الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٩

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب - ج ٩

المؤلف:

الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي


المحقق: مركز الغدير للدّراسات الإسلاميّة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
المطبعة: فروردين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٣

١
٢

٣
٤

٥
٦

الجزء التاسع

يتضمّن تراجم جمع من أعاظم الصحابة رجال الدعوة الصالحة. والبحث عمّا لفّقته يد الافتعال من التاريخ المزوّر. وما ألّفته سماسرة الجهل والدجل من الكتب. والإعراب عن صحيح ما في قصّة قتيل الصحابة عثمان ، وإخفاق ما هنالك من جلبة ولغط ، أو مكاء وتصدية. والله وليّ التوفيق.

٧
٨

بسم الله الرحمن الرحيم

سُبحانَكَ مَا كانَ يَنبَغِي لَنا أنْ نَتَّخِذَ مِن دُوِنكَ مِنْ أوْلِيَاء ، فَالحَقُّ وَالحَقَّ أَقُولُ ، حَقيقٌ عَلَيَّ أنْ لا أَقُولَ عَلى اللهِ إلاّ الحَقَّ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغيرِ عِلمٍ ولا هُدىً ولا كِتابٍ مُنِيرٍ ، وَلَدَينا كِتابٌ يَنطِقُ بِالحَقِّ ، كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيّا ، اذهبْ بِكتابِي هذا فألقِهِ إلَيهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنهُمْ ، وقُلْ جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً ، ولقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ القَولَ لَعَلَّهُمْ يَتذَكّرونَ ، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ اوتُوا العِلمَ أنَّهُ الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤمِنُوا بِهِ فَتُخبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ، إنَّما كان قَولَ المُؤمِنِينَ إذا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحكُمَ بَينَهُمْ أنْ يقُولُوا سَمِعْنا وَأطَعْنا ، الَّذِينَ يستمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُوا الألبَابِ ، وَيَا قَومِ لا أسْألُكُمْ عَلَيهِ مالاً إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلَى اللهِ ، لا أسْألُكُمْ عَليهِ أَجراً إلاّ المَوَدَّة فِي القُربى ، وَمَا عَلَينا إلاَّ البَلاغُ المُبينُ ، إنَّما وَليُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعُون.

فَالحَمدُ للهِ وَسلامُ عَلى المُرسلينَ.

الأميني

٩
١٠

ـ ٤٢ ـ

الخليفة يخرج ابن مسعود من المسجد عنفاً

أخرج البلاذري في الأنساب (١) (٥ / ٣٦) قال : حدّثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف وعوانة في إسنادهما : أنّ عبد الله بن مسعود حين ألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة قال : من غيّر غيّر الله ما به ، ومن بدّل أسخط الله عليه ، وما أرى صاحبكم إلاّ وقد غيّر وبدّل ، أيُعزل مثل سعد بن أبي وقّاص ويولّى الوليد؟ وكان يتكلّم بكلام لا يدعه وهو :

إنّ أصدق القول كتاب الله ، وأحسن الهدى هدى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشرّ الأُمور مُحدَثاتها ، وكلّ مُحدَث بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار (٢).

فكتب الوليد إلى عثمان بذلك وقال : إنّه يعيبك ويطعن عليك ، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه ، فاجتمع الناس فقالوا : أقم ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه ، فقال : إنّ له عليّ حقّ الطاعة ولا أُحبّ أن أكون أوّل من فتح باب الفتن. وفي لفظ أبي عمر : إنّها ستكون أمور وفتن لا أُحبّ أن أكون أوّل من فتحها. فردّ الناس وخرج إليه (٣).

قال البلاذري : وشيّعه أهل الكوفة ، فأوصاهم بتقوى الله ولزوم القرآن ، فقالوا له : جُزِيت خيراً فلقد علّمت جاهلنا ، وثبّت عالمنا ، وأقرأتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، فنعم أخو الإسلام أنت ونعم الخليل. ثمّ ودّعوه وانصرفوا.

__________________

(١) أنساب الأشراف : ٦ / ١٤٦.

(٢) هذه جملة من كلمة ابن مسعود ، وقد أخرجها برمّتها أبو نعيم في حلية الأولياء : ١ / ١٣٨ [رقم ٢١] وهي كلمة قيّمة فيها فوائد جمّة. (المؤلف)

(٣) الاستيعاب : ١ / ٣٧٣ [القسم الثالث / ٩٩٣ رقم ١٦٥٩]. (المؤلف)

١١

وقدم ابن مسعود المدينة وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا رآه قال : ألا إنّه قد قدمت عليكم دُويبة سوء ، من يمشي على طعامه يقيء ويسلح ، فقال ابن مسعود : لست كذلك ولكنّي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم بدر ويوم بيعة الرضوان. ونادت عائشة : أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ ثمّ أمر عثمان به فأُخرج من المسجد إخراجاً عنيفاً ، وضرب به عبد الله بن زمعة (١) الأرض ، ويقال : بل احتمله ـ يحموم ـ غلام عثمان ورجلاه تختلفان على عنقه حتى ضرب به الأرض فدُقّ ضلعه ، فقال عليّ : «يا عثمان ـ أتفعل هذا بصاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقول الوليد ابن عقبة؟» فقال : ما بقول الوليد فعلت هذا ولكن وجّهت زُبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة فقال له ابن مسعود فقال عليّ : «أحلت عن زبيد على : إنّ دم عثمان حلال ، غير ثقة».

وفي لفظ الواقدي : إنّ ابن مسعود لمّا استقدم المدينة دخلها ليلة جمعة ، فلمّا علم عثمان بدخوله قال : يا أيّها الناس إنّه قد طرقكم الليلة دويبة ؛ من يمشي على طعامه يقيء ويسلح ، فقال ابن مسعود : لست كذلك ولكنّني صاحب رسول الله يوم بدر ، وصاحبه يوم بيعة الرضوان ، وصاحبه يوم الخندق ، وصاحبه يوم حنين. قال : وصاحت عائشة : يا عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ فقال عثمان : اسكتي .. ثمّ قال لعبد الله بن زمعة : أخرجه إخراجاً عنيفاً ، فأخذه ابن زمعة فاحتمله حتى جاء به باب المسجد فضرب به الأرض فكسر ضلعاً من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان.

قال البلاذري (٢) : وقام عليّ بأمر ابن مسعود حتى أتى به منزله ، فأقام ابن مسعود بالمدينة لا يأذن له عثمان في الخروج منها إلى ناحية من النواحي ، وأراد حين

__________________

(١) هو عبد الله بن زمعة بن الأسود القرشي الأسدي ، قُتل مع عثمان يوم الدار.

(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٤٧.

١٢

برئ الغزوَ ، فمنعه من ذلك وقال له مروان : إنّ ابن مسعود أفسد عليك العراق ، أفتريد أن يُفسد عليك الشام؟ فلم يبرح المدينة حتى توفّي قبل مقتل عثمان بسنتين ، وكان مقيماً بالمدينة ثلاث سنين.

وقال قوم : إنّه كان نازلاً على سعد بن أبي وقّاص ، ولمّا مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه أتاه عثمان عائداً فقال : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي. قال : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربّي. قال : ألا أدعو لك طبيباً؟ قال : الطبيب أمرضني. قال : أفلا آمر لك بعطائك (١)؟ قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه ، وتعطينيه وأنا مستغنٍ عنه؟ قال : يكون لولدك ، قال : رزقهم على الله. قال : استغفر لي يا أبا عبد الرحمن ، قال : أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقّي ، وأوصى أن لا يصلّي عليه عثمان. فدفن بالبقيع وعثمان لا يعلم. فلمّا علم غضب وقال : سبقتموني به؟ فقال له عمّار بن ياسر : إنّه أوصى أن لا تصلّي عليه. فقال ابن الزبير (٢) :

لأعرفنّك بعد الموت تندبني

وفي حياتي ما زوّدتني زادي

وفي لفظ ابن كثير في تاريخه (٣) (٧ / ١٦٣): جاءه عثمان في مرضه عائداً فقال له : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي. قال : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربّي. قال : ألا آمر لك بطبيب؟ قال : الطبيب أمرضني. قال : ألا آمر لك بعطائك؟ ـ وكان قد تركه سنتين ـ فقال : لا حاجة لي. فقال : يكون لبناتك من بعدك ، فقال : أتخشى على بناتي الفقر؟ إنّي أمرت بناتي أن يقرأن كلّ ليلة سورة الواقعة ، وإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من قرأ الواقعة كلّ ليلة لم تصبه فاقة أبداً».

__________________

(١) قال ابن كثير في تاريخه : ٧ / ١٦٣ [٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍] : كان قد تركه سنتين(المؤلف)

(٢) كذا ، والصحيح كما في شرح ابن أبي الحديد : ١ / ٢٣٦ [٣ / ٤٢ خطبة ٤٣] : فتمثل الزبير. (المؤلف) [وسيأتي في صفحة ٢٠١ أنّ البيت لعَبِيد بن الأبرص].

(٣) البداية والنهاية : ٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍.

١٣

وقال البلاذري (١) : كان الزبير وصيّ ابن مسعود في ماله وولده ، وهو كلّم عثمان في عطائه بعد وفاته حتى أخرجه لولده ، وأوصى ابن مسعود أن يصلّي عليه عمّار بن ياسر ، وقوم يزعمون أنّ عمّاراً كان وصيّه ، ووصيّة الزبير أثبت.

وأخرج البلاذري (٢) من طريق أبي موسى القروي بإسناده : أنّه دخل عثمان على ابن مسعود في مرضه فاستغفر كلّ واحد منهما لصاحبه ، فلمّا انصرف عثمان قال بعض من حضر : إنّ دمه لحلال. فقال ابن مسعود : ما يسرّني أنّني سدّدت إليه سهماً يخطئه وأنّ لي مثل أُحد ذهباً.

وقال الحاكم وأبو عمر وابن كثير : أوصى ابن مسعود إلى الزبير بن العوام ، فيقال : إنّه هو الذي صلّى عليه ودفنه بالبقيع ليلاً بإيصائه بذلك إليه ولم يعلم عثمان بدفنه ، ثمّ عاتب عثمان الزبير على ذلك ، وقيل : بل صلّى عليه عثمان ، وقيل : عمّار (٣).

وفي رواية توجد في شرح ابن أبي الحديد (٤) (١ / ٢٣٦) : لمّا حضره الموت قال : من يتقبّل منّي وصيّة أوصيه بها على ما فيها؟ فسكت القوم وعرفوا الذي يريد. فأعادها ، فقال عمّار : أنا أقبلها ، فقال ابن مسعود : أن لا يصلّي عليّ عثمان. قال : ذلك لك. فيقال : إنّه لمّا دفن جاء عثمان منكراً لذلك ، فقال له قائل : إنّ عمّاراً ولي الأمر. فقال لعمّار : ما حملك على أن لم تؤذنّي؟ فقال : عهد إليّ أن لا أوذنك ... إلخ. وذكر كلّ ما رويناه عن البلاذري مع زيادة ، فراجع.

وفي لفظ اليعقوبي : اعتلّ ابن مسعود ، فأتاه عثمان يعوده ، فقال له : ما كلام

__________________

(١) أنساب الأشراف : ٦ / ١٤٨.

(٢) أنساب الأشراف : ٦ / ١٤٨.

(٣) المستدرك : ٣ / ٣١٣ [٣ / ٣٥٣ ح ٥٣٦٣] ، الاستيعاب : ١ / ٣٧٣ [القسم الثالث / ٩٩٤ رقم ١٦٥٩] تاريخ ابن كثير : ٧ / ١٦٣ [٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍]. (المؤلف)

(٤) شرح نهج البلاغة : ٣ / ٤٢ خطبة ٤٣.

١٤

بلغني عنك؟ قال : ذكرت الذي فعلته بي ، إنّك أمرت بي فوُطئ جوفي فلم أعقل صلاة الظهر ولا العصر ومنعتني عطائي. قال : فإنّي أقيدك من نفسي فافعل بي مثل الذي فُعل بك. قال : ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء. قال : فهذا عطاؤك فخذه ، قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه ، وتعطينيه وأنا غنيّ عنه ، لا حاجة لي به ، فانصرف. فأقام ابن مسعود مغاضباً لعثمان حتى توفّي. تاريخ اليعقوبي (١) (٢ / ١٤٧).

وأخرج محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي : إنّ عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطاً في دفنه أبا ذر. شرح ابن أبي الحديد (٢) (١ / ٢٣٧).

وفي تاريخ الخميس (٢ / ٢٦٨) : حبس ـ عثمان ـ عن عبد الله بن مسعود وأبي ذر عطاءهما ، وأخرج أبا ذر إلى الربذة وكان بها إلى أن مات. وأوصى ـ عبد الله ـ إلى الزبير وأوصاه أن يصلّي عليه ولا يستأذن عثمان لئلاّ يصلّي عليه ، فلمّا دفن وصل عثمان ورثته بعطاء أبيهم خمس سنين. وأجاب بأنّ عثمان كان مجتهداً ولم يكن من قصده حرمانه ، إمّا التأخير إلى غاية أدباً ، وإمّا مع حصول تلك الغاية أو دونها وصل به ورثته ولعلّه كان أنفع له.

وفي السيرة الحلبية (٣) (٢ / ٨٧) : من جملة ما انتقم به على عثمان أنّه حبس عبد الله بن مسعود وهجره ، وحبس عطاء أُبيّ بن كعب ، وأشخص عبادة بن الصامت من الشام لمّا شكاه معاوية ، وضرب عمّار بن ياسر وكعب بن عبدة ضربه عشرين سوطاً ونفاه إلى بعض الجبال ، وقال لعبد الرحمن بن عوف : إنّك منافق ... إلخ.

قال الأميني : لعلّك لا تستكنه هذه الجرأة ولا تبلغ مداها حتى تعلم أنّ ابن مسعود من هو ، فهنالك تؤمن بأنّ ما فعل به حوب كبير لا يبرّر فعل مرتكبه أيّ

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٧٠.

(٢) شرح نهج البلاغة : ٣ / ٤٤ خطبة ٤٣.

(٣) السيرة الحلبية : ٢ / ٧٨.

١٥

عذر معقول فضلاً عن التافهات.

١ ـ أخرج (١) مسلم وابن ماجة من طريق سعد بن أبي وقّاص ، قال : نزل قوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٢).

في ستة نفر منهم عبد الله بن مسعود.

راجع (٣) : تفسير الطبري (٧ / ١٢٨) ، المستدرك للحاكم (٣ / ٣١٩) ، تاريخ ابن عساكر (٦ / ١٠٠) ، تفسير القرطبي (١٦ / ٤٣٢ ، ٤٣٣) ، تفسير ابن كثير (٢ / ١٣٥) ، تفسير ابن جزي (٢ / ١٠) ، تفسير الدرّ المنثور (٣ / ١٣) ، تفسير الخازن (٢ / ١٨) ، تفسير الشربيني (١ / ٤٠٤) ، تفسير الشوكاني (٢ / ١١٥).

٢ ـ أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (٤) (٣ / ١٠٨) طبع ليدن ، من طريق عبد الله بن مسعود نزول قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) (٥). في ثمانية عشر رجلاً هو أحدهم.

وذكر ابن كثير والخازن في تفسيرهما (٦) : أنّ ابن مسعود ممّن نزلت فيهم الآية.

__________________

(١) صحيح مسلم : ٥ / ٣١ ح ٤٥ كتاب فضائل الصحابة ، سنن ابن ماجة : ٢ / ١٣٨٣ ح ٤١٢٨.

(٢) الأنعام : ٥٢.

(٣) جامع البيان : مج ٥ / ج ٧ / ٢٠٢ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٦٠ ح ٥٣٩٣ ، تاريخ مدينة دمشق : ٢٠ / ٣٣٠ رقم ٢٤٢٦ و ٣٣ / ٧٤ رقم ٣٥٧٣ ، الجامع لأحكام القرآن : ٦ / ٢٧٨ ، الدرّ المنثور : ٣ / ٢٧٤ ، فتح القدير : ٢ / ١٢١.

(٤) الطبقات الكبرى : ٣ / ١٥٢ ـ ١٥٣.

(٥) آل عمران : ١٧٢.

(٦) تفسير ابن كثير : ١ / ٤٣٠ ، تفسير الخازن : ١ / ٣٠٥.

١٦

٣ ـ ذكر الشربيني والخازن (١) نزول قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) (٢) في ابن مسعود وعمّار وسلمان. يأتي تفصيله بُعيد هذا في ترجمة عمّار.

٤ ـ عن عليّ عليه‌السلام مرفوعاً : «عبد الله يوم القيامة في الميزان أثقل من أُحد».

وفي لفظ : «والذي نفسي بيده لهما ـ يعني ساقَي ابن مسعود ـ أثقل في الميزان من أُحد».

وفي لفظ : «والذي نفسي بيده لساقا عبد الله يوم القيامة أشدّ وأعظم من أُحد وحراء».

راجع (٣) : مستدرك الحاكم (٣ / ٣١٧) ، حلية الأولياء (١ / ١٢٧) ، الاستيعاب (١ / ٣٧١) صفة الصفوة (١ / ١٥٧) ، تاريخ ابن كثير (٧ / ١٦٣) ، الإصابة (٢ / ٣٧٠) ، مجمع الزوائد للهيثمي (٩ / ٢٨٩) ، وقال : أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أمّ موسى وهي ثقة ، ورواه من طريق البزّار والطبراني ، فقال (٤) : رجالهما رجال الصحيح ، كنز العمّال (٦ / ١٨٠ ، ١٨١ و ٧ / ٥٥) نقلاً عن الطبراني والضياء وابن خزيمة وصحّحه.

٥ ـ عن علقمة وعمر في حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من سرّه أن يقرأ

__________________

(١) تفسير الخازن : ٤ / ٥٠.

(٢) الزمر : ٩.

(٣) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٥٨ ح ٥٣٨٥ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٨٩ رقم ١٦٥٩ ، صفة الصفوة : ١ / ٣٩٩ رقم ١٧ ، البداية والنهاية : ٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍ ، مسند أحمد : ١ / ٦٩٣ ح ٣٩٨١ ، مسند أبي يعلى : ٩ / ٢٠٩ ح ٥٣١٠ ، المعجم الكبير : ٩ / ٧٨ ح ٨٤٥٢ ـ ٨٤٥٤ ، كنز العمّال : ١١ / ٧٠٩ ح ٣٣٤٥٦ و ٣٣٤٥٧ و ١٣ / ٤٦٦ ح ٣٧٢١٢.

(٤) أي : الهيثمي في مجمع الزوائد.

١٧

القرآن غضّا أو رطباً كما أُنزِل ، فليقرأه على قراءة ابن أُمّ عبد».

أخرجه (٥) : أبو عبيد في فضائله ، أحمد ، الترمذي ، النسائي ، البخاري في تاريخه ، ابن أبي خزيمة ، ابن أبي داود ، ابن الأنباري ، عبد الرزاق ، ابن حبّان ، الدارقطني ، ابن عساكر ، أبو نعيم ، الضياء المقدسي ، البزّار ، الطبراني ، أبو يعلى ، وغيرهم.

راجع (٦) : سنن ابن ماجة (١ / ٦٣) ، حلية الأولياء (١ / ١٢٤) ، مستدرك الحاكم (٣ / ٣١٨) ، الاستيعاب (١ / ٣٧١) ، صفة الصفوة (١ / ١٥٦) ، طرح التثريب (١ / ٨٥) ، الإصابة (٢ / ٣٦٩) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢٨٧) ، كنز العمّال (٦ / ١٨١)

. ٦ ـ عن أبي الدرداء مرفوعاً في حديث : «رضيت لأُمّتي ما رضي الله لها وابن أُمّ عبد ، وسخطت لأُمّتي ما سخط الله لها وابن أُمّ عبد».

أخرجه (٧) البزّار والطبراني ، ورجال البزّار ثقات كما قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ٢٩٠) ، ورواه الحاكم في المستدرك (٣ / ٣١٧ ، ٣١٨) ، وأبو عمر في الاستيعاب (١ / ٣٧١) ويوجد في كنز العمّال (٦ / ١٨١ و ٧ / ٥٦).

__________________

(٥) مسند أحمد : ١ / ٤٤ ح ١٧٦ ، السنن الكبرى : ٥ / ٧١ ح ٨٢٥٥ ، التاريخ الكبير : مج ٧ / ١٩٩ رقم ٨٧٥ ، صحيح ابن خزيمة : ٢ / ١٨٦ ح ١١٥٦ ، الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان : ١٥ / ٥٤٢ ح ٧٠٦٦ ، تاريخ مدينة دمشق : ٣٣ / ٦٢ رقم ٣٥٧٣ ، مسند البزّار (البحر الزخار) : ٤ / ٢٣٩ ، المعجم الكبير : ٩ / ٦٧ ح ٨٤١٥ ، مسند أبي يعلى : ١ / ١٧٢ ح ١٩٣ ، ١٩٤.

(٦) سنن ابن ماجة : ١ / ٤٩ ح ١٣٨ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٥٩ ح ٥٣٩٠ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٩٠ رقم ١٦٥٩ ، صفة الصفوة : ١ / ٣٩٩ رقم ١٩ ، طرح التثريب : ١ / ٧٥ ، كنز العمّال : ١١ / ٧١٠ ح ٣٣٤٦١ ـ ٣٣٤٦٣ و ١٣ / ٤٦٠ ح ٣٧١٩٧.

(٧) مسند البزّار (البحر الزخار) : ٥ / ٣٥٤ ، المعجم الكبير : ٩ / ٨٠ ح ٨٤٥٨ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٥٩ و ٣٦٠ ح ٥٣٨٧ و ٥٣٩٤ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٨٩ رقم ١٦٥٩ ، كنز العمّال : ١١ / ٧١٠ ح ٣٣٤٦٠ و ١٣ / ٤٦٦ ح ٣٧٢١٣.

١٨

٧ ـ عن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «آذنك على (١) أن ترفع الحجاب وتسمع سِوادي (٢) حتى أنهاك». قال ابن حجر : أخرجه أصحاب الصحاح.

مسند أحمد (١ / ٣٨٨) ، سنن ابن ماجة (١ / ٦٣) ، حلية الأولياء (٢ / ١٢٦) ، الاستيعاب (١ / ٣٧١) ، تاريخ ابن كثير (٧ / ١٦٢) ، الإصابة (٣ / ٣٦٩) (٣).

٨ ـ أخرج الترمذي (٤) من طريق عبد الله في حديث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تمسّكوا بعهد ابن أُمّ عبد».

وفي لفظ أحمد : «تمسّكوا بعهد عمّار ، وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه».

راجع (٥) : مسند أحمد (٥ / ٣٨٥) ، حلية الأولياء (١ / ١٢٨) ، تاريخ ابن كثير (٢ / ١٦٢) ، الإصابة (٢ / ٣٦٩) ، كنز العمّال (٧ / ٥٥).

٩ ـ سُئل عليّ أمير المؤمنين عن ابن مسعود ، قال : «علم القرآن وعلم السنّة ثمّ انتهى وكفى به علماً».

راجع (٦) : حلية الأولياء لأبي نعيم (١ / ١٢٩) ، المستدرك للحاكم (٣ / ٣١٨) ،

__________________

(١) كذا في الحلية ، وفي غيرها : إذنك عليّ.

(٢) كذا في جميع المصادر ، والسواد بالكسر : السرار. يقال : ساودت الرجل أي ساررته. وحسبه ناشر حلية الأولياء غلطاً فجعله في المتن : سراري. وقال في التعليق : في الأصلين : سوادي. (المؤلف)

(٣) مسند أحمد : ١ / ٦٤٢ ح ٣٦٧٥ ، سنن ابن ماجة : ١ / ٤٩ ح ١٣٩ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٨٨ رقم ١٦٥٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ١٨٢ حوادث سنة ٣٢ ه‍.

(٤) سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٠ ح ٣٨٠٥.

(٥) مسند أحمد : ٦ / ٥٣٣ ح ٢٢٧٦٥ ، البداية والنهاية : ٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍ ، كنز العمّال : ١٣ / ٤٦٥ ح ٣٧٢١١.

(٦) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٦٠ ح ٥٣٩٢ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٩٣ رقم ١٦٥٩ ، صفة الصفوة : ١ / ٤٠١ رقم ١٩.

١٩

الاستيعاب (١ / ٣٧٣) ، صفة الصفوة (١ / ١٥٧).

١٠ ـ أخرج الحاكم في المستدرك (١) (٣ / ٣١٥) من طريق حبّة العرني قال : إنّ ناساً أتوا عليّا فأثنوا على عبد الله بن مسعود ، فقال : «أقول فيه مثل ما قالوا وأفضل : من قرأ القرآن وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، فقيه في الدين ، عالم بالسنّة».

١١ ـ أخرج الترمذي (٢) بإسناد رجاله ثقات من طريق حذيفة بن اليمان : أنّ أشبه الناس هدياً ودلاّ وسمتاً بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبد الله.

وفي لفظ البخاري : ما أعرف أحداً أقرب سمتاً وهدياً ودلاّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ابن أمّ عبد ، وزاد الترمذي : ولقد علم المحفوظون من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ ابن أمّ عبد أقربهم إلى الله زلفى. وفي لفظ أبي نعيم : إنّه من أقربهم وسيلة يوم القيامة. وفي لفظ أبي عمر : سمع حذيفة يحلف بالله : ما أعلم أحداً أشبه دلاّ وهدياً برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه من عبد الله بن مسعود ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه من أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة. وفي لفظ علقمة : كان يشبّه بالنبيّ في هديه ودلّه وسمته.

راجع (٣) : صحيح البخاري كتاب المناقب ، مسند أحمد (٥ / ٣٨٩) ، المستدرك (٣ / ٣١٥ ، ٣٢٠) ، حلية الأولياء (١ / ١٢٦ ، ١٢٧) ، الاستيعاب (١ / ٣٧٢) ، مصابيح السنّة (٢ / ٢٨٣) ، صفة الصفوة (١ / ١٥٦ ، ١٥٨) ، تاريخ ابن كثير (٧ / ١٦٢) ، تيسير الوصول (٣ / ٢٩٧) الإصابة (٢ / ٣٦٩) ، كنز العمّال (٧ / ٥٥).

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٥٧ ح ٥٣٨٠.

(٢) سنن الترمذي : ٥ / ٦٣١ ح ٣٨٠٧.

(٣) صحيح البخاري : ٣ / ١٣٧٣ ح ٣٥٥١ ، مسند أحمد : ٦ / ٥٣٨ ح ٢٢٧٩٧ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٣٥٦ و ٣٦١ ح ٥٣٧٦ و ٥٣٩٦ ، الاستيعاب : القسم الثالث / ٩٩١ رقم ١٦٥٩ ، مصابيح السنّة : ٤ / ٢٠٤ ح ٤٨٥٥ ، صفة الصفوة : ١ / ٣٩٨ و ٤٠٢ رقم ١٩ ، البداية والنهاية : ٧ / ١٨٣ حوادث سنة ٣٢ ه‍ ، تيسير الوصول : ٣ / ٣٢٤ ح ١ ، كنز العمّال : ١٣ / ٤٦٥ رقم ٣٧٢١٠.

٢٠