منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

مكة بصحراء المسجد مما يلي باب أم هانئ ، (وتم (١) ترخيم المطاف سنة ١٠٢٥ ألف وخمس وعشرين (٢) فجعل له المذكور تاريخا وهو قوله : قد رخم المطاف (٣).

وأرخ الإمام عبد القادر (٤) مبدأ الشروع بقوله :

سألت أهل بيته

بالبيت حين طافوا

تاريخه (٥) فقالوا

قد رخم المطاف

ـ انتهى المقصود منه ـ.

__________________

(١) سقطت من بقية النسخ.

(٢) سقطت من متن الحاشية ، فاستدركها المؤلف فوقها ، وفي هذا التاريخ توهم فهو مخالف لما أثبته في بداية الخبر وهو قوله «وكل ذلك حدث بعد أن فرش المطاف بالمرمر وذلك سنة ١٠٠٣ ه» ولما سيذكره بعد ذلك في ورقة ١٨٤ / أفي ترخيم المطاف من قبل السلطان محمد خان. هذا وقد أضاف ناسخ (ج) في حاشية ص ١٢٥ اليسرى ما يلي : «وقد ألف الشيخ عبد القادر شرح القصيدة الدريدية وتقرب به إلى خدمته فأجازه عليه ألف دينار ، واتفق أنه حكم تاريخ الشرح قوله :

أرخني مؤلفي

ببيت شعر ما ذهب

أحمد جود ماجد

أجازني ألف ذهب

فلما قرأ البيتين قال والله إن هذا النزر جدا بالنسبة إلى هذا ولكن حيث وقع الاختصار عليه فعلى الرأس والعين ، وأعطاه ذلك. وقد ترجمه المحبي في خلاصة الأثر ، وذكر عنه حكايات غريبة وفراسات عجيبة. ونظم له الإمام عبد القادر أيضا في محاسنه أرجوزة سماها حسن السيرة. وله حكاية غريبة مع الشيخ داود بن عمر الأنطاكي صاحب التذكرة المتوفى سنة ١٠٠٨ ذكر هذا الأخير في تاريخه ، وجميعها مذكور في تاريخ السيد» ا. ه.

(٣) وجملة «قد رخم المطاف» تقابل بحساب الجمل عام ١٠٦٥ وهو خطأ.

(٤) يقصد الطبري.

(٥) في (ب) «تاريخا» ، وفي (د) «تاريخا له».

٥٠١

[وفاة مسعود بن حسن] وفي سنة ١٠٠٦ ألف وستة :

تخلف مولانا الشريف حسن في جهة ركبة (١) ، وبعث أواخر ذي القعدة من السنة المذكورة إلى أخيه السيد ثقبة يلتمس منه أن يلبس خلعته (٢) أكبر أولاده السيد مسعود بن حسن (٣) ، فلما كان يوم العرضة خرج إلى المختلع ، ولبس الشريف ثقبة خلقته التي (٤) كان يلبسها مع أخيه ، وقال للدويدار :

احفظ خلعة سيدك ، ولم يأمر بالباس السيد مسعود ، فرجع السيد مسعود مقهورا ، ومات خلف هذا الفعل بمدة يسيرة ، فصلي عليه ، ودفن بالمعلاة ، وبنيت عليه قبة باقية إلى الآن (٥) ـ رحمه‌الله تعالى ـ كذا

__________________

(١) في (د) «ركبته» وهو خطأ. وركبة : موضع بالطائف ، عبارة عن صحراء واسعة تتصل بحرة كشب في الشمال وتصب فيها أودية حضن من الجنوب ، وتتصل بصحراء السي من الشمال الغربي ، تتخللها مسارب أودية تنبت السرح والسمر ، وفي وسطها حرة لاطيئة بالأرض هي في الأصل ركبه التي أخذت تلك الصحراء اسمها منها ، وهي على بعد يومين من مكة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٤ / ٦٨ ـ ٧١.

(٢) في (ب) ، (ج) «خلعة» وهو خطأ.

(٣) ناب عن أبيه بعد أخيه الشريف حسين في امارة مكة. ألف عبد القادر الطبري كتابه شرح الكافي في علمي العروض والقوافي خدمة له. انظر : الشهاب الخفاجي ـ ريحانة الألبا ١ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، ٣٩٧ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٣٦٢ وفيه أن وفاته كانت سنة ١٠٠٣ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٥٦ ، ٣٥٨ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٠١ ، ١٠٠٦ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٢.

(٤) كذا في ج وهو الصواب وبالأصل الذي.

(٥) أي زمن المؤلف. وهذه من البدع التي شاعت بين المسلمين. هذا وقد أضاف ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٢٦ ما نصه : «وفي سنة ١٠١٠ ه‍

٥٠٢

رأيته في بعض التعاليق (١) ـ.

[مشاركة الشريف أبي طالب لوالده في الشرافة]

قال ابن الفضل (٢) : وفي سنة ١٠٠٨ ألف وثمان :

خرج الشريف حسن بن أبي نمي إلى الزاهر للقاء أمير الحج (٣) على جري العادة ، فلما التقيا ، ونشر التشريف الواصل إليه أمر الشريف أن يلبسه أكبر أولاده السيد أبا طالب بن حسن ، ثم أمر أن يلبس التشريف (٤) الثاني الذي أصل موضوعه (٥) لنائب شريف مكة ابنه (٦) عبد المطلب بن حسن ، وأمر أمير الحج الشامي (٧) أن يتهيأ لوصول

__________________

توفي الشريف ثقبة بن أبي نمي أخو مولانا الشريف حسن وله عقب يقال لهم ذوو ثقبة ، كان بعضهم بمكة وآخرون في البر» ا. ه. واخطأ في تحديد السنة ، انظر : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١.

(١) انظر ذلك في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٥ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٠٦ ه‍.

(٢) أي أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي صاحب كتاب وسيلة المآل بذكر فضائل الآل.

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ «أمير الحاج المصري بيري بك».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «الشريف».

(٥) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «موضعه» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ «وأن الخلعة الثانية التي كان يلبسها أخوه السيد ثقبة بن أبي نمي تلبس لثاني أولاده السيد عبد المطلب».

(٦) أي الشريف حسن بن أبي نمي.

(٧) وهو الأمير طماس. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠.

٥٠٣

الشريف إليه (١).

فلما جاءه الخبر سار إلى أن لاقاه بالزاهر ، ولبس الشريف القفطان الوارد به أمير الشامي.

ودخل الثلاثة مختلعين عليهم التشاريف السلطانية ، وكان يوم عيد أكبر (٢).

ثم ان الشريف بعث صحبة الحج المصري الأغا بهرام الشريفي (٣) إلى حضرة السلطان الأعظم ، والخاقان الأفخم السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان يطلب من حضرته العلية أن يكون ابنه السيد أبا طالب شريكه في امرة مكة ، وولي عهده (٤) بعده.

فوصل الأغا المذكور إلى الأبواب ، وقوبل بالجلال ورجع (٥) بما يروم من الجواب ، وعاد بخلع التفويض السنية ، وتقليد / الولاية الحسنية

__________________

(١) في (ب) «البتة» ، وفي (ج) «البتسة» وهو خطأ أيضا.

(٢) انظر هذه الأخبار في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ ، ٣٦١ ، ومختصرة في عقد الجواهر والدرر للشلي أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٢ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٢.

(٣) في المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٢ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٢. الأمير بهرام من أتباع الشريف وعرفه البوريني في كتابه تراجم الأعيان ٢ / ٨٧ ضمن ترجمة الشريف إدريس أنه «رجل رومي قديم العهد في خدمة البيت السلطاني الحسني ، وقد قيل أنه خدم الشريف أبا نمي والشريف حسن والشريف مسعود ، ثم استقر في خدمة الشريف إدريس».

(٤) أضاف ناسخ (د) «من».

(٥) سقطت من (د).

٥٠٤

على الجهات الحرمية للشريف أبي طالب بن حسن.

ودخل مكة وقرأ توقيع (١) المذكور بالحطيم ، ولبس الشريف أبو طالب الخلعة الواردة ، وطاف بها على جري العادة ، والريس يدعو له بأعلى زمزم (٢).

[ولاية الشريف أبي طالب بن حسن]

فولي مكة مولانا الشريف أبو طالب بن حسن بن أبي نمي بن بركات ، وذلك في رابع ذي الحجة سنة ١٠٠٩ ألف وتسع (٣).

ومولده في جمادى الأولى سنة ٩٦٦ تسعمائة وست وستين (٤).

__________________

(١) في (ج) «التوقيع». انظر محتويات هذا التوقيع أي التشريف في : الشهاب الخفاجي ـ ريحانة الألبا ١ / ٣٩٨ ـ ٤٠٥ وهو من انشائه بأمر رئيس الكتاب ، والشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍. ومقتطفات منه في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٢ ، ١٣٣ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٢.

(٢) ذكر العصامي في سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ «أن الشريف عرض لابنه في أول سنة ١٠٠٩ ه‍ فوصله الرد أواخر هذه السنة». انظر هذا العرض والرد عليه في : الشهاب الخفاجي ـ ريحانة الألبا ١ / ٣٩٧ ـ ٤٠٥ ، الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٢ ـ ١٣٣ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٢.

(٣) انظر هذا التاريخ في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٠ وفيه أن يكون الشريف أبو طالب مشاركا لوالده في الامارة ، أما في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن سنة ١٠٠٨ ه‍. انظر أحداث سنة ١٠٠٨ ه‍.

(٤) انظر سنة مولده هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٤. أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٢ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ١٣٤ ، ١٣٥ فذكرا أن ولادته كانت سنة ٩٦٥ ه‍.

٥٠٥

وحج الشريف أبو طالب بالناس تلك السنة ، وتخلف والده الشريف حسن بالبردان (١) ـ من أرض الشرق ـ ودعي لهما على المنابر ـ.

[عمارة مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

وفي هذه السنة (٢) أمر مولانا السلطان محمد بن مراد خان بعمارة مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على يد شخص من الأروام يقال له غضنفر أغا ، فأنفق عليه جملة من المال فرفع جدران المحل ، وبنى بأعلاه قبة عظيمة ، ومنارة ، وأوقف عليه وقفا بالديار الرومية ، ورتب له مؤذنا ، وخادما وإماما ، وجعل لكلّ شيئا معينا يحمل إليهم كل عام (٣).

ثم جعلت لهم السلطنة مدرسا بمعلوم يدرس في يومين من أيام الأسبوع بالمحل المذكور ، وأمام ذلك المحل في زمننا هذا (٤) مولانا السيد

__________________

(١) البردان : مواضع كثيرة منها : عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة وبها عينان ، البردان وتنضب. والبردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة ، والبردان ماء لنصر بن معاوية بالحجاز ، وماء بنجد لبني عقيل بن عامر. قال البلادي : والبردان الأول يعرف اليوم بعين المضيق لوقوعها في مضيق نخلة الشامية ، أما تنضب فتعرف اليوم بالتعريف التنضب. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ١ / ٣٧٥ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ١٧٩ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ٢٠١.

(٢) أي سنة ١٠٠٩ ه‍.

(٣) أضاف صاحب الأرج المسكي علي بن عبد القادر الطبري ورقة ٢٣ «من مغلات الوقف». وانظر هذه الأخبار في : ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٠٩ ه‍ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ١٨٩. هذا وقد هدم هذا البناء وبني بدلا منه مكتبة.

(٤) أي زمن المؤلف.

٥٠٦

أحمد العزّي ، ومدرسه الأفندي عبد الله بن عتاقي (١) آل إليه في حدود الثمانين بعد الألف ـ.

رجع :

ثم توجه الشريف أبو طالب بعد الحج إلى والده ، فأقاما (٢) بالبردان مدة (٣) ثم انتقلا إلى المبعوث (٤) ، فأقاما مدة.

[وفاة الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات سنة ١٠١٠ ه‍]

فتوجه الشريف حسن غازيا (٥) إلى نجد ، فتوفي هناك بأقصى بلاد نجد (٦) في محل يقال له فاعية (٧) ـ بفاء فألف فعين مهملة فياء تحتية مثناة

__________________

(١) في (ب) «قتاقي» وهو خطأ.

(٢) في (ب) ، (ج) «فأقام».

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) المبعوث : أحد أودية الطائف. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٥.

(٥) في ثامن ربيع الآخر سنة عشر وألف. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦١.

(٦) انظر هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦١ مع بعض الاختلاف ، أما في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ أن الشريف غزا بيشة.

(٧) انظر محل وفاته هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦١ ، أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٤ «الرفاعية». وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١ : في مكان يبعد عشرة أيام عن مكة. وفي ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ : في محل يقال له العشة ، لعل المكان هو أفاعية وهو مكان قرب السوارقية شمال شرقي مكة على قرابة سبع مراحل. انظر : السباعي ـ تاريخ مكة حاشية ص ٣٥٥.

٥٠٧

بعدها هاء السكت ـ وذلك ليلة الخميس الثالث من جمادى الآخرة (١) ، وقيل يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة ١٠١٠ ألف وعشرة (٢) ، فحمل في محفة على البغال إلى مكة ، ومعه بعض أولاده ، وراح النعي إلى الشريف أبي طالب في (٣) المبعوث فسار من وقته إلى مكة ، فدخلها ليلة السبت (٤) خامس الشهر ، ودخلت جنازة والده بعد دخوله في النصف الثاني من تلك الليلة ، وبمجرد وصوله غسل ، وكفن وصلي عليه تجاه الكعبة قبيل الفجر (٥) ، ودفن بالمعلاة ، وبني عليه قبة (٦) ، وله من العمر تسع / وسبعون سنة ، ونحو ثلاثة أشهر ـ كذا قاله ابن الفضل (٧) في الوسيلة ـ.

(ولصاحب الوسيلة شهاب الدين) (٨) أحمد بن الفضل باكثير يعزي مولانا الشريف أبا طالب في المشار إليه بقوله :

__________________

(١) انظر هذا التاريخ في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦١ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١ ، أما في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه» يوم الاثنين يوم عشرين جمادى الآخرة».

(٢) أضاف ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٢٨ ما نصه : «ومدة ولاية الشريف حسن مشاركا لأبيه ومستقلا نحو خمسين سنة». ا. ه. وانظر : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١.

(٣) في (ب) «بن» وهو خطأ ، وفي (ج) «إلى».

(٤) في أول الثلث الثاني. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٢.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) انظر هذه الأحداث في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦١ ، ٣٦٢.

(٧) أي أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي.

(٨) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «ولشهاب الدين».

٥٠٨

رمت المنية عن قضاء جاري

سهما لها (١) نحو البرية جاري

وسرى إلى أوج العلا فأصاب من

قد حلّ فيه منزها (٢) عن جار

فبكى الملأ أسفا على بدر العلا

من قد علا حتى على الأقمار

وبكى السماء وكل نجم سائر

والشمس والقمر (٣) المنير الساري

وبكى عليه الأرض والوحش الذي

فيها مع (٤) الحيتان والأنهار

وبكى الحجيج لفقده وكذا بكى

من كان معتمرا (٥) مع الزوار

وبكى عليه الموقف الأعلى الذي

قد زانه في أعين النظار

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) في (ب) «منزحا».

(٣) أشار ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٢٨ أن في نسخة أخرى «والبدر» وهو ما أثبته ابن المحب الطبري في اتحاف فضلاء الزمن / ١٠١٠ ه‍.

(٤) سقطت من (ب). وفي البيت مبالغة من مبالغات الشعراء المعروفة.

(٥) في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠١٠ ه «معتمدا». وسقط البيت بكامله من (ب) ومن متن (ج) فاستدركه الناسخ على حاشية المخطوط الوسطى لصفحة ١٢٨ ، وفيها قدم هذا البيت على البيت السابق.

٥٠٩

وبكى عليه المشعر السامي (١) الذي

يدعى (٢) [به](٣) في أفضل الأسحار (٤)

وبكى عليه مواكب قد جملت

بحضوره فيها كليث ضار (٥)

وبكى عليه منابر شرفت به

في أفضل الأقطار والأعصار

وبكى عليه طيبة ومآثر

قد شرفت في مسند الآثار

وكذا بكى الحرم الشريف على الذي

أغناه عن حصن وعن أسوار (٦)

وبكى عليه مكة ومنازل

قد صانها عن (٧) سائر الأكدار

__________________

(١) المشعر السامي : هو المشعر الحرام في نمرة ، والمشعر الحرام في المزدلفة.

(٢) في (أ) «فسدعى» ، وفي (ب) «يسدعى» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٣) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٤) ورد هذا الشطر في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ : «فيه دعى في أفضل الأسحار».

(٥) ورد هذا الشطر في (ج) «بحضوره بل كل ليث ضاري».

(٦) في (د) «أصوار» أي جمع سور. أي حصنه بالعدل.

(٧) سقطت من (ب) ، وفي (ج) «من». ولم يثبت ابن المحب الطبري في كتابه اتحاف فضلاء الزمن هذا البيت.

٥١٠

وبكى عليه الحجر (١) والحجر (٢) الذي

من مسه قد فاز بالأوطار

وبكى عليه المروتان (٣) وزمزم

وبكى عليه البيت ذو (٤) الأستار

والحزن قد عمّ الأنام لفقده

لا سيما جيران حامي الجار (٥) /

فعليه قد لبسوا السواد وسودوا (٦)

هيئاتهم في أرذل الأطمار (٧)

وعليه بيت الله جل جلاله

لبس السواد لحزن أهل (٨) الدار

والبدر عند كماله لما رأى (٩)

__________________

(١) أي حجر إسماعيل.

(٢) أي الحجر الأسود.

(٣) أي الصفا والمروة.

(٤) سقطت من (ب) ، وم ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / ١٠١٠ ه‍.

(٥) ورد هذا الشطر في المصدر السابق «لا سيما حيران قنجي الجار» وهو خطأ.

(٦) في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه «غيرو».

(٧) في (ج) أخطأ الناسخ في رسمها في المتن فصححها على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٢٩. والأطمار : مفردها الطمر وهو الثوب الخلق. انظر : المقري ـ المصباح المنير ١٤٣.

(٨) في (د) «عبد».

(٩) في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه «الما رأى» ، وفي (د) «را».

٥١١

بدر الممالك في (١) الثرى [متوار](٢)

جعل الخسوف لباسه وسواده

حزنا عليه بقدرة القهار (٣)

لكنه لما تحقق أنه

قد سار للفردوس والأبرار

ذهب الأسا والحزن حتى أنه

خلع السواد وعاد للأنوار

لا غرو أن (حزنوا وحزنوا) (٤)

من وحشة الأوطان والآثار

وبكى عليه (٥) جميع ما قد قلته

من صامت أو ذي لسان قار

قد طال ما هذي المشاعر عمرت (٦)

في ملكه بتزاحم الأخيار

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «الفخار» وأشار على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٢٩ أن في نسخة أخرى» القهار». وهذا من مبالغات الشعراء المذمومة.

(٤) ما بين قوسين في (ج) «حزنزا به أو حزنزا» ، وفي (د) «قد حزنوا أو حزنوا».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) ورد هذا الشطر في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه «فلطالما هذي المشاعر عمرت».

٥١٢

ولطال ما نام الحجيج براحة

في أمنه من سطوة الأشرار

وبه لهم (١) طاب المقام مع السرى (٢)

بجهات (٣) مكة معدن الأسرار

(وازداد ذا) (٤) البلد الشريف (٥) وأهله

أمنا على أمن العظيم الباري

لهفي على حامي حمى أم القرى

وحمى النبي (٦) المصطفى المختار

لهفي على الحصن الحصين لمن ثوى

ببلاد ربي مسكن الأخيار

لهفي على كهف المساكين الذي

أمنوا به من كل خوف طار

__________________

(١) في (د) «وبدلهم».

(٢) في (ب) «القرى» ، وفي (د) «القرا».

(٣) في (ب) «تجاه» ، وفي (د) «بتجاه».

(٤) ما بين قوسين ورد في (ب) «وازدا ذا» ، وفي (ج) «وازدادت» ، وفي (د) «وزدادن».

(٥) أشار ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٢٩ أن في نسخة أخرى «الأمين» ، وهو ما أثبته ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه‍.

(٦) في (أ) وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه «أبيه» وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

٥١٣

(لهفي على غوث الأنام وعونهم

في نائبات الدهر والأقدار

لهفي على كنز المقلين الذي

من فيضه أمنوا من (١) الاعسار) (٢)

لهفي عليه وحسرتي لو أن ذا

يجدي لنحت إلى انقضاء أوطاري

ولكته أبكيه وأسكب أدمعا

تجري على الخدين كالأنهار /

لكن رأيت النوح ليس بنافع

في رد ميت في القبور توارى

فالله يلهم قلب كل موجع

من فقده متقطع الأستار (٣)

صبرا ويعظم أجرنا فيه كما

قد أعظم الأنعام في الأقتار

ويطيل عمر مليكنا من بعده

حامي بلاد الواحد الغفار

ويديمه في كل سعد مقبل

ويقيمه عونا على الأشرار

__________________

(١) في (د) «على».

(٢) ما بين قوسين لم يثبته صاحب اتحاف فضلاء الزمن.

(٣) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) ، (د) «الأسار».

٥١٤

ويطهر البلد الحرام بسيفه

من كل ذي ظلم وذي أضرار

فتعزّ مولانا وكن متصبّرا

لمصيبة عظمت على الصبار

فالله يعظم أجركم فيها (١) كما

عظمت ولا عادت لكم في دار

وعليه يمطر من سحائب عفوه

في كل (٢) أمسا (٣) وفي الأسفار (٤)

ويحله دار النعيم منعما

ويحله فيها مع الأبرار

ويحقق تاريخ الوفاة جواهرا

في سلك بيت صغته (٥) بنضار (٦)

حسن عفى عنه العزيز بطوله

وأحله أوج الجنان (٧) الباري (٨)

__________________

(١) في (ج) والمصدر السابق «فيه».

(٢) أضاف ناسخ (ج) «ما».

(٣) في (أ) والمصدر السابق «أمساء» ، وفي (ب) ، (د) «أمسا» ، وفي (ج) «أمسى».

(٤) ورد هذا الشطر في (د) «في المحسن الستار».

(٥) في (ج) «صنعته».

(٦) النضار : هو الخالص من كل شيء ، يقال ذهب نضار ، والنضار أيضا هو أثل ورسي اللون بغور الحجاز. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٢٩.

(٧) في (د) «الجناب».

(٨) ويقابل بحساب الجمل عام ١٠١١ ه‍ وهو دقيق.

٥١٥

قال (١) :

ورزق (٢) من الأولاد الذكور نحوا من خمسة وعشرين ولدا منهم :

سالم ، وعلي ، وأبو القاسم ، وحسين (٣) ، وباز ، (وأبو طالب (٤) ، وعقيل ، وعبد المطلب ، وعبد الله (٥) ، وعبد الكريم) (٦) ، وعبد المحسن ، وعنان (٧) ، وإدريس (٨) ، وفهيد (٩) ،

__________________

(١) أي شهاب الدين أحمد بن الفضل باكثير في وسيلة المآل.

(٢) أي الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات.

(٣) هو والد الشريف محسن بن الحسين صاحب مكة.

(٤) شريف مكة.

(٥) شريف مكة. انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٤٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٤ ـ ٤٣٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٣٨ ، ٣٩ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠٤٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧١ ، ٧٢ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ٧٨.

(٦) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٧) في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣» وعدنان» ، وكذلك استدركها ناسخ (ج) على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٣٠.

(٨) شريف مكة. انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٣٢ ، ١٠٣٤ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٢ ـ ٣٩٧ ، ٣٩٩ ـ ٤٠٢ ، ٤٠٤ ـ ٤١٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٩٠ ـ ٣٩٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤ ـ ٦٦ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٢٧٩.

(٩) صاحب مكة. انظر ترجمته في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٢ ـ ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٨٨ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١١ ه‍ ، ١٠١٩ ه‍ ، ١٠٢١ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤ ، ٦٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٥ / ١٥٨.

٥١٦

وشنبر (١) ، وعبد المنعم ، والمرتضى ، ومضر ، وعبد العزيز ، وعبيد الله (٢) ، وجود الله (٣) ، وبركات ، وقايتباي ، ومحمد الحارث ، وآدم / [ومسعود](٤).

ومن الإناث نحو خمسة وعشرين (٥).

وورثه (سبعة ذكور) (٦) ، وأربع عشرة أنثى (٧) ـ [انتهى](٨) ـ.

__________________

(١) في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه» شبر».

(٢) في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه» عبد الله».

(٣) في (د) «وجواد الله».

(٤) ما بين حاصرتين من (ج) ، (د) حيث أضافها ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٣٠ ، أما ناسخ (د) فأثبتها في المتن. انظر عدد أولاده هذا في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣ ، وأضاف المؤرخان وناسخ (ج) «وهزاع» حيث استدركها على حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٣٠ ، وعلى هذا يكون عدد أولاده الذكور ٢٧ ولدا.

(٥) انظر عدد بناته وأسماءهن في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣ ، وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١ : ٢٥ بنتا وقيل ١٦ ولم يذكر أسماءهن ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٤ فذكر أن عددهم ١٧ بنتا دون أن يذكر أسماءهن.

(٦) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣ ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن أحداث سنة ١٠١٠ ه «سبعة عشر».

(٧) سقطت من (ب). انظر هذا العدد في المصدرين السابقين. هذا وقد أضاف العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣ «ووزع مخلفه بين أولاده ما عدا السلاح والخيل والعبيد فعادتهم أنها لصاحب الأمر من بعده».

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج). هذا وقد أثبت ناسخ (ج) في متن

٥١٧

لطيفة :

قال الشهاب الخفاجي في كتابه الريحانة في آخر ترجمة الشريف حسن (١) : «وقد كان انتهاء صعود الشرف بالحجاز بالشريف حسن ، وفي المغرب بمولاي أحمد (٢) ، وفي الروم بالسلطان مراد ـ ونحن الآن (٣) لا ندري ما نريد وما يراد ، فقد ذهب سليمان (٤) ، وانحلت الشياطين ، ووقف الرجاء على شفا جرف هار (٥) بين قوم مجانين ، فالجواد دون الحمار المصري ، وأبو جهل يعظ الحسن البصري» (٦).

__________________

ص ١٣١ ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد وكل من ينتسب إلى هؤلاء المذكورين يطلق عليهم ذوي حسن بن أبي نمي ، والله أعلم».

(١) ذكرها الشهاب الخفاجي في آخر ترجمة الشريف أبي طالب بن حسن بن أبي نمي ، وليس في ترجمة الشريف حسن. انظر : ريحانة الألبا ١ / ٤٠٦.

(٢) هو أحمد بن عبد الله بن محمد الشيخ بن الخليفة المهدي بن أبي عبد الله القائم بأمر الله الشريف الحسني أبو العباس المنصور بالله سلطان مراكش وفاس ، اشتغل بالعلم أول أمره ، وأظهر أنه غير طالب للملك ، فلما مات أخوه وتولى ابن أخيه الملك وعلم عزمه بقتل من بقي من أعمامه حاربه واستولى على الملك سنة ٩٨٥ ه‍ ، واتسعت مملكته فامتدت من حدود افريقية إلى حافة المحيط ، وملك حصة من بلاد السودان ، حسنت علاقته مع السلاطين العثمانيين ، توفي سنة ١٠١٢ ه‍. انظر : الخفاجي ـ ريحانة الألبا ١ / ٢٨٩ ـ ٣٠٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥.

(٣) أي زمن الشهاب الخفاجي. انظر ريحانة الألبا ١ / ٤٦.

(٤) أي سبدنا سليمان عليه‌السلام الذي حصر الشياطين في القماقم.

(٥) هار : هرأ البرد فلانا : اشتد عليه حتى قتله أو كاد. المعجم الوسيط ٢ / ٩٨٠.

(٦) هو الحسن بن يسار البصري ، أبو سعيد ، سكن البصرة ، تابعي كان إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمنه. كان لا يخاف في الحق لومة لائم ، تولى قضاء البصرة لعمر بن عبد العزيز ثم استعفى منه ، توفي سنة ١١٠ ه‍ في البصرة. انظر : ابن قتيبة : أبو محمد

٥١٨

انتهى (١) ـ.

[وفاة السيد عبد المطلب سنة ١٠١٠ ه‍]

ولم يزل الشريف أبو طالب في أعلى درجات الحبور مالكا لأزمة الأمور داعيا (٢) بلسان إحسانه لسوحه (٣) ذوي الحاجات ، مذلا بسطوة قهره ذوي اللجاجات (٤) ، والعلماء عاكفة على أبوابه ، والشعراء ناظمة محاسن صفاته في أحسن ألقابه.

وفي الثاني عشر من رجب من هذه السنة (٥) توفي يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر السيد عبد المطلب (٦) بن الحسن بن أبي نمي صاحب مكة في جهة

__________________

عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (توفي ٢٧٦ ه‍) ـ المعارف ـ تحقيق محمد إسماعيل عبد الله الصاوي ـ ط ٢ ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ١٣٩٠ ه‍ / ١٩٧٠ م ص ١٩٤ ـ ١٩٥ ، النووي : أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف (توفي ٦٧٦ ه‍) ـ تهذيب الأسماء واللغات ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ١ / ١ / ١٦١ ، الذهبي ـ تاريخ الإسلام ـ مطبعة السعادة ـ القاهرة ١٣٦٩ ه‍ ص ١ / ٥٢٧ ، ابن حجر ـ الإصابة في تمييز الصحابة ـ ط ١ ـ مطبعة السعادة بمصر ١٣٢٨ ه‍ ص ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٧٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٢٢٦ ، ٢٢٧.

(١) وهذا دليل على انقلاب الموازين والمفاهيم وإشارة إلى سير العالم الإسلامي في طريق الضعف والانحلال.

(٢) في (ب) «راعيا» ، وفي (ج) «أعيا» وهو خطأ.

(٣) في (ب) «لبسوحه» ، وفي (ج) «بسوحه» ، وفي (د) «لشيوخه».

(٤) في (ب) «الحاجات» ، وفي (ج) «الجاحات».

(٥) أي سنة ١٠١٠ ه‍.

(٦) كان قد لبس الخلعة الثانية في حياة أبيه ، واعتمد عليه في كثير من أمور مكة واستمر على ذلك إلى أن توفي في سنة ١٠١٠ ه‍ بعد وفاة والده حسن بقليل.

٥١٩

اليمن في محل بينه وبين مكة مرحلتين (١) ، وقيل ثلاث. وحمل إلى مكة ، وصلي عليه ، ودفن إلى جانب والده ـ رحمه‌الله تعالى ـ.

[تجديد الشاذروان وترخيم المطاف] وفي سنة ١٠١٠ ألف وعشرة :

جدد الشاذروان (٢) الملصق بجدار الكعبة ، وكان ابتداء عمله في اليوم السابع من شعبان من السنة المذكورة (٣).

وأما ترخيم مقام الحنفي ، ومحرابه ، فابتدئ فيه (٤) ثالث عشر شوال من السنة المذكورة ، ثم ترك ترخيم أرضه. ـ كذا رأيته منقولا من خط الشيخ عبد الرحمن المرشدي ـ.

ورأيت في تاريخ شيخنا السيد محمد الشلّي (٥) أن في هذه السنة ،

__________________

(١) المرحلة : هي المسافة التي يقطعها السائر في نحو يوم ، أو ما بين المنزلين. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٣٥.

(٢) الشاذروان : هو البناء الذي يحيط بأسفل جدار الكعبة مما يلي أرض المطاف من جهاتها الثلاثة : الشرقية ، والغربية ، والجنوبية. وعدد حجارة الشاذروان التي حول الكعبة في عهد الأزرقي ثمانية وستون حجرا في ثلاثة وجوه. جدد بناؤه عدة مرات ، وأصلح عام ١٠٩٨ ه‍ ، وذرعه في العصر الحاضر كما ذكره إبراهيم رفعت الذي قام بقياسه أن ارتفاع الشاذروان في الجهة الشمالية ٥٠ سم في عرض ٣٩ سم ، ومن الجهة الغربية ارتفاعه ٢٧ سم في عرض ٨٠ سم ، ومن الجهة الجنوبية ارتفاعه ٢٤ سم في عرض ٨٧ سم ، ومن الجهة الشرقية ارتفاعه ٢٢ سم في عرض ٦٦ سم. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ١ / ٣٠٩ ، ٣١٠ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١١٢ ، ١١٣ ، إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ ، تاريخ الكعبة المعظمة ١٤٣ ـ ١٤٨.

(٣) انظر هذا الخبر في : إبراهيم رفعت ـ مرآة الحرمين ١ / ٢٦٤.

(٤) أضاف الناسخان في (ب) ، (ج) «من».

(٥) في (د) «الشبلي» وهو خطأ. وكتابه عقد الجواهر والدرر / سنة ١٠١٢ ه‍.

٥٢٠