منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

«نقه نقاك الله تعالى».

قال : فكررت غسله إلى أن نظف ، ثم استيقظت.

فتوفي السيد محمد بن بركات ، وطلبت لغسله ، فرأيت الدمل الذي كنت (١) رأيته (٢) سابقا في المنام ، ورأيته يخرج منه المادة ، فما (٣) زلت أغسله حتى نظف. انتهى.

وهذا يدل على صلاح هذا (٤) الرائي ـ رحمه‌الله تعالى (٥).

[ولاية الشريف بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان]

فولي مكة ابنه (الشريف بركات بن محمد ، فقرىء توقيعه بالحطيم يوم الأربعاء الرابع من ربيع الآخر عام تاريخه (٦)) بحضرة كاتب السر (٧)

__________________

(١) في (د) «كانت» وهو خطأ.

(٢) في (ب) ، (ج) «رأيت».

(٣) بالأصل فلا زلت والمثبت هو الأصح من ب ؛ ج.

(٤) سقطت من (ب) ، (ج).

(٥) سقطت من (ج).

(٦) انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٩٨ ، ٣ / ٧٢ ، ٧٣. وما بين قوسين سقط من (د).

(٧) كاتب السر : وهو صاحب ديوان الانشاء. ويطلق عليه العامة كاتم السر لأنه يكتم سر الملك ، ومن مهماته التوقيع على القصص بدار العدل وغيرها وتلقي أخبار الممالك وعرضها على السلطان وتولي الاجابة عنها وتعريف النواب في الوصايا ، وعليه أيضا النظر في تجهيز البريد والنجابة وما يبعث فيه من المصالح وكذلك معرفة حقوق ذوي الخدمة والنصيحة واجرائهم في رسوم الرواتب وعوائد البر والاحسان والنظر في أمر الدبادب

١٠١

البدري محمد بن مزهر (١) لوصوله بقصد ولايته من صاحب السلطان محمد بن قايتباي ، وأشرك معه أخوه هزاع في لبس الخلعة الثانية (٢) ، وفوض إليه أمر الأقطار الحجازية ، والحرمين.

فلبس الخلعة الواردة عليه ، وطاف بها ، والريس يدعو له ، ثم صعد إلى داره. ولم يزل إلى أن خالفه أخواه (٣) هزاع ، وأحمد الجازاني سنة ٩٠٤ تسعمائة وأربع (٤) كما سيأتي بيانه.

ومولده سنة ٨٦١ ثمانمائة وإحدى وستين بمكة المشرفة ـ إما في ربيع أو بعده (٥) ـ ونشأ في كفالة والده (٦).

__________________

والكشافة والنظارة والمناور والمحرقات وأبراج الحمام وصرف نظره إلى رسل الملوم الواردة وأن يستكتب في ديوانه من علم صلاحه لذلك. انظر : القلقشندي ـ صبح الأعشى ١ / ١٤٥ ـ ١٦٥ ، البقلي ـ التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ٢٨٢.

(١) البدري محمد بن مزهر (٨٦٠ ـ؟) هو : محمد بن أبي بكر بن محمد الأنصاري الدمشقي الأصل القاهري الشافعي ، ولي نظر الخاص بعد التاج بن المقسى ثم الحسبة ، ثم ناب عن والده في كتابة السر بالديار المصرية ، ثم استقر بها بعد موته سنة ٨٩٣ ه‍. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ٧ / ١٩٧ ، ١٩٨ رقم الترجمة ٤٦٥ ولم يذكر له سنة لوفاته لأنه على ما يبدو توفي بعده ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٩٨ ، ٣ / ٤٨ ، ٧٧ ، ٨١ ، ٨٢ ، ١٧٥.

(٢) أضاف الناسخ في (د) «الواردة إليه».

(٣) في (ب) ، (ج) «أخوه».

(٤) انظر هذه الأخبار في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٧٢ ـ ٧٤ ، ٨٣ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٢

(٥) السخاوي ـ الضوء اللامع ٣ / ١٤ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٩ «في ربيع الأول».

(٦) انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٣٦ ، العصامي

١٠٢

قال في النشأة (١) : «وترجمه السخاوي في الضوء اللامع (٢) فقال : وأمه الشريفة عمرة ابنة (محمد بن) (٣) علي بن أحمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي» (٤).

قال : «وكذلك (٥) ترجمه العلامة عبد العزيز بن فهد في مؤلف له سماه غاية المرام ، بأخبار سلطنة البلد الحرام» (٦).

وكان قد دخل القاهرة سنة ٨٧٨ ه‍ ثمانمائة وثمان وسبعين ورجع شريكا لوالده ، وأخذ في مصر على نحو أربعين شيخا (٧) ، وأجازه بمكة جماعة / خرجوا له عن مشايخه ، ففرح بذلك ، وأحسن إليهم (٨). ذكرهم بأجمعهم ابن الفضل في الوسيلة.

__________________

سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٧٩.

(١) يبدو أنه كتاب نشأة السلافة بمنشآت الخلافة في التاريخ لمحيي الدين عبد القادر الطبري (٩٧٦ ـ ١٠٣٣ ه‍) ، سبق التعريف به وبمؤلفه.

(٢) ٣ / ١٤ ترجمة رقم ٥٥.

(٣) ما بين قوسين سقط من (د).

(٤) ورد هذا النص في : السخاوي ـ الضوء اللامع : «وأمه شريفة من بني حسن».

(٥) في (ج) ، (د) «وكذا».

(٦) انظر الجزء الثالث ص ٣٥ ـ ٣٣٨ ترجمة رقم ٢٠٥.

(٧) أضاف ناسخ (ج) «وأجازوه». قال العز بن فهد في كتابه غاية المرام ٣ / ٤٤ عن السخاوي أنه قال : «وقد أجاز له خلق ذكر جمع منهم في أبيه». انظر ترجمة أبيه في : الضوء اللامع ٥ / ١٥٠ ـ ١٥٣ ترجمة رقم ٣٧٧.

(٨) أورد أسماءهم العز بن فهد في كتابه غاية المرام ٣ / ٣٧ ـ ٤٣.

١٠٣

[بناء عقد باب إبراهيم للغوري](١)

وفي هذه السنة (٢) : أرسل السلطان الغوري (٣) ، فعمر (٤) عقد باب إبراهيم (٥) ، ولم يكن فيه عقد ، وجعل في أعلاه قصرا (٦) ، وفي جانبيه

__________________

(١) وضع الناسخ في (ج) هذا العنوان كعنوان جانبي على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ١٩.

(٢) أي سنة ٩٠٣ ه‍ وهو خطأ لأن الغوري تسلطن في سنة ٩٠٦ ه‍ كما ذكر المؤرخون. انظر : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٢ ـ ٤ ، النهروالي ـ الاعلام ٢٣٩. وكذا ذكر السنجاري ص ٢١٢.

(٣) في (د) «قايتباي الغوري» وهو خطأ وقد تقدم التعريف به ومواضع ترجمته.

(٤) في (ج) «وعمر» ، وفي (د) «يعمر». هذا وقد ورد في الاعلام للنهروالي ص ٢٤٤ أن السلطان عمر «باب إبراهيم بعقد كبير» ، وهو الأصح لقرب عهد النهروالي بهذا الحدث.

العقد : عرفت العمارة الإسلامية أنواعا مختلفة من العقود وفضل كل بلد نوعا ، ومن العقود التي استعملت في العمارة الإسلامية :

أ. عقد على شكل حذوة الحصان ، يتألف من قطاع دائري أكبر من نصف دائرة.

ب. والعقد المخموس ويتألف من قوس ودائرتين وهو مدبب الشكل.

ج. العقد ذو الفصوص ويتألف من سلسلة عقود صغيرة واستعمل في بلاد المغرب.

انظر : عبد الجواد ـ تاريخ العمارة في العصور الوسطى ٢ / ٢٥٣.

(٥) باب إبراهيم هو أحد أبواب المسجد الحرام الواقعة في الجهة الغربية ، وكان يعرف بباب الخياطين ، أما إبراهيم الذي ينسب إليه هذا الباب فهو خياط كان عنده نسبته العامة إليه. جدد في هذه الفترة ، ظل بعدها على عمارته إلى عصرنا الحاضر حيث أزيل في التوسعة السعودية. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٩٢ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ٢٣٨ ، ابن ظهيرة ـ الجامع اللطيف ٢١٨ ، باسلامة ـ تاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٧ ، ١٢٨.

(٦) في (ب) «قصيرا» وهو خطأ.

١٠٤

مسكنين (١) ، وبيوتا تغل للكراء ، ووقف الجميع.

قال القطب الحنفي (٢) :

«ولا يصح وقفه هذا على مذهبنا (٣) لأنه في هواء المسجد».

وبنى ميضأة (٤) خارج باب إبراهيم (٥).

[ولاية الشريف هزاع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان]

واستمر الشريف المذكور إلى أن خالفه أخواه (٦) هزاع وأحمد ، سنة ٩٠٤ تسعمائة وأربع ، فوقعت الحرب بينهم بوادي الجموم (٧) ، وسبب (٨) هذه الفتنة :

__________________

(١) في (ج) «سكنين».

(٢) أي النهروالي في كتابه الاعلام ٢٤٤.

(٣) أي حسب المذهب الحنفي. الذي كان عليه المؤلف السنجاري.

(٤) أضاف ناسخ (ج) «في».

(٥) انظر أخبار هذه العمارة في : النهروالي ـ الاعلام ٢٤٤.

هذا وقد اثبت ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وهذه العمارة المذكورة مع العقد المذكور وكذا الميضأة موجودة إلى عصرنا هذا من عمارته والله أعلم». وقد أزيلت هذه العمارة كلها في التوسعة السعودية.

(٦) في (ب) ، (ج) «أخوه».

(٧) وادي الجموم : يبدو أنه جزء من وادي مر الظهران إذا تعدى هذا الوادي قرية أبي حصاني ، سمي عندها وادي فاطمة ، وفيه قرى عديدة منها الجموم قصبة هذا الوادي. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٩ / ١٠٠ ، ١٠١.

(٨) أضاف ناسخ (ج) «ذلك».

١٠٥

أن طومان لما ولي مصر بعد جنبلاط طرد رجلا من جماعة جنبلاط (١) يقال له قانصوه المحمدي ـ ويعرف بالبرج (٢) ـ ، فجاء إلى مكة فلم يلتفت إليه صاحب مكة الشريف محمد بن بركات ولا قاضيها (٣) خوفا من السلطان طومان. فلما فقد طومان ، وتولى الغوري ليلة عيد الفطر من سنة ٩٠٦ تسعمائة وست (٨) أرسل إلى قانصوه ـ البرج ـ بولاية الشام ، فوصلت إليه الكتب في أول ذي القعدة ، وهو بمكة ، فجاءه الشريف بركات ، والقاضي أبو السعود بن ظهيرة ، فلم يأذن لهما لعدم التفاتهما إليه أولا. وكان الشريف هزاع بن محمد بن بركات بمكة ، فعامله (٤) قانصوه على (أن لا يجعل أمر مكة إليه) (٥) ، ويخلع أخاه بركات. وأمره بالخروج إلى ينبع ، (فخرج في خمسمائة فارس ، ونزلوا بينبع (٦) ، وكان واليها يحيى بن سبيع الحسيني (٧). وكاتبوا

__________________

(١) في (ج) «جبتلاط» وهو خطأ.

(٢) قانصوه المحمدي (توفي ٩١٠ ه‍) : المعروف بالبرجي لأنه كان نائب البرج الذي بناه قايتباي بالاسكندرية. كان أصله من مماليك الأشرف قايتباي ، ولي عدة وظائف سنية منها نيابة البرج وأمير مجلس وأمير محمل الحج ، ثم صار نائبا للشام حيث مات فيها. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٩٨ ، ١٠٠ ، ١٠٢ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ، ١٧٥ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٣ / ٤٣٣ ، ٤٦٩ ، ٤ / ٦ ، ٣٤ ، ٦٦ ، ابن طولون ـ مفاكهة الخلان ١ / ٢٤٠ ، ٢٤٣ ، ٢٤٦ ، ٢٥٩ ، ٢٦٤ ، ٢٦٦ ، ٢٧٦ ، ٢٧٨.

(٣) أبو السعود بن ظهيرة.

(٨) في (د) «٩٠٧» وهو خطأ.

(٤) في (ج) أضاف الناسخ» المذكور».

(٥) ما بين قوسين وردت في (ج) «أن يجعل الأمر أي امرة مكة إليه».

(٦) في (أ) ، (ج) «بالينبع» والاثبات من (د).

(٧) في المصادر الواردة في ترجمته «ابن سبع». هو يحيى بن سبع بن هجان بن محارب بن مسعود الينبعي. انظر أحداث خروجه مع جازان ثم عفو السلطان عنه في :

١٠٦

السلطان في امرة مكة المشرفة بمائة ألف دينار شريفي (١) جديد ، فأمر مولانا السلطان بتعيين المقر (٢) البدري (٣) بن مزهر لإخماد هذه الفتنة. ثم إن (٦) قانصوه المذكور أرسل إلى أمير الحاج المصري الأمير سودون العجمي (٤) ، ودولات (٥) باي أمير أول يأمره أن يعطي المراسيم ، والخلع

__________________

العز ابن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٣٧ ، ٣ / ٦٤ ، ٨٦ ، ٨٩ ، ١٠٣ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١٢١ ، ١٢٢ ، ١٣٨ ، ١٤٤ ، ١٤٧ ، ١٥٤ ، ١٦٧ ، ١٦٨ ، ١٧٢ ، ١٧٣ ، ١٧٨ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٣٠ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨.

(١) شريفي ، وأشريفي ، وأشرفي : هي كلمة فارسية بمعنى نبيل أطلقت في القرن السادس عشر لتدل على العملة الذهبية التي ضربتها الأسرة الصفوية بفارس وهي بحجم وزن الدينار الذهب ، أما في العصر المملوكي في مصر فأطلق لفظ أشرفي على العملة الذهبية التي ضربها السلطان الملك الأشرف برسباي سنة ٨٢٩ ه‍ ، وهي عيار مرتفع ووزن قدره درهم ، وثمن الدرهم ويساوي زنة الافرنتي المستعمل قبله ، وبعد الفتح العثماني لمصر أطلق لفظ الشريفي على العملة الذهبية المضروبة في القسطنطينية وأصبح مرادفا لكلمة سلطاني. انظر : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٤ / ٢٨٤ ، الموسوعة العربية الميسرة ١٦٥.

(٢) في (ب) ، (ج) «المفري» وهو خطأ. والمقر : من الألقاب : وأصله في اللغة موضع الاستقرار ، استعير في المكاتبات للاشارة إلى صاحب المكان تعظيما له عن التفوه باسمه ، أطلق في أول عصر المماليك على السلطان ثم تدهور فيما بعد فأصبح يختص بكبار الأمراء وأعيان الوزراء وكتاب السر ومن يجري مجراهم كناظر الجيش وناظر الخاص وناظر الدولة وكتاب الدست ، ومن في معناهم. انظر : القلقشندي ـ صبح الأعشى ٥ / ٤٦٣ ، ٤٦٤ ، الباشا ـ الألقاب الإسلامية ٤٨٩ ـ ٤٩٤.

(٣) في (ج) «البدر».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) الأمير سودون العجمي : هو سودون بن جاني بك أحد المقدمين ، ولي امرة مجلس عوضا عن أصطمر. انظر خبر خروجه إلى مكة في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٢ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٦ ، ٤٠ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٤٩.

(٥) في (د) «ولولان» وهو خطأ. ودولات باي هو : دولات باي ، أو دولت

١٠٧

للشريف هزاع ، ففعل ذلك أمير الحاج لما وصل بينبع. وأتاه (١) الشريف [هزاع](٢) بكتب طومان ، وتوجه إلى مكة مع الحاج المصري ، ومعه الأشراف بنو إبراهيم (٣) في نحو مائة فارس ، فلما علم بذلك ـ بركات ـ خرج إلى وادي مر ، والتقى الجمعان هناك (٤) ، وتقاتلا ، فانكسر هزاع ، وقتل من أصحابه نحو الثلاثين ، فأعانه أمير المصري ، والحجاج على أخيه لمال بذله إليه الشريف هزاع ، فكثر (٥) المقاتلة على الشريف بركات ، وقتل ابنه السيد أبو القاسم ، وجماعة من العسكر (٦) ، وأخذت محطته (٧) بما فيها ، وانتهكت (٨) الحرم والأطفال. فهرب الشريف بركات إلى جدة. ودخل الشريف هزاع مكة صحبة / الحج (٩) المصري ، واضطربت أحوال الناس ، ونهبت الأطراف فضجت الناس ، وطلعوا إلى الشريف

__________________

باي بن ولي الدين قرموط. انظر خبر خروجه إلى مكة في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٢ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٦ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٤٩.

(١) سقطت من (ب).

(٢) ما بين حاصرتين سقطت من (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) بنو إبراهيم : يبدو أنهم ذو إبراهيم الذين هم فرع من الأشراف بني بركات بن أبي نمي والذين يسكنون وادي مر الظهران. انظر : البلادي ـ قبائل الحجاز ١٢.

(٤) في رأس الجموم. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٣.

(٥) في (ج) «فكثرت».

(٦) أي عسكر الشريف بركات.

(٧) أي مكان إقامته.

(٨) في (ج) «واهتكت».

(٩) في (ج) «الحاج».

١٠٨

هزاع ، وأسمعوه ما شقّ عليه. فدخل عليه (١) عمه الشريف إبراهيم بن بركات ، وأمره بالخروج معه إلى الشريف بركات ، فخرج معه ، وأصلح بينهما (٢). والتزم للشريف بركات أن يأخذ له من الشريف هزاع ثلاثة (٣) آلاف أشرفي (فوافقه الشريف هزاع (٤) ولم يحج الشريف بركات) (٥) في هذا العام.

وخرج من جدة إلى بدر ، وأقام هناك بجموع جمعها (٦).

ثم إن الشريف هزاع لم يأمن أخاه ، فخرج مع الحج المصري إلى ينبع (٧) وانحاز إلى يحيى بن سبيع أمير ينبع ، وغيرهم من زبيد ـ أخوال أخيه جازان ـ ، وجمع هناك الجموع.

فدخل الشريف بركات مكة لثمان بقين من ذي الحجة (٨) ، ثم أنه

__________________

(١) سقطت من (د).

(٢) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٧ ، وبلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى ـ مخطوط برقم ٧٣ بمركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة ورقة ١٢١ «فوقعت الرسيلة بين الشريفين من الشرفاء وغيرهم». وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٣ : أن الشريف هزاع هو الذي دخل على عمه وطلب نصحه.

(٣) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٧ «ألفان».

(٤) الأصح : «الشريف بركات».

(٥) ما بين قوسين سقط من (ج) ، والجملة ركيكة.

(٦) جاء في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٧ : «أن الشريف بركات كان في العد ثم طلب منه الازتحال إلى أبيار أطوى بعد الصلح ، فارتحل من يومه».

(٧) في غاية المرام ، سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٣ «مع الحج الشامي».

(٨) أي سنة ٩٠٦ ه‍. هذا وقد ذكر العز بن فهد في غاية المرام ٣ / ١٠٩ ـ ١١١ أن الشريف بركات عاد إلى ولاية مكة ورضي عنه السلطان.

١٠٩

تأهب لقتال أخيه هزاع ، (وأقبل هزاع نحوه) (١) ، فخرج للقائه ، والتقيا بالبرقاء (٢) في العشر الأول ضحى يوم الأحد تاسع جمادى الأولى سنة ٩٠٧ تسعمائة وسبع فهزم عسكر الشريف بركات ، وقتل أخو الشريف بركات أبو دعيج (٣) ، وجماعة من الأتراك وسبعة من آل أبي (٤) نمي ، وخلق من الفريقين (٥).

فتوجه الشريف بركات إلى الليث (٦) ـ من جهة اليمن ـ ، فتبعه الشريف هزاع ، وجد خلفه ، فإنه لما فاته الشريف بركات رجع إلى جدة ، وأقام بها وزيرا (٧) وحاكما (٨) ، وقرر أحوالها ، ووصلته المراسيم ،

__________________

(١) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «وأقبل هزاع نحو مكة».

(٢) البرقاء : يبدو أنها برقاء الغميم ، وكانت تعرف بكراع الغميم بين مكة والمدينة ، وهي برقاء على كراع من الحرة يسار الطريق الصادر من عسفان على (١٦) كيلومترا تقريبا تقع بين وادي راين وشامية ابن حمادي. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٤ / ٤٤٣ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٦ / ٢٦٣ ـ ٢٦٥.

(٣) أبو دعيج : ابن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٦٠٠ ، ٣ / ١١٤.

(٤) في (ب) ، (د) «بني» وهي تعطي نفس المعنى المقصود.

(٥) انظر أسماءهم في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١١٤ ، ١١٥.

(٦) الليث : واد وبلدة في الجنوب الغربي من الحجاز ، وهو واد فحل كثير القرى والزرع والقبائل يمر على مسافة ١٥٠ كيلومترا جنوب مكة تقريبا ، وأما البلدة فهي بلدة عامرة على مصب ذلك الوادي في البحر الأحمر جنوب جدة بحوالي ٢٠٠ كيلومترا فيها امارة تابعة لمكة. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ٢٦٩ ، ٢٧٠.

(٧) سقطت من (د). وهو محمد بن راجح بن شميلة. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤.

(٨) هو عبد من قواده. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤.

١١٠

والخلع من البحر على يد الأمير الياي ، وطلع الأمير المذكور إلى مكة ، فكان دخوله جدة يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر (١) [المذكور](٢) وقرأ (٣) المراسيم ، وألبسه الخلعة (٤).

[وفاة الشريف هزاع سنة ٩٠٧ ه‍]

واستمر بمكة (٥) ، ثم وعك ، فخرج إلى وادي الآبار ، وهو مريض ، فقدر الله عزوجل وفاته ـ أعني هزاع ـ بوادي الآبار (٦) في خامس عشر رجب (٧) ، وحمل إلى مكة ، وصلي عليه ، وطيف به سبعا على عادتهم ودفن بالمعلاة بقبة أبيه (٨).

ولاية الشريف أحمد بن محمد بن بركات الجازاني (٩)

فولي مكة أخوه أحمد بن محمد بن بركات الملقب بالجازاني ويقال

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤ «يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر المذكور».

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في (ج) «وقرئ».

(٤) في (ب) «الخلع».

(٥) أي الشريف هزاع.

(٦) في العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١١٦ ، والجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٠ «السمرات بين وادي الأبيار والعد».

(٧) أضاف ناسخ (د) «الحرام الفرد».

(٨) انظر أحداث ولاية الشريف هزاع في : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١٠٠ ـ ١١٧ ، وبتواريخ مختلفة في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٤ ، وفي الجزيري ـ درر الفرائد ٣٤٨ ـ ٣٥٠.

(٩) هذا العنوان الجانبي وضعه المؤلف على حاشية المخطوط اليمنى.

١١١

فيه جازان ـ الذي كان معه (١) مغاضبا لأخيه ، ودخل مكة خامس رجب (من شهور) (٢) سنة ٩٠٧ تسعمائة وسبع بمساعدة القاضي أبي (٣) السعود بن ظهيرة ـ وكان تدبيره تدميره رحمه‌الله تعالى (٤) ـ.

قال السيد السمرقندي (٥) ما نصه :

«وبعد موت هزاع وقع عقد مجلس بالحرم الشريف حضر صدره (٦) القاضي أبو السعود وابنه صلاح الدين بن ظهيرة (٧) ،

__________________

(١) سقطت من (ج).

(٢) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٣) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «أبو» وهو خطأ.

(٤) انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٧.

(٥) وهذا النص في الحاشية الوسطى ثم العليا للمخطوط ، ولم أتبين قراءة بعضه في (أ) فأثبته من النسخ الأخرى. والسمرقندي : هو محمد بن حسين بن عبد الله (توفي ٩٩٦ ه‍) الحسيني السمرقندي من أهل المدينة المنورة ، كان كاتبا فاضلا عالما بالكثير من اللغات مثل الهندية والحبشية والفارسية والرومية ، وله علم بالأنساب ، بلغت كتبه ألفا وتسعون كتابا ، توفي بالمدينة. قال الزركلي في الأعلام : «صنف تحفة الطالب في نسب بعض الطالبين ٧٧ ورقة في مكتبة الحسيني بتريم» ، واتحاف مولانا الحسن بأخبار ملوك الزمن أو تاريخ خلفاء الزمن وملوكه وولاية السالكين أحسن سنن. انظر : العيدروس ـ النور السافر ٤٤٢ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ١٠٢. هذا ولم أقف على هذا المخطوط.

(٦) سقطت من (ج).

(٧) هو صلاح الدين بن أبي السعود بن ظهيرة المكي الشافعي ، قاضي القضاة وناظر المسجد الحرام وأحد علماء مكة الأفاضل. توفي سنة ٩٢٧ ه‍ ودفن بالمعلاة. انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٢٣٥ ، ٢٤٧ ، ٢٨٠ ، ٣٢١ ، ٣٢٧ ، ٣٣١ ، ٣٣٣ ،

١١٢

[والقضاة](١) ، والحكام ، والأمراء من العرب ، والأروام (٢) ، وفيهم الشريف جازان ، ومالك (٣) بن رومي شيخ طائفة زبيد (٤) ، وأعيان الشرفاء ، والكرام ، وتفاوضوا (٥) فيمن يليق [بإمرة](٦) مكة فقال مالك (٧) بن رومي : «ما أمير مكة إلا جازان» ـ وفي كلام تكلم به ـ فسكت الحاضرون (٨).

فقال القاضي أبو السعود : «من يليها الآن وتكون في وجهه؟» فقال مالك بن رومي : «جازان وبنو إبراهيم معه في ذلك». فنودي في شوارع مكة المشرفة لجازان ، فولي مكة وأضرّ (٩) أهلها (١٠).

__________________

٣٣٤ ، أبو الخير مرداد ـ المختصر من كتاب نشر النور والزهر ٢٢٣.

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٢) الأعاجم الذين ترجع أصولهم إلى بلاد الروم (أسيا الصغرى).

(٣) في (ب) ، (د) «وملك» ، وفي (ج) «ماكد».

(٤) هو مالك بن رومي (توفي ٩١٣ ه‍) أمير خليص وخال الشريف جازان. عنه وعن دوره في الأحداث انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ٨٧ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١٢٧ ، ١٨٤ ، ٢٠١ ، بلوغ القرى ورقة ١٢٥ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٣٦ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٠ ، ٣٥٦ ، ٣٥٧.

(٥) في (د) «وتناقضوا» وهو خطأ.

(٦) ما بين حاصرتين في (أ) «عرة» وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (ج) «ماكد».

(٨) ي (د) «الآخرون».

(٩) في (ج) «راضي» ، وفي (د) «ورضي به».

(١٠) انظر خبر الولاية في : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٥ ، ١٢٦ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٠ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٤٧.

١١٣

وعتى (١) ابن سبيع بمكة. وصارت الناس في أمر مريج. وعزمت التجار على الخروج من مكة (٢) ، فهيئوا لهم أربعين مركبا أعدوها ببندر (٣) جدة ، فمنعهم الشريف جازان ، ووعدهم بدفع المكاره (٤) ، ولم يزل إلى أن بلغه قدوم الشريف بركات لمكة (٥) في شعبان عام تاريخه (٦). فخرج من مكة إلى ينبع.

[عودة الشريف بركات لولاية مكة]

فوردت المراسيم (٧) من مصر إلى الشريف بركات ، والخلع والاعتذار إليه بأن ما وقع إنما هو بمباطنة أمير الحاج لأخويه ، وأنه اعتذر بأنه خاف منهما على الحاج من الأخذ ، والنهب. فلبس الشريف بركات الخلعة الواردة إليه ، وطاف بها (٨).

[مسك القاضي أبي السعود بن ظهيرة وغرقه في البحر](٩)

ثم أنه لما استقر أمره ـ [أي أمر الشريف

__________________

(١) في (ج) «وعني» ، وفي (د) «وعيسى» وهو خطأ.

(٢) أضاف ناسخ (د) «إلى ينبع».

(٣) في (ب) «تيد» وهو خطأ.

(٤) في الجزيري ـ درر الفرائد ٣٥٣ «أن أهل مكة والمجاورين هم الذين قصدوا الهروب منها».

(٥) سقطت من (ج).

(٦) أي سنة ٩٠٧ ه‍.

(٧) في (ب) «المواسيم» وهو خطأ.

(٨) انظر : العز بن فهد ـ غاية المرام ٣ / ١١٧ ـ ١١٩ ، بلوغ القرى ورقة ١٢٦.

(٩) وضع ناسخ (ج) هذا العنوان الجانبي على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٣.

١١٤

بركات](١) ـ قبض على قاضي القضاة جمال الدين أبي السعود بن ظهيرة في التاسع من رمضان (٢) من العام المذكور (٣).

وذلك لأن جماعة الشريف بركات ظفروا بكتب من القاضي المذكور (إلى الشريف) (٤) أحمد يستحثه إلى مكة بعد وفاة هزاع ، فظفروا بها قبل أن تصل إلى الشريف أحمد ، فجاؤوا بها إلى الشريف بركات فعقد له (٥) مجلسا (٦) في داره ، واستدعاه من درسه في تاسع رمضان سنة ٩٠٧ تسعمائة وسبع فاستمهل إلى آخر درسه ، فلم يمهل ، ودخل الطواف ليطوف (٧) ، فلم يمكن ، فلما حضر إلى (٨) المجلس لم يقابله [الشريف](٩) بما يعتاده من الإكرام ، وأمر بإجلاسه مجلس العوام ، ثم أخرج كتابه (١٠) ، وقرأه على الحاضرين من (١١) القضاة ، والأعيان ،

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤ «سابع رمضان».

(٣) أي سنة ٩٠٧ ه‍. انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٦.

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

(٥) في (ب) ، (ج) «عليه».

(٦) في (د) «مجلس».

(٧) سقطت من (د).

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(١٠) في (ب) ، (ج) «كتابا».

(١١) في (ب) «مع».

١١٥

وباش العسكر (١) ، والمحتسب (٢) ، والشهاب العيني (٣).

وسأل الجماعة الحاضرون له العفو فلم يجابوا إلى ذلك بل أقيم من المجلس بعد أن لطمه السيد قايتباي بن محمد وأودع السجن وأخذت أمواله الظاهرة ، وأمر ببيع عقاره ، فبيع غالبه ، ثم خرج إلى القنفذة (٤) وغرق هناك في (٥) يوم الجمعة ثاني عيد النحر (٦) [من](٧) السنة

__________________

(١) في (ج) «عسكر». وهو قانصوه الجوشن. انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٣ ، غاية المرام ٣ / ١١٥.

(٢) في العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٦ : لم يرد ذكر المحتسب ضمن هذا المجلس. ولدى المتابعة تبين أن المحتسب وهو أصباي قتل في الحرب التي دارت بين الشريف بركات وهزاع يوم الأحد من جمادى الأولى سنة ٩٠٧ ه‍ ولم يصل المحتسب التالي وهو أبو يزيد الفوري إلا في العشرين من شهر شوال سنة ٩٠٧ ه‍. انظر : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٣ ، ١٢٧ ، غاية المرام ٣ / ١١٥.

(٣) هو أحمد بن عبد الرحيم بن قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الأصل القاهري الحنفي الشهاب ، ولد في حدود سنة ٨٥٠ ه‍ ، كانت والدته ربيبة الملك الظاهر خشقدم ، فلما تسلطن رقاه إلى الغاية فأنعم عليه بتقدمه ألف ثم أمير آخور كبير ثم توفي بالمدينة سنة ٩٠٩ ه‍. انظر : السخاوي ـ الضوء اللامع ١ / ٣٤٥ ، ٣٤٦ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٤ / ٥٧.

(٤) القنفذة : ميناء حجازي مشهور في جنوب مكة على ساحل البحر الأحمر ، كانت تسمى قنوني. انظر : الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / حاشية ص ٣٧١ هامش رقم ١.

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في العيدروس ـ النور السافر ٤٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٥ «يوم الأحد الثاني من ذي الحجة».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

١١٦

المذكورة ـ رحمه‌الله تعالى ـ ومولده سنة ٨٥٩ ثمانمائة وتسع وخمسين.

(كذا نقلته من خط الشيخ قطب الدين [الحنفي](١).

(ويقال [أن الشريف بركات](٢) أراه إياها / فاعترف بها بعد قبضه ، فأرسله إلى جزيرة القنفذة ، وغرقه هناك في البحر ، ففاز بالشهادة بعد أن نهب جميع ما في داره) (٣).

ونقلت من ديوان [الشيخ](٤) [الشاعر](٥) الشهاب (٦) أحمد بن العليف (٧) [المكي](٨) شاعر بني حسن قصيدة عملها يخاطب بها القاضي

__________________

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. أي النهروالي. هذا ولم أعثر على هذا الخبر في كتابيه الاعلام أو البرق اليماني ، ويبدو أنه في كتابه المرتب على السنين الذي سبق التعريف به. انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٠٧ ه‍. ومع بعض الاختلاف في الأحداث في : العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٦ ، ١٢٧ ، ومختصرا مع بعض الاختلاف في العيدروس ـ النور السافر ٤٧ ، ٤٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤ ، ٢٨٥.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (د).

(٣) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج). في العز بن فهد ـ بلوغ القرى ورقة ١٢٦ ، ١٢٧ أنه أراه إياها فأراد أخذها فمنعه ولم ينهب ما في داره ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٢٨٤ وفيه أنه أراه إياها فأنكر.

(٤) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

(٦) سقطت من بقية النسخ.

(٧) في (د) «العفيف» وهو خطأ.

(٨) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.

١١٧

المذكور ، ويتألم لما وقع له من المقدور ـ فإنه كان من خواصه ـ وهي (١) قوله (٢) :

خذ من الدهر قوة المستطيع

واحذر النائبات قبل الوقوع

فلحكم القضاء في العبد حال

ينقضي (٣) بين نبهة (٤) وشروع (٥)

والليالي (٦) جديرة بالتقاضي

والموالي (٧) منهن غير مطيع

وإذا أمسك الزمان بضر

لا تكن من صروفه بجزوع

(فالعزيز الكريم) (٨) إن نال منه

حادث (٩) الدهر (١٠) كان غير هلوع

إنما الدهر شدة ورخاء

فاصطبر صبر محسن في الخضوع

والقه ثابت الجنان بعزم

ثابت في اللقاء (١١) غير مروع

__________________

(١) في (أ) «ومع» مختصرة والاثبات من بقية النسخ.

(٢) في (ج) ، (د) «هذه».

(٣) في (ج) ، (د) «ينقض».

(٤) في (أ) ، (د) ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩١٦ ه «نيه». والاثبات من (ب) ، (ج) وأشار ناسخ (ج) على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٤ أن في نسخة أخرى «نية».

(٥) في (ب) ، (ج) «ونزوع».

(٦) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «وللليالي».

(٧) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «وللواتي».

(٨) ما بين قوسين في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «فالكريم العزيز».

(٩) في (د) «حادثات».

(١٠) سقطت من (د).

(١١) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «للقاء».

١١٨

قد (١) صحبت الزمان دهرا فدهرا

وبلوت (٢) الخطوب من كل نوع

(وتقصيته فلم) (٣) أر فيه

غير حر (٤) بالحادثات صريع

هذه شيمة الليالي وهذا

شأنها (٥) في الرفيع ثم الوضيع

(إن (٦) مما) (٧) يسليك حب المعالي

دفع ما لست (٨) عنه بالمستطيع

لا تحاول على (٩) الكمال مزيدا

أقصد الحالتين عيش القنوع (١٠)

بينما (١١) المرء في سرور من العيش

وخفض وصحة وربيع (١٥)

فاجأته الخطوب (وهي كبار) (١٢)

ومشت نحوه بخطو (١٣) سريع) (١٤)

__________________

(١) في (ب) «قدر» وهو خطأ.

(٢) في (د) «وبليت».

(٣) ما بين قوسين في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «وتقضيه ولم».

(٤) أشار ناسخ (ج) على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ٢٤ أن في نسخة أخرى «حرب».

(٥) في (ب) «شأنهما».

(٦) في (ج) «اف».

(٧) ما بين قوسين في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «انهما».

(٨) في (ج) «ليس».

(٩) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «عن».

(١٠) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «قنوع».

(١١) في (ب) أثبت الناسخ في المتن «بينبا» ثم صححها على الحاشية اليمنى للمخطوط «بينما».

(١٥) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «وزبيبع».

(١٢) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «تسعى كبارا».

(١٣) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «بخطب».

(١٤) استدرك المؤلف ما بين قوسين على الحاشية اليسرى للمخطوط.

١١٩

كنت عن طارق (١) الحوادث غفلا

في أماني (٢) مسرة وهجوع

سالما من غوائل الدهر حتى

طرقت مسمعي بعلم شنيع

بت (٣) من هوله وكنت سليما

حين وافى بليلة الملسوع (٤)

خبر يعثر اللسان إذا فاه

به كالتمتام (٥) في الترجيع (٦)

فاستثار (٧) الكمين مني (٨) وأذكى

لهبها في جوانحي والضلوع

وإذا عن ذكره في ضميري

سلب الصبر فاستهلت دموعي

لا رعى الله لليالي (٩) ذماما

ورماها وشعبها (١٠) بالصدوع

تستخف الحليم جهلا (١١) وتأتي

حين تأتي بكل خطب شنيع

__________________

(١) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «طرق».

(٢) في (ج) ، (د) «أمان».

(٣) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «تبت».

(٤) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «المليسوع».

(٥) في (د) «كالتمام» وأشار ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٢٥ أن في نسخة أخرى «كالتمام» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن «كالسماع».

(٦) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن» التوجيع».

(٧) في (ب) «فاستتأر» ، وفي (ج) ، (ج) ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن» فاستشار».

(٨) سقطت من ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن.

(٩) في (ج) «للليالي» ، وفي (د) «اليالي».

(١٠) جاء في المصباح المنير ص ١٢٠ : «الشعبة من الشيء الطائفة منه ، وانشعب الطريق افترق أي فرقها».

(١١) في (أ) «فحعلا» وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

١٢٠