منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

ثم إن السلطان عثمان تمكن ، وفتح عدة قلاع من الكفار (١).

قال (٢)] : وكانت لآل عثمان خيرات ترد إلى مكة قبل أخذهم مصر ، وأول من جهز الصرة منهم لأهل مكة السلطان محمد خان (٣) بن السلطان يلدرم (٤) خان (٥).

وأنشد فيهم أيضا (٦) :

ملوك بني عثمان مذ (٧) كان أصلهم

كرام لهم في المكرمات مفاخر

إذا ولد المولود فيهم (٨) تهللت

له الأرض واهتزت إليه المنابر»

__________________

الذي أشار إلى مثل هذه العادة. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٩.

(١) يقصد البلاد البيزنطية في آسيا الصغرى أو الأناضول ، وهذه القلاع بيله جك ، وابنه كول ، ويكي شهر. انظر : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ١١.

(٢) أي النهروالي ـ الاعلام ٢٥٦.

(٣) سقطت من (ج). هو محمد خان بن يلدرم الأول بن مراد خان ، لقب بجلبي سلطان الدولة العثمانية ، ولد عام ٧٧٧ ه‍ وجلس على سرير الملك في مدينة بروسة أو بروصة سنة ٨١٦ ه‍. كان شجاعا مجاهدا في سبيل الله ، توفي في مدينة بروسة سنة ٨٢٤ ه‍ ، وفي رواية أخرى ٨٢٥ ه‍ بعد أن عهد بالملك لولده في حياته. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٥ ، ٢٥٦ ، وفيه أنه توفي سنة ٨٢٥ ه‍ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٢١ ـ ٢٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٥ ، وفيه أنه توفي سنة ٨٢٥ ه‍ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ٢٩ ـ ٣١.

(٤) يلدرم : أي الصاعقة. انظر : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ١٦.

(٥) انظر هذه الأخبار في : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٩ ـ ١١ ، ٢٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٨ ـ ٦٠ ، ٦٥.

(٦) أي القطب النهروالي في كتابه الاعلام ٢٦٥.

(٧) في (د) «إذا».

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ ،

٢٢١

(وذكر صاحب درر الأثمان في أصل منبع آل عثمان (١) : أن أصلهم من صميم العرب ، وأنهم من عرب (٢) الحجاز.

وزاد جماعة من أهل التاريخ أنهم من (٣) [أهل](٤) المدينة ، وأن جدهم الأعلى هاجر من (الحجاز لبلاد قرمان) (٥) ، واتصل

__________________

والنهروالي ـ الاعلام ٢٦٥ «منهم».

(١) لابن أبي السرور محمد الصديقي المصري. انظر : حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١ / ٧٤٥. وابن أبي السرور (١٠٠٥ ـ ١٠٨٧ ه‍) : محمد بن محمد أبي السرور زين العابدين بن محمد أبي المكارم البكري الصديقي المعروف بابن أبي السرور ، ولد وتوفي بالقاهرة ، مؤرخ ومفسر ، وباحث ، مصري له تصانيف كثيرة ذكر جملة منها الزركلي ، ومنها الدرر في الأخبار والسير وفيض المنان بذكر دولة آل عثمان. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٤٦٥ ـ ٤٦٨ وفيه محمد زين العابدين بن محمد بن علي أبو الحسن ... البكري المصري ، البغدادي ـ إيضاح المكنون ٢ / ٦٣٩ ، زيدان ـ تاريخ آداب اللغة العربية ٣ / ٣٠٢ ، ٣٠٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ٦٤ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١١ / ٢٩٣ ، ٢٩٤.

(٢) في (ب) «عرا».

(٣) في (أ) «ممن» والاثبات من بقية النسخ والمصادر مثل المقريزي في تاريخه المسمى جواهر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة ، والجزيري في درر الفرائد نقلا عن المقريزي ٣٦٢.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٥) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «من بلاد الحجاز إلى بلاد قرمان» ، وفي (ج) «من بلاد الحجاز إلى قرمان». وقرمان : بفتح أوله واسكان ثانيه ، بعده ميم على وزن فعلان موضع ذكره أبو بكر وابن دريد. انظر : البكري ـ معجم ما استعجم ٢ / ١٠٦٦ ، ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٣٣٠ ، وهي تقع ما بين أنقرة شمالا والبحر الأبيض المتوسط جنوبا وقيصرية شرقا وقونية غربا ، وكانت عاصمتها قونية. المحامي ـ تاريخ الدولة العلية حاشية ص ١٣٤.

٢٢٢

بأتباع (١) سلطانها سنة ٦٠٥ ستمائة وخمس ، وتزوج من أهل قونية (٢).

ولنرجع لذكر مولانا السلطان سليم. قال العلامة الشيخ محمد بن علان (٣) : «مولده (سنة ٨٧١ ثمانمائة

__________________

(١) في (ب) «بأبتاب» وهو خطأ ، وفي (ج) «بأعتاب».

(٢) قونية : هي من أعظم مدن الإسلام في الروم ، وبها وبأقصرى سكنى ملوكها ، وهي في طريق عمورية إلى أنطاكية ، بينها وبين اللاذقية يوم. واليوم هي مدينة في وسط تركيا عاصمة لمقاطعة قونية تنتج المنسوجات والبسط والمنتجات الجلدية ، بلغت أقصى مجدها عندما أصبحت قاعدة لسلاطين السلاجقة الأقوياء ، فيها الكثير من الآثار التي ترجع إلى ذلك العصر. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٤١٥ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٣ / ١١٣٤ ، الحميري ـ الروض المعطار ٤٨٤ ، الموسوعة العربية الميسرة ١٤٠٩. هذا وقد اعتادت كثير من الأسر الحاكمة في العالم الإسلامي على أن يوضع لها أنساب تعود إلى العرب إو إلى الأنبياء ، وفي هذا دليل على تكريم العرب وعلى ارتباط تلك الأسر بمبررات قيامها بصلتها بالاسلام. وعن أصلهم انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٦٢.

(٣) هو محمد علي بن محمد علان بن إبراهيم (٩٩٦ ـ ١٠٥٧ ه‍) البكري الصديقي الشافعي العلوي من أهل مكة نشأ وتوفي فيها. عالم بالحديث ومفسر ، له كثير من المصنفات تزيد على الستين منها : الطيف الطائف بتاريخ وج والطائف ، والمنهل العذب المفرد في الفتح العثماني لمصر ومن ولي نيابة ذلك البلد. وله ثلاثة تواريخ في بناء الكعبة منها : انباء المؤيد الجليل مراد ببناء بيت الوهاب الجواد ، واعلام سائر الأنام بقصة السيل الذي سقط منه بيت الله الحرام ، ونشر ألوية التشريف بالاعلام والتعريف بمن له ولاية عمارة ما سقط من البيت الشريف ، والبيان والاعلام في توجيه فرضية عمارة الساقط من البيت لسلطان الإسلام ، وفتح الكريم الفتاح في حكم ما سد به البيت من حصر وأعواد وألواح ، وفتح القدير في الأعمال التي يحتاج إليها من حصل له بالملك على البيت وولاية التعمير ، وأسنى المواهب والفتوح بعمارة المقام الإبراهيمي وباب الكعبة وسقفها والسطوح ، وله رسالة في حجر إسماعيل. المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ١٨٤ ـ ١٨٩ ، البغدادي ـ هدية العارفين ٢ / ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، ايضاح المكنون ١ / ٩ ، ١٦ ، ٨٢ ، ١٠٠ ، ١٠٢ ، ١١٤ ، ١٢٨ ، ١٨٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٢٩٣ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ١١ / ٥٤.

٢٢٣

وواحد (١) وسبعين (٢) ، وأول جلوسه على تخت السلطنة) (٣) سنة ٩١٨ تسعمائة وثمانية عشر (٤) ، وكان كثير المحبة لأهل الحرمين قبل أخذه لمصر (٥) ، وهو أول من (٦) بعث لهم صدقة الحب) (٧).

ثم إن السلطان سليم ولى خير بك (٨) الجركسي (٩) مصر ، وجان بردى (١٢) الشام (١٠).

[رجوع السلطان سليم إلى اسطنبول ومعه الخليفة العباسي]

ثم سار إلى تخت السلطنة قسطنطينية (١١) ، وأخذ معه الخليفة

__________________

(١) في (د) «واثنين».

(٢) وحول سنة ولادته انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٦٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٧٠ وفيهم أن سنة ولادته كانت سنة ٨٧٢ ه‍ بأماسية.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) انظر خبر جلوسه هذا في المصادر الواردة في الهامش قبل السابق.

(٥) في (ب) ، (ج) «مصر».

(٦) سقطت من (ب).

(٧) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليسرى ثم العليا للمخطوط ، ولم أتبين قراءة بعضه فأثبته من بقية النسخ ما عدا الساقط من (ب) ، (ج) أثبته من (د). انظر صدقة الحب هذه والتي كانت زنتها ٧ آلاف اردب لأهل مكة والمدينة وكيفية توزيعها في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٧ ـ ٢٨٩ ، القطبي ـ اعلام العلماء ١٠٦.

(٨) في (ب) ، (ج) «خيري بيك» ، وفي (د) «خير بيك».

(٩) سقطت من (ج).

(١٢) في (ب) ، (ج) «وردي» وهو خطأ.

(١٠) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٢ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٩. وذلك مكافأة على انضمامهما إليه أثناء معركة مرج دابق.

(١١) في (ب) ، (ج) «قسطنطينة». والقسطنطينية ويقال قسطنطينة هي : عاصمة الامبراطورية البيزنطية ثم الدولة العثمانية بعد ذاك ، كان اسمها القديم بيزنطة إلى أن

٢٢٤

العباسي المتمسك (١) بالله يعقوب. فدخلها يوم الخميس لخمس بقين من شعبان من السنة المذكورة (٢).

[السلطان سليم يتولى أمر الحرمين الشريفين]

وكان لما فرغ من أمر السلطان أراد أن يجهز جيشا إلى مكة المكرمة وكان بالديار المصرية القاضي صلاح الدين بن أبي السعود بن ظهيرة معتقلا بها ـ صادره الغوري بطلب عشرة آلاف دينار ذهبا ، فعجز [عن دفعه](٣) ، فأمر بحمله إلى مصر ، واعتقله ثمة (٤) ـ وكان أطلقه السلطان

__________________

دخلها قسطنطين الأول فجعلها العاصمة وسماها باسمه. فتحها السلطان محمد الثاني العثماني فسميت باستانبول وظلت عاصمة الإسلام إلى سنة ١٩٢٢ م حيث خلع آخر سلاطين الدولة العثمانية. واليوم هي ولاية في الدولة التركية تقع على ضفتي البسفور بين البحر الأسود وبحر مرمرة. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٣ / ١٠٩٢ ، الحميري ـ الروض المعطار ٤٨١ ـ ٤٨٣ ، الموسوعة العربية الميسرة ١٣٨ ، ٤٦٦ ، ١٣٨٠ ، ١٣٨١.

(١) في (ج) «المسمتسك». والأصح» المستمسك» ، سبق التعريف به وأنه خلع نفسه في يوم الاثنين رابع شهر شعبان سنة ٩١٤ ه‍ لولده محمد الذي تلقب باسم المتوكل على الله ، وبناء عليه يكون الخليفة في ذلك الوقت هو المتوكل على الله محمد. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ١٤٠ ، ١٤١ ، ٥ / ١٨٤ ، ١٨٥.

(٢) في (ب) «المذكور». أي سنة ٩٢٣ ه‍. انظر تاريخ وصوله في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٢. وكان خروجه من مصر يوم الخميس ٢٣ شعبان من السنة السابق ذكرها. ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٢٠٢ ، ٢٠٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٩.

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٤) انظر خبر اعتقال القاضي في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣٣٤ ، ٣٣٥ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٨٠ ، ٨١ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ نقلا عن السمرقندي.

٢٢٥

سليم لما دخل مصر (١) ، فلما بلغ القاضي تجهيز الجيش (٢) اجتمع بمولانا الوزير (٣) وعرفه عظمة صاحب مكة ، ومنزلته من الشرف ، وأنه من خدام (٤) السلطان في كمال التدبير. وأن الرأي إرسال مكتوب من الحضرة ، ولا تبدو منه مخالفة أبدا ولا يحتاج إلى تجهيز جيش.

فاستقر (٥) الحال على إرسال توقيع شريف (٦) باسم السيد بركات ، وإبقاء الشريف أبي (٧) نمي على شركة أبيه. نظير التوقيع السلطاني (٨) الغوري ، وكتب القاضي صلاح الدين كتابا أيضا (٩) إلى الشريف يعرفه

__________________

(١) في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٨٠ ، والنهروالي ـ الاعلام ٢٨٤ «أن من أطلق سراحه هو السلطان طومان باي».

(٢) وسبب تجريده الجيش كما ذكر العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ نقلا عن السمرقندي أنه : «أنهى إليه بعض الحساد أن جميع الملك والسلطان طرازه الأعظم ملك الحرمين الشريفين وأعمالهما والدعاء لمولانا على منابرهما ، فشرع في تجهيز جيش كثيف للحرمين الشريفين».

(٣) هو بير محمد الجالي الصديقي المعروف ببيري باشا الوزير الأعظم أو الصدر الأعظم ، تولى الوزارة بعد مقتل يونس باشا من قبل السلطان سليم خان عزل نفسه عنها سنة ٩٢٩ ه‍. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٣١٠ ، ٣١١ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٩٥ ، ٢٩٦ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ نقلا عن السمرقندي.

(٤) في (ج) أثبت الناسخ في المتن» خدمه» ثم أشار على حاشية المخطوط اليمنى أن في نسخة أخرى» خدام».

(٥) في (ب) «فاسقر».

(٦) سقطت من (ج).

(٧) في (د) «أنا».

(٨) في (ب) ، (ج) «السلطان».

(٩) سقطت من (ج).

٢٢٦

بما وقع ، ويسأله (١) إرسال (٢) الشريف محمد أبي (٣) نمي إلى الحضرة (٤) السلطانية (٥) ليتشرف باللقاء ، ويكون دليلا على الرضا / والبقاء (٦). فقبل الشريف ذلك لما وصل إليه الأمر السلطاني. ـ كما يأتي بيانه ـ.

وأرسل ابنه السيد أبا نمي (٧).

وأطلق السلطان سليم خان الجماعة الذين كانوا بمصر من أعيان مكة ـ كانوا في حبس الغوري ـ منهم : القاضي صلاح الدين بن (٨) أبي السعود بن ظهيرة المتقدم ذكره ، وأرسل بهم بعد إكرامهم إلى مكة (٩).

[إبتداء المحمل الرومي]

وأرسل الأمير مصلح بيك (١٠) بمحمل رومي (١١) ، وكسوة للكعبة.

__________________

(١) بالأصل ويسأل منه والتصويب لاتساق المعنى.

(٢) أضاف ناسخ (ج) «ولده».

(٣) في (أ) «أبا» والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (ب) «حضرة».

(٥) في (ج) «السلطان».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) انظر خبر هذا التوقيع وارسال ابن الشريف في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣١٨ ـ ٣١٩ نقلا عن السمرقندي.

(٨) سقطت من (ج).

(٩) وردت هذه الأخبار في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٤ بشكل مخالف لما أورده السنجاري.

(١٠) هو الأمير مصلح الدين بك أحد أمراء السلطان سليم خان وخازنداره. انظر هذا والأعمال التي قام بها في مكة والمدينة في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٤ ـ ٢٩٠ ، وأيضا في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٢١٣ ـ ٢١٥ ، ٢٢٨.

(١١) المحمل الآتي من الدولة العثمانية.

٢٢٧

واشترى السلطان سليم قرى (١) ، وأضافها إلى قرى بيسوس (٢) ، وسندبيس (٣) التي أوقفها السلطان محمد بن قلاوون (٤) على كسوة الكعبة (٥).

[الصدقات الرومية ـ الصّر ـ]

فورد الأمير مصلح المذكور مكة (٦) بالمحمل الرومي ، ومعه كسوة

__________________

(١) وهي : سلكه ، وسروبجنجة ، وقريش الحجر ، ومنايل ، وكوم رحان ، وبجام ، ومنية النصارى ، وبطاليا. انظر : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٨٤.

(٢) من قرى القليوبية وتعرف اليوم باسم باسوس. انظر : ايراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٨٤ ، السباعي ـ تاريخ مكة ٤٨٥.

(٣) في (د) «وسنديس». وهو خطأ. وهي أيضا من قرى القليوبية. انظر : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٨٤ ، وأضاف أيضا قرية أبي الغيط.

(٤) ومحمد بن قلاوون (٦٨٤ ـ ٧٤١ ه‍) بن عبد الله الصالحي ، أبو الفتح من كبار ملوك الدولة القلاوونية ، ولي السلطنة وهو صبي سنة ٦٩٣ ه‍ ثم خلع عنها سنة ٦٩٤ ه‍ ثم أعيد إليها سنة ٦٩٨ ه‍ فأقام بالقلعة مدة ٢٠ سنة كالمحجور عليه والأعمال في يد الأستادار الأمير بيبرس الجاشنكير ونائب السلطنة الأمير سلار فترك السلطنة سنة ٧٠٨ ه‍ ثم عاد إليها سنة ٧٠٩ ه‍ وقتل بيبرس وامتلك قيادة الدولة وخطب له على منابر مصر وطرابلس الغرب والشام والعراق والحجاز والروم وديار بكر وغيرها. كانت له آثار عمرانية ضخمة وتاريخ حافل بجلائل الأعمال. توفي بالقاهرة. انظر : المقريزي ـ السلوك ٢ / القسم الأول والثاني ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٨ / ٤١ ، ١١٥ ، ٩ / ٣ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ١ / ١٢٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٧ / ١١.

(٥) انظر أخبار شراء هذه القرى جميعا في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٨٤ الذي أضاف أن هذه القرى جميعها ظلت موقوفة على ذلك حتى حل وقفها محمد علي باشا في أوائل القرن الثالث عشر الهجري وتعهدت الحكومة المصرية بصنع الكسوة من مالها العام.

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

٢٢٨

الكعبة والصدقات الرومية (١).

وتقدم أن أول من أرسل بالصر إلى أهل مكة السلطان محمد خان ابن يلدرم خان ، وكان يرسله من الروم قبل أخذهم لبلاد العرب ، ولذا سميت [الصدقة](٢) الرومية. ثم لما (٣) ولي بعده السلطان مراد خان زاد في الصدقة الرومية ، وكان يرسل أضعاف ما (٤) كان (٥) يرسله والده. ثم (٦) ولي بعده السلطان بايزيد خان (٧) ، فكان يرسل الصدقات

__________________

(١) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٤.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. وبشأن الصدقة الرومية انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٢٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٦.

(٣) سقطت من (د).

(٤) في (ج) «مما».

(٥) سقطت من (ج). ذكر المؤرخون أنه كان يرسل كل عام ٣٥٠٠ دينار ومثلها للأشراف من خاصة صدقاته وفي رواية من ماله الخاص. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٢٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٦.

(٦) في (ج) أضاف الناسخ» لما».

(٧) الذي ولي بعده هو السلطان محمد خان فاتح القسطنطينية باتفاق المؤرخين. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٥٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٢٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٦ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ٣٩. والسلطان بايزيد خان (٨٥٦ ـ ٩١٨ ه‍) هو ابن السلطان محمد الفاتح بن السلطان مراد خان الثاني جلس على تخت الملك سنة ٨٨٦ ه‍ ، حاربه أخوه السلطان جم سنة ٨٨٧ ه‍ فهزمه ، امتدحه ابن العليف بقصيدة رائية وصنف له تاريخا سماه الدر المنظوم. خلع نفسه عن الملك لولده السلطان سليم خان سنة ٩١٨ ه‍ ثم توفي بعد ذلك في نفس السنة. كان ملكا كبيرا عالما مجاهدا مرابطا بنى الكثير من المدارس والجوامع وغيرها. انظر : النهروالي

٢٢٩

مضاعفة (١).

ومدحه (٢) شاعر مكة العليف بقصيدة بعثها إليه ، فأرسل له ألف دينار ، وقرر له في الصر مائة شريفي (٣) أحمر كل سنة (٤).

ولما آل الأمر إلى السلطان سليم خان أرسل الصدقات الرومية أضعاف ما كان يرسله والده وكتب دفترا وقرر جماعة (٥) من المجاورين لكل شخص مائة دينار (٦) من خزينة مصر. فكان يرسله الجراكسة ويسمى مال الذخيرة (٧) ولما ورد الأمير مصلح

__________________

الاعلام ٢٥٨ ـ ٢٦٦ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٢٣ ـ ٣٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٧ ، ٧٠ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ٥٧ ـ ٦٤.

(١) كان مقدارها ١٤٠٠٠ دينار ذهب يصرف نصفها على فقراء مكة والآخر على المدينة. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٦١ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٨.

(٢) في (ب) «ومدح». وهو خطأ.

(٣) في (ج) «أشريفي».

(٤) انظر القصيدة وهذا الخبر في : النهروالي ـ الاعلام ٢٦١ ـ ٢٦٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٦٨ ، ٦٩.

(٥) في (ب) ، (ج) «لجماعة».

(٦) انظر أسماءهم في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥.

(٧) جاء في النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥ : «وفرقت الصدقة الرومية يوم الجمعة لأربع مضين من ذي الحجة سنة ٩٢٣ ه‍ في الحرم الشريف على الفقهاء وقرر جماعة من المجاورين ... منهم مولانا ... وفرقت بعد هذا الذخيرة وهي صدقة كانت تجهز من خزينة مصر من قبل ملوك الجراكسة أبقاها السلطان سليم على حالها وأجراها في كل عام من خزينة مصر تفرق على فقراء الحرمين الشريفين وعلى مشايخ العرب أرباب الدرك في طريق الحج». انظر تعرف الذخيرة في ورقة ١٥٢ / ب.

٢٣٠

[بيك](١) قرر ثلاثين نفرا يقرأون كل يوم ختمة (٢) وعين لكل واحد اثني (٣) عشر دينارا ذهبا في دفتر الرومية (٤) وقرر جماعة (٥).

[مقتل حسين الكردي سنة ٩٢٣ ه‍]

رجع (٦) : وكان السلطان سليم خان لما دخل مصر أرسل خلع التأييد لصاحب مكة الشريف بركات كما تقدم.

فأرسل الشريف بركات ابنه السيد محمد أبا نمي مباركا للسلطان في الملك ، ومتشرفا بلقائه (٧) سنة ٩٢٣ تسعمائة وثلاث وعشرين (٨) ، فقابله بالاجلال والإكرام ، وأعاده شريكا لوالده ، وعمره إذ ذاك (٩) اثنتا عشرة

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) أي القرآن الكريم.

(٣) في (ب) «اثنا».

(٤) أي الصدقات الرومية.

(٥) قال النهروالي في الأعلام ص ٢٨٦ : «ثم جمع له طائفة من الفقراء أعطى لكل نفر ثلاثة دنانير ذهبا سماها المتفرقة وكتب أساميهم في الدفتر ثم كتب بيوت فقهاء مكة المشرفة وكتب أسامي من في البيوت وعين لكل نفر منهم ثلاثة دنانير ذهبا وألحق ذلك في دفتر الرومية وسماها البيوت ... ثم كثر عليه الفقراء فجمعهم في حوش كبير وأعطى لكل واحد دينارين ذهبا وسماهم العامة وكتب أساميهم وألحقهم بالدفتر». انظر هذه الأخبار في : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٣ ـ ٢٨٦.

(٦) أي رجع الحديث إلى السلطان سليم خان.

(٧) في (ج) «للقائه».

(٨) كان دخوله إلى مصر في يوم الأحد ١٥ جمادى الآخرة وخروجه منها في يوم الخميس ٤ رجب من سنة ٩٢٣ ه‍. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٩٠ ، ١٩٣.

(٩) في (أ) ، (ج) ، (د) «ذلك». والاثبات من (ب).

٢٣١

سنة (١) ، وبعث / معه أمرا [سلطانيا](٢) بقتله (٣) حسين الكردي صاحب جدة من جهة الغوري (٤). وولى على جدة الخواجا قاسم الشرواني (٥). فجاء بالأمر السيد عرار [بن عجل](٦). ونزل جدة وغرق حسين الكردي ـ المذكور (٧) ـ في البحر بعد أن ربط في ظهره

__________________

(١) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، وأيضا في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٩٠ ، ١٩٣ ، وفي : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٩٢ ، ٣١٩ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ص ٧٤ وفيه أن الشريف أبو نمي قدم للسلطان سليم خان مفاتيح الحرمين الشريفين طائعا مختارا.

أما في : القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٩ فذكر أنه في أثناء طريق عودة السلطان من مصر قدم عليه والي مكة الشريف بركات وولده أبو نمي وهنأه بالفتوحات وأخبره بأنه حين بلغه الخبر خطب بمكة والمدينة فأنعم السلطان عليه وعلى ولده بالخلع وقرر الامرة لولده الشريف أبي نمي برضى والده.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٣) في (د) «بقتل».

(٤) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٨. أما في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٩٠ بأن موته حصل قبل حضور أبي نمي إلى القاهرة لتهنئة السلطان على يد الريس سلمان العثماني وأشيع هذا النبأ بعد وصول الشريف ومصاحبيه.

(٥) في (ب) ، (ج) «الشيرواني». هو قاسم الشرواني تاجر. كان مقيما بمكة ثم سافر إلى مصر فصادف دخول السلطان سليم إلى مصر فخدمه وتقرب إلى خاطره فأرسله إلى مكة أمينا وأميرا عليها ثم عزل ثم جرت عليه شدائد ومحن ، سجنه خاير بيك والي مصر ثم أرسله سنة ٩٢٦ ه‍ إلى استانبول بناء على طلب السلطان سليم خان. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٣٤٢ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٨٤.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٧) سقطت من (د).

٢٣٢

صخرة (١).

وذكر العلامة القطبي (٢) قصة حسين الكردي بما يطول شرحه ـ فراجعه إن شئت ـ.

قال (٣) : وهو الذي (٤) بنى سور جدة سنة ٩١٧ تسعمائة (وسبعة عشرة) (٥).

[أعمال مصلح بيك في مكة]

ولما قدم الأمير مصلح [بيك](٦) ـ المذكور ـ بالمحمل الرومي والأمير المقر العلائي (٧) بالمحمل المصري خرج الشريف للقائهما هو ، وابنه

__________________

(١) في ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ١٩٠ : أن تغريقه حصل على يد الريس سلمان العثماني ، وأشيع هذا الخبر في القاهرة بعد وصول ابن الشريف بركات إليها في يوم الأحد ١٥ جمادى الآخرة سنة ٩٢٣ ه‍ لمقابلة السلطان سليم خان.

(٢) أي النهروالي في كتابه الأعلام ص ٢٤٥ ـ ٢٤٨.

(٣) أي القطب النهروالي في كتابه الاعلام ص ٢٤٤.

(٤) أي حسين الكردي.

(٥) ما بين قوسين وردت في (ب) ، (ج) «وسبع وعشرين». وهو خطأ. وفي (د) «وسبعة عشر». وقد سبق التعريف بهذا السور.

(٦) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٧) في (أ) ، (د) «العلاي». والاثبات من (ب) ، (ج). هو القاضي علاي الدين أو علاء الدين بن الإمام ، ناظر الخاص ، عينه أمير الأمراء خاير بك إلى جانب وظيفته السابقة وظائف أخرى وهي : كاتب السر الشريف عوضا عن محمود بن أجا ، ونظر الكسوة ، وأمير ركب المحمل. فصارت بيده خمس وظائف سنية ثم رسم عليه سنة ٩٢٤ ه‍ وأرسل إلى استانبول مع آخرين ، ثم هرب فقبض عليه وأرجع إليها. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٢٠٩ ، ٢١٨ ، ٢١٩ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، ٢٧٧ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٦٤.

٢٣٣

في عرضة في قومه ، فالتقوا (في الزاهر) (١) ، ولبسا الخلعة ، وسارا مع الأمراء ، والمحمل خلفهما إلى أن أوصلاهما إلى (٢) باب السلام (فأدخل المحملان) (٣) الحرم (٤) ، وجعل أحدهما على يمين مدرسة الأشرف (٥) قايتباي ، والآخر على يسارها. وسكن الأمير مصلح المدرسة. (وسكن أمير المصري) (٦) رباطا كان في مسيل الوادي هدم بعد ذلك لتوسعة المسيل. وفرقت الصدقة الرومية لأربع مضين من ذي الحجة سنة ٩٢٣ تسعمائة وثلاث وعشرين في الحرم على الفقراء (٧) ، والمجاورين من أهل مكة ، وقرر فيها لصاحب (٨) مكة بخمسمائة دينار أحمر ، ثم فرقت الذخيرة ـ صدقة كانت تخرج من خزانة (٩) مصر تخرجها الجراكسة ،

__________________

(١) في (ج) «بالزاهر». وفي النهروالي ـ الاعلام ٢٨٤ «وإلى سبيل الجوخي».

(٢) في (ب) أضاف الناسخ «أن».

(٣) ما بين قوسين ورد في (أ) ، (ب) ، (ج) «فأدخلا المحملان». وهو خطأ والاثبات من (د).

(٤) في (ب) ، (ج) «المسجد الحرام».

(٥) في (ب) «الأشراف». وهو خطأ. سبقت الاشارة إليها من قبل المؤلف.

(٦) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «وكان سكن الأمير المصري» ، وفي (د) «وسكن الأمير المصري». والرباط الذي سكنه هو رباط صاحب بلدة كليركه من ملوك الدكن ، على يمين الخارج من باب الصفا. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥.

(٧) في النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥ «الفقهاء».

(٨) في (أ) ، (د) «صاحب». ولم أتبين قراءتها في (ب) ، والاثبات من (ج) لإزالة الغموض.

(٩) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «خزينة» وهي بالمعنى نفسه.

٢٣٤

فأبقاها حضرة مولانا السلطان سليم خان تفرق على (١) العربان أصحاب الأدراك (٢) ، وفقراء أهل مكة ـ. ثم فرقت صدقات (الأوقاف المصرية) (٣) ، ويسمى الصر الحكمي ، وقد ضعف (٤).

وقرر الأمير مصلح خيرات يرجع ثوابها إلى السلطان.

ولم يحج تلك السنة محمل من الشام (٥).

وخطب يوم التروية (الشريف النويري) (٦) ودعا للسلطان سليم

__________________

(١) في (ج) «المدارك». وهو خطأ.

(٢) في النهروالي ـ الاعلام ٢٨٥ : «تفرق على مشايخ العرب أرباب الدرك». والدرك : هو المكان الذي تحدد عليه الحراسة المستمرة ويكون صاحب الدرك إلى وقت معلوم ثم يتلوه آخر. وعلى الدرك حفظ الأطراف. ولا يزال هذا اللفظ معروفا عند رجال الشرطة إلى الآن. انظر : البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ١٣٥.

(٣) ما بين قوسين في النهروالي ـ الاعلام» أوقاف الحرمين بمصر».

(٤) أضاف النهروالي في الاعلام ص ٢٨٥ : أن الصر الحكمي هذا باق إلى عصره وأنه تقهقر وضعف وصار يصرف على حكم الربع والخمس لضعف الأوقاف المصرية واستيلاء الأكلة عليها ودخول الظلمة فيها.

(٥) ويرجع سبب ذلك على ما يفسره النص التالي الوارد في بدائع الزهور لابن إياس ٥ / ٢١٧ ، ٢١٨ ضمن أحداث سنة ٩٢٣ ه‍ جاء فيه : «وفي يوم السبت خامس عشر شوال حضر أمير من عند ابن عثمان من الشام ... فأخبر هذا القاصد بأن ابن عثمان دخل إلى الشام وهو مقيم بها وقيل يشتي هناك وأن أهل الشام مع عسكره في غاية الضنك وطردوهم عن بيوتهم وسكنوا بها وحصل منهم لأهل الشام الضرر الشامل أكثر مما حصل لأهل مصر وأخبر أن الغلاء بالشام حتى بلغ ثمن العليقة الواحدة ستة أنصاف ولا توجد».

(٦) ما بين قوسين وردت في (ب) «الشرف النوايري» ، وفي (د) «الشريف النوايري». وهو خطأ.

٢٣٥

خان ، وخطب بعرفة قاضي مكة ـ القاضي صلاح الدين بن ظهيرة ـ ودعا للسلطان في الموقف الأعظم.

أول حب ورد للفقراء بمكة (١) :

ثم وصلت إلى بندر جدة مراكب من السويس (٢) فيها سبعة آلاف أردب (٣) قمح للفقراء (٤) وهو أول حب ورد للفقراء بمكة فكتبت (٥) /

__________________

(١) وضع المؤلف هذا العنوان الجانبي على حاشية المخطوط اليسرى ، وكذلك وضع ناسخ (ج) كعنوان جانبي على حاشية المخطوط ما نصه : «قف على أول حب ورد لأهل مكة سنة ٩٢٣».

(٢) السويس : كانت فيما مضى بليد على ساحل بحر القلزم من نواحي مصر وهي ميناؤها إلى مكة والمدينة ، بينها وبين الفسطاط سبعة أيام. واليوم هي إحدى محافظات مصر تقع في الشمال الشرقي وميناؤها على خليج السويس وعاصمتها مدينة السويس التي كان اسمها كلسيما ثم سماها العرب القلزم. زادت أهمية المدينة بعد افتتاح قناة السويس واكتشاف البترول على ساحل البحر الأحمر فبني في ضواحيها معمل لتكرير البترول ، وهي إلى جانب ذلك مصيف ومدينة سياحية. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٣ / ٢٨٦ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ٢ / ٧٥٨ ، الموسوعة العربية الميسرة ص ١٠٤١.

(٣) الاردب : مكيال مصري للحنطة يسع أربعة وعشرين صاعا أو ست ويبات كل ويبة ثمانية أقداح كبيرة أو ستة عشر قدحا كبيرا ويصعب تحديده بالدقة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٣ ، فالترهنتس ـ المكاييل والأوزان الإسلامية وما يعادلها في النظام المتري ـ ترجمة كامل العسلي ـ منشورات الجامعة الأردنية ـ بدون تاريخ ص ٥٨ ، ٥٩. وذكر النهروالي في الاعلام ص ٢٨٧ كيفية توزيعها بين فقراء مكة والمدينة فقال : «منها ألفا اردب لأهل المدينة المشرفة ، وخمسة آلاف اردب لأهل مكة».

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ب) ، (ج) «فكتب».

٢٣٦

جميع بيوت أهل (١) مكة ـ إلا السوقة (٢) ، والتجار (٣) ـ ، ووزع عليهم ذلك الحب. وكان المتولي نظر ذلك الأمير مصلح ، وقد تزايد هذا الحب ـ بحمد الله تعالى ـ حتى صار معاش أهل مكة منه (٤). فيجب على أهل (٥) مكة ، وسائر الأقطار الإسلامية الدعاء من صميم القلوب (٦) بدوام (دولة العثامنة) (٧) ـ أدامها الله تعالى إلى يوم القيامة آمين ـ.

وجدد الأمير مصلح مقام السادة الحنفية ، فعقد مجلسا للعلماء واستفتاهم في تعميره وتوسيعه (٨) (فأفتى القاضي أبو البقاء ابن الضياء

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) في (ب) «سوقة» ، وفي (ج) «سوقتها». والسوقة : هي الرعية وأوساط الناس وتطلق على الواحد وغيره فيقال : هو سوقة وهم سوقة والجمع سوق. اذن فقولهم رجل سوقة ليس المراد أنه من أهل الأسواق كما تظنه العامة ، بل السوقة عند العرب كما سبق خلاف الملك. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣٢٢ ، المقرئ ـ المصباح المنير ١١٢ ، ١١٣ ، المعجم الوسيط ١ / ٤٦٥. والمقصود هنا أهل السوق.

(٣) في النهروالي ـ الاعلام ٢٨٨ أضاف» والعسكر».

(٤) علق ناسخ (ج) على حاشية المخطوط الوسطى لصفحة ٥٤ ما نصه : «فإن السلطان سليمان زاد على ذلك ثلاثة آلاف اردب والسلطان مراد بن سليم بن سليمان زاد خمسة آلاف اردب. صح».

(٥) في (ب) ، (ج) «أهالي».

(٦) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «الفؤاد» وهي بالمعنى نفسه.

(٧) ما بين قوسين في (ب) ، (د) «هذه الدولة الشريفة العثمانية» ، وفي (ج) «هذه السلطنة والدولة الشريفة العثمانية» ، وفي النهروالي ـ الاعلام ٢٨٩ «سلطنة آل عثمان».

(٨) هذا وقد أورد النهروالي في الاعلام ص ٢٨٩ ، ٢٩٠ ما دار في هذا المجلس وبيّن رفض العلماء لتعدد المقامات.

٢٣٧

الحنفي) (١) بالجواز. فهدمه (٢) في أوائل سنة ٩٢٤ تسعمائة وأربع وعشرين (٣) وجعل أعلاه قبة من الحجر الشميسي (٤) ووسعه ، ولم يزل كذلك نحو خمس وعشرين سنة (٥) وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان عمارتها في محله ـ.

__________________

(١) ما بين قوسين في النهروالي ـ الاعلام ص ٢٩٠ : «ثم ذكر القاضي بديع الزمان ابن الضياء الحنفي أن جده القاضي أبا البقاء ابن الضياء أفتى بجواز ذلك». وهو الأصح لأن أبا البقاء ابن الضياء هذا هو : محمد بن أحمد بن محمد العمري ، الصاغاني الأصل الهندي المكي الحنفي أبو البقاء ويعرف بابن الضياء ، ولد بمكة سنة ٧٨٩ ه‍ ونشأ بها. فقيه ، أصولي ، مفسر ناب بالقضاء بمكة عن أبيه ثم استقل به بعده ، ثم أضيف إليه نظر الحرم والحسبة ثم انفصل عنهما واستمر على وظيفة القضاء. ألف كثيرا من المصنفات منها : «تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف».» وتنزيه المسجد الحرام عن بدع جهلة العوام». توفي بمكة سنة ٨٥٤ ه‍. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٧ / ٨٤ ، ٨٥ ترجمة رقم ١٧٢ ، التبر المسبوك ٣٣٤ ، السيوطي ـ نظم العقيان ١٣٧ ، الشوكاني ـ البدر الطالع ٢ / ١٢٠ ، ١٢١ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٩ / ١٥ ، ١٦.

(٢) ذكر النهروالي في الاعلام ص ٢٨٩ وصف هذا المقام قبل هدمه فقال : «كان مسقفا على أربعة أعمدة في صدره محراب عمل سنة ٨٠١».

(٣) انظر هذا التاريخ في إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٤٩.

(٤) في (ب) «الشمس» ، وفي (د) «الشميش». وكلاهما خطأ. وهو نوع من أنواع الحجارة يقال له حجر الماء له لونان أحمر وأصفر يؤتى به من جهة الحديبية ويقال له الشميسي. انظر : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٤٩.

(٥) سقطت من (ب). انظر هذه الأخبار في : النهروالي ـ الاعلام ٢٩٠ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٤٩.

٢٣٨

ولما فرغ الأمير مصلح من بناء مقام (الحنفية) (١) توجه إلى المدينة المنورة لإجراء الصدقات ، ثم إلى مصر ، ثم إلى الروم (٢).

[وفاة السلطان سليم سنة ٩٢٦ ه‍]

(وفي سنة ٩٢٦ تسعمائة وست وعشرين) (٣) (توفي حضرة السلطان سليم خان ـ رحمه‌الله تعالى) (٤) ـ.

قال القطب (٥) : «وظهرت (في ظهره) (٦) جراحة ، منعته الراحة فعجزت عنها الأطباء ، وتحيرت في دوائها الألباء ، وعظم الجرح ، وكبر القرح ، واتسع الخرق ، والتهب الحرق ، فكانت توضع الدجاجة في جرحه فتذوب من حره ، وشوهدت معاليق كبده في جوفه من خلف (٧) ظهره ، فقضى نحبه ، ولقي (٨) ربه.

__________________

(١) في (ب) ، (د) «الحنفي» ، وفي (ج) «الامام الحنفي».

(٢) في (ب) ، (ج) أثبت الناسخان في المتن ما نصه : «وأقام بها إلى أن توفي ليلة السبت تسع مضين من شوال سنة تسعمائة وست وعشرين». ويبدو أن هذا النص من وضع ناسخ (ب) وتبعه ناسخ (ج) ولم يتبعهما ناسخ (د). انظر خبر توجه مصلح إلى المدينة في : النهروالي ـ الاعلام ٢٩٠.

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٤) ما بين قوسين شطبه المؤلف وأسقطته النسخ الأخرى إلا أنه يتماشى مع ما يليه لذا أثبته. انظر سنة موته في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٣٦٠ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٨٣ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢١١ ، ابن العماد ـ شذرات الذهب ٩ / ١٤٣.

(٥) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٢٨٢ ، ٢٨٣.

(٦) ما بين قوسين هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «في ظهر السلطان سليم خان».

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) في (د) «ولحق». في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / ٣٦٠ ، القرماني

٢٣٩

وكانت وفاته ـ تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته ـ سنة ٩٢٦ تسعمائة وست وعشرين. انتهى (١).

[سلطنة السلطان سليمان خان]

(وتولى بعده ابنه السلطان سليمان خان (٢) ، وكان ملكا يحق أن يقال أنه ملك ، أفضل من حملت الأرض ، وحوى الفلك) (٣) ، وقد أطال / القطب الحنفي (٤) في الثناء عليه ، وحمد غب السري لما وصل إليه.

__________________

تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٣٩ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢١١ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ١٤٦ : «أن سبب موته ظهور جمرة أي دمل تحت ابطه وأضلاعه فطلب له الجرايحية والأطباء فلم يدركوه إلا وقد تآكلت ووصلت إلى أمعائه».

(١) أي نقله من كتاب الاعلام.

(٢) السلطان سليم خان القانوني (٩٠٠ ـ ٩٧٤ ه‍) هو ابن السلطان سليم خان ابن السلطان بايزيد الأول سلطان الدولة العثمانية (٩٢٦ ـ ٩٧٤ ه‍) بلغت الدولة العثمانية في حكمه أعلى درجات الشرف والكمال ، كان عالي الهمة عالما ، اشتهر بالعدل والفتوحات. له خيرات كثيرة في الحرمين الشريفين والقدس وغيرها من البلاد. وعمر الكثير من المدارس. توفي في بعض غزواته بعد أن أوصى بالخلافة لولده سليم. انظر ترجمته في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث سنة ٩٢٦ ، ٩٢٧ ه‍ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٩١ ـ ٣٥٥ ، القرماني ـ تاريخ سلاطين آل عثمان ١ / ٤٠ ـ ٥١ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ٣ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ٣٧٥ ـ ٣٧٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٧٣ ـ ٩٤ ، سرهنك ـ تاريخ الدولة العثمانية ٧٥ ـ ١٠٩.

(٣) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٤) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٢٩١ ـ ٣٥٥.

٢٤٠