منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

الغوري وأجزل بره ، والإحسان إليه بأنواع الكرامات (١).

فوصل مكة الغراء في شهر رجب الأصم (٢) من العام المذكور (٣) ، وزينت لقدومه البلاد ، وقابله أعيان مكة المشرفة من خارج البلد.

وكان يوم دخوله (٤) يوم عيد أكبر (٥).

ومدحه العلامة العليف شاعره المشهور (٦) :

قدوم على وفق المراد سعيد

وعز على طول الزمان جديد

__________________

(١) في (د) «الكرامة». انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣١٤ ـ ٣١٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٤٥٦ ، ٤٥٧ ، ٤٥٩ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٩ ، ٢٩٠ ، ٣١٧.

(٢) كان وصوله في يوم الأحد الثامن من رجب. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣٢١. وسمي شهر رجب بالأصم لأنه كان لا يسمع فيه صوت مستغيث ولا حركة قتال ولا قعقعة سلاح لأنه من الأشهر الحرم. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣٧٠ ، المعجم الوسيط ١ / ٢٥٤.

(٣) انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ نقلا عن السمرقندي ، وهذا مخالف لما ذكره السنجاري نفسه في بداية الخبر وهو أن زوجة السلطان وولده حجا في سنة ٩٢٠ ه‍ ، والحج يكون في شهر ذي الحجة فكيف يعود في شهر رجب من هذه السنة. والأصوب سنة ٩٢١ ه‍. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣٢١ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٤٥٩ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٦٠.

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «قدومه».

(٥) انظر هذا الخبر في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣٢١ ، ٣٢٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨.

(٦) قارن بما جاء عند المحب الطبري / أحداث سنة ٩٢٠ ه‍. فهناك الكثير من الفروق التي تغير المعنى.

٢٠١

هنيئا لبيت الله والركن والصفا

وحيث الموالي ركع وسجود

وردت إلى ناديك أكرم مورد (١)

فقرت عيون ما لهن هجود (٢)

وقد آنست أجياد (٣) من (٤) بعد وحشة

وكادت (٥) سرورا بالشريف تميد

كما سعدت مصر به في ربوعها

وحيث يحط الرحل فهو سعيد

وأوسعت أقطار الحجاز مسرة

وكنت لها كالغيث حين يجود /

وكعبك ميمون علينا مبارك

وجدك مسعود ويومك عيد

وإنك للأملاك فيما ينوبها

عماد وللملك الشريف عميد

لك المنصب العالي (٦) على كل منصب

لأنك في جيد الزمان وحيد (٧)

__________________

(١) في (د) «مولد».

(٢) أي نوم. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٧٢.

(٣) في (د) «جياد». جاء في البلادي ـ معالم مكة التاريخية ص ١٤ : أجياد : كأنه جمع جواد ، والناس تقول (جياد) كان الاسم يطلق على شعبين كبيرين من شعاب مكة ، يأتي أحدهما من الجنوب يقاسم خما الماء فيتجه شمالا ، والآخر يأتي من الشرق من جبل الأعرف ، ثم يجتمعان أمام المسجد الحرام من الجنوب فيدفعان في وادي إبراهيم وقد أصبحا اليوم مأهولين بأحياء عديدة من أحياء مكة ، أشهرها : حي جياد ، والمصافي ، وبئر بليلة.

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٦٩ «في».

(٥) في (د) «وكانت».

(٦) في (ج) «العليا».

(٧) في (د) «وجيد».

٢٠٢

فيا بركات الفضل لا زلت (١) مالكا

زمام المعالي والحظوظ تزيد

لقد سرني عود (٢) المليك وربنا

وكيل على ما قلته وشهيد

جزى الله عنا قانصوه مليكنا

بأفضل ما يرضى به ويريد

فقد منّ فضلا بالشريف ومنّه (٣)

علينا وفضل الله منه مديد

فيا صفوة (٤) الأملاك والسيد (٥) الذي

به الدهر يزهو والزمان يسود

بلغت من العلياء أكرم منزل

وشيدت ربوع الجود وهو مشيد

رحلت إلى دار العزيز (٦) مكرما

فنلت مقاما ما عليه مزيد

فأيدك السلطان منه بنظرة

وقلدك الأعمال وهي عقود

ملكت بني الدنيا بجودك والعطا

وقمت (٧) كريما والرجال قعود

لك الفضل أن ترضى لك الدهر خادما

إذا شئت والأحرار فيه عبيد

(ستبقي لك الأيام ذكرا مخلدا

تعيش به دهرا وأنت حميد) (٨)

ويبقى (٩) لك النجل السعيد أبو نمي

مليك (١٠) له حزب الإله جنود

__________________

(١) في (ب) «لا زالت».

(٢) في (ب) «غور» وهو خطأ.

(٣) في (ج) ، (د) «منة» كما في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن.

(٤) في (أ) «صنوة».

(٥) وهذه من مبالغات الشعراء.

(٦) يعني مصر.

(٧) في (ب) ، (ج) «فقمت».

(٨) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٩) في (ب) ، (ج) «سيبقى».

(١٠) في (د) «ميك» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «مليكا».

٢٠٣

كذلك إخوان له وجميعهم

ملوك كرام في الحروب أسود

فلا زلت محروس الجناب مؤيدا (١)

وأيامك الغر الحسان سعود

وتغشى ختام المرسلين محمدا

صلاة متى تبدو لها ستعود (٢)

وقد (٣) بسط الكلام في ذلك (٤) السيد محمد (٥) السمرقندي المدني ـ فراجعه إن شئت ـ.

واستمر بها (٦).

__________________

(١) في (د) «منعما».

(٢) في (د) «تعود».

(٣) في (ب) «ومكر» وهو خطأ.

(٤) أي حياة الشريف بركات وليس بالمدح.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) أي الشريف بركات في امارة مكة.

٢٠٤

أخبار مكة وولاتها في زمن الدولة العثمانية

٩٢٣ ـ ١٠٣٧ ه

٢٠٥
٢٠٦

[انقراض دولة الجراكسة وابتداء دولة العثامنة]

وتجبر السلطان الغوري في آخر أيامه ، فلما علم بورود السلطان سليم خان [العثماني](١) ـ تغمده الله بالرحمة والرضوان ـ. (إلى حلب) (٢) تجهز لقتاله ، وخرج في جيوشه للقائه ، ونزاله وذلك سنة ٩٢٢ تسعمائة واثنتين وعشرين. فالتقيا بمرج دابق (٣) / وكسرت

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). هو السلطان سليم بن بايزيد بن محمد (٨٧٢ ـ ٩٢٦ ه‍) : ولد باماسية وجلس على تخت السلطنة سنة ٩١٨ ه‍ بعد أن خلع والده نفسه عنها. قهر الأعاجم والجراكسة ، جعل نفسه خليفة المسلمين بعد أن تنازل له الخليفة العباسي محمد المتوكل على الله الثالث عن الخلافة كما تلقب بخادم الحرمين الشريفين. توفي بأدرنة ، له خيرات كثيرة لأهل الحرمين الشريفين. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث سنة ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ه‍ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، ٢٦١ ـ ٢٧١ ، ٢٧٥ ـ ٢٩٠ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٠٨ ـ ٢١١ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ١٤٣ ـ ١٤٦ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ٦٥ ـ ٧٥ ، الموسوعة العربية الميسرة ١٠٠٠ ، ١٠٠١.

(٢) ما بين قوسين سقط من (ج). حلب : مدينة عظيمة مشهورة بالشام. كانت قصبة جند قنسرين ، بها قلعة كبيرة محكمة ، ولها سبعة أبواب. واليوم هي إحدى مدن الجمهورية العربية السورية الواقعة في الشمال الغربي ، يطلق عليها اسم الشهباء ، تنتج الحرير والمنسوجات القطنية وتتجر بالصوف والجلود والفاكهة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٢٨٢ ـ ٢٩٠ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٤١٧ ، الموسوعة العربية الميسرة ٧٣٢.

(٣) مرج دابق : مرج معشب نزه شمالي مدينة حلب عند قرية دابق ، من أعمال عزاز بينها وبين حلب أربعة فراسخ على الطريق بين منبج وأنطاكية على نهر قويق. ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٤١٦ ، ٤١٧ ، دائرة المعارف الاسلامية ٩ / ٦٩ ، ٧٠.

٢٠٧

الجراكسة (١) ، وفقد السلطان الغوري في المعركة تحت أرجل الخيل (٢) ، وهرب بقية الجراكسة إلى مصر ، وولوا عليهم طومان باي (٣)

__________________

(١) الجراكسة : جنس من الترك كانوا تابعين لسلطان قاعدة ملك خوارزم ، وكان ملوك هذه الطوائف لملك سراي كالرعية يقاتلونهم ويسبون منهم النساء والأولاد ويجلبونهم إلى الأطراف في البلدان والأقاليم. وقد استكثر الملك المنصور قلاوون صاحب مصر من ملوك الأتراك وولده وبنوه من شراء المماليك الجراكسة وأدخلوهم في الخدمة الخاصة ، وداخلوا السلطنة وغلبوا عليها واستقلوا بها ، ومن ثم استكثروا من جنسهم وعملوا لها قوانين وقواعد انتظمت بها دولتهم ، فتولى منهم وأولادهم من بعدهم السلطنة بمصر اثنان وعشرون ملكا أولهم السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق بن آنص العثماني سنة ٧٨٤ ه‍ ، وآخرهم الملك الأشرف طومان باي بن قانصوه الناصري ، أبو النصر سنة ٩٢٣ ه‍ فبلغت مدة ملكهم حوالي ١٣٩ سنة. من حسناتهم أنهم قاموا بحماية ساحل البحر الأحمر والهند من عبث البرتغاليين. وكذلك العمائر والترميمات التي قاموا بها في المسجد الحرام والنبوي وغيرها من العمائر في كل من الشام ومصر. انظر : المقريزي ـ السلوك ٣ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٨٠٨ ه‍ ، ٤ / أحداث السنوات ٨٠٨ ـ ٨٢٤ ه‍ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ج ١١ ـ ١٦ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٨٧٤ ه‍ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ج ١ ـ ٥ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٩٢٣ ه‍ ، النهروالي ـ الاعلام ١٨٥ ـ ٢٤٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠ ـ ٥٧.

(٢) انظر هذا في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث ستة ٩٢٢ ه‍ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٤٣ ، ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٧ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ١١٤ ، ١١٥ ، ١٤٤ ، ١٤٥.

(٣) في (ب) «طومانباي». هو طمان باي بن قانصوه الناصري (٨٧٩ ـ ٩٢٣ ه‍) : الملك الأشرف أبو النصر. أصله من كتابية الأشرف قايتباي ، اشتراه الملك الأشرف قانصوه الغوري ، وكان يلوذ له بقرابة وقدمه إلى الأشرف قايتباي ، ولهذا كان يدعى طومان باي بن قانصوه ، ترقى في المناصب حتى صار في سنة ٩٢٢ ه‍ نائبا للغيبة عن قانصوه ، ولما فقد قانصوه تسلطن وطومان في الرابع عشر من شهر رمضان من سنة ٩٢٢ ه‍ وهرب في تاسع عشرين ذي الحجة من نفس السنة. فكانت مدة سلطنته بالديار

٢٠٨

ابن أخي [السلطان](١) قانصوه (٢) المذكور والسلطان سليم خان في أثرهم ، فإنه دخل حلب بإذعان (٣) أهلها له وصلى بها الجمعة ، ودعي له على المنبر.

(ثم خرج إلى الشام فلاقاه أهل الشام كذلك بالإذعان ، فدخل الشام) (٤) وعمر (٥) بها قبة (٦) سيدي محي الدين (بن عربي) (٧) ـ رحمه

__________________

المصرية ثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما. وبمقتله انقرضت الدولة الجركسية. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث سنة ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ه‍ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٤٣ ، اين العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ١١٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ٢٣٣ ، ٢٣٤. وهو غير من ورد بهذا الاسم في ما سبق من هذا الكتاب.

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) انظر هذا الخبر في : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٣ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٦١ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٣ ، ٥٤.

(٣) في (ج) «بأذهان».

(٤) ما بين قوسين في (ب) «ثم خرج إلى الشام كذلك باذعان» ، وفي (ج) «ثم خرج إلى الشام كذلك باذعان أهلها له».

(٥) في (ج) «فعمر».

(٦) كانت الدولة العثمانية إسلامية المشاعر والتطبيق متصوفة المظهر. فاهتمت كثيرا بمظاهر البدع الصوفية ، ورجالات التصوف وفرقه.

(٧) في (ب) «ابن عربي» ، وفي (ج) «ابن العربي». وهو : محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي الصوفي ، ولد بمرسية بالأندلس سنة ٥٦٠ ه‍ وانتقل إلى اشبيلية ورحل إلى مصر والشام والروم والعراق والحجاز ، وأنكر عليه أهل مصر شطحات فعمل على إراقة دمه ، فحبس ثم أطلق فاستقر بدمشق حيث توفي فيها سنة ٦٣٨ ه‍ وهو قدوة القائلين ببدعة وحدة الوجود ، له تصانيف كثيرة تربو على أربعمائة كتاب ، ورسالة فيها شطحات التصوف وغلوه وبدعه. انظر : الذهبي :

٢٠٩

الله تعالى (١) ـ ورتب له أوقافا هناك (٢).

ثم رجع (٣) إلى مصر ، وعدل من غزة إلى القدس ، ثم رجع إلى غزة ، وقصد مصر (٤) ، فخرج طومان [باي](٥) للقائه ، ومن معه إلى (٦)

__________________

أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (توفي ٧٤٨ ه‍) ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ تحقيق علي محمد البجاوي وفتحية علي البجاوي ـ دار الفكر العربي ـ بدون تاريخ ٥ / ١٠٥ ، ١٠٦ ، الصفدي : صلاح الدين خليل بن أيبك (توفي ٧٦٤ ه‍) ـ الوافي بالوفيات ـ اعتناء س. ديدرينغ ـ ط ٢ ـ نشر شتايز بفيسبادن ١٤٠١ ه‍ / ١٩٨١ م ٤ / ١٧٣ ـ ١٧٨ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ـ تحقيق أحمد أبو ملحم وآخرون ـ ط ١ ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ١٣ / ١٦٧ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١٤ ، ٥٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٥ / ١٩٠ ـ ٢٠٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٢٨١ ، ٢٨٢.

(١) أضاف الناسخ في (ب) ، (ج) ، (د) «ونفعنا به». ويبدو أنهم يميلون إلى التصوف كثيرا ودعاء الأموات والطلب منهم وظهر هذا جليا لدى ناسخ (ج) الذي أضاف في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : أخبرني الأستاذ العلامة السيد محمد أبو النصر الدمشقي الحسني الخطيب ، بأن عمارة السلطان المذكور باقية إلى عصرنا هذا مع مرتباته والله أعلم».

(٢) انظر هذه الأخبار في : النهروالي ـ الاعلام ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، القرماتي ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٨.

(٣) يبدو أن الأصح للسياق «سار».

(٤) في القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٨ : ثم سار يريد البلاد المصرية ، فاففتح في مسيره مدينة بيت المقدس ... ثم سار وفتح مدينة غزة. وهي الأصح لقرب عهد المؤلف بهذه الأحداث.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د) ، وفي (ب) «طومانباي».

(٦) أضاف ناسخا (ج) ، (د) «إلى خارج مصر وهو».

٢١٠

الريدانية (١) في أقوى (٢) عدة ، فانكسرت الجراكسة بسبب خاير بيك (٣) وجان بردى (٤) من الجراكسة ، فإنهما [تباطنا ، و](٥) كاتبا حضرة السلطان سليم خان ، وطلبا منه الأمان ، وضمنا كسر العسكر ،

__________________

(١) بياض في (ب) ، وسقطت من (ج) ، (د). الريدانية : تقع خارج القاهرة من جهة باب النصر ، كانت هذه المنطقة بستانا لريدان الصقلبي أحد خدام العزيز بالله نزار بن المعز الذي كان يحمل المظلة على رأس الخليفة ، واختص بالحاكم ثم قتله سنة ٣٩٣ ه‍. انظر : المقريزي ـ الخطط ٢ / ١٣٨ ، ١٣٩.

(٢) في (د) «أوفى».

(٣) وخاير بيك هو : من مماليك الأشرف قايتباي ، كان يلقب بملك الأمراء ، واسم أبيه ملباي الجركسي ، وهو الذي قدمه مع اخوته كسباي وخضر بك وجان بلاط وقانصوه للأشرف قايتباي ، ولد بقرية صمصوم بالقرب من بلاد الكرج ، ترقى في المناصب حتى ولي نيابة حلب عوضا عن الأمير سيباي وذلك سنة ٩١٠ ه‍ ، وفي سنة ٩٢٣ ه‍ ولاه السلطان سليم نيابة مصر فاستمر فيها إلى أن توفي سنة ٩٢٨ ه‍ فكانت مدة نيابته على مصر خمس سنين وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما ، كان سيئا جبارا عسوفا سفاكا للدماء. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث السنوات ٩٢٢ ـ ٩٢٨ ه‍. وهو غير خاير بيك الذي سبق ذكره.

(٤) في (ب) ، (ج) «وردي» وهو خطأ. هو جان بردي الغزالي من مماليك الأشرف قايتباي ، اشتراه وأعتقه. ترقى في المناصي حتى ولي نيابة صفد سنة ٩١٧ ه‍ ، نقل بعدها إلى نيابة حماة سنة ٩١٨ ه‍ ، فلما ملك السلطان سليم مصر أقره على عادته في نيابة الشام وجعل له التحدث على الشام وحماة وحمص وصيدا وبيروت وبيت المقدس ورملة ولد والكرك ، ثم أعلن العصيان على الدولة العثمانية سنة ٩٢٧ ه‍ ، وتسلطن ولقب بالملك الأشرف وخطب باسمه على منابر دمشق جمعتين فأرسل له السلطان سليمان عساكر هزمته وقبضت عليه وقتلته في نفس السنة. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث السنوات ٩٢٢ ـ ٩٢٧ ه‍ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ١٥٠.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

٢١١

فأمنهما ، ووعدهما بمصر والشام ، فلما التقوا وكسر العسكر هرب طومان [باي](١) إلى البر (٢).

ودخل السلطان سليم خان مصر ، وحصدت عسكره الجراكسة ، ولم تبق منهم أحدا بمصر (٣) ، وأمنوا غيرهم من الناس.

وكانت الواقعة يوم الخميس تاسع عشري (٤) ذي الحجة سنة ٩٢٢ تسعمائة واثنتين وعشرين (٥).

وفي يوم الجمعة (٦) غرة محرم سنة ٩٢٣ تسعمائة وثلاثة وعشرين أمر السلطان [سليم خان](٧) بالمسجد ، والجوامع بالدعاء له في الخطبة (٨) ، وضرب السكة باسمه. وأقام بالعادلية (٩) ثلاثة أيام. ثم

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د) ، وفي (ب) «طومانباي».

(٢) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٢٨٠ ، ٢٨١.

(٣) سقطت من بقية النسخ. انظر خبر وجود الجراكسة في مصر في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث سنة ٩٢٣ ـ ٩٢٨ ه‍.

(٤) في (ج) ، (د) «عشر».

(٥) انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٤٤ ، ١٤٥ ، أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥ «في تاسع عشر».

(٦) في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٤٧ ، ١٤٨ : «وفي يوم الجمعة سلخ سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة ... فكان مستهل العام يوم السبت». وهو الأصح لمعاصرة المؤرخ لهذه الأحداث زمانا ومكانا.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٤٨ : «وفي ذلك اليوم خطب باسم السلطان».

(٩) عمرها الملك العادل أبو بكر بن أيوب أخو صلاح الدين الأيوبي بخط الساحل بجوار الربع العادلي بالقاهرة. عرفت بمدرسة ابن شاس. اتظر : المقريزي ـ الخطط ٢ / ٣٦٥.

٢١٢

ارتحل ، ودخل البلاد ، وتعدى إلى الجيزة (١) ، ونزل بعسكره فيها.

فجمع طومان باي من قدر عليه من الجراكسة ـ نحو سبعة آلاف ـ وهجم على البلاد ليلا ، (وقتل من بها) (٢) من عسكر السلطان سليم خان. وأراد الهجوم على السلطان [سليم](٣). وهيأ مراكب للذهاب ، فلم يقدر (٤). فبعث السلطان [سليم خان](٥) إليه عسكرا هجموا [على](٦) البلد ، وقتلوا كل من وجدوه من آدمي ، وبهيمة ، وحرقوا البلد بالنار ، واستمر ذلك ثلاثة أيام. ثم هرب طومان باي إلى جامع / الشيخونية (٧) ، وحارب العسكر ساعة. ثم طلبت الرعية الأمان ، وضجت

__________________

(١) الجيزة : إقليم من أقاليم مصر بين البحيرة وبني سويف تقع على الشاطئ الغربي لنهر النيل تجاه مدينة الفسطاط أي مصر العتيقة وفي غربيها الأهرام ، كانت الجيزة قرية كبيرة جميلة البنيان. انظر : المقريزي ـ الخطط ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٨ ، فريد وجدي : محمد (١٢٩٥ ـ ١٣٧٣ ه‍) ـ دائرة معارف القرن العشرين ـ دار الفكر ـ بيروت ـ بدون تاريخ ٣ / ٢٧٥ ، ٢٧٦. واليوم هي إحدى محافظات جمهورية مصر العربية.

(٢) ما بين قوسين ورد في (د) «وقتلوا كل من وجدوه».

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) وسبب ذلك كما جاء في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥ أنه «لما بلغ ذلك السلطان سليم خان عين جماعة على المعابر وأمر العساكر بالقيد وعدم الغفلة».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (د) ، وفي (ج) «سليم».

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٥٤ «جامع شيخو». وجامع شيخو : يقع بسويقة منعم بين الصليبة والرميلة تحت قلعة الجبل ، أنشأه الأمير سيف الدين شيخو الناصري رأس نوبة الأمراء في سنة ست وخمسين وسبعمائة ... وهذا الجامع من أجل جوامع ديار مصر. المقريزي ـ الخطط ٢ / ٣١٣.

٢١٣

العوالم (١) بمصر ، فأمنهم السلطان [سليم](٢) ، وأمر بقتل الجراكسة خاصة.

وهرب طومان باي (٣) ، وعاد السلطان إلى الجيزة. وأتوا بجماعة من الجراكسة ، فقتلهم هناك. وأقام إلى ثالث عشر المحرم (٤) فدخل إلى القلعة (٥).

ثم إن طومان باي أرسل بطلب الأمان ، والعفو ، فأجابه السلطان إلى ذلك ، وبعث إليه كيخيتة (٦) [سر](٧) عسكر

__________________

(١) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٦٢٤ : العالم : الخلق كله ، وقيل كل ما حواه بطن الفلك. جمع عالم ، وعالمون.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦ «إلى الصعيد».

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦ «ثالث عشري المحرم».

(٥) القلعة : «وهذه القلعة على قطعة من الجبل وهي تتصل بجبل المقطم وتشرف على القاهرة ومصر والنيل والقرافة ، وكان موضعها أولا يعرف بقبة الهواء ثم صار من تحته ميدان أحمد بن طولون ثم صار موضعها مقبرة فيها عدة مساجد إلى أن أنشأها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب أول الملوك بديار مصر على يد الطواشي بهاء الدين قراقوش الأسدي في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، وصارت من بعده دار الملك بديار مصر إلى يومنا». أي إلى عهد المؤرخ وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا. المقريزي ـ الخطط ٢ / ٢٠١. وعن كيفية بنائها انظر : سعاد ماهر ـ العمارة الإسلامية على مر العصور الإسلامية ط ١ ـ جدة ١٤٠٥ ه‍ / ١٩٨٥ م ٢ / ٩١٧ ـ ٩٢٢.

(٦) في (ب) «الخيتية» ، وفي (ج) «تحيته» وهو خطأ. كيخية : أو كخيا تؤدي معنى كتختا ، كدخدا وهو الموظف الكبير ، ويقصد بها الوزير الأول في حكومة الولاية التي يحكمها باشا. انظر : حمد الجاسر ـ مقدمة البرق اليماني للنهروالي ص ٧٩. وقارن ذلك بما ورد في كتاب التشكيلات والأزياء العسكرية العثمانية منذ بداية تشكيل الجيش العثماني حتى سنة ١٨٢٥ م ، للفريق أول محمد شوكت (١٢٧٥ ـ ١٣٣١ ه‍) ـ ترجمة يوسف نعيسة ومحمود عامر ـ ط ١ ـ دار طلاس للدراسات والترجمة ـ دمشق ١٩٨٨ م ص ٩٥ تحت عنوان قول كتخداسي.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

٢١٤

أنا ضولي (١) مصطفى أغا (٢) ، وقضاة مصر الأربعة (٣) ، فحسن له بعض المفسدين قتلهم ، والبقاء على العصيان ، فقتلهم ، وقصد العود بمن معه من المفسدين. وسار حتى نزل بركة الجيش (٤). فعين السلطان سليم خان بعض العساكر والأمراء لحربه.

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «أنا طولي» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦ «أنادول». وكلمة أناضولي تعني سكان آسيا الصغرى. الشناوي ـ الدولة العثمانية ١ / ٣٣.

(٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦ «مصطفى شلبي». أما في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٧٣ فلم يذكر اسمه أو وظيفته ، واكتفى بالقول «صحبتهم أمير من أمرائه». والأغا : هو لقب كان يطلق على شيوخ الأكراد أو كبارهم كما كان ينقش على نقودهم. أما معناها في لغة الأتراك الغربيين فتعني رئيس أو سيد. وأصل هذه الكلمة آقا وهي من كلمات اللغة المغولية ، ومعناها الأخ الأكبر ، ولما كان للأخ الأكبر عندهم سلطان على اخوته فصارت كلمة آقا تدل على رئيس الأسرة كلها. انظر : الباشا ـ الفنون الإسلامية ١ / ٣٦.

(٣) أي على المذاهب الأربعة : الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي ، وهم كما أوردهم ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٦٥ : قاضي القضاة الشافعي كمال الدين الطويل ، وقاضي القضاة الحنفي محمود بن الشحنة ، وقاضي القضاة المالكي محي الدين بن الدميري ، وقاضي القضاة الحنبلي شهاب الدين الفتوحي.

(٤) بركة الجيش : هي بركة الحبش. وهي الأصح. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٦. وهي من أشهر برك مصر. كانت تعرف ببركة المغافر وبركة حمير ، وباصطبل قرة وباصطبل قامش أي القصب تقع في ظاهر مدينة الفسطاط من قبليها فيما بين الجبل والنيل ، كانت من الموات فاستنبطها مرة بن شريك العبسي أمير مصر وأحياها وتنقلت حتى صارت تعرف ببركة الحبش ودخلت في ملك أبي بكر المارداني فجعلها وقفا ثم أرصدت لبني حسن وبني حسين ابني علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم ، قلم تزل جارية في الأوقاف إلى وقت المقريزي. انظر : المقريزي ـ الخطط ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٥.

٢١٥

وخرج السلطان سليم [خان](١) بنفسه إلى القرب من بحر النيل ، فهرب [طومان باي](٢) مرة أخرى.

فما زالوا به حتى (٣) أدركوه ، وقد ألقى نفسه في البحر ، فلما علم أنه هالك طلب الأمان ، فرموا له حبلا ، فطلع به ، فربطوه. وأتوا به إلى مصر للسلطان سليم خان [أتى به إليه (٤) السيد (٥) عبد الدائم بن بقر (٦) شيخ بني حرام (٧)] ، فأمر [بحبسه ثم شنقه](٨) على باب

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٣) سقطت من (ب).

(٤) سقطت من (ج) ، (د).

(٥) سقطت من (ب) ، (ج).

(٦) جاء في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٢٢١ : «شيخ العرب عبد الدائم بن شيخ العرب أحمد بن بقر شيخ عربان الشرقية».

(٧) بني حرام هم : بطن من الخزرج ، من الأزد ، من القحطانية ، وهم بنو أدي ، وبنو دينار ، منهم أناس في مصر. انظر : القلقشندي ـ نهاية الأرب ٢٣٠ ، ٢٣١. جاء في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٧ : «ويقال أنه هرب واستجار بشيخ عرب بني جذام عبد الدائم بن مقر». وفي ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٧٤ ، ١٧٥ : «فلما انكسر طومان باي توجه إلى نحو تروجة بالغربية ، فلاقاه حسن بن مرعي وابن أخيه شكر مشايخ البحيرة في ضيعة تسمى البوطة ، حيث عزم عليه حسن لصداقة بينهما ، فلما استقر عنده أرسل الأخير إلى السلطان سليم بذلك فأرسل إليه جماعة قبضوا عليه». وما بين حاصرتين يبدو أن المؤلف قد استدركه على الحاشية الوسطى للمخطوط ولم استطع رؤيته فأثبته من النسخ الأخرى.

(٨) ما بين حاصرتين في (أ) ، (ب) ، (ج) «بشنقه» والاثبات من (د).

٢١٦

زويلة (١) (لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة ٩٢٣) (٢) تسعمائة وثلاث وعشرين ـ انتهى ـ ملخصا من النشأة وغيرها (٣).

[في ترجمة السلطان سليم بن بايزيد وأصل العثمانين]

والسلطان سليم خان ـ رحمه‌الله تعالى ـ هو أول من ملك مصر (من العثامنة ، وهو سليم خان ابن بايزيد خان ابن يلدرم خان) (٤) ابن بايزيد خان ابن مراد خان ابن أورخان ابن عثمان (٥)

__________________

(١) باب زويلة : هو أحد أبواب القاهرة ، ويقع في الجهة القبلية كان بابان متلاصقان عند ما بنى جوهر الصقلي القاهرة بجوار مسجد بسام بن نوح ، فلما قدم المعز إلى القاهرة دخل من أحدهما وهو الملاصق للمسجد ويعرف بباب القوس ، فتيامن الناس بالدخول والخروج منه ، واندثر الباب الثاني لهجره. فلما كانت سنة ٤٨٥ ه‍ بنى أمير الجيوش بدر الجمالي وزير المستنصر بالله العبيدي باب زويلة الكبير وعمل له زلاقة كبيرة من حجارة صوان عظيمة. انظر : المقريزي ـ الخطط ١ / ٣٨٠ ، ٣٨١.

(٢) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٢.

(٣) أي نشأة السلافة بمنشآت الخلافة لعبد القادر الطبري. سبق التعريف به وبالكتاب. انظر هذه الأخبار في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٤ ـ ٥٨ ، وأيضا في النهروالي ـ الاعلام ٢٧٧ ، ٢٨٢ ، ومفصلة مع بعض الاختلاف في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث سنة ٩٢٢ ـ ٩٢٣ ه‍.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) في النهروالي ـ الاعلام ٢٤٩ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٨ ـ ٧٠ ، والقرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ١٠ ـ ٣٦ : «السلطان سليم خان ، ابن السلطان بايزيد خان ، ابن السلطان محمد خان ، ابن السلطان مراد خان ، ابن السلطان محمد خان ، ابن السلطان يلدرم بايزيد خان ، ابن السلطان مراد خان الغازي ، ابن السلطان أورخان ، ابن السلطان عثمان الغازي». وعثمان هذا هو : عثمان بن الأمير أرطغرل بن سليمان شاه ، ولد سنة ٦٥٦ ه‍. تسلطن من سنة ٦٩٩ ـ ٧٢٦ ه‍. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ١٠ ـ ١٢ ، سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٨ ـ ٦٠ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ١٠ ـ ١٤.

٢١٧

الغازي (١) ، وهو أول من ملك بلاد الروم سنة ٦٩٩ ستمائة وتسع وتسعين ، ويتصل نسبه إلى يافث ابن سيدنا نوح عليه ، وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وهو الجد الأربعون للسلطان سليم خان (٢).

وأنشد ـ شيخ مشايخنا العلامة ـ قطب الدين بن (٣) الشيخ ولي الدين [المفتي](٤) الحنفي (٥) عند ذكرهم :

من (٦) معشر كلهم غاز وكلهم

خير الملوك صناديد الصناديد

أولئك الناس إن عدوا وإن (٧) ذكروا

وما سواهم فلغو غير معدود

لو خلد الله ذا عز لعزته (٨)

كانوا أحق بتعمير وتخليد /

قال القطب (٩) : وأصلهم من (التراكمة التتر) (١٠) ، (وأن جدهم

__________________

(١) الغازي : كلمة تركية مأخوذة من اللغة العربية بمعى المجاهد. الشناوي ـ الدولة العثمانية ج ١ / ١١. وهي صفة كان يلقب بها سلاطين الدولة العثمانية ، وهذا دلالة على نشأته الجهادية.

(٢) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٠.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) في كتابه الاعلام ص ٢٤٩ ، ٢٥٠.

(٦) في النهروالي ـ الاعلام ٢٤٩ «هم».

(٧) في (ج) «أو».

(٨) ورد هذا الشعر في النهروالي ـ الاعلام ٢٥٠ : «لو خلد الدهر ذو عز لعزته».

(٩) أي النهروالي في الاعلام ص ٢٥٠.

(١٠) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «التراكمة إلى التتار» ، وفي (د) «التراكمة التتار».

٢١٨

عثمان الغازي [بن](١) طغريل (٢) بن سليمان شاه. وسليمان شاه (٣) هذا (٤) كان سلطانا في بلاد ماهان (٥) قريبا من مدينة بلخ (٦) ـ قاله القطب الحنفي (٧) ـ.

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) في (ب) ، (د) «ظفريل» وهو خطأ ، وفي النهروالي ـ الاعلام ص ٢٥٠ «أرطغرل». وهي الأصح. وأرطغرل هذا هو جد الملوك العثمانية ، اختلف في سنة وفاته على ثلاثة أقوال : الأول سنة ٦٨٧ ه‍ ، والثاني ٦٨٩ ه‍ ، والثالث ٦٩٧ ه‍. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥١ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ١٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٨.

(٣) سقطت من بقية النسخ.

(٤) في (ب) «هكذا» وهو خطأ.

(٥) أضاف ناسخ (د) «كان». وماهان : كلمة ماه فارسية تعني البلد والمملكة ، وإذا أطلقت كلمة ماهان فتعني الدينور ، ونهاوند. فالدينور : بكسر أوله أو فتحه مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا ، ومنها إلى شهرزور أربع مراحل. وإليها ينسب خلق كثير. ونهاوند : بكسر أوله أو فتحه مدينة عظيمة في قبلة همذان ، بينهما ثلاثة أيام وهي أقدم مدينة في الجبل ، وكانت نهاوند من فتوح أهل الكوفة ودينور من فتوح أهل البصرة ، فسميت نهاوند ماه البصرة لأنها في حسابهم والدينور ماه الكوفة أي لأنها في حسابهم ، وكلتا المدينتين في فارس إيران اليوم. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٥٤٥ ، ٥ / ٣١٣ ، ٣١٤٥ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٥٨١ ، ٣ / ١٣٩٧ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ج ١ حاشية ص ٩ المحقق.

(٦) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان من أجل مدنها وأشهرها وأكثرها خيرا ، بينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخا. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٢١٧.

(٧) النهروالي ـ الاعلام ٢٥٠ ، ٢٥١.

٢١٩

ولما ظهر جنكيز خان (١) ، وأخرب بلاد بلخ خرج سليمان شاه بخمسين ألف بيت إلى أرض الروم ، فغرق (بالفرات.

فدخل ولده طغريل الروم ، (وخلف أولادا) (٢) نجباء. وكان أشدهم بأسا ، وأعلاهم همة ، السلطان عثمان ، فنشأ مولعا بالقتال والجهاد. فلما أعجب السلطان علاء الدين السلجوقي (٣) ذلك منه ، أرسل إليه الولاية السلطانية والطبل والزمر.

فلما ضربت بين يديه قام إجلالا وتعظيما لمرسلها له (٤) ، فصارت سنة لآل عثمان ، يقومون عند ضرب النوبة قانونا مستمرا إلى الآن (٥).

__________________

(١) في (د) «جنكر خان». جنكيز خان أو جنكز خان : ويعني الأعظم تسمى به فيما بعد ، واسمه الأول تموجين بن باسو كاي بهادر خان المغول وتعني الشجعان ، ولد على الضفة اليمنى لنهر أنون في الصين. اختلف في سنة ميلاده. هو الفاتح المغولي التتري المعروف ، مؤسس امبراطورية المغول التترية التي امتدت من البحر الأسود إلى بحر الصين. توفي في الصين سنة ٦٢٤ ه‍. انظر : دائرة المعارف الإسلامية ٧ / ١٢٦ ـ ١٤٠ ، دائرة معارف البستاني ٦ / ٥٥٠ ـ ٥٥٣.

(٢) ما بين قوسين في (ب) «وخلفه أولاد» ، وفي (د) «ولما مات طغريل خلفه أولا».

(٣) علاء الدين السلجوقي هو : كيقباد بن كيخسرو سلطان بلاد قرمان وعاصمتها قونية ، توفي في حدود سنة ٧٠٠ ه‍. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٠ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٦٢ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / هامش ص ١٠ المحقق. وفيه كيقباد ابن فرامرز بن عز الدين كيكاوس.

(٤) سقطت من (ب). هذه من عادات آل عثمان ، وهي القيام عند ضرب النوبة ، وهي ضرب الطبل والزمر.

(٥) أي إلى زمن القطب ، ونستطيع أن نضيف أنها استمرت إلى زمن العصامي

٢٢٠