منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

وأتمها ووظف فيها أربعة مدرسين على المذاهب الأربعة إلا أنه لم يجد مدرسا حنبليا ، فجعل مكانه درس حديث ، وعين لكل مدرس خمسين عثمانيا كل يوم ، وعين لكل (طلبة ، ولكل) (١) طالب شيئا (٢) معينا (٣). ذكره كله القطب بالتفصيل (٤).

ولم يتم العمل أي في العين (وإتمام المدرسة).

[عروض الشريف بعد وفاة صاحب العين]

قال الشيخ قطب الدين (٥) ومن خطه نقلت :

«ولم يزل يقطع الصخور تحت الأرض ، ويهشمها ، ويطلع بها كالجبال وكلما فرغ المصروف أرسل إلى باب السلطان ، وطلب مالا ، فيأتيه ما طلب إلى أن صرف مائتين وخمسين ألف دينارا غير ما صرفه من ماله ، وافتقد جميع ما بيده ، واقترض نحو عشرين ألف دينار.

ومات له ولد بمصر ، وولدان بمكة أحمد وسليمان عمر كل واحد منهما سبعة عشر عاما ، فانقصم ظهره لذلك.

ولم يزل إلى أن توفي ليلة الاثنين ثاني رجب سنة ٩٧٤ تسعمائة

__________________

(١) ما بين قوسين سقط من (ج).

(٢) في (د) «شيبا».

(٣) انظر هذا الخبر كما ورد في كتابه الأكمل ص ١١٤ ، ١١٥.

(٤) أي النهروالي في كتابه الاعلام. انظر ص ٣٥٢ ، ٣٥٣.

(٥) أي النهروالي في كتابه الاعلام ص ٣٤٦.

٣٦١

وأربع وسبعين (١).

قال القطب (٢) :

«ولما توفي عين صاحب مكة لتمام العمارة قاسم / بيك صاحب جدة (٣) فاجتهد في إتمام المدرسة.

قال الشيخ أكمل الدين (٤) [في تاريخه](٥) :

ولم يزل أمر المدارس يختل (٦) حتى استولت عليها الأروام (٧).

__________________

(١) انظر : النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٦.

(٢) أي النهروالي في الاعلام ص ٣٤٥.

(٣) هو الأمير قاسم بيك أمير آخور المرحوم علي باشا الوزير سنجق جدة ، ولي عمارة المدارس السليمانية ، ثم ولاه الشريف حسن عمارة عين عرفات مؤقتا بعد موت الأمير إبراهيم ريثما ترسل السلطنة من يقوم بهذا العمل ، ثم ولته السلطنة هذا الأمر أي عمارة العين بعد موت دفتردار مصر محمد بك أكمل جي ، وظل قائما على عمله هذا مع المدارس إلى أن وافاه الأجل سنة ٩٧٩ ه‍ بمكة ودفن بالمعلاة. انظر : النهروالي ـ الاعلام ٣٤٧ ، ٣٤٨ ، ٣٥١ ـ ٣٥٣ ، البرق اليماني ٢١٤.

(٤) هو أكمل الدين بن عبد الكريم بن محب الدين بن علاء الدين النهروالي المكي الحنفي ، مفتي مكة المكرمة ، كان عالما وأديبا ، تولى منصب الافتاء سنة ١٠١٤ ه‍ بعد وفاة والده الذي كان هو صاحب المنصب ، فاستمر به إلى أن مات سنة ١٠٢٠ ه‍ على الأرجح ، وكانت ولادته سنة ٩٨٨ ه‍ ، وبنوا القطب بمكة أبناء علم ورئاسة. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١١٧ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٢٢ ، أبو الخير مرداد ـ نشر النور والزهر ١٣٢.

(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٦) في (ج) «يختبل».

(٧) أي أصبح من يشرف على المدارس من قبل الدولة العثمانية.

٣٦٢

وعرض (١) الشريف أبو نمي إلى الأبواب (٢) بوفاة (٣) الدفتردار (٤) المذكور (٥).

وعرض في :

أن يكون ابنه السيد الحسن بن أبي نمي عوض أخيه (٦) السيد أحمد.

وأن يكون شريكا لأبيه.

فأجيب لذلك (٧).

[تخلي الشريف أبي نمي وتفويض ابنه الحسن سنة ٩٧٤ ه‍]

ففوض لابنه الحسن جميع أمر مكة ، وجدة ، وينبع (٨) ، وخيبر (٩) ،

__________________

(١) في (ب) «وعوض» وهو خطأ.

(٢) في (ب) «أبواب» وهو خطأ.

(٣) في (ب) «لوفاة».

(٤) سقطت من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «الدفتدار». أي إبراهيم بن تغري وردي.

(٥) أضاف ناسخ (ج) في المتن بعد كلمة المذكور ما نصه : «أي الشريف أحمد ابنه» وهو خطأ. ورد هذا الخبر في : النهروالي ـ الاعلام ص ٣٤٧ أن الذي عرض للسلطنة وبوفاة الدفتردار هو الشريف حسن وهو الأصح.

(٦) في (د) «أخاه» وهو خطأ.

(٧) في (ج) «إلى ذلك» وهي بالمعنى نفسه. هذا وقد أورد السنجاري هذا الخبر قبل ذلك ضمن أحداث سنة ٩٦١ ه‍ ، وهو الصحيح وإيراده لهذا الخبر هنا توهم.

(٨) في (د) «الينبع».

(٩) خيبر : هي ناحية تقع شمال المدينة المنورة على ثمانية برد حوالي ١٧١ كيلومترا على طريق تبوك لمن يريد الشام. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٤٠٩ ـ ٤١١ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٤٩٤ ، البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٣ / ١٧٠ ـ ١٧٨.

٣٦٣

وحلي (١) ، وجميع أقطار الحجاز من خيبر إلى حلي إلى نجد ، وما دخل في ذلك (٢).

وعكف على العبادة ، واجتناء العلوم.

وكان جامعا لأشتات الفضائل حاويا لمحاسن الشمائل ـ أعني الشريف أبا نمي ـ ، وله النثر الفائق ، والشعر الرائق.

فمن شعره قوله :

نام (٣) الخليّ فمن لجفني (٤) الساهر

إذ بات سلطان الغرام مسامري (٥)

جفت المضاجع جانبي فكأنما

شوك القتاد (٦) على الفراش مباشري

وتأججت نار الغرام وأضرمت

بين الجوانح في مكن سرايري

وشجيت (٧) من ألم الفراق وخانني (٨)

صبري الوفي على الخطوب وناصري

__________________

(١) حلي : مدينة باليمن تقع على ساحل البحر بينها وبين مكة ثمانية أيام. انظر : ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ٢ / ٢٩٧ ، البغدادي ـ مراصد الاطلاع ١ / ٤٢١.

(٢) انظر خبر تفويض الشريف حسن في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٠ ضمن أحداث سنة ٩٦١ ه‍.

(٣) في (ب) «فام» أو «قام» لأن الناسخ لا يميز بين النقطة والنقطتين إلا ما ندر.

(٤) في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه «الجفني».

(٥) في (ج) «مساهري» وهي بالمعنى نفسه ، وفي (د) «مسامر».

(٦) القتاد : نبات صلب له شوك مالابر من الفصيلة القرنية ، ويسمى في السودان الخشاب ، ومنه يستخرج أجود الصمغ ، وفي المثل» من دونه خرط القتاد» يضرب للشيء لا ينال إلا بمشقة عظيمة. المعجم الوسيط ٢ / ٧١٤.

(٧) وشجى : اهتم وحزن. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٤٧٣.

(٨) في (ج) أثبت الناسخ في المتن «وضنني» وأشار على الحاشية اليسرى

٣٦٤

أف على الدنيا فما من معشر

إلا و (١) أودتهم بخطب قاهر

في كل يوم للنوائب غارة

أيدي النوائب هن أغدر غادر (٢)

خلت المنازل من أهيل مودتي

وهم هم في الحي قرة ناظري

أهل الصفا بين الصفا وطويلع (٣)

ملقى (٤) جياد وفيض شعبي عامر (٥)

أسفي على ذاك الزمان وأهله

في غفلة (٦) البين الغدور (٧) الجائر (٨)

يا أهل ودي لو تروني بعدكم

كغريب (٩) قوم بين أهلي حائر

كانوا فبانوا (١٠) ثم بان تجلدي

ومصيرهم لا بد منه لصائر

__________________

للمخطوط ص ٨٧ أن في نسخة أخرى» خانني».

(١) سقط حرف الواو من (ب).

(٢) في (ب) «قادر» وهو خطأ.

(٣) طويلع : قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ٤ / ٥٠ : «هضبة معروفة عليها بيوت ومساكن لأهل مكة». وانظر أيضا : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٥ / ٢٤٢.

(٤) في (ج) ، (د) «يلقى» ، وفي اتحاف فضلاء الزمن «بلقى».

(٥) هو شعب ابن عامر ويعرف اليوم بشعب عامر يصب على الغزة مقابل مسجد الراية ، يأتي من الخنادم وسوق ساعة الذي يعرف اليوم بسوق الزل لأن أكثر تجارته في الزل والبسط. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٤٢ ، البلادي ـ معالم مكة التاريخية والأثرية ١٤٦.

(٦) في (أ) «عقله» وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(٧) في (أ) «العذور» وهو خطأ ، وفي (د) «القدور» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه «العدو» ، والاثبات من (ج).

(٨) في (د) «الحائر».

(٩) في (أ) «كقريب» وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(١٠) بانوا : مفردها بان. وبان منه وعنه بعد وانفصل. المعجم الوسيط ١ / ٧٩.

٣٦٥

من بعد جيران الصفا أهل الرفا (١)

سمحت بإرسال الدموع محاجري

ومن شعره قوله :

ترج (٢) الكأس تحيا (٣) وهب

بنت (٤) بنّ ليست بنت (٥) العنب /

قهوة دعجاء كحلا شربها

يذهب الهم بنفي النصب (٦)

بكؤوس [لازورديات وقد](٧)

زانها الطهر بساق (٨) درب (٩)

__________________

(١) هكذا في (أ) ، وفي (ج) ، (د) «الوفا» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن. ورفا فلانا : أزال فزعه وسكنه من الرعب. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٣٦٣.

(٢) في (د) «توج» ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه» شنف». وترج : استتر ، وترج الثوب صبغه بالحمرة صبغا مشبعا. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٨٣.

(٣) في (أ) «بحيا» ، وفي (د) «محيا» والاثبات من (ج). وفي : ابن الحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه «بجبا».

(٤) في (ج) «ببنت». المقصود القهوة.

(٥) في (ج) «لا ببنت».

(٦) في المصدر السابق «الوصب». والنصب : التعب والاعياء. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩٢٤.

(٧) ما بين حاصرتين في (أ) «لازورديا قد» ، وفي (ج) ، (د) «لازوردنا فدت» وهو خطأ ، والاثبات من : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن. واللازورد : من الأحجار الكريمة لونه أزرق سماوي أو بنفسجي يكثر في أفغانستان وأمريكا ، يستعمل للزينة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨١٠.

(٨) في (ج) «ساق».

(٩) في (ج) «هرب» ، وفي (د) «رب» وهو خطأ ، وفي اتحاف فضلاء الزمن «درب».

٣٦٦

يزدري الغصن بقدّ أهيف

ويفوق (١) البدر تحت (٢) السحب (٣)

مثل شمس عن سماء أسفرت (٤)

أو كبدر قد غدا في غيهب (٥)

مائس عذب لطيف كيس

بين أرباب السعادة ربي (٦)

هاتها صرفا (٧) بلا مزج وقل

أيها الساقي جبالي أجب (٨)

أنا فيها أهل عصري تابع

وهوى (٩) أهل زماني أربي (١٠)

[في وفاة بركات بن الشريف أبي نمي سنة ٩٨٥ ه‍]

ورأيت في بعض التذاكر الأدبية ما نصه :

» توفي الشريف بركات بن أبي نمي سنة ٩٨٥ تسعمائة وخمس وثمانين» (١١).

__________________

(١) في (ج) «أو يفوت» وهو خطأ.

(٢) في (ج) «ذاتمت» وهو خطأ.

(٣) ورد هذا البيت في إتحاف فضلاء الزمن :

» يزدري القد بغض أهيف

ويفوق البدر تحت الحجب»

(٤) في (ج) «اقترب» ، وفي اتحاف فضلاء الزمن» استقرت».

(٥) في (ج) «نيف». وغيهب : الليل الشديد الظلمة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٦٥. وفي (ج) حصل اضطراب في الأبيات.

(٦) في (د) «قد ربي».

(٧) الصرف : هو الخالص لم يشب بغيره ، يقال شراب صرف : أي غير ممزوج. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥١٣.

(٨) في (ج) «أجنب» وهو خطأ.

(٩) في (ج) «وهو».

(١٠) في (د) «في أربي». أي ميل أهل زماني.

(١١) هو بركات الثالث بن أبي نمي الثاني محمد بن بركات بن محمد بن الحسن بن عجلان ، ولد وتوفي بمكة ، وهو جد ذوي بركات الأقرب. انظر سنة وفاته في : العصامي

٣٦٧

قال الشيخ نور الدين علي (١) الشهير بالجم (٢) :

«دخلت على والده ، الشريف أبي نمي ، معزيا له فيه ، فانهلّت دموعه ، فأخذها بمنديل فأنشدته (٣) :

يا أيها الملك العزيز ومن رقا

هام العلا رفع المهيمن شأنه

لا تبك مرحوما أتى تاريخه

بركات أنزله اللطيف جنانه (٤)

قال (٥) : فسري عنه بعض (ما كان فيه) (٦)».

سانحة (٧) [في كتاب الظاهر بيبرس والسلطان صلاح الدين]

رأيت في مؤلف الشيخ مرعي الحنبلي في فضائل (٨) آل عثمان

__________________

سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٦ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٨٥ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ص ٥٥ ، الزركلي ـ الاعلام ٢ / ٤٩.

(١) سقطت من (د).

(٢) أحد الشعراء وقد ضبطه السنجاري بفتح الجيم ، ويظهر أنه من شعراء المطولات. انظر : الردادي ـ الشعر الحجازي ١ / ٦٨ ـ ٦٩.

(٣) في (ج) «فأنشدت ارتجالا» ، وفي (د) «فأنشدته ارتجالا قولي».

(٤) وعجز البيت «بركات أنزله اللطيف جنانه» هو التاريخ ، ويقابل بحساب الجمل عام ٩٨٥ ه‍. هذا وقد أثبت ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «سنة ٩٨٥ ه» وهو الصحيح.

(٥) أي الشيخ نور الدين علي الجم.

(٦) ما بين قوسين ورد في (د) «ما كان فيه تاريخه». انظر هذا الخبر في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٦.

(٧) سقطت من (د).

(٨) في (ب) «مضاي» ، وفي (د) «قضاي» وكلاهما خطأ ، والاثبات من (ج).

٣٦٨

استطرادا (١) منه عند (٢) ذكر المحدثات.

قال : وما أحسن ما كتبه السلطان الملك الظاهر بيبرس (٣) (إلى شريف مكة) (٤) ـ وقد بلغه ما لا يليق من المظالم (٥) ـ :

«من بيبرس سلطان مصر إلى الشريف الحسيب أبي نمي محمد بن أبي (٦) سعد أما بعد :

__________________

وهو مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الحنبلي ، وكتابه هو قلائد العقيان في فضائل آل عثمان. مخطوط بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى رقم ٣٩٥. انظر ورقة ١.

(١) في (ب) ، (ج) ، (د) «استطراد» ، والاثبات يقتضيه السياق.

(٢) سقطت من (ب).

(٣) هو الملك الظاهر بيبرس بن عبد الله البند قداري ، سلطان الديار المصرية والشامية ٦٥٨ ـ ٦٧٦ ه‍ ، صاحب الفتوحات والأخبار والآثار حارب التتار والصليبيين ، وفي أيامه انتقلت الخلافة العباسية إلى مصر سنة ٦٥٩ ه‍. انظر : الصفدي ـ الوافي بالوفيات ١٠ / ٣٢٩ ـ ٣٤٨ ، المقريزي ـ السلوك ١ / أحداث السنوات ٦٥٨ ـ ٦٧٦ ه‍ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ـ ج ٧ / أحداث السنوات ٦٥٨ ـ ٦٧٦ ه‍ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ١ / أحداث السنوات ٦٥٨ ـ ٦٧٦ ه‍ ، الزركلي ـ الاعلام ٢ / ٧٩.

(٤) ما بين قوسين ورد في (ج) «إلى الشريف أي شريف مكة».

(٥) في (ج) «بالمظالم».

(٦) هو أبو نمي الأول محمد بن أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة بن راجح الحسني ، شارك أباه بامارة مكة سنة ٦٤٧ ه‍ ، ثم استقل بها سنة ٦٧٠ ه‍ بعد قتله لعم أبيه ادريس بن قتادة ، استمر بها إلى أن توفي سنة ٧٠١ ه‍ بمكة. انظر : ابن كثير ـ البداية والنهاية ١٤ / ٢٢ ، الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٥٦ ـ ٤٧١ ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ٨ / ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٦ / ٢ ، العصامي ـ سمط

٣٦٩

فإن الحسنة في نفسها حسنة ، وهي (١) من بيت النبوة : أحسن ، والسيئة (٢) في نفسها سيئة (٣) ، وهي (٤) من بيت (٥) النبوة : أسوأ ، وأشين (٦). وقد بلغنا عنك أيها السيد : أنك بدلت حرم الله بعد الأمن بالخيفة (٧) ، وفعلت ما يحمر به الوجه (٨) ، وتسود به الصحيفة ، ومن العجب كيف تفعلون القبيح ، وجدكم الحسن ، وتقاتلون (٩) حيث لا تكون فتنة ، و (١٠) لا تقاتلون (١١) حيث تكون الفتن.

هذا وأنت من أهل الكرم ، وسكان الحرم ، فكيف آويت (١٢) المجرم ، واستحللت دم المحرم؟! (وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)(١٣) ـ.

__________________

النجوم العوالي ٤ / ٢٢١ ـ ٢٢٧ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٨٦.

(١) سقطت من (د).

(٢) في (ب) «السية».

(٣) في (ب) «سية».

(٤) سقطت من (د).

(٥) سقطت من (ب).

(٦) في الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٥» أوحش».

(٧) في (ب) «بالحنيفة» وهو خطأ.

(٨) أي بسبب الخجل لسوئه.

(٩) في (ب) «وتقالون» وهو خطأ.

(١٠) سقط حرف الواو من (ب) ، (د).

(١١) في (د) «تقايلون» وهو خطأ.

(١٢) في (ج) «أديت» وهو خطأ.

(١٣) سورة الحج آية ١٨.

٣٧٠

فإما أن تقف عند حدك (١) وإلا أغمدنا فيك سيف جدك (٢)! والسلام».

فكتب إليه الجواب :

من (٣) أبي نمي (بن أبي سعد) (٤) إلى السلطان بيبرس سلطان مصر. أما بعد :

فإن المملوك معترف بذنبه تائب إلى ربه فإن تأخذ : فأنت الأقوى ، وإن تعفو : فهو أقرب للتقوى. والسلام» (٥).

وكذلك كتب السلطان صلاح الدين (٦) إلى صاحب مكة (٧) مثل

__________________

(١) في (ب) ، (د) «جدك» بالجيم.

(٢) أي سيف العدل والشرع.

(٣) نلاحظ أنه بدأ بنفسه ، وهذا تكريم لآل البيت ، كما نلاحظ تذلله في طلب العفو.

(٤) ما بين قوسين ورد في (د) «بن أبي سعيد».

(٥) انظر نص هذا الخطاب وجوابه في : الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ ، مع بعض الاختلاف.

(٦) هو يوسف بن أيوب بن شاذي صلاح الدين الأيوبي أبو المظفر ، لقب بالملك الناصر ، من أشهر ملوك الإسلام ، توفي سنة ٥٨٩ ه‍. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ١١ / ٣٤٢ ـ ٥٥٨ ، ١٢ / ١ / ٩٧ ، ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٧ / ١٣٩ ـ ٢١٩ ، ابن خلدون : عبد الرحمن بن محمد (توفي ٨٠٨ ه‍) ـ تاريخ ابن خلدون المسمى كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ـ منشورات الأعلمي ـ بيروت ـ لبنان ١٣٩١ ه‍ / ١٩٧١ م ٤ / ٧٩ ، ٥ / ٢٥٠ ـ ٣٣٠ ، المقريزي ـ السلوك ١ / ٤١ ـ ١١٤ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ٢٢٠.

(٧) ذكر الفاسي في كتابه شفاء الغرام ١ / ١٩٨ : أن داود ومكثر ابنا عيسى بن

٣٧١

هذا الكتاب. انتهى [كلامه](١).

[وفاة الشريف أبي نمي بن بركات]

واستمر الشريف أبو نمي بن بركات إلى أن توفي ليلة تاسوعا (٢) من شهور سنة ٩٩٢ تسعمائة واثنتين وتسعين (٣) بوادي الآبار من جهة اليمن وحمل إلى مكة وصلى عليه تجاه الكعبة ميرزا (٤) مخدوم ، ودفن بالمعلاة ، وبني عليه قبة (٥) وهي باقية إلى الآن (٦).

__________________

فليتة الهاشمي ، كانا يتداولان امارة مكة من ٥٧١ ه‍ إلى ٥٨٧ ه‍. وانظر عنهما الجزء الثاني من هذا الكتاب.

(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ. أي كلام مرعي الحنبلي في قلائد العقيان في فضائل آل عثمان ورقة ١٧ مع بعض الاختلاف. هذا وقد أثبت ناسخ (ج) أبو الفيض والاسعاد في المتن ما يلي : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وكان الأولى ذكر هذه السانحة عند ذكر الشريف أبي نمي بن أبي سعد المتوفى في صفر سنة إحدى وسبعمائة ، والله أعلم».

(٢) في (ب) ، (ج) «عاشورا».

(٣) في العيدروس ـ النور السافر ٣٨٠ ، وابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٤ / ٤٢٢ : أن وفاته كانت يوم عاشوراء سنة ٩٩٠ ه‍. وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٧ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٥ : ليلة تاسوعا من شهر محرم افتتاح سنة ٩٩٢ ه‍ ، وانظر : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍.

(٤) في (ب) ، (ج) «ميران» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٧» مرزا». وهو ميرزا مخدوم الشيرازي الحسني قاضي مكة في ذلك الوقت. انظر : الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍.

(٥) على عادة الأشراف في ذلك الوقت في بدعة بناء القباب على القبور.

(٦) أي زمن المؤلف.

٣٧٢

قاله (١) ابن الفضل (٢) في الوسيلة (٣).

ورأيت بخط بعض الأفاضل أنه عاش ثمانين سنة ، وشهرا ، ويوما (٤) ومدة ولايته منفردا (٥) ، و (٦) مشاركا لولديه [أي أحمد والحسن](٧) ثلاثة وسبعون (٨) سنة.

__________________

(١) في (ج) «قال» وهو خطأ.

(٢) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» فضل» بدون أل التعريف. أي أحمد بن الفضل باكثير في كتابه وسيلة المآل بذكر فضائل الآل ، أو وسيلة المآل في عد مناقب الآل.

(٣) في (ب) «المواسيلة» ، وهو خطأ. انظر خبر موت الشريف أبي نمي في :

العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أخداث سنة ٩٩٢ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٥. هذا وقد أضاف ناسخ (ج) على الحاشية اليسرى للمخطوط ص ٨٩ ما نصه : «لبعض الفضلاء من أهل مكة في تاريخ وفاة الشريف أبي نمي :

يا من به طبنا وطاب الوجود

قد كنت بدرا في سماء السعود

ما صرت في الترب ولكنما

أسكنك الله جنات الخلود

وترجم الشريف أبي نمي السيد عبد القادر العيدروس صاحب النور السافر في أخبار أهل القرن العاشر. ا. ه. من السير.

(٤) انظر عمره هذا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٧ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍ ، دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٥.

(٥) في (د) «منضرة» وهو خطأ.

(٦) في (ب) ، (د) «أو».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٨) في (أ) «وسبعين» وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ. انظر مدة ولايته في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍. أما في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٧ فذكر أن مدة ولايته منفردا ومشاركا لأبيه وولديه ٧٣ سنة.

٣٧٣

قلت (١) :

وفي العقد الثمين (٢) للفاسي (٣) أنه بلغه أن الشريف أبا نمي (٤) لما توفي امتنع من الصلاة [عليه](٥) الشيخ عفيف الدين الدلاصي (٦) ، فرأى تلك الليلة سيدة النساء فاطمة رضي‌الله‌عنها في المسجد الشريف والناس يسلمون عليها / وأنا قائم يعني الدلاصي [فأتى](٧) للسلام عليها ، فأعرضت عنه (٨) ، فتحامل ، وسألها ، فقالت له : يموت ابني ولا تصل عليه ، فاعتذر لها وانتبه ، وحدث بما رأى (٩).

وكانت للشريف المذكور خيرات بمكة منها :

__________________

(١) أي المؤلف.

(٢) انظر ١ / ٤٦٩. وذلك عن أبي نمي الجد ، المتوفى سنة ٧٠١ ه‍.

(٣) اتفق المؤرخون على أن وفاة هذا المؤرخ كانت سنة ٨٣٢ ه‍ ، وسبق التعريف به. وهذا توهم وقع فيه السنجاري حول شخصية الشريف أبي نمي حيث خلط بين الجد وحفيده لتشابه اسميهما.

(٤) أي أبو نمي محمد بن أبي سعد الحسن الذي توفي سنة ٧٠١ ه‍.

(٥) ما بين حاصرتين من (د). هذا ولم يذكر صاحب العقد سبب امتناعه من الصلاة عليه.

(٦) هو عبد الله بن عبد الحق بن عبد الله المخزومي المصري الدلاصي ، أبو محمد عفيف الدين مقرئ مكة ، تفقه لمالك ثم للشافعي. توفي بمكة سنة ٧٢١ ه‍ ودفن بالمعلاة. انظر : الفاسي ـ العقد الثمين ٥ / ١٩٦ ـ ١٩٩. هذا وقد لاحظ ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى ص ٨٩ ضرورة التدقيق فكتب : «قف وراجع ترجمة العفيف الدلاصي».

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٨) في الفاسي ـ العقد الثمين ١ / ٤٦٩» ثلاث مرات».

(٩) ويهذا الخبر ينتهي ما نقله السنجاري من الفاسي.

٣٧٤

أنه بنى رباطين للفقراء المجاورين ، ورباطا للشرايف المنقطعات بمكة (١) ، وأوقف عليهما أوقافا كثيرة.

وأعقب من المذكور أحمد ، والحسن ، وثقبة (٢) ، وبركات ، وبشير ، وراجح ، ومنصور ، وسرور (٣) ، ومن البنات ناصرة ، وصالحة ، وشمسية (٤) ، وعيشة (٥) ، وموزة (٦) ، وراية ، وغيرهم.

[ولاية الشريف الحسن بن أبي نمي]

فولي مكة ابنه مولانا (٧) الشريف الحسن بن أبي نمي بن بركات بن محمد بن بركات (٨) بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي بن حسن

__________________

(١) سقطت من (ج). ذكر علي بن عبد القادر الطبري في الأرج المسكي عند سرده لأسماء الأربطة المتواجدة في مكة في زمنه (ورقة ٣٠).

(٢) ولد سنة ٩٢٥ ه‍ ، كان يلبس الخلعة الثانية مع أخيه الشريف حسن بن أبي نمي محمد ، توفي في حادي عشر من شهر صفر سنة ١٠٠٨ ه‍ ، وله عقب يقال لهم ذوو ثقبة ، كان بعضهم بمكة وبعضهم في البر. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٥٨ ، ٣٥٩ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٠٨ ه‍ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦١.

(٣) عن أولاده الذكور انظر : الشلّي ـ السنا الباهر / أحداث سنة ٩٩٢ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٨.

(٤) في (ب) «سمسه» ، وفي (ج) «سفينة».

(٥) في (أ) «عسه» بدون نقط ، وفي (ب) «غبسة» ، وفي (ج) «عبسة» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٣٨» غبية» ، والاثبات من (د).

(٦) في (ج) «وفوزة».

(٧) سقطت من بقية النسخ.

(٨) في (ج) «كات» وهو خطأ.

٣٧٥

[أبي سعد](١) بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن [الخ](٢).

وأمه الشريفة فاطمة ابنة (٣) بساط بن عنقا (٤) بن وبير (٥) بن محمد بن عاطف بن أبي (٦) نمي بن [أبي](٧) سعد بن علي بن قتادة الحسنية.

هكذا ذكر نسبها شيخنا العلامة السيد محمد الشلّي.

قلت :

وهو واسطة عقد هذه القلادة ، وإنسان عيون هذه السادة (٨).

حملت به عام وفاة جده الشريف بركات سنة ٩٣١ تسعمائة وإحدى وثلاثين.

وولدته في شهر ربيع سنة ٩٣٢ تسعمائة واثنتين وثلاثين (٩).

__________________

(١) ما بين حاصرتين من (ج) ، والشلّي ـ عقد الجواهر والدرر (مخطوط برقم ١٤٢٠) بمركز البحث العلمي ـ جامعة أم القرى بمكة المكرمة / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج). أي حتى يصل نسبه إلى سيدنا علي رضي‌الله‌عنه. انظر نسبه هذا في : الشلّي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٢ ، وفيه : ابن أبي سعيد. وهو خطأ. وأيضا في المصادر والمراجع الواردة في ترجمته آنفا.

(٣) في (د) «بن» وهو خطأ.

(٤) في (د) «عتقا».

(٥) في (ج) «دية» وهو خطأ.

(٦) في (ب) «لا» وهو خطأ.

(٧) ما بين حاصرتين من (ج).

(٨) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «السيادة».

(٩) انظر هذا التاريخ في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠١٠ ه‍ ،

٣٧٦

قال السيد محمد المدني (١) المعروف بكبريت (٢) في بعض (٣) تعاليقه عند ذكره (٤) :

«وكان هجيراه (٥) أن يقول : أنه لا يضر شيء مع اسمه» (٦).

قلت (١١) :

وهو نصيف (٧) مقطوع لا أعلمه لمن ، وهو (٨) :

هات لي ذكر من أحب (٩) وخلي

كل من في الوجود يرمي بسهمه (١٠)

__________________

المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ٢ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٥١ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٦.

(١) في (د) «الدين» وهو خطأ.

(٢) هو محمد بن عبد الله بن محمد الحسيني الموسوي المشهور بكبريت المدني ، ولد سنة ١٠١٢ ه‍ في المدينة حيث نشأ بها ، شاعر ورحالة ، اتهم بالإلحاد في بعض عباراته ، ورد ذلك في آخر رحلته بأنه حسد وعناد من منافسيه ، توفي سنة ١٠٧٠ ه‍. له مؤلفات كثيرة منها : رحلة الشتاء والصيف ، والجواهر الثمينة في محاسن المدينة ، ونصر من الله وفتح قريب. انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ٤ / ٢٨ ـ ٣١ ، نفحة الريحانة ٤ / ٣٥٥ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ٢٥٦ ـ ٢٥٨.

(٣) سقطت من (ب) ، (ج).

(٤) أي الشريف.

(٥) في (د) «هجيره». هجيراه : ما يولع بذكره. المعجم الوسيط ٢ / ٩٧٣.

(٦) أي أن الشريف كان مولعا بقول : «أنه لا يضر شيء مع اسمه» أي الله سبحانه وتعالى.

(١١) أي المؤلف.

(٧) هكذا في (أ) وفي بقية النسخ «نصف».

(٨) في بقية النسخ «هو له». أي البيت.

(٩) في (ب) ، (ج) «أهوى».

(١٠) في (د) «بأسهمه».

٣٧٧

لا أبالي لو أصاب فؤادي

أنه لا يضر شيء مع اسمه

قال (١) :

«وهو أول من كتب في التوقيعات (٢) [أنه](٣) :

«جرى على الوجه (٤) الشرعي» ، «والقانون المحرر المرعي» (٥).

فائدة :

من قواعد صاحب مكة أن (٦) يكتب على الحجج (٧) الشرعية ما ذكرناه (٨).

__________________

(١) أي كبريت.

(٢) التوقيع : هو ما يعلقه الرئيس على كتاب أو طلب برأيه فيه. وتوقيع العقد أو الصك ونحوه أن يكتب الكاتب اسمه في ذيله. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ١٠٥٠.

(٣) ما بين حاصرتين من (ج).

(٤) في (ب) «وجه».

(٥) جاء هذا الخبر في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٧٠ : ومن ذلك أن جميع توقيعاته يرقم فيها بعد الجواب لفظ على الوجه الشرعي والقانون المحرر المرعي. وأضاف أيضا في ٤ / ٣٧٠ ، ٣٧١ أن جميع ما يرقمه من الكلمات خال من النقط ولعل مراده دفع المماثلة لخطه ورفع المشاكلة حتى يبعد عن التزوير.

وأن جميع ما يرقمه للخاص والعام يبدؤه بذكر الله تعالى ويختمه بالصلاة والسلام على جده محمد خير الأنام ثم يتبع ذلك بقوله : حسبنا الله ونعم الوكيل.

(٦) في (ج) «أنه». المقصود به الحسن بن أبي نمي.

(٧) في (ب) «الحج». وهو خطأ.

(٨) على أنه يجري على الوجه الشرعي والقانون المحرر المرعي.

٣٧٨

ويكتب على القصص (١) وهي الانهاءات ليجاب إلى سؤاله زاد الله / في نواله» وكتبه فلان ، ويمهر (٢) الحجة ، والقصة ، ويكتب على أصول التقارير ، والاقامات ، وينزل (٣) اسمه فقط من غير أن يمهر عليها.

وكان آية عظما (٤) في حل المشكلات ، ووفور العقل ، وصحة الفراسة.

وقد ذكر السيد محمد السمرقندي المدني في كتابه «اتحاف مولانا الحسن بأخبار ملوك الزمن» (٥) جملة من ذلك (٦) ، فراجعه إن شئت.

وقال شيخ مشايخنا الشهاب الخفاجي (٧) ـ في كتابه

__________________

(١) مفردها قصة ، أي الطلب الذي يقدم لرفع المظالم ، وهو مصطلح حضاري إسلامي شائع الاستعمال في المصادر العباسية بكثرة.

(٢) ويقصد به أنه يدمغه بخاتمه. عن الدمغة انظر : سليمان : أحمد السعيد ـ تأصيل ما ورد في الجبرتي من الدخيل ـ طبع ونشر دار المعارف ـ القاهرة ـ بدون تاريخ ص ١٠٧.

(٣) في (أ) ، (د) «والنزلة» وهو خطأ ، والاثبات من (ج).

(٤) في (ج) «عظيماء».

(٥) انظر : ايضاح المكنون للبغدادي ١ / ٢٠ وفيه جاء اسم الكتاب «إتحاف مولانا الحسن بأخبار ملوك اليمن».

(٦) انظر في ذلك : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٢ / ١٢ ، ١٣ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٥٨ ـ ٦٠.

(٧) هو أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي نسبة إلى قبيلة خفاجة ، المصري الحنفي شهاب الدين قاضي القضاة ، لغوي أديب ، ولد بمصر سنة ٩٧٩ ه‍ ، رحل إلى بلاد الروم ، واتصل بالسلطان العثماني مراد خان ، فولاه قضاء سلانيك ثم قضاء مصر ، ثم عزل عنها ، ثم ولي قضاءا بمصر يعيش منه ، فاستقر إلى أن توفي فيها سنة ١٠٦٩ ه‍ ، له تصانيف عديدة

٣٧٩

«الريحانة» (١) ـ بعد أن ترجمه ، وأبان برهانه :

«بلغني أن بعض بني عمه بلغ ناديه (٢) جارّا لذيل التيه ، والحمية (٣) الهاشمية ، فتصدر عليه شخص في ذلك النادي ، فتجعدت أساريره وصار (٤) سيف حدته من غمد تصبره (٥) بادي.

فلما فطن لذلك مولانا الشريف قال : انه ليقودني (٦) زمام العجب ، ويهز أريحيتي ساعد الطرب.

ـ [يشير](٧) إلى قصيدة أبي الطيب (٨) التي مطلعها :

__________________

منها «ريحانة الألباء وزهرة الحياة الدنيا». انظر : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٣١ ـ ٣٤٣ ، حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٦٩٩ ، ٧٤١ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١ / ٤٢٠ ـ ٤٢٧ ، البغدادي ـ هدية العارفين ١ / ١٦٠ ، ١٦١ ، الزركلي ـ الأعلام ١ / ٢٣٨.

(١) انظر : ريحانة الألباء ١ / ٣٨٩ ، ٣٩٠.

(٢) في (أ) ، (د) وريحانة الألبا «نديه» ، والاثبات من (ج). والنادي : هو مكان لجلوس القوم فيه ، والغالب أن يتفقوا في صناعة أو طبقة ، ونادي الرجل أهله وعشيرته. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٩١٢.

(٣) في (ج) «الحماسة».

(٤) في (ج) «وطار» ، ولم يذكرها صاحب الريحانة.

(٥) في (د) «قصيرة».

(٦) في (ج) ، (د) «ليقود في» بالفاء.

(٧) ما بين حاصرتين زيادة من (ج) ، (د).

(٨) هو أحمد بن الحسين بن الحسن الكوفي الكندي أبو الطيب المتنبي الشاعر المشهور ، توفي بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد سنة ٣٥٤ ه‍. انظر : ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ١ / ١٢٠ ـ ١٢٥ ، البغدادي ـ خزانة

٣٨٠