منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

فهل ملك أنت في الأرض أم

مليك فعدلك أنسى المظالم؟! (١)

وشاد لك الذكر بين الورى

لما لم ينله كبار (٢) الأكارم

وأوجب حمدك في العالمين

فمدحك فرض علينا ولازم

فدونك مدحة عبد أتت

تجر ذيول الهناء الملائم

وقد طرزت سجف أذيالها

بتاريخ نصرك يا خير دائم

وتاهت وباهت به إذ أتى

بضبط لك النصر والفتح دائم (٣)

وللعلامة (عبد الرحمن باكثير فيه) (٤) :

زارت تريك البدر من وجه حسن

ومن الجفون تهز مرهف (٥) ذي يزن )

__________________

(١) إلى هنا ينتهي ما أثبته صاحب خلاصة الأثر أي المحبي من القصيدة.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «كسار».

(٣) وجملة لك النصر والفتح دائم هي التاريخ ، وتعادل بحساب الجمل سنة ٥٥١ ه‍ وهو خطأ.

(٤) ما بين قوسين سقط من (د).

(٥) أرهف سيفه : رققه وحدده فهو مرهف. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٢٥٩ ، المعجم الوسيط ١ / ٣٧٧.

(٦) هو سيف بن ذي يزن بن أصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو الحميري ، آخر ملوك اليمن من قحطان ، ولد ونشأ في صنعاء نحو ١١٠ قبل الهجرة. طرد الأحباش من بلاده بمساعدة ثماني مائة رجل من الفرس ، فألحقت اليمن ببلاد الفرس على أن يكون ملكها والمتصرف بأمرها سيف هذا ، فمكث في الملك خمس وعشرين سنة. قتله الأحباش بصنعاء سنة ٥٠ قبل الهجرة النبوية. انظر : ابن هشام ـ السيرة النبوية ١ / ١٧ ، ٦٢ ـ ٦٥ ، ٦٨ ، الطبري ـ تاريخ الأمم والملوك ١ / ٤٣٠ ، ٤٤٤ ـ ٤٤٩ ، الزركلي ـ الأعلام ٣ / ١٤٩.

٤٢١

لحظا سقاه السحر من هاروته

كحلا وأرهفه (١) بدعجيه وسن (٢) /

وأباح مشرع ذي الغرام تهتكا

فيه وقاضي الحب أوجبه وسنّ

وأحل شهدا (٣) للمحب فحرمت

أجفانه غمض العيون (٤) على وسن

فاحذره لحظا من غزال طرفها

ساج (٥) وفي البلوى لمغرمها شجن (٦)

وعدت فلو [وجدت](٧) لذلك لفتة

منها وكان قضى مراما (٨) لافتتن

__________________

(١) في (ج) «أرهقه» بالقاف.

(٢) وسن : أخذ في النعاس. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٢ / ١٠٣٣.

(٣) في (أ) «شهيد» ، وفي (ب) ، (د) «تشهيد» ، والاثبات من (ج).

(٤) في (د) «الحفون».

(٥) ساج : هو الطيلسان الأخضر والأسود ، والساج أيضا شجر. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ١ / ١٩٥.

(٦) في (أ) ، (د) «سجن» ، ولم أتبين قراءتها في (ب) ، والاثبات من (ج) ، وفي (د) أثبت الناسخ فيها البيت التالي بعد هذا البيت وهو :

ما ضرها لو واصلته وكان من

برد التواصل حر لاعجه سكن

(٧) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، (د) والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «بأمر» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى ص ١٠٠ أن في نسخة أخرى «مراما».

٤٢٢

لكنها ملأت جوارحنا شجا

أشجى العميد (١) وما قضى فيها شجن

ما ضرها لو واصلته وكان من

برد التواصل حر لاعجه (٢) سكن

أخفيت فيها الحب حتى مهجتي (٣)

لم تدر عمن في (٤) جوانبها سكن

فوشت بما أخفته (٥) ألسن أدمعي

ودموع عيني مثل دهري لي خون

لكن دهري (٦) حين خان عتبته (٧)

__________________

(١) العميد : السيد المعتمد عليه في الأمور. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٢٦. المقصود بذلك علي بن محمد بن الحسين أبو الفتح بن العميد ، وزير ركن الدولة البويهي ، ولقبه الخليفة الطائع لله بذي الكفايتين السيف والقلم. قتل سنة ٣٦٦ ه‍ من قبل مؤيد الدولة. انظر : الثعالبي : أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (توفي ٢٩٠ ه‍) ـ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ـ بدون مكان الطبع وتاريخه ص ٣ / ٢٥ ، ياقوت الحموي ـ إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب المعروف بمعجم الأدباء ـ طبع مصر ١٩٠٧ ـ ١٩٢٥ م ص ٥ / ٣٤٧ ـ ٣٧٥ ، الصفدي ـ نكت العميان ـ مصر ١٣٢٩ ه‍ / ١٩١١ م ص ٢١٥.

(٢) اللاعج : الهوى المحرق. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٢٨. والبيت كله سقط من (ب) ، (ج).

(٣) في (ب) «لا تحيى» ، وفي (ج) أثبت الناسخ في المتن «لائحي» ثم شطبها وصححها على الحاشية اليمنى للمخطوط ص ١٠٠ «ان أحبتي» ، وفي (د) بياض.

(٤) سقطت من (ب) ، (د).

(٥) في (أ) «أحفيه». والاثبات من بقية النسخ.

(٦) في (ب) «دير».

(٧) في (ب) «غيته» وهو خطأ ، وفي (د) «عينه».

٤٢٣

فأجاب معتذرا بما يجلو الحزن

وبما يسرّ به الوجود وقال عن

فعل القبيح رضا وهبتك (١) للحسن

المالك الملك الذي هزت به

أعطافها (٢) العلياء واستتر (٣) الزمن

وافتر (٤) ثغر الدهر والدنيا به

تاهت وجرت برد ذي صلف (٥) أغنّ

وتتوجت هام المنابر باسمه

وبذكره تزهو وتطرب حيث عنّ (٦)

ملك به بدر (٧) الممالك قد أضا

وانجاب (٨) عن آفاقها (٩) ما قد أجنّ (١٠)

__________________

(١) في (ب) «وهنقك» ، وفي (ج) «وسعيك».

(٢) مفردها عطف : وعطف كل شيء جانبه. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٠٨.

(٣) في (أ) ، (ب) ، (د) «واستر». والاثبات من (ج) ، وبه يستقيم الوزن.

(٤) فتر إلى الشيء : اطمأن وسكن. وهنا تأتي بمعنى تبسم أو أبدى السرور. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٧٢.

(٥) الصلف : مجاوزة قدر الظرف والادعاء فوق ذلك تكبرا. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣٦٨.

(٦) عن : أي عرض واعترض. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٤٥٨.

(٧) في (ب) ، (ج) «برك».

(٨) انجاب : أي انكشف وانشق. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢٨٥.

(٩) الآفاق : النواحي. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ١٩.

(١٠) أجن الشيء في صدره : أكنه. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ١١٤.

٤٢٤

وإليه قد ألقت أزمتها كما

ألقى له الملك المقاود والرسن (١)

وغدت له بالغرض (٢) والتعصيب لا

بكلالة كلا ولا أعطى ثمن

وتسنمت (٣) علياء صهوته وقد

شرفت به وأشاد (٤) منها ما وهن

شريف آراء (٥) يدبرها (٦) نهى

فطن به تسمو (٧) على كل الفطن

ملك الحجاز علا به شرفا على

ملك العزيز (٨) وملك تبع (٩) باليمن

سلطان مكة من حمى برماحه

وصفاحه (١٠) الحرم الشريف من الفتن

__________________

(١) الرسن : الحبل. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٢٤٣.

(٢) في (د) «بالفرد».

(٣) سنم : اعتلى وارتفع. الرازي ـ مختار الصحاح ٣١٧ ، المعجم الوسيط ١ / ٤٥٥.

(٤) في (ب) «اسال» ، وفي (ج) «انسال» ، وفي (د) «وأشار».

(٥) في (ج) «ادلى».

(٦) في (ب) «يدها».

(٧) هكذا في (أ) وفي بقة النسخ «يسموا».

(٨) أي عزيز مصر أيام الفراعنة.

(٩) هو لقب لملوك اليمن القدماء.

(١٠) الصفائح : السيوف العريضة في عرض الخد يفرط بها اتساعه. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ١ / ٢٣٤.

٤٢٥

والمكرمات به استبان سبيلها

وزهت (١) جدالتها (٢) وقد كانت دمن (٣)

كم أوجبت علياه مكرمة وكم

في مجده سنت مكارمه سنن

ما قال لا أبدا (وبحر (٤) هباته) (٥)

صافي الموارد (٦) لم يكدره بمنّ

وهي طويلة هذه عيونها.

ومن مداحه نور الدين علي الجم ، فمن ذلك (قوله فيه) (٧) :

آه (٨) ما بي (٩) من جلّ نار (١٠) الخدود

وعذابي منها بذات الوقود

__________________

(١) في (ب) ، (د) «وذهب».

(٢) في (ج) «جزالتها». وجدله أحكم فتله. انظر : الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ٣ / ٣٤٦.

(٣) دمن : مفردها دمنة وهي آثار الناس وما سودوا. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ص ٢١١.

(٤) سقطت من (ب).

(٥) ما بين قوسين ورد في (ج) «لدى وهباته».

(٦) في (ج) «المورد».

(٧) ما بين قوسين سقط من (د). وذكر صاحب كتاب السمط أي العصامي ٤ / ٣٧٥ ، ٣٧٧ أن مناسبتها تهنئة بالفتح وتعزيته بعمه السيد حازم ، وكان قبل ذلك مدحه بقصيدة هنأه فيها بالظفر في غزوة جبل شمر وإيقاعه ببني لام سنة ٩٦٤ ه‍ ، وكانت هذه القصيدة هي الثانية.

(٨) سقطت من (د).

(٩) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «مالي».

(١٠) في (د) «جلنار». وجلنار : هو زهر الرمان. المعجم الوسيط ١ / ١٣٢.

٤٢٦

ومصابي من مائسات (١) قدود

أطلعت بالبهاء ثمار (٢) النهود

كل هيفاء تنثني (٣) بقوام

غصن بان (٤) على كثيب زرود (٥)

ذات ثغر كالدر في لا زورد (٦)

برضاب (٧) كابنة العنقود (٨)

نافح عن مسك ذكي وعطر

عنبري (٩) وفاتق (١٠) عن ورود

يلمع البرق والدراري (١١) توارى

حين يفتر (١٢) عن شتيت (١٣) برود

__________________

(١) في (د) «يسات» ، وهو خطأ. ومائسات : متبخترات ومختالات في مشيتهن. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٦٤١ ، المعجم الوسيط ٢ / ٨٩٣ ، ٨٩٤.

(٢) في (ب) ، (ج) «تمام».

(٣) في (ب) «تثنى».

(٤) في (ج) «عن بان». والبان : ضرب من الشجر سبط القوام ، لين ، ورقه كورق الصفصاف ويشبه به الحسان في الطول واللين. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٧٧.

(٥) الزرود : كثيب الرمل يشكل عليه الريح ما يشبه الزرد. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٣ / ١٩٤.

(٦) في (ب) ، (د) «الازورد» ، وفي (ج) «اللازورد».

(٧) الرضاب : الريق. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٢٤٥.

(٨) ورد هذا الشطر في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ : «برضاب يحكي ابنة العنقود». وابنة العنقود : كناية عن الخمر.

(٩) في (ب) «عنبر» ، وفي (ج) «عن عنبر».

(١٠) في (ج) ، (د) «فايق». وفتق الشيء : شقه. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٤٩٠.

(١١) الدراري : جمع درر. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ٤ / ٢٨٢. والمقصود هنا : الأسنان شبهت بالدرر لبياضها.

(١٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ «تفتر». وفتر السحاب سكن وتهيأ للمطر. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٧٢.

(١٣) التشتيت : المتفرق ، وثغر شتيت مفلج. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٧٢.

٤٢٧

كم حلا لي فيه (١) التغزل مع كل

غزال وغادة أملود (٢)

حبذا دولة الشباب وعصر

للتصابي (٣) قد مرّ كالمطرود

زرتهم والشباب يشفع لي

والعيش (مخضر (٤) منه يانع) (٥) عود

(في ليال بسامر في رياض

مشرفات من طلعها في عقود (٦)

بين آس (٧) ونرجس (٨) وورود (٩)

كعذار (١٠) وناظر (١١) وخدود (١٢))

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي بقة النسخ «في».

(٢) الأملد : الناعم اللين من الناس ومن الغصون. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٨٤.

(٣) في (ج) «التصابي» ، وفي سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ «بالتصابي».

(٤) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ «يخضر».

(٥) ما بين قوسين ورد في (ب) «محضر منه بالع» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «ما اخضر منه بالغ» ، وهو خطأ.

(٦) ورد هذا الشطر في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ : «مشرقات في ظلها في عقود». وسقط البيت بكامله من (د).

(٧) الآس : شجرة من الفصيلة الآسية ينبت برياض سفوح الجبال ، ويزرع في المناطق ذات المياه الكثيرة ، يرفع إلى أعلى من مترين ، وله فروع ملساء عليها غدد لها روائح عطرية ، وأزهاره بيضاء صغيرة خالية من الزغب وثماره بيضاء تميل إلى صفرة أو زرقة ، وأوراقه دائمة الخضرة. انظر المعجم الوسيط.

(٨) النرجس : نبت من الرياحين ، وهو من الفصيلة النرجسية ، ومنه أنواع تزرع لجمال زهرها وطيب رائحته ، وزهرته تشبه بها الأعين ، واحدته نرجسة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩١٢.

(٩) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ «وورود».

(١٠) العذرا : مفردها عذراء ، وهي البكر. الرازي ـ مختار الصحاح ٤٢٠.

(١١) الناظر : العين ، وسواد العين الذي في انسانها. المعجم الوسيط ٢ / ٩٣٢.

(١٢) خدود : مفردها خد. وما بين قوسين ورد في (ب) ، (ج) بتقديم وتأخير

٤٢٨

وحمام الأراك (١) تشدو بمدح ال

ملك الأمجد (الكريم الجود (٢))

حسن الذات والصفات بدا

في أفق المجد بدر هذا الوجود (٣)

قمر أشرق الحجاز ووجه الكون

من تورد وجهه في المهود (٤)

فظننا عيسى بن مريم قد جاء

لإصلاح دهرنا المفسود (٥)

فهو إن لم يكن نبيا فابن ال

أنبياء الكرام سامي الجدود (٦)

وابن من جاءنا (٧) بالهداية والرش

د وسن الحدود في المحدود (٨)

__________________

كما يلي :

بين آس ونرجس وورد

كعذرا وناظر وخدود

في ليال بسامر في رياض

مشرقات من طلعها في عقود

(١) الأراك : واحدته أراكة ، وهو شجر المسواك نبات شجيري من الفصيلة الأراكية كثير الفروع ، خوار العود ، متقابل الأوراق ، له ثمار حمر دكناء تؤكل ، ينبت في المناطق الحارة. انظر : المعجم الوسيط ١ / ١٤.

(٢) في (أ) «الجود» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ «الجدود». وما بين قوسين ورد في (ب) «بد هذا الوجود» ، وفي (ج) «بدء هذا الوجود» ، وكلاهما خطأ.

(٣) سقط هذا البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٤) ورد هذا البيت في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ :

قمر أشرق الحجاز ووجه الك

ون من نوره وهو في المهود

(٥) وهذا من مبالغات الشعراء الممقوتة.

(٦) في سمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٣٧٨ «المجود».

(٧) في (ب) ، (د) «جا» ، وفي (ج) وسمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٣٧٨ «جاء».

(٨) إشارة إلى تطبيق الأحكام الشرعية.

٤٢٩

زره إن شئت أن تزور سليمان (١)

جلالا وصالحا (٢) و (٣) ثمود

شيد الدين بالعوالي وأضحى

بالمعالي كالواله (٤) المعمود (٥)

وحمى البيت والحطيم ببيض

مشرقات تجاوزت في الحدود

(منها في المدح) (٦) :

وبخيل سوابق (٧) وجياد (٨)

سابحات (٩) تدوس قلب الحسود

واهب الخيل والمماليك (١٠) والأ

عمار والرزق للعدا والوفود (١١)

وله مدائح كثيرة (١٢).

__________________

(١) أي النبي سليمان بن داود عليهما‌السلام ، وفي البيت من مبالغات الشعراء الكبيرة.

(٢) أي النبي صالح عليه‌السلام.

(٣) في سمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٣٧٨ «في» ، وهي الأصح.

(٤) وله : تحير من شدة الوجد. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ١٠٥٧.

(٥) المعمود : وهو الذي هده العشق. الفيروز آبادي ـ القاموس المحيط ١ / ٣١٧.

(٦) استدرك المؤلف ما بين قوسين على حاشية المخطوط اليمنى. وانظر القصيدة في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.

(٧) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «سابقات».

(٨) سقط حرف الواو من (د).

(٩) سابحات مفردها سابح وسبوح ، وهو الفرس الذي مد يديه في الجري. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤١٢.

(١٠) في (ج) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٨ «والممالك».

(١١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٨ «للعباد الوفود».

(١٢) أي للشاعر نور الدين علي الجم. انظر هذه القصائد في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٤ ـ ٣٧٧.

٤٣٠

قال السيد محمد المدني المعروف بكبريت : «دخل الشيخ عبد الرزاق الشيي على الشريف حسن يستأذنه في السفر إلى الهند ، فأنشده الشريف قول الطغرائي (١) :

فيم اقتحامك لج (٢) البحر تركبه

وأنت تغنيك منه مصة الوشل (٣)

فأجابه بقول الطغرائي منها :

أريد بسطة كف أستعين بها

على قضاء حقوق للعلا قبلي

فأمر له الشريف بألف دينار». انتهى (٤).

__________________

(١) هو الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني الليثي الطغرائي أبو إسماعيل ، مؤيد الدين ، شاعر من الوزراء الكتاب ، نعت بالأستاذ ، ولي ديوان الإنشاء والوزارة لصاحب الموصل السلطان مسعود بن محمد السلجوقي ، مات مقتولا ، واختلف في سنة موته ، وأرجحها سنة ٥١٣ ه‍ بيد السلطان محمود أخو السلطان مسعود. من مصنفاته ديوان شعر مطبوع ، ولامية العجم. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٣ ، الذهبي : شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (توفي ٧٤٨ ه‍) ـ تهذيب سير أعلام النبلاء ـ تحقيق شعيب الأرنؤوط ـ ط ٢ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ١٤١٣ ه‍ / ١٩٩٢ م ص ٢ / ٥٠٧ ترجمة رقم ٤٧٠١ ، ياقوت الحموي ـ معجم الأدباء ١ / ٥٦ ـ ٧٩ ، ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٢ / ١٩٠ ، الزركلي ـ الأعلام ٢ / ٢٤ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٤ / ٣٦.

(٢) في (أ) «بخ» ، والاثبات من (ج) ، (د).

(٣) الوشل : الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة يقطر منه قليلا قليلا لا يتصل قطره. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١١ / ٧٢٥.

(٤) انظر هذا الخبر في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧ ، الذي أضاف : أن الشريف استحسن استحضاره الجواب من القصيدة ، حيث لم يكن مذكورا عقب البيت الذي ذكره الشريف.

٤٣١

[في بناء دار السعادة]

ورأيت بخط إبراهيم المهتار المكي (١) ما نصه : «أخيرني صاحبنا أحمد البيرقدار ـ وكان أديبا فاضلا ـ قال : لما بنى (٢) الشريف حسن دار السعادة التي هي منزله جعل له بعض الفضلاء (٣) أبيات شعر كتبت في بعض الطرازات :

يا سائلي عن محلّ الملك من كتب (٦)

له السعادة ما أن سارت الفلك

هذي الديار التي قد عز منشؤها

فما بنى مثلها عجم ولا ترك

مدحت بنيانها إذ تم معظمه (٤)

بنظم بيت كدر زانه السلك (٥)

__________________

(١) سقطت من (د). هو إبراهيم بن يوسف المهتار ، وقيل المهتاري المكي ، تركي الأصل ، أديب شاعر من أكثر المكيين شعرا. قتل حوالي سنة ١٠٧٠ ه‍. له عدة مصنفات منها : التذكرة مجموعة من مختاراته في اثني عشر مجلدا كبيرا ، وديوان شعر وغيرها. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٥٣ ـ ٥٧ ، نفحة الريحانة ٤ / ٢١١ ـ ٢١٨ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٤٤ ـ ٢٤٨ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ٣٣ ، إيضاح المكنون ٢ / ٦٤٦ وفيه المهتاري ، مرداد ـ نشر النور والزهر ٥٥ ـ ٦٠ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٨٢.

(٢) استدرك ناسخ (ج) عبد الستار الدهلوي على حاشية المخطوط اليسرى الصفحة ١٠٣ حول دار السعادة ما يلي : «ويقال أن موضع دار السعادة كان في موضع التكية المصرية الآن ، وكان من تولى من ذوي زيد ينزله ، وأما ذوو بركات فينزلون في دار الهناء ، ويقال أنه كان في موضع بيت الشريف أبي نمي الذي تجاه باب الوداع. أ. ه». وهذا موجود في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧.

(٣) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «العلماء» ، وأشار على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٠٣ أن في نسخة أخرى» الفضلاء».

(٦) في (ج) «كتبت».

(٤) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧ «معظمها». وقد ورد هذا الشطر في المصدر السابق كما يلي : «أرخت بنيانها إذ تم معظمها».

(٥) السلك : الخيط. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٣١٠.

٤٣٢

ما منزل الملك إلا ما حوى حسن

وفي بنيه يكون العز والملك (١)

فكتب ذلك في الطراز.

قال :

فعظم ذلك (٢) على أخيه السيد ثقبة بيت التاريخ ، فأنشأ داره المعروفة به (٣) ، وكتب في طرازها شعرا أنشأه له بعض الفضلاء وجاء فيه بقوله :

ما منزل الملك إلا ما حوى ثقبة (٤).

ففرح به السيد ثقبة غاية الفرح لمناقضته للسابق في دار الشريف.

فاتفق أنه لما / جلس فيها للسكن أتاه الشريف حسن للتهنئة وجعل يقرأ الطراز ، فلما وصل إلى هذا النصيف (٥) قرأه بكسر الميم من الملك. قال (٦) : فلا تسل عما وقع للسيد ثقبة من الإختلاف (٧) ، وعجب الحاضرون من حسن هذا التحريف من مولانا الشريف (٨).

__________________

(١) والبيت كله : هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل عام ٩٨٩ ه‍ وهو خطأ.

(٢) سقطت من بقية النسخ.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) وجملة «ما منزل الملك إلا ما حوى ثقبة» هو تاريخ التأسيس ويقابل في حساب الجمل عام ٩٩٣ ه‍ وهو خطأ.

(٥) في خلاصة الكلام لزيني دحلان ص ٥٧ «النصف».

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) في خلاصة الكلام لزيني دحلان ص ٥٧ «الخجل».

(٨) أضاف ناسخ (ج) «حسن». انظر هذا الخبر : أحمد زيني دحلان ـ خلاصة

٤٣٣

قلت : هكذا رأيته بخط المهتار.

وأما المكتوب في طراز الديوان (١) ، فهو قصيدة نونية مقيدة منها في التاريخ :

فلذا تاريخ أنشأ سؤددا

عدّه قد جاء في نسق السنن

مجلسي (٢) مقعد مجد قد علا

بمليك سعده وهو حسن

وذلك سنة ٩٦٤ ه‍ تسعمائة وأربع وستين.

(ورأيت بخط بعض فضلاء مكة تاريخا لدار السعادة عمله الإمام عبد القادر الفاكهي (٣) وهو :

إن بيتا بناه خير مليك

أسس الملك (٤) [كفه] (٥) وأشاده

__________________

الكلام ٥٦ ، ٥٧.

(١) في (ب) «ايوان» ، وفي (ج) «الايوان». عن الديوان انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٤٣٢ ، الموسوعة العربية الميسرة ص ٨٤٠ ، المقري ـ المصباح المنير ص ٧٨.

(٢) في (د) «مجلس». والبيت هو التاريخ يعادل بحساب الجمل عام ٩٦٣ ه‍ وهو صحيح.

(٣) في (ج) «الطبري» وسقطت من (د). هو عبد القادر بن أحمد بن علي الفاكهي المكي الشافعي ، توفي بمكة سنة ٩٨٢ ه‍. له مصنفات كثيرة منها : عقود اللطائف في محاسن الطائف وشرح منهج القاضي زكريا. انظر : العيدروس ـ النور السافر ٣٥٣ ـ ٣٥٥ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ١٨٤٥ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٨ / ٣٩٧ ، أبو الخبر مرداد ـ نشر النور والزهر ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، الزركلي ـ الأعلام ٤ / ٣٦ ، كحالة ـ معجم المؤلفين ٥ / ٢٨٣.

(٤) في العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧ «المجد».

(٥) ما بين حاصرتين في جميع النسخ «كنه» ، والاثبات من العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧.

٤٣٤

فاق في وصفه وحسن بناه

كل قصر لأهل العلا والسيادة (١)

جاء تاريخ وصفه في نصيف

أنا بيت الملوك (٢) دار السعادة (٣)

[خبر ابن عتيق وزير الحسن ومقتله]

وبالجملة فلا أحسن من الحسن إلا أن الناس (استضرت في زمنه) (٤) بوزيره عبد الرحمن بن عبد الله بن عتيق (٥) ، فإنه كان ظالما غير شفيق ، وله منكرات عظيمة ، وبليات (٦) جسيمة ، وهو عبد الرحمن بن عتيق (٧) (الحضرمي.

وكان عتيق (٨) المذكور تزوج ابنة الشيخ محمد (٩) جار الله

__________________

(١) في (ب) «السادة».

(٢) في (ب) ، (ج) «الملك». والشطر» أنا بيت المبوك دار السعادة» هو التاريخ ويقابل في حساب الجمل عام ٩٥٧ ه‍ وهو خطأ.

(٣) انظر هذا الخبر في : العيدروس ـ النور السافر ٣٥٤ ، وفيه أن هذه الأبيات والتاريخ جعلها الشاعر الفاكهي لبيت بناه الشريف أبو نمي سلطان مكة. وفي زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٧ أن هذه الأبيات لعبد القادر الطبري.

(٤) ما بين قوسين ورد في (ج) «في زمنه استضرت» ، وفي (د) «استنصرت في زمنه». وهو خطأ.

(٥) انظر ترجمته في : المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٦١ ، ٣٦٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٢ ـ ٣٨٤ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٣.

(٦) انظر مثل هذه المنكرات في ص ٥٦٣ ـ ٥٧١.

(٧) سبق أن ذكره المؤلف أنه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتيق.

(٨) وهو خطأ والأصح» عبد الله «أو» والد عبد الرحمن» وقد عرف به المؤلف في بداية الخبر. وما بين قوسين سقط من (د).

(٩) سقطت من (ب) ، (ج).

٤٣٥

ابن (١) أمين الدين بن ظهيرة (٢) وأولدها عبد الرحمن هذا ، فنشأ بمكة ، وزاحمت به السادة ذوي بركات (٣). فلما بلغ مبلغ الرجال لم يزل يترقى إلى أن استوزره الشريف حسن سنة ١٠٠٣ ألف وثلاث ، فاستولى على مولاه وتعدى حدود الله. ولما أحس الشريف أبو طالب بموت والده الشريف حسن (بعث إلى مكة قبل وفاة والده (٤) الشريف حسن) (٥) بمسك ابن عتيق واعتقاله ، فمسك يوم الجمعة بعد العصر ، واستمر في الحبس (٦). فلما وصل الشريف أبو طالب ، ودفن والده ـ كما سيأتي ـ استدعى ابن عتيق ، وسأله عما كان يفعله من المنكرات ، فأقر بجميع ذلك ، فرده إلى الحبس ، فلما أيس من الخلاص قتل نفسه. وكان قتله لنفسه يوم الثلاثاء الثامن (٧) من جمادى الأخرى سنة ألف وعشرة (٨).

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٢ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٦١ : محمد بن جار الله بن أمين الظهيري. وآل ظهيرة من البيوت المشهورة في مكة ، ولهم تراجم وأخبار في كتب كثيرة.

(٣) ذوي بركات : هم الأشراف أولاد بركات بن أبي نمي ، جميعهم يسكنون مكة المكرمة ووادي فاطمة ـ مر الظهران ـ انظر : ابن سرور : الشريف محمد بن منصور ابن هاشم آل عبد الله ـ قبائل الطائف وأشراف الحجاز ط ١ ـ ١٤٠١ ه‍ ص ٤٠ ـ ٤٢.

(٤) في سمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٣٨٣ ، وخلاصة الأثر للمحبي ٢ / ٣٦٢ «أول ما استقل بالسلطنة أرسل من المبعوث قبل وصوله إلى مكة».

(٥) ما بين قوسين سقط من بقية النسخ.

(٦) في سمط النجوم العوالي للعصامي ٤ / ٣٨٣ ، وخلاصة الأثر للمحبي ٢ / ٣٦٢ «يومي السبت والأحد».

(٧) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «من» ، وفي خلاصة الأثر ٢ / ٣٦٢ «ثاني».

(٨) انظر هذه الأخبار في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٢ ، ٣٨٣ ،

٤٣٦

وأرخ بعض الأدباء ذلك بقوله :

أشفى النفوس الباغية

ابن عتيق الطاغية /

نار الجحيم استعوذت

منه وقالت ماليه

لما أتى تاريخه

أجب (١) لظى والهاوية (٢)

(ورأيت لبعضهم قصيدة في ابن عتيق ذكر فيها قبايحه وهي قوله (٣) :

كان ابن عتيق يفتخر

دهرا للخلق به ضرر

شاعت في الزمن سيرته

زالت لم يبق لها أثر

من لم يزجره نهي أبدا

من قصة هذا ينزجر

فلذا بينت قضيته

في نظم عقود هي درر

قد كان ريس جماعة

أقبح بريس هو بقر

أنواع الخزي به جمعت

كيما لضيوف تدكر (٤)

__________________

المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٦١ ، ٣٦٢ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، ومختصره في زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٣.

(١) في (ب) ، (ج) «أوجب».

(٢) الشطر : «أجب لظى والهاوية» هو التاريخ ويقابل بحساب الجمل سنة ١٠١٠ ه‍ وهو صحيح. وانظر في ذلك : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٣٦٢ ، ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٣.

(٣) القصيدة في مجملها يبدو عليها الركاكة واختلال الوزن.

(٤) ورد هذا الشطر في (ب) «كيما بمضو تذكر». وفيه أخطاء.

٤٣٧

فاسمع منها (١) ما أذكره

فمخازيه لا تنحصر

سبّ (٢) العلماء محبته

قد كان بهذا يفتخر

ظلم العباد في حرم

لا يفترّ عنه ولا يزر

كم من (٣) مشروع أبطله

لا يلحظ ما فيه حضر ـ وا (٤) ـ

كم من وارث أحرمهم

إرثا وتراهم قد عذر ـ وا ـ (٥)

كم من معتوق (٦) أدخله

في الرق وذا أمر خطر

(إن قيل له لا تقربه (٧)

ما لك وله (٨) لا تعتبر

ووصية موص (٩) يمنعها

جهلا وينهب (١٠) وينتهر) (١١)

والزور حكاه في حجج

جهرا بآيات تنتشر (١٢)

والمكر رداه فصار كمن

لمناكبه (١٣) خلعت صبر

__________________

(١) في (ب) «منا» ، وفي (ج) «مني».

(٢) في (ج) «سبب».

(٣) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «منه».

(٤) في (د) «خطر».

(٥) في (د) «عذر» وسقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

(٦) في (ب) ، (ج) «معتق».

(٧) في (أ) «تفز» ، وفي (د) «تضر». والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) سقطت من (د).

(٩) في (ج) «مومن» ، وفي (د) «موصي».

(١٠) في (ب) «يذهب» وهو خطأ ، وفي (ج) «يهب» والاثبات من (د).

(١١) ما بين قوسين في (د) حصل تقديم وتأخير في ترتيب هذين البيتين.

(١٢) في (د) «تنتثر».

(١٣) في (ج) أثبت الناسخ في المتن» طناكية» وأشار على الحاشية اليسرى

٤٣٨

والكذب كنقل يأكله (١)

هذا هو (٢) كذاب أشر

والخلف وعد شيمته (٣)

والخلق كنار تستعر

والفتنة منه كصاعقة

وأذاه شرار منتشر

من مرّ عليه يلحقه (٤) عقرا

بكلاب قد عقروا (٥)

وتوابعه من طينته

منهم يأتي شيء نكر

لا يستمعون (٦) لتذكرة

أبدا فكأنهم حمر

مستنفرة فرت لربى (٧)

فليحذر كل أذى نشر (٨))

حب الدنيا وتكاثرها

أعماه فليس له بصر

يسعى لنضار (٩) يكنزه فساد

فيه مضى عمر (١٠)

__________________

للمخطوط ص ١٠٥ أن في نسخة أخرى» لمناكبه».

(١) في (ب) ، (د) «لما كله».

(٢) سقطت من (ب) ، (ج).

(٣) في (ج) «شميه».

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (د) «عقر» ، ورد البيت في (ج) كما يلي :

من مر عليه عقر

بكلاب له قد عقروا

(٦) في (د) «يسمعون».

(٧) في (ب) «لاربى» ، وفي (د) «لأذى».

(٨) في (ب) ، (ج) «نشروا». استعار الشاعر المعنى في البيتين ما بين قوسين من معاني الآية الكريمة رقم ٧٤ من سورة المدثر(كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ.)

(٩) النضار : هو الذهب. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ٦٦٤.

(١٠) في (د) «يكثره وفساد فيه مضى العمر.»

٤٣٩

يحتال الدور يأخذها (١)

ظلما لأناس قد قهروا (٢)

والعين وما قد ذرفت (٣)

وكثير منهم قد نفروا (٤)

كم شخص قد (٥) صادره

وبهذا وردا (٦) إذ صدر ـ وا ـ

ضاقت لضرار أنفسهم (٧)

دركا فهناهم معتكر

وعليهم طالت مدته

وزوال فساد ينتظر

كم من محروق ينظره

ويقول الأخذ له عسر

قد أصبح يوما في ملاء

تبدي خزايا (٨) عنه ذكر

لا يستحي من ذاك ولا

عما يبديه يعتذر

واليوم عظيم محترم

عبد والعبد به حذر

قد ضمخ فيه على ضرر

فأتاه (٩) به ذاك الضّرّ

بتنا بأصيل جلسته

ونشرب قهوته فطر

__________________

(١) في (د) «ويأخذها».

(٢) في (ب) «عهروا» ، وفي (د) «عهرو».

(٣) في (ب) ، (ج) «زرمت» ، وفي (د) «ذرقت».

(٤) ورد هذا الشطر في (د) كما يلي : «والسلب به قطعا شرر». كما زاد الناسخ بعده البيت التالي :

خلت سحار سطوته

وكثير منهم قد نفر

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في (أ) «ورا». والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (ب) ، (ج) «نفسهم».

(٨) في (د) «خذيا».

(٩) في (ج) «فأتى».

٤٤٠