منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

نفسه (١) ، فلما صار أمير الحج سنة ٩٥٨ تسعمائة وثمان وخمسين وقعت منه هذه الفتنة (٢). ثم انه (٣) سافر إلى مصر ، وورد متوليا لليمن سنة ٩٦٩ تسعمائة وتسع وستين (٤) ، فلما وصل [إلى](٥) جدة (لم يحتفل به (٦) جماعة الشريف) (٧) لما سلف (٨) منه ، فأرسل (إلى الشريف يعتذر له ، ويحلف) (٩) أن ما وقع منه عن غير اختيار ، وأنه تاب إلى الله عزوجل ، ورجع ، فقبل الشريف عذره ، وأرسل إلى خدامه ، فتلافوا ما فرط منهم في حقه.

ثم أنه صعد إلى مكة للطواف.

قال (١٠) :

وخرجت أنا لملاقاته (١١) ، وبشرته برضا (١٢) الشريف ، ففرح بذلك

__________________

(١) في (د) «النفسه» ، وهو خطأ.

(٢) انظر القطب النهروالي ـ البرق اليماني ١٢٦ ، علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ ، العصامي ـ سمط النجوم ٤ / ٣٣١ فوردت مع بعض الإختلاف.

(٣) سقطت من (د).

(٤) أضاف ناسخ (د) «وقعت منه هذه الفتنة» ، وهو خطأ ، وذكر النهروالي في البرق اليماني ص ١٢٦ «أنه ورد في أول محرم سنة ٩٦٨ ه».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٦) سقطت من (ب).

(٧) ما بين قوسين ورد في (ج) «لم يحتفل جماعة الشريف به».

(٨) في (ب) ، (ج) «سلفت».

(٩) ما بين قوسين ورد في (د) «للشريف يعتذر ويحلف له».

(١٠) أي النهروالي صاحب البرق اليماني في الفتح العثماني ص ١٢٧.

(١١) في (ب) ، (ج) «خرجت لملاقاته».

(١٢) في (ج) «برضاء». جاء في

٣٢١

وقابله مولانا الشريف من تربة الشيخ محمود [بالشبيكة](١) هو واخوته (٢) ففرح غاية الفرح وأنزلوه (٣) مدرسة قايتباي وجعلوا له سماطا. فأقام يومين ، ورجع إلى جدة متوجها إلى اليمن» ـ انتهى المقصود منه (٤).

قلت :

وفي هذه الواقعة (٥) كتب الخطيب عبد الباسط بن أيوب (٦) إلى مولانا السلطان سليمان [خان](٧) قصيدته (٨) الرائية يذكر له هذه الواقعة وهي طويلة (٩) / :

يا إماما بالعدل في الناس سارا

وهماما قد دمر الكفارا

__________________

القطب النهروالي ـ البرق اليماني ص ١٢٧ «وبشرته بأن السيد الشريف مولانا السيد حسن يبرز إلى ملاقاته».

(١) ما بين حاصرتين إضافة من النهروالي ـ البرق اليماني ١٢٧.

(٢) في (ب) ، (ج) «وإخوانه».

(٣) في (ب) ، (ج) «وأنزلوا» ، وهو خطأ.

(٤) انظر ص ١٢٦ ـ ١٢٨ من البرق اليماني.

(٥) في (ب) ، (ج) «الوقعة» أي واقعة محمود باشا.

(٦) هو عبد الباسط بن أيوب الشافعي النجاري. انظر : اين المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٨ ه‍.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) في (د) «قصيدة.»

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» قوله». وانظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٢.

٣٢٢

ومليكا بعدله ملأ (١) الأر

ض وأضحى له الصلاح شعارا

هذه قصة لبابك جاءت

من أناس مما دهاهم حيارا

فاتلها يا خليفة الله في الأر

ض جميعا عساك تأخذ ثارا

نظمتها قريحة شاهدت في

عترة المصطفى أمورا كبارا (٢)

هجمت دورهم بخيل ورجل

واستباحوا عرضا ومالا (٣) ودارا

ورموا بالنبال في حرم الله

فراعوا كبارهم والصغارا

أذكرتنا أحوالهم بحسين (٤)

ويزيد (٥) وأورثتنا اعتبارا

آل بيت الرسول حل حماهم

واستبيحت لهم دماء جهارا

ما سمعنا ولا رأينا كهذا (٦)

لا رعى (٧) الله من بهذا (٨) أشارا (٩)

__________________

(١) في (ج) «ملك».

(٢) الإشارة إلى قصة محمود السابقة.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي (ب) «ما» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ودما» وسقطت من (د).

(٤) هو الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما.

(٥) هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثاني خلفاء بني أمية في الشام. انظر : الطبري ـ تاريخ الأمم والملوك ٣ / حوادث السنوات ٦٠ ـ ٦٤ ه‍ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٤ / ١٤ ـ ١٧ ، ٨٣ ـ ١٢٨ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٢ / ٦٣ ، ٧٥ ـ ٨١ ، ابن تيمية : أحمد بن عبد الحليم (توفي ٧٢٨ ه‍) ـ سؤال في يزيد بن معاوية ـ تحقيق صلاح الدين المنجد ـ ط ٣ ـ دار الكتاب الجديد ـ بيروت ١٣٩٦ ه‍ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ١٨٩.

(٦) في (ب) ، (ج) «لهذا» وهو خطأ.

(٧) في (أ) ، (ب) ، (د) «رعا» ، والاثبات من (ج).

(٨) في (ب) ، (ج) «لهذا».

(٩) في (ب) «أثبارا» ، وفي (ج) «أثارا».

٣٢٣

قد أتانا محمود في إمرة الحج

وقد صار بالأذى أمارا

فرأينا شخصا يحاكي يزيدا

في سجاياه فاجرا جبارا

أذهب الشرع مذ أتانا وأحيا (١)

ليزيد بين الورى آثارا

حكم السيف في أعز نفوس

وسقاها كأس الردى وأدارا (٢)

قتل النفس أظهر السفك ظلما

جال بالسيف يمنة ويسارا

ترك الهدي والضحايا وضحى

بنفوس الأشراف فيها وسارا

حرم (٣) آمن وتقتل فيه

عترة المصطفى جهارا نهارا

إن هذا أمر فظيع شنيع

منكر الشأن يدهش الأبصارا

قد تركنا لأجله واجبات

ورفضنا المبيت (٤) والاعتمارا /

وخشينا من اليزيدي (٥) قتلا

فركبنا من خوفه الأخطارا

ترك الناس في منى نسك الحج

خلوا مبيتها والجمارا (٦)

واعتراهم من اليزيدي ما لم

يعرفوه فأحصروا إحصارا

وغدا (٧) الناس بين قتل ونهب

وأمور تحير الأفكارا

__________________

(١) في (ج) «أحمى» ، وهو خطأ.

(٢) في (د) «ودار».

(٣) في (ب) «حرام».

(٤) أي المبيت بمنى في أيام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ورمي الجمار.

(٥) الإشارة إلى محمود باشا.

(٦) أي تركوا المبيت بمنى أيام التشريق. ورمي الجمرات الثلاث وهي العقبة الأولى والثانية والثالثة.

(٧) في (ب) «غد».

٣٢٤

صار فينا العزيز عبدا ذليلا

والأرقاء أصبحوا أحرارا

صرفت نحوهم صروف الليالي

وجهها بعد [ما](١) كان فيها استتارا (٢)

ورمتهم عن قوسها بسهام

أثرت في القلوب منها انكسارا

فتنة أحدثت بأشرف أرض

الله لا ترتضى بأرض النصارى

كبر الناس عند ما عاينوها

وبحار الدماء غدت تيارا (٣)

أظلم الجو (٤) والكواكب غارت

واقشعرت جلودنا (٥) اقشعرارا

إن هذا ظلم وجور عظيم

قاتل الله من عن الحق جارا (٦)

ورماه (٧) بأسهم صائبات

من يد المصطفى تريه الصّغارا (٨)

وذهلنا من المصيبة حتى

أذهب الخوف عقلنا والوقارا

وبكتنا السماء ثاني يوم

فاستهلت دموعها أمطارا

كيف يرضى خير السلاطين (٩) طرا (١٠)

أن يخيف الحجاج والزوارا

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في (ج) «استنار» ، وهو خطأ. وورد البيت في (د) هكذا :

صرفت وجهها صروف الليالي

نحوهم بعد كان فيها استتارا

(٣) تار الماء : جرى. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٩٠.

(٤) في (د) «الجور» ، وهو خطأ ، وفي سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٣ «الكون».

(٥) في (ب) «جنودنا» وهو خطأ.

(٦) في (ب) «حارا».

(٧) في (ب) ، (ج) «رماهم».

(٨) الصغار : أي الذل. انظر : الزبيدي ـ تاج العروس ٣ / ٣٣٥.

(٩) يقصد به سليمان خان.

(١٠) أي جمعا. انظر : الزبيدي ـ تاج العروس ٣ / ٣٥٨. هذا البيت والذي قبله

٣٢٥

فتراهم بعد الأمان من الخوف

سكارى وما هم بسكارى (١)

يا ابن عثمان أنت عمرت بالعد

ل الأقاليم برها والبحارا

أنت طهرت سائر الأرض ممن قد

تعدى (واستكبر استكبارا) (٢)

أنت كهف للمسلمين حريز (٣)

وملاذ (٤) لمن يخاف ضرارا

أنت من أمّ باب عدلك يعطى

لمناه (٥) ويبلغ الأوطارا (٦) /

أنت للحق ناصر ومعين

لك سيف قد دمر الأغيارا

سوف تأتيه غارة منك حتى

يتمنى أن لم يثر ما أثارا

كيف ترضى أن اليزيدي يأتي

حرم الله مفسدا كفارا

فأغث عترة النبي وبادر

وزد الظالمين منك خسارا (٧)

__________________

لم يثبته العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٣.

(١) استعار الشاعر معنى هذا الشطر من قوله جل وعلا في سورة الحج آية رقم (٢) وهي : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ).

(٢) استعار الشاعر ما بين قوسين من قول الله عزوجل في سورة نوح آية رقم ٧ وهي : (وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً).

(٣) الحريز : البالغ الحفظ. وحرز الشيء : بالغ في حفظه. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٦٦.

(٤) الملاذ : الملجأ.

(٥) في (ب) «المناه» وهو خطأ ، وفي (د) «ما تمنا».

(٦) الأوطار : مفردها وطر ، يقال قضى منه وطره : أي نال منه بغيته. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ١٠٤١.

(٧) إستعار الشاعر معنى هذا الشطر من قوله تعالى في سورة الإسراء آية رقم ٨٢(وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً).

٣٢٦

وأرحهم من اليزيدي واجعل

داره بالخراب أرضا دمارا (١)

وارحم الناس إنهم قد أذيقوا

من أذاه ما لم تذقه الأسارا

ولك الأمر (فاقض ما أنت قاض) (٢)

فهو (٣) والله يستحق النارا (١٢)

(قسما بالحطيم والركن والبيت

الذي ربه (٤) يقيل العثارا (٥)

وبآل النبي والصحب طرا

وبنيه (٦) والسادة الأحرارا) (٧)

قد خبأنا له سهام دعاء

وشددنا القسي (٨) والأوتارا (٩)

(واستعنا بأعظم الناس جاها (١٠)

واتخذنا ضريحه مستجارا

يا نبي الهدى أغثنا سريعا

قد أضر العدى بنا أضرارا) (١١)

__________________

(١) سقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٢) استعار الشاعر ما بين قوسين قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) سورة طه آية ٧٣ ، وهذه مبالغة من الشاعر.

(٣) أي محمود باشا.

(١٢) في (ب) ، (ج) «السنارا».

(٤) في (ج) «به».

(٥) في (ب) «العشارا» وهو خطأ. وهذا أيضا قسم بغير الله لا يجوز.

(٦) في (ب) «ببنيه» وهو خطأ ، وفي (ج) «بنيهم» وهو خطأ أيضا. أي أبناء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٧) ما بين قوسين قسم بغير الله وهو لا يجوز لقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حلف بغير الله فقد أشرك».

(٨) في (ب) «الغني» ، وهو خطأ.

(٩) الأوتار : جاء في المصباح المنير للمقري ص ٢٤٧ : أو ترت القوس سددت وترها.

(١٠) في (ب) مهملة النقط. وهذه استغاثة بغير الله لا تجوز.

(١١) ما بين قوسين استغاثة بغير الله وهو من الشرك.

٣٢٧

نحن قوم بك استجرنا فنلنا

بمعاليك حرمة وجوارا

[شاع في جملة الجهات الذي قد

كان فينا وطبق الأثارا (١)

هذا آخر ما رأيته.

وأخبرني بعض من اطلع على تاريخ الجزيري الحنبلي (٢) المالكي (٣) أنه ذكر هذه الواقعة بأتم من هذا ، ولم أقف عليه](٤). انتهى.

[ترميم الكعبة الشريفة سنة ٩٥٩ ه‍] وفي سنة ٩٥٩ تسعمائة وتسع وخمسين :

رممت الكعبة الشريفة ، وأرخ ذلك الشيخ عبد العزيز الزمزمي بقوله :

__________________

(١) من الملاحظ أن الرواية التي ذكرها السنجاري نثرا تخالف ما رواه شعرا.

(٢) تاريخه يسمى «الدرر المنتظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة». وهذا من تعليقات الناسخ (ج) حيث استدركها على الحاشية العليا لصفحة ٧٨.

(٣) في (د) «المكي» وهو خطأ.

(٤) هذا وقد اطلعت على هذا الكتاب ولم أجد هذه الواقعة تحت عنوان «فيمن ولي إمرة الحاج من أمراء الفتح المكي في زمن المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلى تاريخ الشروع في كتابنا هذا وهو في سنة ستين وتسعمائة وإيراد بعض الوقائع بمكة المشرفة والطرقات في بعض السنين على سبيل الاختصار مما لا يستغنى عن ذكره». رغم أن المؤلف قد أشار تحت عنوان آخر في الكتاب وهو «ذكر بعض الوقائع بمكة المشرفة على سبيل الاختصار» ، حيث قال في ص ٩٥٠ : «ومن الحوادث الشنيعة ما وقع في سنة ثمان وخمسين وتسعمائة بمكة المشرفة من إظهار خاير بك عزل الشريف أبي نمي بن بركات وأخيه من غير حضورهما في موسم تلك السنة ونهب الحجاج بمنى وطريقها ومكة المشرفة وقتل بعض العسكر والحجاج ، ولو لا لطف الله تعالى لما عاد من الركب أحد ، وقد تقدم ذكر ذلك مفصلا في بابه بما يغني عن إعادته مما يؤكد أنه قد أورد ذلك رغم سقوطه.

٣٢٨

يا معشر الإسلام بشرى لنا

وواجب لله (١) منا الثنا

صلوا وطوفوا واشكروا ربكم

ومتعوا من بيته الأعينا (٢)

وادعوا لسلطانكم إنه

لما وهى رمم منه البناء (٣)

وقد أتى تاريخ ترميمه (٤)

رمم بيت الله سلطاننا (٥)

هب له يا رب في عمره

وعافه وامنحه كل المنا

تجديد ميزاب الكعبة (٦) :

وذكر (٧) العلامة العيدروس في الضوء السافر بأخبار القرن العاشر قال المشار إليه :

وفي سنة ٩٦٠ تسعمائة وستين :

جدد ميزاب الرحمة ، ومن غريب الاتفاق أن (٨) جاء (٩) تاريخ تجديده «رحمة من ربك» (١٠).

__________________

(١) في (ب) «الله».

(٢) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) «الامينا».

(٣) سقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٤) في (ج) «تعميره».

(٥) «رمم بيت الله سلطاننا» هو التاريخ ويساوي بحساب الجمل سنة ٩٥٩ ه‍.

(٦) هذا العنوان الجانبي وضعه المؤلف على حاشية المخطوط اليسرى.

(٧) في (أ) «وذكره» والاثبات من بقية النسخ. انظر خبر الترميم والتاريخ في : العيدروس ـ النور السافر ٢٥١ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٢٢ ، ٣٢٣.

(٨) في بقية النسخ «أنه».

(٩) في (ب) «با» وهو خطأ.

(١٠) في : العيدروس ـ النور السافر ص ٢٥٢ : «لا رحمة من ربك». وهو

٣٢٩

جعله الشيخ أبو بكر اليتيم (١) مصغرا ثم (٢) نظمه في بيتين فقال : /

يا أيها المولى الجليل ومن له ال

مجد الأثيل (٣) الفائق المريخا (٤)

ميزاب بيت الله جدد فاقتبس

نا رحمة من ربك التاريخا (٥)

[وفاة الشريف أحمد بن أبي نمي سنة ٩٦١ ه‍]

قال الشيخ عبد الرحمن باكثير :

» وفي سنة ٩٦١ تسعمائة وإحدى وستين :

توفي مولانا الشريف أحمد بن أبي نمي (٦) بالشرق (٧) في أثناء رمضان (٨) ، وحمل إلى مكة ، وصلي عليه تجاه الكعبة ، ودفن بالمعلاة ـ

__________________

(١) في العيدروس ـ النور السافر ص ٢٥٢ «المكي».

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) أثل : تأصل وقدم. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٦.

(٤) المريخ : هو أحد كواكب المجموعة الشمسية. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٦١.

(٥) انظر تاريخ هذه العمارة في : ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٢٥.

(٦) انظر سنة وفاته هذه في : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، النهروالي ـ البرق اليماني ٩٢ ، العيدروس ـ النور السافر ٢٥٣ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٢٨ ، ٣٢٩ ، الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٦١ ه‍ ، أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٢٦ فذكر أن وفاته كانت سنة ٩٦٦ ه‍ ، وفي المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ أن وفاته كانت سنة ٩٥٩ ه‍.

(٧) في (ج) «بسرف» ، وفي الجزيري ـ درر الفرائد ص ٤٠٠ «بالشرق خارج مكة» ، وفي الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٦١ ه «في البر».

(٨) في الجزيري ـ درر الفرائد ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٢٦ «في شهر رجب».

٣٣٠

رحمه‌الله تعالى ـ. ورثاه (١) الشيخ عبد الرحمن الكثيري (٢) (بقوله مخاطبا والده) (٣) :

تلق القضاء ممن له الخلق والأمر

وأنت به راض وجليا (٤) بك الصبر

وهي [مثبتة](٥) في تاريخه.

ورأيت (١٠) في بعض التواريخ (٦) أنه توفي ليلة الأحد الثاني من رجب (٧) (في الخليصة (٨) بعد (٩) مضي ربع الليل ، وحمل إلى مكة ـ (إلى أن أتوا به دار

__________________

(١) في (ب) «وحمله إلى ورثاه» ، وفي (د) «وحمله إلى مكة ورثاه».

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «باكثير» وكلاهما صحيح. سبق التعريف به.

(٣) ما بين قوسين ورد في (ج) «مخاطبا والده بقوله».

(٤) في (ب) «جل كا» وهو خطأ ، وفي (ج) «وحل».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(١٠) أي المؤلف.

(٦) في (ب) «التوريخ» ، وسقطت من متن (ج) حيث استدركها ناسخها على الحاشية اليمنى لصفحة ٧٨.

(٧) انظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٢٦ إلا أنه لم يحدد اليوم.

(٨) في (ب) «الخلصة». والخليصة : هي حرة خليص التي تشرف على بلدة خليص من الشمال. حدها الغربي ثنية الغيث والشرقي جبل حمت ، أما خليص فبلدة تقع شمال مكة علة مسافة ١٠٠ كيلومترا ، وعن جدة ٩٠ كيلومترا في الشمال الشرقي منها كانت تعرف بأمج. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٢ / ٢٦٨ ، ٣ / ١٤٩ ، ١٥٠. وذكر صاحب كتاب درر الفرائد الجزيري ص ٥٦١ أن «عقبة خليص بينها وبين خليص ثلاثة أميال وهي عقبة مقطع حرة تعترض الطريق يقال لها ظاهر البرعة ، والشجر ينبت في تلك الحرة ، وعند الحرة مسجد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(٩) في (ب) ، (ج) «بعد ما» وهي بالمعنى نفسه.

٣٣١

[الملك](١)) (٢) فغسل ، وصلي عليه صلاة العصر ، وطيف بنعشه على جري عادة الأشراف ، ودفن بالمعلاة ، وتعزى فيه اخوته الحسن ، وثقبة ، وبركات (٣) ـ).

ولما كان يوم الخميس السادس من شهر رجب ، وكان ختم القرآن بالحرم الشريف (٤) على الميت المذكور جاء (٥) الخبر بوصول مولانا الشريف أبي نمي من جانب الشرق (٦) ، (فتلقاه أولاده ، ومعه الأفندي) (٧) قاضي مكة [وأمين جدة](٨) وبعض الأعيان.

__________________

(١) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءتها في (أ) ، وسقطت من بقية النسخ ، ولعلها كلمة» الملك» أي دار الملك وهو ما أثبتناه.

(٢) ما بين قوسين سقط من (د).

(٣) هو بركات الثالث بن محمد أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان ، ولد في مكة وتوفي فيها في حياة أبيه سنة ٩٨٥ ه‍ فلم يتولى الامارة وهو جد ذوي بركات الأقرب. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٦ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٦ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٤٩. وما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) كذا في ب ؛ ج وهو الصواب بالأصل كان ختم القراءة بالحرم الشريف وهو خطأ.

(٥) في (ج) «وجاء».

(٦) في (ج) «بالسرف».

(٧) ما بين قوسين ورد في النسخ بأشكال مختلفة. والأفندي : هو لقب كان يطلق في زمن ابن بطوطة على أخي السلطان في قصطمونيه. انظر : رحلة ابن بطوطة ص ٣١٧ ، الباشا ـ الألقاب ١ / ١٦٦.

(٨) ما بين حاصرتين من بقية النسخ ، وفي (أ) لم أر أين استدركها المؤلف.

٣٣٢

فلما وصل المعلاة دخل قبة جده محمد (١) ، ثم قبة والده (٢) ، ثم جاء (٣) إلى قبر ولده أحمد. (ثم ركب وجاء إلى الطواف ، فطاف وسعى) (٤) [بعد أن دخل مكة](١٢) (وصعد إلى بيته [واستقبله](٥) الناس يعزونه) (٦) [في ولده المذكور](٧).

[مشاركة الحسن لوالده الشريف أبي نمي سنة ٩٦١ ه‍]

وفي هذا اليوم (٨) بعث [الشريف أبو نمي](٩) قاصدا إلى صاحب مصر يلتمس منه [أن](١٠) يكون السيد الحسن (١١) أكبر أولاده عوضا عن المتوفى إلى رحمة الله.

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) في (ب) ، (ج) «الوالدة» ، وهو خطأ.

(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» دخل».

(٤) ما بين قوسين وردت في (ب) ، (ج) «ثم دخل مكة وطاف» ، وفي (د) «ثم طاف».

(١٢) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٥) ما بين حاصرتين في (أ) فراغ بمقدار كلمة ، وما أثبتناه يتسق مع السياق وبه يتم المعنى.

(٦) ما بين قوسين ورد في بقية النسخ «وصعد إلى بيته فعزاه الناس».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) أثبت ناسخ (ج) وهو الدهلوي في المتن قوله : «قال كاتبه : وهذا الشريف أحمد هو جد ذوي منديل وذوي حراز ، والله أعلم».

(٩) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(١٠) ما بين حاصرتين من بقية النسخ ، وفي (أ) لم أر أين استدركها المؤلف.

(١١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «حسن».

٣٣٣

قال المؤلف (١) :

وفي يوم السبت الثاني عشر (٢) من رمضان من السنة المذكورة وصل قاصد مولانا الشريف من مصر (٣) وعلى يده ولاية جديدة ، لمولانا الشريف حسن بن أبي نمي عوضا عن أخيه السيد أحمد ، وتوجه إلى الشرق (٤) لملاقاة مولانا الشريف أبي نمي.

وفي يوم الجمعة الثالث عشر من رمضان خطب الخطيب عبد الباسط الشافعي ودعا للسيد الحسن على المنبر.

وفي يوم الاثنين الرابع عشر من رمضان](٥) لبس مولانا الشريف حسن الخلعة الواردة من صاحب مصر التي كانت جهزت لأخيه ، فلم يقدر له لبسها وقرئ مرسومه بمضمون الولاية (في الحطيم) (٦) ، وطاف بالخلعة سبعا ، والريس يدعو له بأعلى زمزم.

وعاد إلى الشرق ولم يزل إلى أن كان يوم الجمعة (الثامن عشر من محرم الحرام سنة ٩٦٢ تسعمائة واثنتين وستين) (٧) وصل جاووش (٨) من مصر

__________________

(١) أي الشيخ عبد الرحمن باكثير.

(٢) في إتحاف فضلاء الزمن لابن المحب الطبري أحداث سنة ٩٥٩ ه «يوم السبت العاشر من رمضان». وكلاهما غير صحيح لأن اليوم العاشر أو الثاني عشر من رمضان لا يتماشى مع تواريخ الأيام التالية ، والأصح السابع من رمضان.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) أشار ناسخ (ج) في حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ٧٩ أن في نسخة أخرى «السرف».

(٥) ما بين حاصرتين لم أتبين أين استدركها المؤلف ، والاثبات من بقية النسخ.

(٦) في (ج) «بالحطيم».

(٧) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٨) جاووش أو جاويش هي رتبة عسكرية في الجيش التركي ، عربت في عهد

٣٣٤

[من](١) جماعة محمد باشا (٢) يسمى (٣) موسى بيك ببراءة (٤) السيد حسن ، والخلع السلطانية من الأبواب (٥) العالية ، وهو الذي كان جهزه محمد باشا صاحب مصر (٦) لهذه المصلحة إلى الأبواب. فنودي بالزينة في البلد سبعة أيام.

وأقبل مولانا السيد الحسن من جهة اليمن يوم الأحد (عصرا عشري الشهر [المذكور](٧)) (٨).

وفي يوم (٩) (الثلاثاء في العشرين من محرم) (١٠) اجتمع في الحطيم (أفندي

__________________

حديث بكلمة شاوش ، أو شاويش. انظر : النهروالي ـ البرق اليماني ـ المقدمة لحمد الجاسر ص ٧٦.

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) كان يتولى مصر آنذاك ، قدم إليها في غرة صفر سنة ٩٦١ ه‍ فأقام فيها واليا إلى أن عزل سنة ٩٦٣ ه‍. انظر : الشلبي : أحمد شلبي بن عبد الغني المصري (توفي ١١٥٠ ه‍) ـ أوضح الإشارات فيمن تولى مصر القاهرة من الوزارات والباشات الملقب بالتاريخ العيني ـ تحقيق عبد الرحيم عبد الرحمن ـ مكتبة الخانجي ـ مصر ـ القاهرة ١٩٧٨ م ص ١١٢.

(٣) سقطت من (د).

(٤) في (أ) «ببراته» ، وفي (ب) ، (د) «ببراة» ، والاثبات من (ج) ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه» بامارة» وهو صحيح.

(٥) في (ب) «أبواب».

(٦) سقطت من (ب).

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٨) ما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج): «عصر يوم عشرين من السنة الجديدة».

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «اليوم».

(١٠) ما بين قوسين ورد في بقية النسخ «الثالث والعشرين» ، وهو خطأ ، لأن الأحد موافق يوم عشرين الشهر.

٣٣٥

مكة) (١) ونائب جدة والأمير أحمد بيك (وأمين (٢) جدة) (٣) وأعيان مكة. ودخل مولانا الشريف (في موكب عظيم) (٤) وتصدر [بالحطيم](٥).

(وأتي بالكرسي (٦) فصعد عليه الشيخ نجم الدين بن علم الدين العيامي وقرأ المرسوم الواصل وهو بالتركي وقرأ تعريبه ، الخ) (٧).

[ثم صعد إلى داره وجلس للتهنئة](٨).

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه «قاضي مكة» وهو الأصح. وهو القاضي محمد بن محمود بن كمال ، المعروف بخواجه قيني. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٥٥ ، ٥٦.

(٢) الأمين : من الأمانة ، وهي ضد الخيانة ، استخدم في العالم الإسلامي كاسم وظيفة وكلقب فخري ، ففي حالة الوظيفة فقد كان يطلق على من يقوم بهمة الرقيب والمفتش والحافظ والمشرف والمحاسب والحاكم والضامن. عرف هذا النعت في الدولة العباسية حيث أطلق على كبار رجال الدولة وأصحاب الحل والعقد. أما في الدولة الفاطمية فقد استعملوه كلقب فخري ، وفي العصر الأيوبي عرفت الأمين كوظيفة ديوانية من وظائف الدولة الأيوبية. ومهمته هنا أشبه بالمراجعة أو المراقبة المالية في الجهات الإدارية. ويبدو أن هذه الوظيفة استمرت في عصر المماليك بالدلالة نفسها كما كان هناك أمناء القاضي وأمين المقياس وأمين السوق وأمين الجامع وأمين القصر وأمين الكلار وأمين الكمرك. وأطلق أيضا على المشرفين على أرباب الحرف والصناعات مثل أمين العطارين وغير ذلك. انظر : الباشا ـ الفنون الإسلامية ١ / ٢٨٢ ـ ٢٨٦ ، الألقاب الإسلامية ٢١٤.

(٣) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٤) ما بين قوسين ورد في بقية النسخ «بالموكب العظيم».

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٦) يبدو أنه كرسي كان يستعمل لقراءة المراسيم ليعيه ويسمعه من في المسجد الحرام ، استحدث في هذا العهد إذ لم يسبق له ذكر قبل هذه الحادثة.

(٧) ما بين قوسين ورد بأشكال مختلفة في بقية النسخ.

(٨) ما بين حاصرتين من بقية النسخ ، وفي (أ) لم أتبين أين استدركها المؤلف.

٣٣٦

[الأمر بتصفيح باب الكعبة]

وفيها (١) : ورد أمر السلطان الأعظم سليمان خان ـ رحمه‌الله تعالى ـ بتصفيح باب الكعبة (٢) المشرفة ، فباشر ذلك معمار الحرم الشهاب أحمد المقطعجي (٣).

[وفي سنة ٩٥٩ جرى إصلاح سقف الكعبة](٤) :

وكان سبب ذلك أنه وقع (٥) خلل في السقف ، فعرض ذلك عليه ، فأرسل بفتوى مفتي السلطنة أبي السعود أفندي (٦) ، وأرسل أمره بالعمل

__________________

انظر هذه الأحداث في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ وفيه أن هذه الأحداث جرت سنة ٩٥٩ ه‍.

(١) من هنا بدأ السنجاري ينقل عن محمد علي بن علان الصديقي الذي كان بدوره ينقل عن القطب النهروالي كما سيشير إلى ذلك في نهاية الخبر.

(٢) عن تاريخ باب الكعبة المشرفة ، انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٠٣ ، ١٠٥ ، النهروالي ـ الاعلام ٥٣ ـ ٥٥ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ، باسلامة ـ تاريخ الكعبة المعظمة ١٩٤ ـ ٢٠٣. وانظر النهروالي ـ الاعلام ٥٤ ، ٥٥.

(٣) هو أحمد جلبي المقاطعجي ، صهر دفترداد مصر محمد بن سليمان ، وصل إلى مكة متوليا منصب ناظر الحرم الشريف في افتتاح سنة ٩٥٨ ه‍. كان من فضلاء كتبة مصر ، وله شعر بالتركية. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٥٥ ، القطبي ـ أعلام العلماء ٥٥.

(٤) إضافة يقتضيها السياق وبها يتم ويتضح المعنى.

(٥) توهم المؤلف وتبعه النساخ فوضع «في» زائدة في ثنايا النص بحيث يقرأ «أنه وقع (في) خلل في السقف» وقد حذفناها ليتم بذلك وضوح النص.

(٦) هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الاسكليي نسبة إلى اسكليب قصبة بأماسية الرومي الحنفي أبو السعود من علماء الترك المستعربين. عارف باالغات العربية والفارسية والتركية ، قلد القضاء في بروسة ثم بالقسطنطينية ثم قضاء العسكر في ولاية الروم ايلى ثم أضيف إليه الإفتاء سنة ٩٥٢ ه‍. توفي في القسطنطينية سنة. له مصنفات عديدة منها : تفسيره المعروف باسمه وسماه «ارشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم» ، و «تحفة

٣٣٧

بمضمونها. ومضمونها (١) : أن الكعبة تعمر إذا احتاجت إلى العمارة.

فجمع الشريف أبو نمي أعيان مكة بالحطيم (٢) منهم مفتي السادة الحنفية الشيخ قطب الدين (٣) ، ومفتي السادة الشافعية العلامة (٤) شهاب الدين أحمد بن حجر ، ومفتي السادة المالكية القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن يعقوب المالكي (٥) ، فسئلوا (٦) عن ذلك ، فأفتوا

__________________

الطلاب». انظر : العيدروس ـ النور السافر ٢٣٩ ـ ٢٤١ وأن ولادته كانت سنة ٨٩٦ ه‍ ووفاته سنة ٩٥٢ ه‍ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١ / ٦٥ ، ٢٤٧ ، ٤٩٨ ، ٦٦٥ ، ٨٩٨ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٩٨ ـ ٤٠٠ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ١ / ٢٦١ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ٥٩ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١١ / ٣١٠١ ، ٣٠٢.

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) وهنا إشارة إلى أن الحطيم كان الموضع الذي يجتمع فيه رؤساء وقضاة وأعيان البلد الحرام للتشاور والتداول في أمور الكعبة المعظمة وغيرها من أمور الحرم الشريف.

(٣) المقصود : النهروالي.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) توهم المؤلف وتبعه النساخ فجعله تاج الدين بن عبد الوهاب ، وما أثبتناه هو الصحيح ، وقد سبقت ترجمته. هذا وقد ترجم له ناسخ (ج) على الحاشية اليمنى ص ٨٠ فقال : «وقد ترجم للقاضي تاج الدين العلامة القطبي في تاريخه بقوله : سيدنا ومولنا قاضي القضاة ومرجع أهل بلد الله الحرام القاضي تاج الدين ، وكان عاقلا محتشما وآراء (هكذا) وصواب محض وله فضل تام وفكر صائب ، وتوفي إلى رحمة الله سنة إحدى وستين وتسعمائة. أ ، ه». انظر هذا في : القطب النهروالي ـ الاعلام ٥٨. وقال في محل آخر يصف ابنه بقوله : شيخ مشايخ الإسلام سيد العلماء الأعلام ونسل الفضلاء الكرام وناظر المسجد الحرام ومدرس أعظم سلاطين الأنام صفوة آل سيد المرسلين وقاضي المدينة المنورة بدر الملة والدين مولنا القاضي حسين بن تاج [...] أحمد بن الحسين المكي. أ. ه.

(٦) في (أ) «فسالوا» ، ولم أتبين قراءتها في (ب) ، والاثبات من (ج) ، (د).

٣٣٨

بموافقة (١) إفتاء العلامة أبي السعود أفندي (٢).

واختلفت طائفة أخرى ، فقالوا بعدم الجواز (٣).

ثم إن الشريف (٤) أشار إلى الشيخ محمد البكري (٥) ـ وكان مجاورا ، وحاضرا في المجلس ـ بالتكلم.

فشرع الشيخ محمد ، وتكلم على قوله عزوجل : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ...)(٦) فأتى بما يبهر العقول من غرائب النقول (٧).

ثم تقدم إليه الناظر على العمارة بعد أن فرغ ، وأخرج له فتوى شيخ الإسلام (٨) ، فقال : هذا هو الصواب ، فأفتى بالجواز (٩).

__________________

(١) في (ب) «بموفقه».

(٢) أي مفتي السلطنة.

(٣) وردت هذه الأحداث في : النهروالي ـ الاعلام ٥٦ ـ ٥٨ مع بعض الاختلاف ، وأنها جرت سنة ٩٥٩ ه‍ ، وهو الأصح لمعاصرة المؤرخ لهذه الأحداث.

(٤) أي الشريف أحمد بن أبي نمي. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٥٧.

(٥) في النهروالي ـ الاعلام ص ٥٨ ، والشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ : الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري. وقد سبق التعريف به.

(٦) سورة البقرة ، الآية ١٢٧.

(٧) أي من الأيات والأحاديث.

(٨) أي أبو السعود أفندي مفتي السلطنة.

(٩) وهذا دليل على اهتمام المسلمين بالكعبة وعدم إحداث أي تغيير في بنائها إلا لضرورة قصوى.

٣٣٩

فشرع المعمار في ذلك ، وكشف سقف الكعبة ، (فوجد (١) عودا مكسورا) (٢) ، وذلك في أواخر ربيع الأول من سنة ٩٦٢ تسعمائة واثنتين وستين (٣).

ولما فرغوا من السقف شرعوا في فرش (٤) المطاف.

وألف العلامة ابن حجر المكي كتابه المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة (٥) في هذه الواقعة.

وأرخ فرش المطاف العلامة الشيخ (٦) عبد العزيز الزمزمي الشافعي بقوله ـ (رحمه‌الله تعالى (٧) ـ) :

__________________

(١) في (د) «فوجدوا».

(٢) ما بين قوسين ورد في (ج) «فوجد عود مكسور» ، وفي القطب النهروالي ـ الاعلام ٥٨ «ثلاثة أعواد».

(٣) في النهروالي ـ الاعلام ص ٥٩ ، والشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ : أن السطح أصلح سنة ٩٥٩ ه‍ ، وهو الأصح لقول المصادر به ومن بينها المعاصرة.

(٤) في (ب) «الفرش». انظر خبر فرش المطاف في : النهروالي ـ الاعلام ٥٨ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍.

(٥) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٥٥ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٥٩ ه‍ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ١٤٦ مخطوط في مكتبة مكة المكرمة رقم ٦٥ فتاوى.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) سقطت من (ج). وما بين قوسين هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ تقديم وتأخير.

٣٤٠