منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري

منائح الكرم في أخبار مكة والبيت وولاة الحرم - ج ٣

المؤلف:

علي بن تاج الدين بن تقي الدين السنجاري


المحقق: الدكتورة ماجدة فيصل زكريا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: جامعة أم القرى
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9960-03-366-X

الصفحات: ٦٥٦

أربعين شاة وتصدق بها ، عدد (١) أبواب المسجد [الحرام](٢).

وشرعوا في النطاق السفلى ليلة السبت ثاني عشر (٣) محرم سنة ١٠٢٢ ألف واثنتين وعشرين (٤). وأتموه في الليلة بعده ، ووضعوا له أعمدة ركبوا سفلها (٥) في الشاذروان (٦) بالرصاص. وفي ليلة الأحد شرعوا في النطاق العلوي إلى أن أتموه». إلى آخر ما ذكره ابن علان (٧) فراجعه إن شئت.

[عمارات بمكة]

قال الإمام علي الطبري في تاريخه (٨) : «وفي حدود العشرين بعد الألف أنشأ حسن (٩) باشا المعمار بناء بقرب باب البغلة. وجعل مسقف

__________________

أساقيل ، وهو لفظ أقره مجمع اللغة العربية.

(١) في (أ) وبقية النسخ» عدد» وهو مخالف لحقيقة عدد الأبواب ، وهي تسعة عشر بابا. والراجح أن الكلمة تصحيف «عند» ، وهو ما يستقيم به المعنى الذي يتصرف عند ذلك إلى توزيع الصدقات.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٣) وهذا مخالف لما ذكره السنجاري نقلا عن ابن علان في ورقة ١٨٦ / أمن «أنهم جعلوا للكعبة نطاق واحد» وموافق لما ذكره الشلي في أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍ في ترجمة السلطان أحمد.

(٤) سقطت من (ج).

(٥) في (ب) ، (ج) «أسفلها».

(٦) في (ج) «الشاذروان» ، وفي (د) «الشرذروان» وهو خطأ.

(٧) أي شهاب الدين أحمد بن علان الصديقي في كتابه الذي وضع في هدم الكعبة ، وهو انباء الجليل المؤيد مراد خان ببناء بيت الوهاب الجواد.

(٨) الأرج المسكي ورقة ١١٠.

(٩) في (ج) «حسين» وهو خطأ.

٥٤١

الزيت الذي (١) خلف سقاية العباس لحفظ الصر الوارد لأهالي مكة ، فوضع فيه سنين عديدة ، ثم ترك ذلك».

[مشاركة الشريف إدريس وتنحية الشريف فهيد سنة ١٠١٩ ه‍]

قال الشيخ أبو الفرج المزين (٢) : ومن خطه نقلت ما نصه :

«واستمر ـ يعني الشريف إدريس ، وأخاه فهيد ـ إلى سنة ١٠١٩ تسع عشرة وألف. فدخل مكة مولانا الشريف محسن بن الحسين مكة (٣) بأمر من مولانا الشريف إدريس. واتفق مولانا الشريف (إدريس ، والشريف) (٤) محسن على إخراج السيد فهيد ، وجعل ما كان له للشريف محسن (٥)».

قلت : وكان خروج الشريف محسن إلى اليمن مغاضبا للشريف إدريس سنة ١٠١٥ خمس عشر وألف (٦).

ونقلت من تذكرة شيخ مشايخنا العلامة الشيخ / عبد الرحمن بن

__________________

(١) في (ج) «التي».

(٢) في (ب) «المزني» ، وفي (ج) «المدني».

(٣) سقطت من بقية النسخ.

(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٥) انظر هذا الخبر مع بعض الاختلاف في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ ، الشلي ـ عقد الجواهر والدرر أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ضمن ترجمة الشريف فهيد ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٨٨ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٦) انظر خبر خروج الشريف محسن مغاضبا لعمه في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤ دون تعيينه لتاريخ هذه الرحلة.

٥٤٢

عيسى المرشدي تهنئة لمولانا الشريف محسن حال رجوعه هذا (١) ، أرخ فيها عام خروجه (٢) تكتب بالخناجر على الحناجر وهي قوله :

«يقبل الأرض مهنئا بما عم بشره كافة البشر ، ورفعت له في قلوب الرعايا رايات (٣) الفرح (٤) ، ودقت (٥) له نوبات التهاني ، وبلغت به أنفس الأوداء (٦) غاية (٧) الأماني (٨) ، وأنشد (٩) لسان الحال على الارتجال :

حسم الصلح ما اشتهته الأعادي

وأذاعته ألسن الحساد

وأرادته أنفس حال تدبي

رك ما بينها وبين الرشاد (١٠)

فلعمري (١١) لقد كانت الداهية الدهياء ، والصاخة العمياء.

فكيف يتم بأسك في أناس

تصيبهم فيؤلمك المصاب

هل أنتم إلا نفس تفرقت في الأجسام ونفس تصاعد في الأخشام (١٢)

__________________

(١) سقطت من (ب) ، (ج).

(٢) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ص ٧٠ أورد مناسبة هذا النثر كما يلي : «ومنه ما كتبه إلى السيد محسن بن الحسين حين صالح عمه الشريف إدريس بن الحسن ، وذلك في عام خمس عشرة بعد الألف».

(٣) في (ب) «آيات».

(٤) في (ج) «الفتح».

(٥) في (ج) «ودنت».

(٦) في (د) «الأرداء». جاء في المعجم الوسيط ١ / ٣٢ : أود أودا : اعوج.

(٧) في (أ) «غات» وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ.

(٨) انظر : ابن معصوم ـ سلافة العصر ٧١.

(٩) في (ب) ، (ج) «وأنشده».

(١٠) في ابن معصوم ـ سلافة العصر ٧١» المراد».

(١١) في (ب) ، (ج) «ولعمري».

(١٢) ما بين قوسين ورد في ابن معصوم

٥٤٣

لا عدا الشر من بغى لكما الشرا

وخص الفساد أهل الفساد (١)

أنتما ما اتفقتما الجسم والروح فلا

احتجتما (٢) إلى العواد

فو الله لقد ناجتني بذلك نفسي ، وقرطس (٣) في غرض الاصابة سهم حدسي (٤). وكنت جازما بأن هذه الحالة لا تستقر ، وأن نار الحرب بينكما لا تستعر (٥). أنى يتم ذلك وأنتم الشم رصانة ، التي لا يباريها (٦) الأطواد (٧) ثباتا ورزانة. بل أنتم ممن جبل (٨) على الرحمة والرأفة (٩) ، واستحكمت بينكما اللحمة (١٠) والألفة ، وتواصلت بينكما الأرحام ، وحفظت فيكما الذمام.

__________________

سلافة العصر ٧١ : «من أخشام».

(١) في (ج) «الافساد».

(٢) في (ج) «اجتمعتما».

(٣) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٧٢٧ : قرطس : أصاب القرطاس ، والقرطاس كل ما ينصب للنضال ، وهو الغرض.

(٤) في (ج) «وسهمي».

(٥) في (د) «تستقر».

(٦) في ابن معصوم ـ سلافة العصر «لا توازيها».

(٧) الأطواد : مفردها طود ، وهو الجبل العظيم الذاهب صعدا في الجو. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٦٩.

(٨) في (ج) سقطت من المتن ، فاستدركها الناسخ على الحاشية اليسرى لصفحة ١٣٩. وررد في (ب) «جبل ممن» ، وفي (ج) «جيل ممن».

(٩) في (ب) «والرفة والرحمة» ، وفي (ج) «والرأفة والرحمة» ، وفي (د) «والرقة».

(١٠) في (د) «والحلمة».

٥٤٤

منع الود والرعاية (١) والسوء

دد أن تبلغا إلى الأحقاد

حتى كأني (٢) كنت (٣) أشاهد هذا الأمر من كعب (٤) ، فأرخت ذلك بقولي :

عاقبة الأمر هو الصلح (٥) ، فكان فألا جاء كفلق الصبح ، فالحمد لله الذي أبدل الضراء بالسراء ، وجمع بكم (٦) شمل السيادة وحرس (٧) بكم بلاده (٨).

فغدا الملك باهرا من رآه (٩)

شاكرا ما أتيتما من سداد /

فيه أيديكما على [الظفر الحلو](١٠)

وأيدي قوم على الأكباد

هذه دولة المكارم والرّ

أفة والمجد والندى والأياد (١١)

__________________

(١) في (د) «والرد الرعاية».

(٢) في (ج) ، (د) ، وابن معصوم ـ سلافة العصر ٧١ «أنى».

(٣) أضاف صاحب سلافة العصر ص ٧١ «ممن».

(٤) في ابن معصوم ـ سلافة العصر «كتب». والصحيح «كثب».

(٥) جملة «عاقبة الأمر هو الصلح» تقابل بحساب الجمل سنة ٦٢٠ ه‍ وهو خطأ.

(٦) سقطت من (ب).

(٧) في (ب) «وجمع».

(٨) أثبت المؤلف في المتن وكذلك ناسخ (ب) كلمة» مفرد» ، وأثبتها ناسخ (ج) ثم شطبها ، وسقطت من (د) ، وحذفتها لضرورة السياق.

(٩) في (د) «سراءه» وهو خطأ.

(١٠) ما بين حاصرتين بياض في (أ) وكذلك في (ج) حيث أشار ناسخها في حاشية المخطوط اليمنى لصفحة ١٤٠ إلى أن بالأصل بياض ، والاثبات من ابن معصوم ـ سلافة العصر ٧١.

(١١) سقط البيت بكامله من (ب) ، (ج).

٥٤٥

كسفت ساعة كما (١) تكسف الشمس (٢)

وعادت فنورها في ازدياد

فلله در أبي الطيب (٣) ، فكأنما شاهد هذه الواقعة ، فوضع هذا الدر مواضعه ، ولا بدع من المتنبي (٤) إذا أخبر بالمغيبات ، وحدث عما هو آت ، فكان ذلك مما له (٥) من المعجزات ، والآيات البينات ، فالله تعالى يصون شملكم عن التفريق ، ويوشّي شملكم بطراز (٦) الوفاق والتوفيق ، ويمتع بكم الرعايا ، بل كافة البرايا ، آمين». ـ انتهى (٧) ـ.

ورأيت (٨) في تذكرة العلامة القاضي (٩) محمد بن حسن (١٠) بن دراز المكي كتابا إلى بعض أصحابه يذكر فيه هذه القصة. المقصود منه [ما نصه](١١) :

«نعود ونتلو عليكم باختصار ما وقع للسيد فهيد من تقاعس أتباعه عن المعاونة والانتصار (١٢) ، وما ذاك إلا أنه

__________________

(١) في (ج) «لما».

(٢) ورد هذا الشطر في (د) «كشفت ساعة كما تكشف الشمس».

(٣) يقصد المتنبي الشاعر المشهور.

(٤) في (ب) «لمتني» ، وفي (د) «المتبني» ، وكلاهما خطأ.

(٥) سقطت من (ج).

(٦) في (ب) ، (ج) «بطريق».

(٧) انظر : ابن معصوم ـ سلافة العصر ٧٢.

(٨) في (ب) ، (ج) ، (د) «قلت ورأيت «أي زاد النساخ كلمة» قلت».

(٩) سقطت من (ج).

(١٠) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «حسين».

(١١) ما بين حاصرتين بياض في (أ) ، والاثبات من بقية النسخ.

(١٢) في (ب) ، (ج) «والانصار». وهذا مخالف لما سيذكر بعد ذلك في نفس

٥٤٦

جبر (١) الله خاطره ، وأدر (٢) عليه من خلف العناية مواطره ، قد كان شدد (٣) على الشريف (٤) حبل إخائه ، واستل (٥) صارم الصرامة عليه في شدته (٦) ورخائه ، ومولانا الشريف مستدرع جلباب الصبر متورع من فتح باب المصادمة ، وصدع ما لا يلتئم (٧) بالجبر (٨) يغار على مشاعره وحرمه كما يغار على مفاخره وحرمه. فلما زاد ـ كما تقول العامة ـ» الماء على الدقيق» ، وقوبل ما حقه التعظيم (٩) بالترقيق (١٠) ، وأخذ

__________________

الخبر ورقة ١٨٨ / ب وما ذكرته المصادر الأخرى من أنه نودي بمكة أن البلاد لله وللسلطان وللشريف إدريس والشريف محسن ، وخلع الشريف فهيد من الذكر ومنع من الربع ، وجعل ما كان له للشريف محسن ، ولم يخطب له ، كل هذا والشريف فهيد في مكة في بيته وجموعه وافرة وعدته المتكاثرة ، فاستعد أصحابه للقتال وأشار إليه أعيانهم بالحرب ، فامتنع من ذلك. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ضمن ترجمة الشريف فهيد ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٨٨ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(١) في (ب) ، (ج) «خير» ، وهو خطأ.

(٢) في (ب) ، (ج) «وارد» ، وفي (د) «واور» ، وهو خطأ.

(٣) في (ب) ، (د) «شرد» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «شر».

(٤) أي على الشريف إدريس.

(٥) في (د) «واستسل».

(٦) في (ب) «شد» ، وهو خطأ.

(٧) في (أ) ، (د) «يلتم» ، وفي (ب) «يلم» ، والاثبات من (ج).

(٨) في (ب) ، (ج) «بالخير».

(٩) في (أ) أثبت المؤلف في المتن «التعظيم» ، واستدرك على الحاشية اليمنى للمخطوط هو أو غيره كلمة «التفخيم» ، وفي (د) «التفخيم».

(١٠) في (د) «بالترفيق».

٥٤٧

مولانا السيد فهيد بجانب أكمل الدين القطبي وأراد أن يلبسه القفطان (١) قبل أن يحرم ويلبي ، وقف مولانا الشريف (٢) ذلك الموقف ، واعتقل رمحه (٣) ، بعاتق لا ينثني (٤) ، ولو أن الأبطال ترعب (٥) وترجف ، وأقسم لا يلبس القفطان إلا وقد ورد السنان نحره (٦).

فقال السيد فهيد : ولو خربت البلاد؟.

فقال الشريف : ولو خربت (٧) قبل سحره (٨).

فتراجعا إلى النهي ، وفكرا (٩) في المبدأ والمنهى ، وعادا وكل منهما في قلبه / وقد.

فأخذ مولانا الشريف من ذلك الآن في حل ما (١٠) مضى من العقد. خصوصا ، وقد صمم القطبي على ما صمم ، ورجع مع الأمير ، ولم

__________________

(١) في (ب) «القفطاء». والقفطان : هو ثوب فضفاض سابغ مشقوق المقدم ، يضم طرفيه حزام ويتخذ من الحرير أو القطن ، وتلبس فوقه الجبة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٧٥١.

(٢) أي الشريف إدريس.

(٣) في (أ) لم أتبين قراءتها ، وفي (د) «رامحه» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٤) لم أتبين قراءتها في (ب) ، وفي (ج) «ينتف».

(٥) في (ج) «ترعف».

(٦) في (ج) «نحوه».

(٧) في (ب) ، (ج) «خرجت».

(٨) أي قبل وقت السحر.

(٩) في (ج) «وفكوا».

(١٠) في (ب) ، (ج) «من».

٥٤٨

يجعله (١) التفكر في الأمور أصدق سمير. ودخل مكة إلى المدرسة المعروفة (٢) ، ولبس خلعته الموصوفة ، وخرج ، ومعه من جهة الأمير اثنان من الأساكفة (٣) أرباب التشمير (٤) ، وشق الشارع حتى انتهى إلى منزله بسويقة ، وصواهل خيله تسمع من كل شباك ، وطويقه (٥) ، كل ذلك عنادا لسيده ومولاه ، وكفرا لمن خوله وأولاه (٦).

فلما انثنى الحج راجعا ، (وبقي الفج فاجعا) (٧) ، راسل مولانا الشريف ابن أخيه السيد محسن في هذا الأمر المهم (٨) ، واستدعاه لانتزاع

__________________

(١) في (ب) ، (ج) «يحقله».

(٢) لم تذكر المصادر اسم هذه المدرسة إلا أنها على الأرجح المدرسة الحنفية ، وهي إحدى المدارس الأربعة التي بناها السلطان سليمان خان ، أنعمت بها السلطنة العثمانية على عم والده القطب النهروالي ، فاستمرت معه من سنة خمس وسبعين وتسعمائة إلى أن مات سنة ٩٩٠ ه‍ حيث أنعمت بها بعده على والده عبد الكريم القطبي ، ثم أخذت منه. انظر : القطبي ـ أعلام العلماء ١١٤ ، ١١٥.

(٣) في (ب) ، (ج) «أساكفة».

(٤) في (د) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥ «التشهير». جاء في المعجم الوسيط ١ / ٤٩٣ ، ٤٩٩ : شعر في الأمر : خف ونهض ، ويقال شمر عن ساعده أو عن ساقه ، جد. شهره : أعلنه وأذاعه ، والسيف سله من غمده رفعه.

(٥) في (ج) ، (د) «وطريقة». طويقة : تصغير كلمة طاق. جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٥٧١ : الطاق : ما عطف وجعل كالقوس من الأبنية.

(٦) أضاف المؤرخون : «فأضمر حينئذ الشريف إدريس الحقد على أكمل الدين». انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥.

(٧) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج).

(٨) أضاف ناسخ (ج) «واعتاده».

٥٤٩

ما كان قسم لفهيد (١) وسهم.

فأقبل مولانا السيد محسن هو وجنده من أهل اليمن ، وغيرهم من السادات الذين يقدون (٢) بصوارمهم الجواشن (٣) والجنن (٤). يقال في وصفهم : ليوث آجام (٥) أوجن (٦) يثبون (٧) على الصهوات (٨) غير معتمدين على ركاب ولجام. والسيد فهيد في جمع من نقاوة بني حسن ، ومعه من الرماة مائتان لا يخطئون (٩) إذا رموا في ليلة من جمادى ، ولو أن جفونهم ملئت (١٠) من الوسن.

فلم يزل كل منهما يبرق ويرعد ، والجد لجيوش مولانا الشريف

__________________

(١) في (أ) «لفيد» ، وهو خطأ والاثبات من بقية النسخ.

(٢) جاء في المعجم الوسيط ٢ / ٧١٨ : قد القلم أو الثوب ونحوهما شقه طولا.

(٣) في (ب) «الجراشن» ، وفي (د) «الجواغن». الجواشن : الدروع. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢٨٨.

(٤) الجنة بالضم : ما استترت به من سلاح ، والجنة : السترة والجمع جنن. وهي بمعنى الدروع أيضا. انظر : الرازي ـ مختار الصحاح ١١٤ ، ابن منظور ـ لسان العرب ١ / ٢١٠.

(٥) آجام : مفردها أجم ، وهو القصر والحصن. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٧.

(٦) جاء في الرازي ـ مختار الصحاح ١١٣ : الجن ضد الإنس ، قيل سميت بذلك لأنها تتقى ولا ترى.

(٧) في (ج) «يبثون».

(٨) في (ب) «المضمرات».

(٩) في (ب) «يخطوان».

(١٠) في (أ) «ملأ» ، وفي (ب) ، (ج) «ملأت» ، وسقطت من متن (ج) ، فاستدركها ناسخها على الحاشية اليسرى ص ١٤١ ، والاثبات من (د).

٥٥٠

مسعد (١). ثم ألح أعوان الشريف في الاقدام ، وتبين السيد فهيد أنهم لا يبالون بالفناء والاعدام ، فتراخى عند ذلك عن سفك الدماء في الحرم ، وانتهاك الحرمات ، وهتك الحرم ، وقبل قولهم (٢) في الخروج من البلاد. ولكن بعد مدة يمكنه فيها الاستقلال والاستعداد (٣) ، فأجابه مولانا الشريف إلى الملتمس ، ولا بالى بمن هينم (٤) وهمس (٥). فلما حانت المدة خرج إلى الشرق بتلك العدة.

ثم إن مولانا الشريف (٦) عنّ له أن ينتقم ممن كان سببا (٧) لتلك الفتنة ، وقد كتب عليه ذلك (٨) ورقم. فأول ما بدأ بأمر الكاتب لفلتات (٩) لسانه ، ووضعه اعداد الكلام في (١٠) غير المراتب ، وعدم جمعه

__________________

(١) الأصح محسن.

(٢) في (ج) «وقوفهم» ، وهو خطأ.

(٣) وهي مدة شهر من الزمان. انظر : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٤) في (ج) «هيم». الهينمة : هي الهمس والكلام الخفي. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب ١٢ / ٦٢٣.

(٥) انظر خبر إلحاح أتباعه في الحرب وامتناعه من ذلك وخروجه في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٥ ، ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٨٨ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤.

(٦) أي الشريف إدريس.

(٧) سقطت من (ب).

(٨) سقطت من (ب) ، (ج).

(٩) في (ب) «لعلثان» ، وهو خطأ.

(١٠) في (ب) ، (ج) «من».

٥٥١

لنفسه ، وطرح الزوائد التي لا تليق بجنسه ، فعومل معاملة ابن هانئ (١) ، وأريح من التعازي (٢) والتهاني (٣).

ثم ثنى بأكمل الدين (٤) ، وجعله من أهل البادية لا التمكين ، فطلبه إلى الفريق ، وكاد (٥) أن يأمر بارتكاب أحد المشتقين (٦) لولا الحلم / والعرق (٧) العريق (٨) ، ووفى له الشريف بذلك الخلخال الموعود ، وأركبه الأدهم بعد ركوبه الأشقر في عيشه الأخضر من يومه المسعود. ثم قتله بالأعاضيد (٩) ـ محل بين (١٠) الطائف والمبعوث (١١) ـ. وكان الشريف

__________________

(١) ابن هاني : هو هانئ بن عروة بن الفضفاض بن عمران الغطيفي المرادي ، أحد سادات الكوفة ، قتله عبيد الله بن زياد أمير البصرة والكوفة لإيوائه مسلم بن عقيل رسول الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما إلى أهل الكوفة سنة ٦٠ ه‍ بالكوفة. انظر : ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٤ / ١٠ ـ ١٥ ، الزركلي ـ الأعلام ٨ / ٦٨.

(٢) في (ج) «التعاذي» ، وفي (د) «التعاني».

(٣) في (ب) ، (د) «التماني».

(٤) القطبي.

(٥) في (أ) ، (د) «وكان» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٦) في (ج) «المشتقتين» ، وفي (د) «الشقتين».

(٧) في (أ) ، (د) «العرف» ، والاثبات من (ب) ، (ج).

(٨) في (ب) «الريق» وهو خطأ.

(٩) في (ب) «الأعاضد». والأعاضيد : هي قرية لقريش تقع بأسفل شرب عند جبل خزار ، فيها مزارع ونخل. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ١ / ١٢٠ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٢٢.

(١٠) في (ب) «ببت» ، وهو خطأ.

(١١) المبعوث : واد فيه مياه وزراعة ، فهو مجمع أودية العرج وشرب والمهيد ، يصب في سهول ركبة في سيوح هناك ، يقطعه طريق الطائف المنجد على قرابة ستين

٥٥٢

بالمبعوث.

[وفاة السيد فهيد سنة ١٠٢١ ه‍]

وخرج مولانا السيد فهيد في أواخر شهر ربيع الثاني سنة ١٠١٩ ألف وتسع عشرة ، ثم استمر هناك إلى أن ورد الحج ، فتوجه معه إلى الروم (١) ، فأدركته المنية فمنعته (٢) مما يروم سنة ١٠٢١ ألف وإحدى وعشرين (٣)». ـ انتهى ـ.

ويقال أن مولانا السلطان (٤) أنعم عليه بشرافة مكة ، فعاجلته المنية قبل الأمنية (٥).

__________________

كيلومترا ، وسكانه اليوم من قريش المدنة من ثقيف وقريش الأشراف. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٨ / ١٥ ، ١٦.

(١) الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أخبار سنة ١٠٢٠ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، والمحبي ـ خلاصة الكلام ٣ / ٢٨٨ ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٤» فانضم إلى بعض أكابر الحاج المصري وسار معهم إلى مصر ثم منها إلى الديار الرومية».

(٢) سقطت من (ج).

(٣) انظر سنة وفاته في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه‍ ، أما في الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، والمحبي ـ خلاصة الكلام ، وزيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٥ فذكروا أن وفاته كانت سنة ١٠٢٠ ه‍ ، وفي علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ فذكر أن وفاته كانت سنة ١٠٣٠ ه‍.

(٤) أحمد خان.

(٥) انظر خبر هذا الانعام في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ٣ / ٢٨٨ ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٦٥.

٥٥٣

ورثاه الأديب إبراهيم بن يوسف المهتار الشاعر المكي مؤرخا عام وفاته في رثائه بقوله :

ما وقوفي بطلول ودمن (١)

غيرت سكانها أيدي الزمن

لي شغل عن (٢) بكائي رسمها

وسؤالي قفرها بعد السكن

بالذي أسمعته من خبر

حرم (٣) العين لذّات (٤) الوسن

نعي ذي المجد الكريم المرتجى (٥)

حاوي العلياء فهيد ذو المنن

فارج (٦) الكرب وماضي القرب (٧) في

الحرب (٨) غيث الجدب (٩) ذو الفعل الحسن

__________________

(١) استدرك المؤلف على حاشية المخطوط اليمنى رأسا على عقب للورقة ١٨٩ / أمضيفا بعدها ما نصه : «ما وقوفي بطلول ودمن الخ القصيدة المشطوب عليها في ما يأتي ، وهذا موضعها هنا صح». وتكرر الشطر ما وقوفي بطلول ودمن في الورقة ١٩٠ / أ ، وأثبت المؤلف في متن ورقة ١٩٠ / أقبل القصيدة ما نصه : «ومن اللطائف قول المهتار لما بلغه وفاة الشريف فهيد بالروم سنة ١٠٢٧ ه‍ ما وقوفي ...» إلى نهاية القصيدة.

(٢) في (ب) ، (ج) «من».

(٣) في (أ) «أحرم» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٤) في (أ) ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه» لذا لذات» ، وفي (ب) ، (ج) «بلذات» ، والاثبات من (د).

(٥) في (ب) «مرتجا».

(٦) في (ب) «فارخ» ، وهو خطأ.

(٧) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه» الغرب».

(٨) في (ب) «الجرب» ، وهو خطأ.

(٩) في (د) «الخذب» ، وهو خطأ ، وفي ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه «الجدد».

٥٥٤

من أبت همته إلا العلا

ومراقي عزها حين (١) ظعن

وصل الروم فوافاه (٢) الردى

في بلاد باعدت عنه الوطن

ليت شعري أي أيد غيبت (٣)

في الثرى شخصك من (٤) بعد الكفن

هل درت ما غيبته من حجا

ومعال ونوال في قرن

ان تحجبت بأطباق الثرى

فأياديك بشام ويمن

لك ذكر بالثنا لا ينقضي

صار كالفرض على أهل السنن

رحم الرحمن مثوى جدث

هو في كل فؤاد كالشجن (٥)

وسقى (٦) الله ثراء (٧) ضمه

صبب (٨) الرضوان ما غيث هتن (٩)

قيل لي هل قلت تاريخا له

بارعا يمليه (١٠) أرباب الفطن

__________________

(١) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ «خير».

(٢) في (ج) «فوافا».

(٣) في (أ) ، (ب) ، (ج) «غيب» ، والاثبات من (د).

(٤) سقطت من (ب).

(٥) في (ب) «كالشمن» وهو خطأ ، وفي (ج) «كالسجن».

(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ» وسع».

(٧) في (ب) «ثراه» ، وفي (د) «ثرا» ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ «ترابا» ، وفي ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه «ثرى».

(٨) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ «صيب» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٩) في (ب) ، (د) «هبن». وفي ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢١ ه «ما غيثهنن» وهو خطأ.

(١٠) في (ب) ، (د) والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦ ، وابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن «تمليه».

٥٥٥

قلت (والخدّ روى من) (١) أدمعي

والحشا بالكرب صار (٢) في حزن

نصف بيت قد أتى تاريخه

(مات بالروم فهيد بن حسن (٣))

[سيل عام ١٠٢٠ ه‍ وإصلاح سقف الكعبة]

وفي هذه السنة أعني سنة [١٠٢٠ عشرين وألف](٤) :

وقع سيل ، فانهل إلى داخل الكعبة ماء من السطح ، وتكرر (٥) ذلك فرفعوا الأمر إلى عامل صاحب مكة لغيبته (٦) فأخبر أن معمارا واصلا من مصر مع الحج (٧) ، فأخر الأمر ، فجاء حسن أغا المعمار بالنطاقين والميزاب للبيت الشريف وصفيحة (٨) على وجه الباب من ذهب

__________________

(١) ما بين قوسين في (ج) «والخدرى من» وهذا صحيح ، وأشار ناسخها على حاشية المخطوط اليسرى لصفحة ١٤٣ أن في نسخة أخرى» والعين تنهل» ، وبياض في (د).

(٢) في ابن المحب الطبري ـ اتحاف فضلاء الزمن / سنة ١٠٢١ ه» أضحى».

(٣) في العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٦» الحسن». وما بين قوسين لم أتبين قراءته في (أ) ، والاثبات من بقية النسخ ، والشطر يقابل بحساب الجمل سنة ٩٨٩ ه‍ وهو خطأ. والصحيح ما جاء عند العصامي.

(٤) ما بين حاصرتين لم أتبين قراءته في (أ) ، وسقط من (ب) ، (ج) ، وفي (د) «سنة ١١٩» وهو خطأ ، والاثبات من : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / أحداث سنة ١٠٢٦ ه‍ ضمن ترجمة السلطان أحمد خان ، وابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍.

(٥) في (أ) «وتكر» ، وفي (ب) ، (ج) «ودمر» ، والاثبات من (د).

(٦) سقطت من (ب) ، (ج).

(٧) سقطت من (ب) ، (ج).

(٨) لم أتبين قراءتها في (أ) ، وفي (ب) «صفيحفة» ، وهو تصحيف ، وفي (د) «صحيفة» ، وهو تصحيف ، والاثبات من (ج).

٥٥٦

مكتوب عليها قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ...)(١) .. الخ (٢) ، وصفائح مطلية بالذهب لأعلى المنبر ، وهلال مطلي كذلك ، فأصلح السقف ، وأعاد الرخام ، وعمل كلما ورد وحلاه ، وكتب في صحائف مولانا السلطان أحمد خان ـ رحمه‌الله (٣) ـ.

[وقعة الجبالية والقواد] وفي سنة ١٠٢٠ ألف وعشرين :

كانت وقعة الجبالية والقواد (٤) ، وتعصب فيها القائد جوهر القباني (٥). فتقابل الفريقان في خط سوق الليل (٦) ، وكان الظفر فيها للحسنان (٧) والقواد ، وقتل فيها ناس من الجبالية (٨).

__________________

(١) سورة آل عمران آية ٩٧.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) انظر هذه الأحداث مختصرة في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر / سنة ١٠٢٦ ه‍. وبالتفصيل في ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٢٠ ه‍.

(٤) القواد أو القواويد : بطن من ميمون من بني سالم من حرب ، يسكنون ينبع النخل ، والنسبة إليهم قائدي. انظر : البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ٤٣١.

(٥) حاكم مكة المكرمة. علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣.

(٦) سوق الليل : يقع بجوار المسجد الحرام في طرفه الشرقي جنوب منطقة القشاشية ، هدم وتوجد به مكتبة مكة التي يقال أنها على مكان مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند مدفع سيل شعب علي. انظر : البلادي ـ معجم معالم الحجاز ٧ / ١٣٢ ، ٨ / ٢٣٥ ، أودية مكة المكرمة ٢١.

(٧) في (ب) ، (ج) ، وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣٧ «الحبشان». والحسنان : فرع من بني السفر من فروع من حرب ينزلون شرق الحناكية وشمال القصيم. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ١١٤. والحسنان : بطن من بني راشد من الجحادلة من بني عشبة من كنانة. البلادي ـ معجم قبائل الحجاز ١١٤.

(٨) وردت

٥٥٧

وفيها : ورد من الديار الرومية في ذي الحجة حسن باشا المعمار بميزاب الكعبة بعث به السلطان أحمد بن محمد بن مراد خان.

[سيل عام ١٠٢٤ ه‍ وعمل شباك بئر زمزم عام ١٠٢٥ ه‍] وفي سنة ١٠٢٤ ألف وأربع وعشرين :

وقع بمكة سيل هدم البيوت وكان يوم النفر الثاني (١).

وفي سنة ١٠٢٥ ألف وخمس وعشرين :

ورد أمر من مولانا السلطان أحمد خان على يد حسن باشا بعمل شباك حديد أو نحاس في بئر زمزم يمنع (٢) من يطيح فيها ، فجعل على قدر تدوير فم البئر ، وجعل له ست سلاسل ربطت بالحديد في دائر البئر الأعلى ، وصار الماء فوق ذلك الشباك قدر ثلثي (٣) قامة.

__________________

هذه الحادثة في علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ : «في عام عشرين بعد الألف ، وقعت فتنة بين الجبالية وبين الحبشان والقواد للقائد جوهر قباني حاكم مكة ، وتعصبت الحبشان والقواد للقائد جوهر فتحاربوا أجمعين على أقدامهم بخط القشاشين إلى الصفا ، وكان الظفر للحبشان والقواد ، وقتل بعض من الجبالية». وفي العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٧ : «وفي هذه السنة أيضا وقعت قتلة بين الجبالية وبين الحسنان والقائد جوهر قباني حاكم مكة ، تعصبت الحسنان والقواد للقائد جوهر فتحاربوا أجمعين على أقدامهم بخط القشاشين إلى الصفا ، وكان الظفر للحسنان والقواد ، وقتل بعض الجبالية».

(١) انظر أخبار هذا السيل وسنته في : الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٥٧.

(٢) في (أ) «يمتنع» ، والاثبات من بقية النسخ.

(٣) في (ج) «ثلثين». وانظر هذا الخبر في : الشلي ـ عقد الجواهر والدرر ـ / أحداث سنة ١٠٢٥ ه‍ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٨٩.

٥٥٨

[إعمار عين عرفة سنة ١٠٢٥ ه‍] وفيها : أعني هذه السنة ، عمرت عين عرفة على يد حسن (١) باشا المذكور ، ولما وصل الماء [إلى](٢) مكة فرح به الناس فرحا شديدا لتعبهم بعدمه (٣).

وأرخ عام (٤) هذا التعمير الإمام علي بن عبد القادر الطبري بقوله :

كم أمست (٥) الأكباد مشغولة

بحرقتي بؤس وبلواء

وكم غدا القلب بنار الظما

في جمرتي يبس واظماء (٦)

حتى أغاث الله أم القرى

بنعمتي فضل ونعماء

فقلت هذا العام تاريخه

قرت عيون الناس بالماء (٧)

وقال الشيخ إبراهيم الرحال ـ رجل من أصحاب الباشا المعمار كان طبيبا له ـ من قصيدة مدح بها الباشا حسن المعمار :

وليدع بالخير للباشا الأنام على

هذا ويثني عليه السر والعلن

__________________

(١) في (أ) «حسين» ، وهو خطأ ، والاثبات من بقية النسخ وعلي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١٤٩ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣.

(٢) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).

(٣) في (د) «بقدمه». انظر خبر تعمير عين عرفة مختصرا ودون ذكر سنة انتهاء اصلاحها في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ١٤٩ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ١٠٣ ، والمحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٢٨٨.

(٤) سقطت من بقية النسخ.

(٥) في (ب) «مست».

(٦) في (ب) «الظأ» ، وهو خطأ ، وفي (ج) «الظماء».

(٧) الشطر يقابل بحساب الجمل عام ١٠٦٢ ه‍ ، وهو خطأ.

٥٥٩

أكرم بها نعمة تاريخ أولها

وفقت للخير والاحسان (١) بأحسن (٢)

[فتنة بين السيد محمد بن عبد المطلب والقائد أحمد بن يونس]

وفي سنة ١٠٢٦ ألف وست وعشرين :

وقعت فتنة بين السيد محمد بن عبد المطلب (٣) ، والقائد أحمد بن يونس وزير مكة (٤). وكانت في النصف الثاني من شهر رمضان.

وسببها : أن القائد أحمد بن يونس كان (وزير مولانا الشريف إدريس ، وكان وزير) (٥) مولانا الشريف محسن القائد ياقوت بن سليمان القباني (٦) ، وكان السيد محمد (٧) نائبا في مكة عن عمه الشريف إدريس (٨).

وكان القائد أحمد قد استفحل (٩) أمره ، وصارت أمور مكة إليه ،

__________________

(١) في (ب) «والاحساني».

(٢) الشطر هو التاريخ ، ويقابل بحساب الجمل عام ١٧٣٤ ه‍ وهو خطأ.

(٣) هو محمد بن عبد المطلب بن حسن بن أبي نمي ، وكان نائب الأمير في مكة ينوب عن عمه الشريف إدريس في حال غيابه.

(٤) أضاف العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٩ «وكان ولاءه لذوي بركات». انظر ترجمة هذا الوزير في : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٧٣ ـ ٧٥ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٩ ، ٤٠٠ ، المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٣٧١ ـ ٣٧٢.

(٥) ما بين قوسين سقط من (ب).

(٦) في (ب) «القبالي».

(٧) أي محمد بن عبد المطلب.

(٨) أضاف علي بن عبد القادر الطبري في الأرج المسكي ورقة ٧٤ ، والعصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٩٩ «لغيبته في الشرق».

(٩) في (ب) «استعجل» ، وهو خطأ.

٥٦٠