منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

فحاول (١) من أبناء أبيك لعجزهم (٢)

فلله أرحام تقطع (٣) عن شبك

فهانوا عليهم بعد ذاك وأصبحوا

يسومونهم بالذل والخسف والهتك (٤)

وأنت أبا عجلان ملء عيونهم

كمالا وأهداهم إلى الرشد والنسك

فليس لها إلاك (كفوا وصاحبا) (٥)

وما زالت العلياء مانعة الشرك

وما عن (رضا منها) (٦) تركت وربما

يكون ظهور الفضل للشيء بالترك

__________________

بكيد ولا محك».

(١) في (ب) «فجاؤك» ، وفي (ج) ، والعز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٠ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «فجاءوك».

(٢) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٠ «بعجزهم».

(٣) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٠ «تقاطعن» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «تقطعن».

(٤) ورد هذا الشرط في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٠ : «يسومونهم بالخشف والذل والنهك».

(٥) ما بين قوسين في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «كفء وصاحب».

(٦) ما بين قوسين في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «رضى منهم».

١٤١

لعمرك ما ساموك خطة عاجز

توهمها الجاني سبيلا إلى المسك

ولكن (١) رأوا فيك الكمال لريبهم (٢)

فأدوا بك الطاعات في الحج والنسك

وما استصحبوا علياك (٣) إلا ليؤمنوا

من الخوف في الأموال (٤) والخيل والترك (٥)

ولو شئت حكمت المهند والقنا

عليهم ولكن سرت في طاعة الملك

لئن بلغت منك الليالي جهالة

فما زالت النكبا (٦) تهب على الفلك

وإن نالت الأعداء منك بزعمها

فيا (٧) طالما كانت لما نلته تحكى

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «سوى».

(٢) في (ب) «لربيهم» ، وفي (د) «لرئيهم» ، وفي العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «لدينهم».

(٣) في (ب) «عليك» ، وفي (ج) «عليلك» وهو خطأ.

(٤) في (د) «الأهوال».

(٥) في غاية المرام ٣ / ١٥١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «البرك».

(٦) في (ب) «النكباء». جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٩٥٠ : النكباء : ريح انحرفت ووقعت بين ريحين كالصبا والشمال ، جمعها نكب.

(٧) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ «فقد».

١٤٢

فرب ابتسام جاء من قبل (١) البكا

ورب بكاء جاء من قبل (٢) الضحك

أما في رسول الله يوسف أسوة

لمثلك محبوسا على الظلم والافك

أقام جميل الصبر في الحبس برهة

فآل به الصبر الجميل إلى الملك

فعما قريب يورق العود بالمنى

وتعبق (٣) أرجاء العلا منك بالمسك /

وتأتي على رغم العداء (٤) مملكا

وتظفر بالتقليد والتاج والزمك (٥)

ويرجع باقي (٦) العيش حلوا كما مضى

وتأتي (٧) إلى سامي سريرك والملك

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٧ «جانب».

(٢) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ ، وسمط النجوم ٤ / ٢٨٧ «جانب».

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «تعبق».

(٤) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨ «العدو».

(٥) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ «الرنك». جاء في المعجم الوسيط ١ / ٤٠٠ : الزمك : منبت ذنب الطائر. وفي ١ / ٣٧٦ : الرنك : شعار للملوك والأمراء الأتراك والمماليك بمصر (فارسية) ، ويبدو أنه هي الأصح.

(٦) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ «صافي».

(٧) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي

١٤٣

[بين الشريف بركات والسلطان الغوري في مصر]

ومدح الشريف بركات السلطان قانصوه الغوري بقوله :

هلموا معي نحو الفلاح وسارعوا

إلى جامع للناس (٨) والحسن جامع

تأسس (١) بنياه على الخير والتقى

ألست تراه بالمحاسن ساطع

أيا قانصوه اسمع بحقك قصتي

فإني لشرح الحال نحوك رافع

بليت بجور من زمان أمضني

ومالي فتى في الناس غيرك نافع (٢)

وحقك ما أفنيت مالي ومهجتي

سوى في رضا السلطان والله سامع

فإن يك قد أرضاك ما قد لقيته

فإني به راض بلى ثم قانع

[وفي](٣) هذه المدة عمل السلطان الغوري موشحا مطلعه :

أيا غزالا بلحظه ينشي

نشأة (٤) الأكؤس

[طفح](٥) السكر فالهوى يغشى

مضمر الأنفس

 ... الخ. وعارضه الشريف بركات بقوله :

يا مليكا بعد له تمشي (٦)

حيث لا حرسي (٧)

__________________

(٨) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٩ «للذكر».

(١) في (د) «تأس».

(٢) ورد هذا الشطر في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٥٩ : «يقارعني بين الورى وأقارع». وسقط البيت من (ب) ، (ج).

(٣) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (ج) «نشاءة».

(٥) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) في (ب) ، (د) «يمشي» ، وفي (ج) «نمشي».

(٧) في (د) جعل الشطرين صدرا «وهي لم تغرس» عجزا.

١٤٤

وهي لم تغرس (١)

وعارضه أيضا بقوله :

اكتم السر (٢) ويك لا تفشى

بالرشا الألعسي

فهو يزري الغصون إذ يمشي

في الرداء السندس

ما عل الصب في الهوى عار

إن تمادى الكمد

إن لي في الغرام أوطار

واصطباري نفد

واللواحي في لومهم جاروا

وأنا أبدي الجلد

رب يا ذا الجلال والعرش

كن به مؤنسي /

وبوصل الحبيب (٣) في الفرش

جد ولا تحبس

يا غزالا بوصله يدرك (٤)

كلما (٥) يستطاب (٦)

غايتي في المرام (٧) من أمرك

أنني مستراب (٨)

__________________

(١) في (ج) «تفترسي» ، وفي (د) «تفترس» وكلاهما خطأ ، وفي (ج) جعل هذا المقطع عجزا وترك مكان الصدر فارغا.

(٢) في (ب) ، (ج) «الشر» وهو خطأ.

(٣) في (د) «الحب.»

(٤) في (أ) «ندرك» والاثبات من بقية النسخ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٩٢ «تدرك».

(٥) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٩٢ «كل».

(٦) في (ب) «يمستطابن» وهو خطأ.

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٩٢ «الغرام».

(٨) في (د) «متراب».

١٤٥

جد (١) لمن في هواك لم يشرك

زينبا والرباب

لم أزل في وصاله (٢) أرشي

كي يجيء مجلسي

هل لهذا القتيل من أرش

يا منى الأنفس

[فرار الشريف بركات من مصر سنة ٩٠٨ ه‍]

ثم إن الشريف بركات ما زال ينتهز الفرصة ويرتقب اساغة (٣) هذه الغصة (٤) فأمكنه الله سبحانه وتعالى من ذلك في أواخر (٥) سنة ٩٠٨ تسعمائة وثمانية (٦) ، ففر إلى مكة ، وام يشعر به الغوري إلا بعد يومين ، فأرسل خلفه (٧) ، فلم يلحقه (٨).

__________________

(١) في (ب) «جعه» وهو خطأ.

(٢) في (ب) ، (ج) «وصله».

(٣) في (ج) «اسانحة».

(٤) في (د) «القضة» ، وهو خطأ.

(٥) في (ج) «اخر».

(٦) انظر. الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٤ ، أما في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٦٦ ، وابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٦٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨ «في شوال سنة ٩٠٩ ه».

(٧) الأمير قايتباي أمير آخور. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٤.

(٨) وسبب هروبه أن أركان الدولة أفهموه السوء في نفسه وأخبره بعضهم أن بني إبراهيم أوعدوا الأمير الكبير بمال على أن يسعى في إرساله إلى الاسكندرية ، فأشار عليه أمير سلاح قانصوه بالهرب. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٦٦. وفي رواية أخرى أن السلطان الغوري قرر عليه وعلى أخوته مالا له صورة فما وافقوا على ذلك وهربوا. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٦٢. انظر خبر هروبه في : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٤ حيث أضاف أن الشريف في عقيب ذلك حضر منه قاصد بمطالعة للسلطان يذكر فيها أنه عبد للسلطان وأنه ما توجه إلا خوفا من الوباء وقلة ما في يده ، وأنه فارغ عن امرة مكة

١٤٦

وظفر (١) في طريقه بالسيد بطاح (٢) الحسيني مرسولا من أخيه الشريف أحمد بهدايا ، وأموال إلى السلطان الغوري ، فكانت من نصيبه ، فإنه قتله وأخذ ما معه من الأموال (٣).

قال السمرقندي : «فمنع السلطان جميع من كان بمصر من جماعة الشريف بركات (٤) ، وحرس عليهم ، فخرج أمير الحاج أنسباي (٥) بعدة عظيمة من العسكر والمدافع (خوفا من الشريف بركات.

__________________

ولا يحصل منه لأحد من الحجاج سوء. وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨.

(١) أي الشريف بركات.

(٢) في (ب) «بطاع» ، وفي (ج) «فطاع» وكلاهما خطأ. هو بطاح بن مجهول الابراهيمي الشريف الينبعي ، كان مقتله في وادي القبيبات وهو أكبر الساعين في أذى الشريف بركات عند الأمير الكبير بينبع ومكة. انظر هذا وعن دوره في الأحداث في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٤٨ ، ١٦٦ ، ١٦٨ ، ١٧٥ ، بلوغ القرى ورقة ١٣٦ ، ١٤٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨.

(٣) انظر هذا في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٦٦ ، بلوغ القرى ورقة ١٤٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) اختلفت المصادر في رسم اسمه بين أنص باي ، وأنس باي وأنس بيه والأنسباي. وأنسباي هو : ابن ولي الدين أحد المقدمين ، تولى امارة الركب الأول سنة ٩٠٨ ه‍ ، وأمير ركب المحمل سنة ٩٠٩ ه‍. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٤٥ ـ ١٤٨ ، ١٦٧ ، بلوغ القرى ورقة ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٤٢ ، وفي حج سنة ٩٠٩ ه‍ ذكره بأسنباي ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٤٩ ، ٥٠ ، ٦٢ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٣ ، ٣٥٤.

١٤٧

فلما بلغ ذلك الشريف [بركات](١) بعث إليه رسولا إلى عين القصب (٢) (بمكاتيب يؤمنه (٣)) ، ويأمره بالحج على أسر الأحوال ، ويعرفه :

«أني من خدمة السلطان ، ولا يحصل مني شيء في أمر الحاج».

فلما بلغ هذا الخبر حضرة السلطان رضي (٤) عنه وجهز إليه عياله ، وجميع ما كان له بمصر) (٥).

[وفي](٦) غيبته قتلت الأروام (٧) المقيمون (٨) بمكة أخاه الشريف

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) عين القصب : هي عينونا واد يسيل من جبل زهد يصب بالبحر الأحمر ، وعند مصبه منهل فيه مياه ونخل كان محطة للحجاج على مرحلتين من مغارة شعيب في بر مدين (البدع اليوم) وهي عيون سارحة ضعيفة المنبع ينبت عليها القصب ، لهذا سمى الحجاج هذه المنطقة بعيون القصب نسبة لأبرز شيء فيها وجهلهم باسمها الحقيقي ، كما كان الحجاج يقيمون يومهم بكامله فيها للاغتسال وغسل القماش. انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٤٥٠ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ٢٠٩.

(٣) في (أ) ، (ب) «يأمنه» وهو خطأ والاثبات من (ج). وما بين قوسين في (د) «بمكاتيبها منه» وهو خطأ.

(٤) أضاف ناسخ (د) «الله» وهو خطأ.

(٥) انظر هذا الخبر في : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨ ، وأما في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٦٦ ـ ١٦٨ وبلوغ القرى ورقة ١٤٢ فوردت هذه الأحداث بشكل مغاير لما نقله السنجاري عن السمرقندي.

(٦) ما بين حاصرتين سقط من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (ج) «الأتراك».

(٨) في (د) «المقيمين».

١٤٨

أحمد (صاحب مكة) (١) في الطواف يوم الجمعة العاشر من رجب (٢) ، وحمل إلى المعلاة ، ودفن على أخيه مهيزع بإشارة أخيه حميضة (٣).

[ولاية الشريف حميضة بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان]

وبعد دفنه ألبس الأمير بلباي (٤) (باش العسكر (٥)) أخاه السيد

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٢) انظر : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨. أما في العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٣٩ ، والشلي ـ السنا الباهر بتكميل النور السافر في أخبار القرن العاشر (مخطوط برقم ٩٤٣) ـ مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة / أحداث سنة ٩٠٩ ه‍ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨ : في يوم الجمعة تاسع شهر رجب من سنة ٩٠٩ ه‍ ، وهو الأصح لقول المصادر به ومن بينها المعاصرة زمانا ومكانا.

(٣) انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٣٩ ، الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٠٩ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨ وفيه «أن قتله كان بمواطأة بين أخيه حميضة والأتراك».

(٤) في (أ) أخطأ المؤلف في كتابتها ، فصححها على الحاشية اليمنى للمخطوط. وبلباي : هو بكبيه أو بكباي أو بك باي دوادار الأتابكي ، وليس بلباي كما أثبته السنجاري. انظر هذا وعن دوره في الأحداث في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٤٦ ، ١٤٨ ، ١٦٥ ، ١٦٦ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ١٩٩ ، بلوغ القرى ورقة ١٣٥ ، ١٣٦ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٥ ، ١٤٨ ، ١٦٠ ، ١٦٩ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٦٢ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٣ ، ٣٥٤.

(٥) في (ج) «عسكر». وباش العسكر : ويقال له أيضا باش العساكر وهو اسم وظيفة يتألف من لفظة باش ، وهي تركية بمعنى رأس أو رئيس والعساكر بمعنى جنود ، ولفظة باش كانت اسم وظيفة في العصر المملوكي حيث كان لكل مائة جندي من أجناد الحلقة في زمن المماليك البحرية باش أي رأس أو رئيس ، كما أطلقت بصفة عامة على

١٤٩

حميضة خلعة لولاية مكة ، وأقامه على الحجاز حتى يأتي أمر السلطان من مصر ، وكتبوا إلى السلطان الغوري بذلك (١).

ثم إن الشريف حميضة بن محمد قابل أمير الحاج المصري (٢) مع يحيى ابن سبيع (٣) بالينبع ، فلبس الخلع (٤) الواردة وحج بهم (٥) ذلك العام (٦).

[زواج الشريف بركات من ابنة حميدان]

و [أما](٧) ما كان من [أمر](٨) الشريف بركات ، فإنه سار من

__________________

الرئيس ، ويضاف إلى ما تقدم أن باش العساكر أو باش العسكر كانت وظيفة عسكرية عالية في هذا العصر. انظر : الباشا ـ الفنون الإسلامية ١ / ٢٩٣.

(١) انظر : الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٠٩ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨. أما في العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٣٩ «أن الشريف حميضة لبس الخلعة قبل دفن أخيه جازان».

(٢) وهو أنص باي أو أنسباي بن ولي الدين الذي كان أمير الركب الأول سنة ٩٠٨ ه‍. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٥٠ ، ٦٢ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٣ ، ٣٥٤.

(٣) سبق التعريف به وبمواضع ترجمته.

(٤) في (ج) ، (د) «الخلعة».

(٥) في (د) «بالناس».

(٦) انظر هذا الخبر في : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨ أي سنة ٩٠٩ ه‍ وليس ٩٠٨ ه‍ حسب ما أورده السنجاري ، وذلك لاتفاق المؤرخين على ذلك. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧١ ، بلوغ القرى ورقة ١٤٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

١٥٠

ينبع إلى المدينة ، ومنها إلى الشرق (١) ، فنزل على السيد حميدان بن شامان الحسيني (٢) وكان بعض الأشراف قد (٣) خطب ابنته الشريفة غبية (٤) ابنة حميدان فقبله ـ وفي الحي زير يضرب ، وقد تهيؤا للزواج ، ولم يبق إلا (٥) العقد ـ فسأل الشريف بركات من العريس أن يسمح له بهذه البنت ، فيتزوجها ، فسمح له بها ، فعقدوا لها (٦) على الشريف بركات ، فدخل بها الشريف (٧) ، فحملت منه بالشريف أبي نمي بن بركات (٨). فولدت

__________________

(١) في (ب) «الشريف» وهو خطأ.

(٢) انظر : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٨.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) في (ب) ، (ج) «غيبة» وهو خطأ. أما في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٨ «عيشة».

(٥) في (ج) «غير».

(٦) في (ب) ، (د) «بها».

(٧) أضاف ناسخا (ب) ، (ج) «بركات». وزواجه هذا صحيح لموافقة العريس على التنازل. عن ابن عمر قال : «نهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه ، حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له الخاطب». انظر : بدوي الدسوقي : محمد بن أحمد ـ كفاية المسلم في الجمع بن صحيحي البخاري ومسلم ـ ط ١ ١٤١١ ه‍ / ١٩٩٠ م ـ دار البيان للتراث ـ بدون مكان طبع ٣ / ٤٣٣.

(٨) والشريف أبو نمي ولد سنة ٩١١ ه‍ وتوفي سنة ٩٩٢ ه‍ ، وحكم منفردا من (٩٣١ ـ ٩٩٢ ه‍) وعرف بصاحب القانون. انظر ترجمته في : العز بن فهد ـ غاية المرام ضمن ترجمة والده ٣ / ٢٣٠ ـ ٣٣٨ ، وأيضا في بلوغ القرى ورقة ١٩٩ ـ ٢٣٠ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٢٨٧ ، ٢٨٨ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٥ ، ٣٥٩ ، ٥٨٦ ، ٥٨٧ ، ٥٩٠ ، النهروالي ـ الاعلام

١٥١

له السيد المذكور ليلة التاسع من ذي الحجة سنة ٩١١ تسعمائة وإحدى عشرة (١).

[دخول الشريف بركات مكة وهروب الشريف حميضة]

رجع (٢) ـ ولما كان يوم التروية (٣) سنة ٩٠٨ [تسعمائة وثمان هجم الشريف بركات بمن معه من العرب ـ بني عقبة (٤) ،

__________________

١٦٧ ، الشلي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٩ ، ٢٩٢ ـ ٢٩٤ ، ٣٠٩ ـ ٣١٢ ، ٣١٧ ـ ٣١٩ ، ٣٢٥ ـ ٣٣١ ، ٣٣٤ ـ ٣٥١ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩ ـ ٥٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٥٢.

(١) في جميع النسخ «عشر» والاثبات يقتضيه السياق اللغوي. انظر خبر ولادته في : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٩ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩.

(٢) أي رجع الحديث إلى بركات.

(٣) وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي يسن للحاج أن يتوجه به إلى منى قبل الزوال وأن يصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والمبيت بها ، ولا يغادرها حتى تطلع شمس يوم عرفة تأسيا بفعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. انظر : محب الدين الطبري ـ القرى لقاصد أم القرى ٣٧٦ ـ ٣٧٩ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٥٩٥. واختلف في تسمية ذلك اليوم يوم التروية ، فقيل : مشتق من الرواية ، لأن الإمام يروي الناس مناسكهم. وقيل من الارتواء لأنهم يرتوون الماء في ذلك اليوم ويجمعونه بمنى. وقيل : من الروية ، وهي الفكر ، لأن إبراهيم عليه‌السلام أري ليلة الثامن ذبح ولده ، فأصبح يتروى في ذلك ، أي يفكر فيه. محب الدين الطبري ـ القرى لقاصد أم القرى ٣٧٨.

(٤) في (د) «عتيبة». وبنو عقبة : هم بطن من جذام ، من القحطانية. وهم بنو عقبة بن مخرمة بن حزام ، كانت ديارهم من الكرك إلى الأزلم في بيرة الحجاز وعليهم درك الطريق ما بين مصر والمدينة المنورة إلى حدود غزة من بلاد الشام ، وفي رواية أخرى عليهم درك الحجيج من العقبة إلى الأزلم. وفرقة منهم بالحجاز من بني واصل بن عقبة وبأفريقية منهم بقية بنواحي طرابلس. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ٣٦٤ ، معجم قبائل

١٥٢

و [بني](١) لام ، وأخلاط من العرب ـ [على](٢) مكة ، ونهبت العرب (٣) فأرسل / الأمراء للشريف بركات ، وضمنوا له أن يأخذوا له من أخيه حميضة خمسة آلاف دينار (٤). فقال حميضة : «مالي قدرة». فأعطوه الأمراء من مال الصر (٥) الذي جاؤا به (٦).

فكف العرب ، (ودخل مكة ، وهرب الشريف حميضة) (٧).

__________________

الحجاز ٣١٨ ـ ٣٢٠.

(١) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) ، (د) «بز» وهو خطأ والاثبات من (ج).

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٣) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٠ ، بلوغ القرى ورقة ١٤٣ «وفي اليوم الثامن خرج جماعة من الفقراء مشاة للحج فخرج عليهم خيل ورجل ونهبوهم».

(٤) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٠ ، بلوغ القرى ورقة ١٤٣ «ألفي دينار ، ألفا حاضرة ، وأخرى إلى منى».

(٥) مال الصر : هو مصطلح تاريخي أطلق على الاعتمادات المالية المخصصة للحجاز ، والتي كانت ترصده الحكومة المصرية في ميزانيتها وترسله سنويا مع قافلة الحج المصري ، ثم ألزمت مصر بإرسال هذه الالتزامات القديمة والمستحدثة في عهد الدولة العثمانية ، وأصبح ذلك من أهم واجبات الباشا العثماني فيها ويحاسب حسابا إذا قصر في إرسالها. انظر : الشناوي ـ الدولة العثمانية ١ / ٦٥ ، وفي النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥ قال : «الصدقات المصرية التي تجمع من أوقاف الحرمين بمصر وتجهز إلى الحرمين الشريفين ويقال لها الصر الحكمي».

(٦) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٠ ، وبلوغ القرى ورقة ١٤٣ «فدل الأمير شاهين الأمراء على الواصل لأهل مكة من الروم».

(٧) انظر هذا الخبر في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٠ ، وبلوغ القرى ورقة ١٤٣ بشكل مخالف لما أورده السنجاري.

١٥٣

[ولاية الشريف بركات الأخيرة]

ثم إن السلطان الغوري أرسل بالتفويض إلى الشريف بركات بأمر مكة في (١) سنة ٩١٠ تسعمائة وعشرة ، وأن المعول في الأمور عليه ، فأمر أن (٢) يخلع على أخيه قايتباي ، ويدعي له ، وابنه (٣) علي بن بركات (٤) ، ويختص الشريف بركات بالدعاء على المنبر (٥).

[قتال بركات لمالك بن رومي الزبيدي]

وفي عام ٩١٣ تسعمائة وثلاثة عشر :

خرج الشريف بركات لقتال مالك بن رومي الزبيدي الذي كان

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) في (أ) «واو أن» ، وفي (ب) «ءان» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٣) في (ج) «ولابنه» ، وفي (د) «ولايته».

(٤) هو نور الدين علي بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان ، وأمه الشريفة أم الكامل ، توفي بخبت البزواء قرب رابغ سنة ٩١٣ ه‍ فحمل إلى مكة ودفن في المعلاة خارج قبة جدة وبني عليه قبة لطيفة ، ورثاه عدد من الشعراء. انظر هذا وعن دوره في حياة أبيه في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٨٣ ، ١٨٧ ، ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٦ ـ ٢٠٩ ، بلوغ القرى ورقة ١٥٤ ، ١٦٧ ، ١٧٠ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٧٥ ، ١٧٦ ، ١٧٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٩ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩.

(٥) انظر هذا في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩ ، أما في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٢ ، ١٧٣ فوردت هذه الأخبار مخالفة لما أورده السنجاري وهو أنه «في أول صفر من سنة عشر وتسعمائة أرسل الشريف يحيى بن سبع للأميرين والقاضيين الحنفي والمالكي فتوجهوا إليه ووقع الاتفاق على ولاية السيد قايتباي في ضحى يوم الثلاثاء ثالث الشهر ... ولما تولى السيد قايتباي كان الاسم والدعاء في الخطبة وغيرها له وكذا ملاقاة الحاج. والمعول في الأمور كلها على السيد بركات ولا يفصل السيد قايتباي أمرا دونه وكان معه كالولد مع الوالد».

١٥٤

سببا في نهب مكة المشرفة زمن أخيه أحمد إلى جبل الروحاء (١) ، وقتل مالك بن رومي وأولاده الثلاثة : مقرض (٢) ، وقادم ، وداعر (٣) ، وأخاه مشهور (٤) بن رومي ، وطائفة كثيرة منهم. وبعث برؤوسهم إلى الغوري ، ونصبت على أبواب مصر ، وحصل بذلك غاية الفرح للسلطان (٥).

[وفاة السيد علي بن بركات سنة ٩١٣ ه‍]

وفي هذه السنة (٦) : توفي السيد علي (٧) ، فجعل عوضه أخاه محمد

__________________

(١) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٠ ، وبلوغ القرى ورقة ١٧٣ ، ١٧٤ : «أنهم ظقروا بهم بجبل قرب الروحاء» وهو الأصح. فالروحاء : كانت قرية جامعة لمزينة على ليلتين من المدينة بينهما واحد وأربعون ميلا ، واليوم ٧٥ كيلومترا ، وهي ليست عامرة بل فيها بويتات ومقاه وسكانها الرحلة وعوف من حرب ، وبها بئر كانت تسمى سجسج وواديها يسمى سجاسج واليوم الدارة. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ١ / ٦٨١ ، ٦٨٢ ، البلادي ـ قلب الحجاز بحوث جغرافية وتاريخية وأدبية ـ ط ١ ـ دار مكة للنشر والتوزيع ـ مكة المكرمة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ص ١٥٧.

(٢) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٨٤ ، ٢٠١ «مقرظ».

(٣) في (ب) ، (ج) «راعر» ، وفي المرجع السايق ٣ / ٢٠١ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٥ «داغر».

(٤) في نفس المصدرين السابقين «مشهون».

(٥) انظر هذه الأخبار في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٢٠٢ ، بلوغ القرى ورقة ١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٧٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ١٢٢ ، ١٢٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٥.

(٦) أي سنة ٩١٣ ه‍.

(٧) انظر سنة وفاته في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، وبلوغ القرى ورقة ١٧٦ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩.

١٥٥

المصري بن بركات (١) ، وكان كل منهما يلبس معه الخلعة ـ أعني محمدا وقايتباي (٢).

[هدية الشريف بركات للسلطان الغوري سنة ٩١٥ ه‍]

وفي سنة ٩١٥ تسعمائة وخمس عشرة :

بعث مولانا الشريف السيد عرار بن عجلان (٣) إلى السلطان الغوري بهديه من جملتها عشرين عبدا حبشيا ، وعشرين ألف دينار ذهبا ، وعشرين فرسا ، وثلاثة آلاف دينار للدويدار. فقابلهم السلطان ، وأخلع عليه ، وعلى من معه ، وأرسل إلى مولانا الشريف بخلعة ، وهدية سنية ، وخاطبه بخطاب بليغ ، وفوض إليه جميع أمور الأقطار الحجازية حتى

__________________

(١) هو محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان المعروف بالغوري الشافعي. أمه الشريفة أم الكامل بنت عجل بن رميح النموي ، حملت به بالقاهرة وولدته بمكة سنة ٩١٠ ه‍ ثم توفي سنة ٩١٥ ه‍ بجهة اليمن فوق وادي الآبار جهة البحر ، فحمل إلى مكة ودفن بالمعلاة بتربة شقيقه علي ورثاه جماعة من الشعراء. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٧٥ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٦ ، بلوغ القرى ورقة ١٨٧.

(٢) انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢١١ ، ٢١٢ وفيه أن تعيين المصري كان سنة ٩١٤ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩.

(٣) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «عجل» وهي الأصح. هو عرار بن عجل بن رميح النموي الشريف أخو زوجة الشريف بركات أم الكامل ، كان رسوله الدائم إلى السلطان قانصوه الغوري ويده اليمنى في أكثر الأمور. توفي بالطاعون في اسطنبول سنة ٩٤٥ ه‍. انظر هذا وعن دوره في مجريات الأحداث في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٦ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٢٠ ، ٢٢١ ، ٢٢٢ ، ٢٣٠ ، ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥٢ ، ٢٧١ ، ٢٧٢ ، ٢٨٠ ، ٢٨٢ ، ٢٨٦ ، ٢٩٩ ، ٣٠٨ ، ٣١٠ ، ٣٣٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٧ ، وفيه عرار بن عجل النمري ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، ٣٠٩ ، النهروالي ـ البرق اليماني ٩١ ، ٩٢.

١٥٦

ينبع ، وغيرها (١).

[مدح الشريف بركات لوقعته مع زبيد]

وحصل بمكة فرح عظيم بقتل من قتل من زبيد.

ومدح الشعراء مولانا الشريف / على ذلك. فمن ذلك قول شاعره (٢) الأديب الشيخ أحمد العليف يمدحه ويذكر هذه الغزوة (٣) :

أرى العز ما (٤) قامت عليه الممالك

وما شيدته (٥) المرهفات (٦) البواتك (٧)

وما المجد إلا ما أثرت به العلا

وما صافحت فيه الصفاح (٨) البنادك (٩)

__________________

(١) انظر هذه الأخبار في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢١٦ ـ ٢١٨ إلا أنه لم يذكر تفويض السلطان له بامرة الأقطار الحجازية ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٥ ، ٣٠٦ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٩.

(٢) في (ب) ، (ج) «الشاعر».

(٣) أورد العز بن فهد في كتابه غاية المرام مقتطفات من القصيدة ٣ / ٢٠٢.

(٤) في غاية المرام ٣ / ٢٠٢ «أرى العز» إلا أن المحقق أثبت «ذرى العز» من العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦.

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) في (ب) «المرهقات». والمقصود بالمرهفات : السيوف. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ١٤٦ ، المعجم الوسيط ١ / ٣٧٧ ، ٣٧٨.

(٧) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «الفواتك» وكلاهما يستقيم به الوزن والمعنى. والبواتك : مفردها باتك وهو السيف القاطع ، والباتك هو سيف مالك بن كعب الهمداني. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٢٩٣ ، المعجم الوسيط ١ / ٣٧.

(٨) في (ب) ، (ج) «الصفاء».

(٩) البنادك : بنائق القميص. الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٢٩٦. ورد هذا

١٥٧

وعزم يبيد العيس (١) والخيل بالسرى (٢)

تكل به أخفافها والسنابك (٣)

وقتل العدا صبرا كما شاءت الظبا (٤)

ونيل المنى والغاية (٥) المتدارك (٦)

إذا لم يكن فعل الكريم كقوله

فما العضب (٧) إلا جفنه (٨) والحبائك (٩)

__________________

البيت في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦ :

وما اعتنقت فيه الفوارس بالوغى

وما صافحت فيه الصفاح النيازك

(١) العيس : مفردها الأعيس وهو الابل الذي يخالط بياضه شقره وأيضا الكريم منها. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٣٩. وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦ تقديم وتأخير.

(٢) في (ب) «المسترا».

(٣) السنبك : طرف الحافر. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٠٧ ، المعجم الوسيط ١ / ٤٥٢.

(٤) الظبا وظبات وظبون مفردها الظبة : وهي حد السيف والسنان والخنجر وما أشبهها. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٧٥.

(٥) في غاية المرام ٣ / ٢٠٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦ «والغائب».

(٦) في (ب) «المستدرك». جاء في المعجم الوسيط ٣ / ٣٠١ : رجل دراك ومدركة وتداركوا لحق آخرهم أولهم.

(٧) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٦٠٦ : عضب عن الأمر عضبا : رجع عنه ، والشيء : قطعه. والعضب هنا بمعنى السيف القاطع.

(٨) الجفن : غمد السيف. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٣ / ٨٩.

(٩). الحبائك : من حبك أي القطع. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٠ / ٤٠٩.

١٥٨

فدى لأبي عجلان من رام سعيه

عزورا وفي أفعاله لا يشارك (١)

أباد العدا فاستدرك العز فوقه

فأضحت ومثواها الكدا (٢) والد كادك (٣)

شفا بالقنا (٤) حر (٥) النفوس من العدا

وزالت به تلك الهموم السوادك (٦)

فتى الحرب لا تدنيه (٧) خود (٨) عن الوغا

__________________

(١) ورد هذا الشطر في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٢ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦ : «ومن دون ما رام الحتوف النواهك».

(٢) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٧٨٠ : الكدى : الصحراء.

(٣) في (ج) «الدكارك». والدكادك : مفردها الدكداك والدكدك : وهي أرض فيها غلظ ورمل ذو تراب متلبد. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٢٩١. هذا وقد ورد هذا البيت في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٣ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٦ :

أباد العدى فاستدرك السيف فوته

ومن قبلها في الغمد لا يتماسك

(٤) جاء في المصباح المنير ١٩٨ : قنى : مفردها قناة وهي الرمح.

(٥) في (د) «مر».

(٦) السوادك : الهموم المتجمعة بعضها على بعض. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٠ / ٤٣٩.

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٧ «تثنية» وهو الأصح.

(٨) جاء في المعجم الوسيط ١ / ٢٦١ : الخود : الشابة الناعمة الحسنة الخلق ، والجمع خود ، وخودات.

١٥٩

رداح (١) ولا يصيبه (١١) دعج (٢) ركارك (٣)

عزيز عليه أن ينام ولم تقم

بأرض العدا بالصافنات (٤) المعارك

أبا غير ظل الرمح أو يبلغ (٥) المنى

فلما انقضى حنت (٦) عليه (٧) الأرائك (٨)

وأقسم لا يثني (٩) عن الحرب عزمه

إلى أن ترى فيه الدماء سوافك (١٠)

__________________

(١) جاء في المعجم الوسيط ١ / ٣٣٧ : الرداح : امرأة ضخمة الردف سمينة الأوراك.

(١١) في (أ) «يعيبه» ، وفي (ج) «يصبه» والاثبات من (د). في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٧ «تصيبه».

(٢) جاء في المعجم الوسيط ١ / ٢٨٤ : دعجت العين دعجا ، ودعجة اشتد سوادها وبياضها واتسعت فهي دعجاء ، ويقال دعج الرجل ، ودعجت المرأة. فهو أدعج وهي دعجاء والجمع دعج.

(٣) في (ب) «ركاك». وركارك : النساء كبيرة العجز والفخذين. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٠ / ٤٢٣.

(٤) جاء في المعجم الوسيط ١ / ٥١٧ ، وفي المقري ـ المصباح المنير ١٣١ : صفن الفرس صفونا : قام على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة ، وهنا بمعنى الخيول الأصيلة.

(٥) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٣ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٧ «يدرك».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «حفت».

(٧) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٠٣ ، وسمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠٧ «اليه».

(٨) الارائك مفردها أريكة. والأريكة : مقعد منجد. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٤.

(٩) في (ج) «لا ينثن».

(١٠) أي مراقة. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٠٦.

١٦٠