر في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦ : «به افتخارا وما بالشعر يفتخر». وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥١ : «كسبا وفقرا وما بالشعر يفتخر». وفي (ج) سقط البيت بكامله.

(٧) سقطت من (ج).

(٥) ما بين قوسين ورد في (ب) «ياله» ، وهو خطأ ، وبياض في (د).

(٦) في (أ) «غبر» ، وفي (ب) ، (د) «غير» ، والاثبات من (ج). هذا ولم يثبت العصامي ـ سمط النجوم العوالي هذا البيت والبيتين اللذين يليانه.

٦٢٩

سلني وسل عني الأقوام مختبرا

لا يعرف المرء (إلا حين يختبر) (١)

عمري ولولاك يا حامي الذمار (٢) لما

صغت المدائح أبديها وأبتكر

فسرح الطرف فيها روضة أنفا (٣)

غناء (٤) تقصر تحكي نظمها الدرر (٥)

واستملها (٦) عذبة الألفاظ مفردة

يصد سحبان (٧) عنها العي والحصر

قد أحرز السبق منشيها فلو ركضت (٨)

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) «إلا خير مختبر» ، وفي (د) «إلا خبر مختبر» ، والاثبات من (ج) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٦.

(٢) في (ب) ، (د) «الذمام».

(٣) في (ج) «أنف» ، وفي ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٢ «أنقا».

(٤) في (د) «عا».

(٥) في (د) «الدررا». هذا ولم يثبت العصامي باقي القصيدة.

(٦) في (ج) «واستحلها».

(٧) هو سحبان بن زفر بن إياس الوائلي بن باهلة ، خطيب ضرب به المثل في البيان يقال أخطب من سحبان وأفصح من سحبان ، عاش في الجاهلية والإسلام ، أسلم في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يجتمع به. توفي سنة ٥٤ ه‍. انظر : ابن حجر العسقلاني ـ الإصابة في تمييز الصحابة ترجمة رقم ٣٦٥٨ ، البغدادي ـ خزانة الأدب ٤ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، بدران : عبد القادر بن أحمد بن مصطفى (توفي ١٣٤٦ ه‍) ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر ـ ط ٢ ـ دار المسيرة ـ بيروت ١٣٩٩ ه‍ / ١٩٧٩ م ص ٦ / ٦٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٧٩.

(٨) في (د) «وكف».

٦٣٠

فوارس (١) الفضل في ميدانها (٢) قصروا (٣)

وعش ودم بالغا ما أنت آمله

يجري القضاء بما تختار والقدر

تمت (٤).

وممن مدحه العالم العلامة شهاب الدين أحمد بن الفضل باكثير صاحب وسيلة المآل ، وهي التاريخ الذي جعله باسمه بقصيدته ذات التواريخ والأبيات :

بروحي فتاة قد وفت صبها عذرا (٥)

وبعد النوى (٦) زارته ذاكرة عذرا

لقد (٧) زانها صدق المودة إذ ترى (٨)

منزهة عمّا أتى مذ نوى غدرا (٩)

يعزّ عليها بين مغرمها ولا

تراها أنت هجرا كأمثالها ضرا

__________________

(١) في (د) «سبوابق».

(٢) في (ج) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٢» مضمارة».

(٣) في (ب) «خصروا» ، وفي (د) «خصر».

(٤) هكذا في (أ) ، وسقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ب) ، (د) «غدا».

(٦) النوى : البعد. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٦٥.

(٧) في (ب) ، (د) «قد» ، وفي (ج) «وقد».

(٨) في (ب) «قرى» ، وفي (د) «قرا».

(٩) في (أ) «عذبا» ، والاثبات من بقية النسخ.

٦٣١

مهاة فلاة ما ألذ وصالها

يزيل الضنا (عمن وفته (١) فكم) (٢) أبرا

مشت بين أتراب حسان وأنها

سعت (٣) بالضياء لما أضاءت (٤) على الأثر

إذا أسفرت أو أرسلت حجب شعرها

لمحت ضياء البدر في (ليلة [البدرا](٥))

سبى طرفها الوسنان (٦) لبي ولم أزل

مقيما على رقّ يصيّرني حرّا

لها كفل قد كاد يقعد (٧) قدها

ومن ثقله الخصر النحيل (٨) شكى جورا (٩)

مهفهفة (١٠) قدا يميس (١١) كأنما

__________________

(١) في (أ) ، (ب) ، (د) «وافى» ، والاثبات من (ج).

(٢) ما بين قوسين بياض في (د).

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «سمت».

(٤) في (ج) «أضاء».

(٥) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، وفي (ب) «البدر» ، والاثبات من (ج). وما بين قوسين بياض في (د).

(٦) وسنان : النعسان. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ١٠٣٣.

(٧) في (ب) «يتعد» ، وبياض في (د).

(٨) في (أ) ، (ب) «الخبيص» ، وبياض في (د) ، والاثبات من (ج).

(٩) في (أ) ، (ب) ، (د) «حرا» ، والاثبات من (ج).

(١٠) مهفهفة : ضامرة البطن ، دقيقة الخصر. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٨٩.

(١١) في (ج) «تميس».

٦٣٢

جرى ظلم فيها في معاطفها خمرا

وفي ثغرها در نضيد (١) ولحظها

هناك رقيب خده قد حمى الثغرا

جنى (٢) إذا حمى عين (٣) الأقاحي (٤) لأنه

هدا لي سقما لم يزل طعمه مرّا

هلاكي منها والمطيب (٥) وصلها (٩)

إذا وصلت (٦) حبلي حلا (كلما مرّا) (٧)

هجرت لذيذ النوم مذ بان هجرها

لقد أسهرت طرفا يبات ولم يكرا

لوت جيد ظبي عن معنّى (٨) بحبها

يرى الموت دون العتب لم يحتمل هجرا

__________________

(١) نضيد : متراصف ومتناسق. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٢٨.

(٢) في (أ) «حنى» ، وفي (ج) «جن» ، والاثبات من (ب).

(٣) في (أ) «عنى» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) الأقاحي : مفردها الأقحوان ، وهو نبت زهره أصفر أو أبيض ، ورقه مؤلل كأسنان المنشار. ومنه البابونج ، وكثر في الأدب العربي تشبيه الأسنان بالأبيض المؤلل منه. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٢.

(٥) في (ب) «الطيب» ، وفي (ج) «والطبيب».

(٩) في (ج) «وصالها».

(٦) في (ج) «واصلت».

(٧) ما بين قوسين في (ب) «كما مرا» وفي (ج) «مثل ما مرا».

(٨) المعنى : الذي يعاني الألم. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٢ / ٢٣٥.

٦٣٣

لها الله إنّي (١) حين أذكر بينها (٢)

أرى البين قد وافا يكاد يرى جهرا

همى دمع عيني من أليم فراقها

لئن لم تراها ما تكفّ (٣) لها عبرا

ومن لي بأن تدنو سعاد وينطفي

لهيب بأحشائي شوى القلب والصدرا

هي السؤل (٤) والمأمول والقصد والمنى

هي البغية القصوى عسى نظرة أخرى

وأشفي برمان من النهد علتي

وألثم ذاك الثغر والوشمة الخضرا

مراشف (٥) إن منّت وأطفت (٦) برشفها

هجيرا بقلبي (٧) قد براني إذا أبرا

حلفت (٨) بمن أنشأ جنانا بخدها (٩)

وأنسى بها النساك لم أنظم الدرا

__________________

(١) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «خود».

(٢) البين : الفرقة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٨٠.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» يكف».

(٤) السؤل : المطلب. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٥٦٧.

(٥) مراشف : مفردها مرشف ، وهو موضع الرشف. المعجم الوسيط ١ / ٣٤٧.

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» وأصفت».

(٧) في (ب) ، (ج) «لقلبي».

(٨) في (ب) «خللت حنا» ، وهو خطأ.

(٩) هكذا في (أ) ، وفي (ب) «بحد» ، وفي (ج) «بحبها» ، وفي (د) «بحسنها».

٦٣٤

سوى نظم در فيه مدح (١) الذي له

مناط (٢) الثريا (٣) منزل وكذا الشعرى

نديم المعالي من هو البدر محسن

حميد السجايا سيّد قد علا فخرا

نما في الورى ممن له المجد والعلا

سما مثله بل دون رفعته قدرا

له الملك والاجلال والرتبة التي

نراها سمت حتى جرى تحتها النسرا /

هو السيد السامي (٤) هو السند الذي

فواضله تترى إلى من علا الغبرا (٥)

أجلّ مليك (٦) للورى عظمت به

قريش وزالت عطفها مضر الحمرا

جمال بني طه الهداة الذين (٧) هم

دراري (٨) الهدى من لم يقوه الردى ضرّا (٩)

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «مدحي».

(٢) مناط : بعد. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٣١.

(٣) الثريا : مجموعة من النجوم في صورة الثور. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٩٥.

(٤) في (ج) «الحامي».

(٥) ورد هذا الشطر في (د): «فواضله تترالى من على القبر» ، وهو خطأ.

(٦) أضاف ناسخا (ب) ، (ج) «فلك».

(٧) في (ج) «التي».

(٨) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «دراي» ، وفي (د) «ولاي» ، وهو خطأ ، والاثبات من (ج).

(٩) في (ج) «ذعرا».

٦٣٥

رؤوف ولكن في الوغى فيه شدة

إذا جال (بالشقرا) (١) أباد العدى قهرا

هزبر وفي الآجام (٢) تخشى الأسود من

سطاه وقد حلمت لهيبته القفرا

عصام لدى الهيجاء حمى كل باسل

توقى (٣) به سمر القنا أو (٤) خشي الأمرا

نفا (٥) كل باغ نفسه عندما رأى

محياه بين السمر والبيض في الخضرا

وجنّة (٦) ليل الطعن (٧) والخوف كما جلا

سنا وجهه لما أتى فحلّ الفجرا

به زال عنهم (ما ألم به) (٨) الأذى

به زاد فيهم ما محا عنهم الفقرا

همى كفّه حتى ترى كل وارد

__________________

(١) ما بين قوسين في (أ) «في الشقرى» ، وفي (ب) «الشقرا» ، والاثبات من (ج) ، (د). والشقراء : صفة للأنثى من الخيل ، مفردها الأشقر. ابن منظور ـ لسان العرب ٤ / ٤٢١.

(٢) الآجام : مفردها الأجم ، وهو الحصن والقصر. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٧.

(٣) في (ج) «توتي».

(٤) في (ج) «إذا».

(٥) في (ب) «في» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «وفي» ، وفي (د) «فما».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» دجنة».

(٧) في (د) «الظعن».

(٨) في (ج) «ما أم من» ، وهو خطأ.

٦٣٦

إلى منهل من جوده يرتوي (١) تبرا

وإن (٢) سجايا صوبه مثل جوده

لقد حاز فخرا ما حواه الورى (٣) طرّا

له البسطة العظمى على كل ذي علا

على الأرض حاز الفضل (والعدل والبشرا) (٤)

وبر مليك بالمكارم والتقى

رقى في سماء الفخر (٥) ثم امتطى الزهرا

خلاصة خير الآل درة عقدهم

وتاج بني الزهرا وغرتها (٦) الغرا

وفخر ملوك البيت والحرم الذي

توالت (٧) به الألطاف في ملكهم تترا

(ولا زال يزهو) (٨) في أمان بملكهم (٩)

إلى الحشر تحميه الهداة بنو (١٠) الزهرا

__________________

(١) في (أ) لا يرير تومى» ، وهو خطأ ، ولم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (د) «ما ارتوا» ، وهو خطأ والاثبات من (ج).

(٢) في (د) «لأن».

(٣) في (أ) «السوى» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) ما بين قوسين في (ج) «وانعذل البشرا».

(٥) في (د) «الفضل».

(٦) بياض في (د).

(٧) في (ب) ، (د) «والت».

(٨) ما بين قوسين في (ج) «ولا يزهو».

(٩) في (ج) «يملك من».

(١٠) في (أ) ، (ب) ، (د) «بنى» ، والاثبات من (ج) الذي أثبت «بنو» في

٦٣٧

علا أمنه بدولة محسن

لقد زاد لا يخشى الورى فيه ما ضرا

ليهنك (١) يا ذا الفخر ما حزت من علا

وهاك (٢) مديحا نظمه قد حوى درا

كقنوع (٣) شذاه إذ هدى لك مفردا

ثمين عقود ما حوى مثلها أخرا

هنيئا له (٤) أضحى يزين جيدها

قلائد من قول [سجيع](٥) سوى الشعرا

مخمسة (٦) في الحل مسك ختامها

يشرفها ختمان (٧) رجى (٨) به الأجرا

[أحمد باشا والشريفان محسن وأحمد بن عبد المطلب]

ولم يزل مولانا الشريف محسن منفردا بمراده ، قامعا لأضداده ، آمنا

__________________

المتن ، ثم استدرك على حاشية المخطوط اليمنى ص ١٦٤ «لعله بنو الزهراء».

(١) في (د) «ليهنيك».

(٢) في (ب) «وهلال».

(٣) في (ب) ، (ج) «كنوع» ، وسقطت من (د).

(٤) في (د) «لها».

(٥) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءتها في (أ) ، والاثبات يقتضيه السياق ، وفي (ب) ، (ج) «ال سمع» ، وفي (د) «سمع».

(٦) في (ب) ، (ج) «محسنة».

(٧) في (ج) «ختمانه» ، وفي (د) «ختما».

(٨) في (ج) «جى» ، وهو خطأ ، وبياض في (د).

٦٣٨

في سربه ، عزيزا في حزبه ، إلى أن دخلت سنة ١٠٣٧ سبع وثلاثين وألف.

وفيها : ورد أحمد باشا (١) بكلربكي (٢) الحبشة (٣) سابقا متوجها من مصر إلى اليمن مقاما (٤) مقام حيدر باشا ـ متولي اليمن ـ لما بلغ السلطنة قتله (٥).

فلما ندخ (٦) مركبه جدة ، وفيه نحو ألفين عسكري (٧) غرق بالقرب

__________________

(١) هو الوزير أحمد باشا ، جهزه صاحب مصر من قبل السلطان العثماني لليمن بأموال كثيرة وعساكر ، فتجهز بأمواله في البحر في مركب كبير. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٦ ه‍ ، ابن علي ـ غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ٢ / ٨٢٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣١٠.

(٢) في (ب) ، (ج) «بكرابكي» ، وفي (د) «بيك بيك». وصحتها «بيربيك».

وبكلربكي : تعني بك البكوات ، أو الحاكم العام ، أخذ العثمانيون هذا المنصب عن السلاجقة ، وكان صاحب هذا المنصب الرفيع يضلع بمشئولية الجيش إلى جانب نفوذه العظيم ، ثم تطور هذا اللقب إلى ملك الأمراء ، تغير بعدها إلى أمير الأمراء. وكان أول من ولي هذا المنصب هو سليمان باشا بن أورخان ، ولما اتسعت الدولة ، أصبح فيها شخصان يتوليان منصب أمير الأمراء ، ثم تزايد هذا العدد مع مرور السنين إلا أن نفوذهم ضعف عن ذي قبل. انظر : المصري ـ معجم الدولة العثمانية ٤٨.

(٣) في (ب) ، (ج) «الخيش» ، وهو خطأ. وكان مركز ولاية الحبشة «سواكن» على البحر الأحمر.

(٤) سقطت من (د).

(٥) كان حيا في هذه السنة وسنة ١٠٣٨ ه‍ ، كما كان قائما على رأس عمله. انظر : ابن علي ـ غاية الأماني في أخبار القطر اليماني ٢ / ٨٢٨ ـ ٨٣٠.

(٦) ندخ : صدم. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩١٠.

(٧) في ابن علي ـ غاية الأمان ٢ / ٨٢٨ «ألف وخمسمائة نفر».

٦٣٩

من جده ، ونجى هو وعسكره إلا (١) نحو ثلاثمائة (٢).

وكان دخوله جدة في صفر من السنة المذكورة (٣) ، فطلب الباشا المذكور من خدام مولانا الشريف محسن الذين في جدة غواصين لطلب أسبابه ، (فعينوا له أقواما غاصوا نحو خمسة عشر يوما ، ولم يطلعوا شيئا من أسبابه) (٤) ، فتخيل أنهم مأمورون (٥) بذلك من مولانا الشريف مع أنه بعث إلى مولانا الشريف (بهدية سنية) (٦) ، وأرسل إليه مولانا الشريف الشيخ عبد الرحمن المرشدي (٧) مفتي السلطنة بمكة ، بمكاتيب منه ، وأوصى عليه خدامه.

فلما استحكم ذلك الخيال من الباشا أنفت نفسه ، وشنق حاكم مولانا الشريف ، وهو القائد راجح بن ملجم الدويدار (٨) ، (والأغا محمد

__________________

(١) في (د) «إلى».

(٢) في ابن علي ـ غاية الأماني ٢ / ٨٢٨ «كان عدد الغرقى أربعين شخصا».

(٣) انظر تاريخ وروده هذا في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ٧٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤١٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣١٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٧. أما في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٦ ه‍ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٣٦ ه‍ فذكرا أن وصوله كان في سنة ١٠٣٦ ه‍.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) في (أ) ، (ب) ، (ج) «مأمورين» ، وهو خطأ ، والاثبات من (د).

(٦) ما بين قوسين في (ج) «بهديته».

(٧) سبق التعريف به.

(٨) انظر اسمه هذا في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٦ ، أما في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٣٦ ه‍ ، والعصامي ـ سمط

٦٤٠