كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٤

الشيخ جعفر كاشف الغطاء

كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء - ج ٤

المؤلف:

الشيخ جعفر كاشف الغطاء


المحقق: مكتب الإعلام الإسلامي ، فرع خراسان
الموضوع : الفقه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-033-5
الصفحات: ٦٨٠

واستعملني في طاعتك ، واجعل رغبتي فيما عندك ، وتوفّني على ملّتك وملّة رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

وعنه أيضاً عليه‌السلام : «إذا خرجت من بيتك تُريد الحجّ والعمرة إن شاء الله فاقرأ بدعاء الفرج ، وهو : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله ربّ السماوات السبع ، وربّ الأرضين السبع ، وربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين.

ثمّ قل : اللهمّ كن لي جاراً من كلّ جبّارٍ عنيدٍ ، ومن كلّ شيطان رجيم. ثمّ قل : بسم الله دخلت ، وبسم الله خرجت ، وفي سبيل الله ؛ اللهمّ إنّي أُقدّم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله ، ما شاء الله في سفري هذا ، ذكرته أو نسيته ، اللهمّ أنت المُستَعانُ على الأُمور كلّها ، وأنت الصاحبُ في السفر ، والخليفة في الأهل ؛ اللهمّ هوّن علينا سفرنا ، واطوِ لنا الأرض ، وسيّرنا ، فيها بطاعتك وطاعة رسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ اللهمّ أصلح لنا ظهرنا ، وبارك لنا فيما رزقتنا ، وَقِنا عذاب النار ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر (٢) ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ، اللهمّ أنت عضدي وناصري ، بك أحلّ وبك أسير ، اللهمّ إنّي أسألك في سفري هذا السرور ، والعمل لما يرضيك عنّي ، اللهمّ اقطع عنّي بُعدَه ومشقّته واصحبني فيه ، واخلفني في أهلي بخير ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم ، اللهمّ إنّي عبدك ، وهذا حملانك ، والوجه وجهك ، والسفر إليك ، وقد اطّلعت على ما لم يطّلع عليه أحد غيرك ، فاجعل سفري هذا كفّارة لما قبله من ذنوبي ، وكن عوناً لي عليه ، واكفني وعثه ومشقّته ، ولقّني من القول والعمل رضاك ؛ فإنّما أنا عبدك ، وبك ولك» (٣).

__________________

(١) الكافي ٢ : ٥٤٢ ح ٥ ، المحاسن : ٣٥١ ح ٣٨ ، الأمان من إخطار الأسفار : ١٠٥ ، الوسائل ٨ : ٢٧٨ أبواب آداب السفر ب ١٩ ح ٤.

(٢) وعثاء السفر : استعارة لكلّ أمر شاقّ من تعب وإثم. المصباح : ٦٦٤ ، وقد أستعير من الأرض السهلة الكثيرة الرمل تشقّ على الماشي. جمهرة اللغة ١ : ٤٢٧.

(٣) الكافي ٤ : ٢٨٤ ح ٢ ، التهذيب ٥ : ٥٠ ح ١٥٤ ، الوسائل ٨ : ٢٧٩ أبواب آداب السفر ب ١٩ ح ٥ ، وفي نسخة من نسخنا ومن نسخ المصدر : مَريد ، بدل رجيم.

٤٤١

وعن الرضا عليه‌السلام : «إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل : بسم الله ، أمنت بالله ، توكّلت على الله ، ما شاء الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله ، فتلقاه الشياطين ، وتضرب الملائكة وجوهها ، وتقول : ما سبيلكم عليه ، وقد سمّى الله ، وأمن به ، وتوكّل على الله ، وقال : ما شاء الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله» (١).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام : «من قال حين يخرج من باب داره : أعوذُ بالله ممّا عاذت به ملائكة الله من شرِّ هذا اليوم الجديد الّذي إذا غابت شمسه لم يعُد ، ومن شرّ نفسي ، ومن شرّ غيري ، ومن شرّ الشياطين ، ومن شرّ من نصب لأولياء الله ، ومن شرّ الجنّ والإنس ، ومن شرّ السباع والهوامّ ، ومن شرّ ركوب المحارم كلّها ، أُجير نفسي بالله من كلّ شرّ ، غفر الله له وتاب عليه ، وكفاه المهمّ ، وحجزه عن السوء ، وعصمه من الشرّ» (٢).

حادي عشرها : ما يفعله عند الركوب ، فعن الصادق عليه‌السلام : «إذا جعلت رجلك في الركاب فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله والله أكبر ، فإذا استويت على راحلتك واستوى لك محملك ، فقل : الحمد لله الّذي هدانا للإسلام ، وعلّمنا القرآن ، ومنّ علينا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سبحان الله ، سبحان الله الذي سخّر لنا هذا وما كُنّا له مُقرنين ، وإنّا له لمنقلبون ، والحمد لله ربّ العالمين ؛ اللهمّ أنت الحامل على الظهر ، والمُستعان على الأمر ، اللهمّ بلّغنا بلاغاً يُبلِغ إلى خير ، بلاغاً يُبلِغ إلى رضوانك ومغفرتك ، اللهمّ لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا حافظ غيرك» ؛. (٣)

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا ركب الرجل الدابّة فسمّى ، رَدِفه مَلَكٌ يحفظه حتّى ينزل ، وإن ركب ولم يُسمّ رَدِفه شيطان فيقول له : تغنّ ، فإن قال :

__________________

(١) الفقيه ٢ : ١٧٧ ح ٧٩٢ ، المحاسن : ٣٥٠ ح ٣٣ ، الأمان : ١٠٥ ، الوسائل ٨ : ٢٧٩ أبواب آداب السفر ب ١٩ ح ٦.

(٢) الكافي ٢ : ٣٩٣ ح ٤ ، وفي الفقيه ٢ : ١٧٨ ح ٧٩٣ بتفاوت ، المحاسن : ٣٥٠ ، الأمان : ١٠٥ ، الوسائل ٨ : ٢٨٠ أبواب آداب السفر ب ١٩ ح ٧.

(٣) الكافي ٤ : ٢٨٥ ح ٢ ، التهذيب ٥ : ٥٠ ح ١٥٤ الوسائل ٨ : ٢٨١ أبواب آداب السفر ب ٢٠ ح ١ ، وفيه : وإنّا إلى ربنا لمنقلبون.

٤٤٢

لا أُحسن ، قال له : تمنّ ، فلا يزال يتمنّى حتّى ينزل. وقال : من قال إذا ركب الدابّة : بسم الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله. الآية ، سبحان الله الذي سخّر لنا هذا وما كُنّا لهُ مقرنين ، حُفِظت له نفسه ودابّته حتّى ينزل» (١).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً أنّه قال : «يا عليّ ، ليس من أحدٍ يركب الدابّة فيذكر ما أنعم الله به عليه ، ثمّ يقرأ أية السخرة ، ثمّ يقول : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم ، اللهمّ اغفر لي ذنوبي ، إنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، إلا قال السيّد الكريم : يا ملائكتي ، عبدي يعلم أنّه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا أنّي قد غفرت له ذنوبه» (٢).

وعن الصادق عليه‌السلام : أنّه كان يقول إذا وضع رجله في الركاب : «سبحان الله الذي سخّر لنا هذا ، وما كنّا له مقرنين ، ثمّ سبّح الله تعالى ثلاثاً ، وحمد الله ثلاثاً ، ثمّ قال : ربّ اغفر لي ، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (٣).

وعن زين العابدين عليه‌السلام : أنّه لو حجّ رجل ماشياً ، وقرأ (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ما وجد ألم المشي ، وقال : ما قرأ أحد (إِنّا أَنْزَلْناهُ*) حين يركب دابّته إلا نزل منها سالماً مغفوراً له ، ولَقارئها أثقل على الدوابّ من الحديد (٤).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام : «لو كان شي‌ء يسبق القدر لقلت : قارئ إنّا أنزلناه في ليلة القدر حين يسافر ، أو يخرج من منزله» (٥).

__________________

(١) الكافي ٦ : ٥٤٠ ح ١٧ ، التهذيب ٦ : ١٦٥ ح ٣٠٩ ، ثواب الأعمال : ٢٢٧ ح ١ ، المحاسن : ٦٢٨ ح ١٠٣ ، الوسائل ٨ : ٢٨٢ أبواب آداب السفر ب ٢٠ ح ٢ ، والآية في سورة الأعراف : ٤٣ ، وآية السخرة في سورة الزخرف : ١٣.

(٢) الفقيه ٢ : ١٧٨ ح ٧٩٥ ، أمالي الصدوق : ٤١٠ مجلس ٧٦ ح ٣ ، المحاسن : ٣٥٢ ح ٤٠ ، الوسائل ٨ : ٢٨٣ أبواب آداب السفر ب ٢٠ ح ٣.

(٣) الفقيه ٢ : ١٧٨ ح ٧٩٤ ، المحاسن : ٣٥٣ ح ٤٢ ، وص ٦٣٣ ح ١٢٠ ، الوسائل ٨ : ٢٨٣ أبواب آداب السفر ب ٢٠ ح ٥ بتفاوت.

(٤) مكارم الأخلاق : ٢٤٢ ، الوسائل ٨ : ٢٨٩ أبواب آداب السفر ب ٢٤ ح ٣.

(٥) مكارم الأخلاق : ٢٤٣ ، الوسائل ٨ : ٢٨٩ أبواب آداب السفر ب ٢٤ ح ٤ ، وفيه : من منزله سيرجع.

٤٤٣

ثاني عشرها : زيادة الاعتماد ، والتوكّل ، والانقطاع إلى الله تعالى ، وقراءة ما يتعلّق بالحفظ من الآيات والدعوات ، وقراءة ما يُناسب ذلك ، كقوله تعالى (كَلّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) (١) ، وقوله تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) (٢) ودعاء التوجّه ، ونحو ذلك.

ثالث عشرها : تحسين ما يصحبه من الزاد والراحلة في السفر ، لا سيّما سفر الحجّ ، فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من شرف الرجل أن يُطيّب زاده إذا خرج في سفر» (٣). وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا سافرتم فاتّخذوا سفرة ، وتنوّقوا فيها» يعني بالسفرة : طعام المسافر (٤).

وعن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : أنّه كان إذا سافر إلى مكّة إلى الحجّ تزوّد من أطيب الزاد ، من اللّوز ، والسكّر ، والسويق المحمّص يعني : المشوي والمحلّى الّذي فيه الحلواء (٥).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما من نفقة أحبّ إلى الله تعالى من نفقة قصد ، ويبغض الإسراف إلا في حجّ أو عمرة» (٦).

وعن الصادق عليه‌السلام : «أنّ من المروءة في السفر كثرة الزاد ، وطيبه ، وبذله لمن كان معك» (٧).

__________________

(١) الشعراء : ٦٢.

(٢) التوبة : ٤٠.

(٣) الكافي ٨ : ٣٠٣ ح ٤٦٧ ، الفقيه ٢ : ١٨٤ ح ٨٣٠ ، المحاسن : ٣٦٠ ح ٨١ ، الأمان : ٥٦ ، الوسائل ٨ : ٣١٠ أبواب آداب السفر ب ٤٢ ح ١ ، مستدرك الوسائل ٨ : ٢١٦ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ١.

(٤) الفقيه ٢ : ١٨٤ ح ٨٢٦ ، المحاسن : ٣٦٠ ح ٨٢ ، الأمان : ٥٦ ، الوسائل ٨ : ٣٠٩ أبواب آداب السفر ب ٤٠ ح ٢ ، ولكن الرواية فيه عن أبي عبد الله (ع).

(٥) الكافي ٨ : ٣٠٣ ح ٤٦٨ ، الفقيه ٢ : ١٨٤ ح ٨٣١ ، المحاسن : ٣٦٠ ح ٨٣ ، الوسائل ٨ : ٣١٠ أبواب السفر ب ٤١ ح ٢ ، وفيه : المحمّص والمحلّى.

(٦) الفقيه ٢ : ١٨٣ ح ٨٢٢ ، المحاسن : ٣٥٩ ح ٧٧ ، الوسائل ٨ : ١٠٦ أبواب وجوب الحجّ ب ٥٥ ح ١ ، وص ٣٠٥ أبواب آداب السفر ب ٣٥ ح ١ ، البحار ٩٦ : ١٢٢ ح ٤.

(٧) الفقيه ٢ : ١٩٢ ح ٨٧٧ ، أمالي الصدوق : ٤٤٣ ح ٣ ، الوسائل ٨ : ٣١٠ أبواب آداب السفر ب ٤٢ ح ٣.

٤٤٤

ويُستثنى من استحباب التنوّق في السفر السفر إلى زيارة الحسين عليه‌السلام ، فعن الصادق عليه‌السلام ، أنّه قال لبعض أصحابه : «تأتون قبر أبي عبد الله عليه‌السلام؟» قال له : نعم ، قال : «تتخذون لذلك سفرة؟» فقلت : نعم ، قال : «أمّا لو أتيتم قبور آبائكم وأُمّهاتكم لم تفعلوا ذلك». قال ، فقلت : فأيّ شي‌ء نأكل؟ قال : «الخبز واللّبن» (١).

وعنه عليه‌السلام أيضاً أنّه قال : «بلغني أنّ قوماً إذا زاروا الحسين عليه‌السلام حملوا معهم السفرة فيها الجداء ، والأخبصة (٢) وأشباهه. ولو زاروا قبور آبائهم ما حملوا معهم هذا» (٣).

رابع عشرها : اتّخاذ الرفقة في السفر ، وتُكره الوحدة ، فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الرفيق ثمّ السفر» (٤).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً : «ألا أُخبركم بشرّ الناس؟ ثمّ قال : من سافر وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده» (٥).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً أنّه قال لعليّ عليه‌السلام : «لا تخرج في سفرٍ وحدك ، فإنّ الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، يا عليّ ، إنّ الرجل إذا سافر وحده فهو غاوٍ ، والاثنان غاويان ، والثلاثة نفر» (٦).

__________________

(١) الفقيه ٢ : ١٨٤ ح ٨٢٨ ، المحاسن : ٣٦٠ ح ٨٣ ، الأمان : ٥٦ ، الوسائل ١٠ : ٤٢٤ أبواب المزار ب ٧٧ ح ٣.

(٢) الأخبصة : جمع خبيص ، فعيل بمعنى المفعول. المصباح المنير : ١٦٣ ، والخبص : خلط الشي‌ء بالشي‌ء ، وبه سُمّي الخبيص : جمهرة اللغة ١ : ٢٩٠.

(٣) الفقيه ٢ : ١٨٤ ح ٨٢٩ ، ثواب الأعمال : ١١٥ ح ٢٣ ، كامل الزيارات : ١٢٩ ح ١ ، الأمان : ٥٦ ، الوسائل ٨ : ٣٠٩ أبواب آداب السفر ب ٤١ ح ١ ، وج ١٠ : ٤٢٥ أبواب المزار ب ٧٧ ح ٤.

(٤) الكافي ٤ : ٢٨٦ ح ٥ ، الفقيه ٢ : ١٨٢ ح ٨١٢ ، المحاسن : ٣٥٧ ح ٦١ ، الأمان : ٥٣ ، الوسائل ٨ : ٢٩٩ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ١.

(٥) الفقيه ٢ : ١٨١ ح ٨٠٨ ، المحاسن : ٣٥٦ ح ٦٠ ، الأمان : ٥٣ ، الوسائل ٨ : ٣٠٠ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ٤.

(٦) الكافي ٨ : ٣٠٣ ح ٤٦٥ ، الفقيه ٢ : ١٨١ ح ٨٠٩ ، المحاسن : ٣٥٦ ح ٥٦ ، الوسائل ٨ : ٣٠٠ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ٥.

٤٤٥

وعن الكاظم عليه‌السلام : لعن رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة : الأكل زاده وحده ، والنائم في بيت وحده ، والراكب في الفلاة وحده» (١).

وعن الصادق عليه‌السلام : «البائتُ في البيت وَحدَه شيطان ، والاثنان لمّة ، والثلاثة انس» (٢) واللمّة بالضمّ والتشديد : الصحابة (٣).

وعنه عليه‌السلام أيضاً : «الواحد شيطان ، والاثنان شيطانان ، والثلاثة صَحب ، والأربعة رفقة» (٤).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أحبّ الصحابة إلى الله أربعة ، وما زاد قوم على سبعة إلا كثر لغطهم» (٥).

وعن الكاظم عليه‌السلام : «من خرج في سفر وحده فليقل : ما شاء الله ، لا حول ولا قوّة إلا بالله ، اللهمّ آنس وحشتي ، وأعنّي على وحدتي ، وأدّ غيبتي» (٦).

خامس عشرها : المحافظة على مكارم الأخلاق في السفر ، فعن الباقر عليه‌السلام ، أنّه كان يقول : «ما يُعبأ بمن يَؤمّ هذا البيت إذا لم تكن فيه ثلاث خصال : خُلق يخالق به من صحبه ، أو حلم يملك به من غضبه ، أو ورع يحجزه عن محارم الله تعالى» (٧).

وعن الصادق عليه‌السلام : «وَطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في

__________________

(١) الفقيه ٢ : ١٨١ ح ٨١٠ ، فقه الرضا (ع) : ٣٥٥ ، الوسائل ٨ : ٣٠٠ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ٥.

(٢) الفقيه ٢ : ١٨٣ ح ٨١٩ ، المحاسن : ٣٥٦ ح ٥٩ ، الوسائل ٨ : ٣٠١ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ١٠.

(٣) انظر القاموس المحيط ٤ : ١٧٩.

(٤) الكافي ٨ : ٣٠٢ ح ٤٦٣ ، الفقيه ٢ : ١٨٢ ح ٨١١ ، المحاسن : ٣٥٦ ح ٥٨ ، الوسائل ٨ : ٣٠١ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ٨.

(٥) الكافي ٨ : ٣٠٣ ح ٤٦٤ ، الفقيه ٢ : ١٨٣ ح ٨٢٠ ، الخصال : ٢٣٨ ح ٨٢ ، الوسائل ٨ : ٢٩٩ أبواب آداب السفر ب ٣٠ ح ٣.

(٦) الكافي ٤ : ٢٨٨ ح ١٤ ، الفقيه ٢ : ١٨١ ح ٨٠٧ ، تفسير نور الثقلين ٣ : ٢٦٢ ح ٨٦ ، الوسائل ٨ : ٢٨٩ أبواب آداب السفر ب ٢٥ ح ١.

(٧) الكافي ٤ : ٢٨٥ ح ١ ، الفقيه ٢ : ١٧٩ ح ٨٠٠ ، التهذيب ٥ : ٤٤٥ ح ١٥٤٩ ، الوسائل ٨ : ٤٠٣ أبواب أحكام العِشرة ب ٢ ح ٥.

٤٤٦

حسن خلقك ، وكفّ لسانك ، واكظم غيظك ، وأقلّ لغوك ، وتفرش عفوك ، وتسخي نفسك» (١).

وعن الصادق عليه‌السلام أيضاً : «أنّ لقمان قال لابنه : يا بنيّ إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأُمورهم ، وأكثر التبسّم في وجوههم ، وكن كريماً على زادك بينهم ، وإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوا بك فأعنهم ، واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة ، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد ، وإذا استشهدوك على الحقّ فاشهد لهم ، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ، ثمَّ لا تعزم حتّى تثبّت وتنظر ، ولا تُجب في مشورة حتّى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلّي وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك ، فإنّ من لم يمحض النُّصح لمن استشاره سلبه الله رأيه ، ونزع منه الأمانة ، وإذا رأيتَ أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، وإذا تصدّقوا أو أعطوا قرضاً فأعط معهم ، واستمع لمن هو أكبر منك سنّاً ، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئاً فقل : نعم ، ولا تقل : لا ، فإنّ «لا» عَيّ ولوم.

وإذا تحيّرتم في الطريق فانزلوا ، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتأمروا ، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ، ولا تسترشدوه ، فإنّ الشخص الواحد في الفلاة مريب ، لعلّه يكون عيناً للصوص ، أو يكون هو الشيطان الذي حيّركم ، واحذروا الشخصين أيضاً إلا أن تروا ما لا أرى ، فإنّ العاقل إذا بصر بعينه شيئاً عرف الحقّ منه. والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

يا بنيّ إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشي‌ء ، صلّها واسترح منها ، فإنّها دَين ، وصلّ في جماعة ولو على رأس زجّ يعني الحديد في طرف الرمح (٢) ولا تنامنّ على دابّتك فإنّ ذلك سريع في دبرها ، وليس ذلك من فعل الحكماء ، إلا أن تكون في محمل يمكنك فيه التمدّد لاسترخاء المفاصل. وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك ، وابدأ

__________________

(١) الكافي ٤ : ٢٨٦ ح ٣ ، الوسائل ٨ : ٤٠٢ أبواب أحكام العشرة ب ٢ ح ٢.

(٢) انظر المصباح المنير : ٢٥١ ، ومجمع البحرين ٢ : ٣٠٤.

٤٤٧

بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك ، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لوناً ، وألينها تربة ، وأكثرها عشباً. فإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس ، وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المدى في الأرض ، وإذا ارتحلت فصلّ ركعتين ، ثمّ ودّع الأرض الّتي حللت بها ، وسلّم عليها وعلى أهلها ، فإنّ لكلّ بقعة أهلاً من الملائكة ، وإن استطعتَ أن لا تأكل طعاماً حتّى تبدأ فتتصدّق منه فافعل. وعليك بقراءة كتاب الله تعالى ما دُمت راكباً ، وعليك بالتسبيح ما دمتَ عاملاً عملاً ، وعليك بالدعاء ما دُمت خالياً ، وإيّاك والسير في أوّل الليل ، وسر في أخره ، وإيّاك ورفع الصوت في سيرك» (١).

سادس عشرها : توديع المسافر وتشييعه وإعانته ، فعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان إذا ودّع المؤمنين قال : «زوّدكم الله التقوى ، ووجّهكم إلى كلّ خير ، وقضى لكم كلّ حاجة ، وسلم لكم دينكم ودنياكم ، وردّكم سالمين إلى سالمين» (٢).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان إذا ودّع مسافراً أخذ بيده ثمّ قال : «أحسن الله لك الصحابة ، وأكمل لك المعونة ، وسهّل لك الحزونة ، وقرّب لك البعيد ، وكفاك المُهم ، وحفظَ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ، ووجّهك لكلّ خير ، عليكَ بتقوى الله ، استودع الله نفسك ، سِر على بركة الله» (٣).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أعان مؤمناً مسافراً ، نفّس الله عنه ثلاثاً وسبعين كُربة ، وأجاره في الدنيا والآخرة من الهمّ والغمّ ، ونفّس عنه كربه العظيم يوم يغصّ الناس بأنفاسهم» (٤).

وعن الباقر عليه‌السلام : «من خلف حاجّاً في أهله بخير ، كان له كأجره ، كأنّه

__________________

(١) الكافي ٨ : ٣٤٨ ح ٥٤٧ ، الفقيه ٢ : ١٩٤ ح ٨٨٤ ، المحاسن : ٣٧٥ ح ١٤٥ ، الأمان : ٩٩ ، الوسائل ٨ : ٣٢٣ أبواب آداب السفر ب ٥٢ ح ٢١.

(٢) الفقيه ٢ : ١٨٠ ح ٨٠٥ ، المحاسن : ٣٥٤ ح ٤٦ ، الوسائل ٨ : ٢٩٧ أبواب آداب السفر ب ٢٩ ح ١.

(٣) الفقيه ٢ : ١٨٠ ح ٨٠٦ ، المحاسن : ٣٥٤ ح ٤٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٨ أبواب آداب السفر ب ٢٩ ح ٢.

(٤) الفقيه ٢ : ١٩٢ ح ٨٧٥ ، المحاسن : ٣٦٢ ح ٩٥ ، ٩٦ ، الوسائل ٨ : ٣١٤ أبواب آداب السفر ب ٤٦ ح ١.

٤٤٨

يستلم الأحجار» (١).

سابع عشرها : اختيار الأيّام السالمة من النحوسة من الأُسبوع ، وهي السبت ، والثلاثاء ، والخميس ، والجمعة ، فعن الصادق عليه‌السلام : «من كان مسافراً فليسافر يوم السبت ، فلو أنّ حجراً زالَ عن جبلٍ يوم السبت لردّه الله تعالى إلى مكانه ، ومن تعذّرت عليه الحوائج ، فليطلبها يوم الثلاثاء ، فإنّه اليوم الّذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه‌السلام» (٢).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «بارك الله لأُمّتي في بكورها يوم سبتها وخميسها» (٣).

وعن الصادق عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) : «إنّ الصلاة صلاة الجمعة ، والانتشار يوم السبت» (٤).

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه كان يُسافر يوم الخميس (٥).

وعن الرضا عليه‌السلام أنّه قال لمن أراد الخروج يوم الاثنين : «إنّي أُحبّ أن تخرج يوم الخميس» (٦). وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنّ يوم الخميس يوم يُحبّه الله ورسوله ، ألان الله فيه الحديد لداود عليه‌السلام» (٧). وهو محمول على التقيّة ، أو أنّه كانت الاثنان.

__________________

(١) المحاسن : ٧٠ ح ١٤١ ، الوسائل ٨ : ٣١٥ أبواب آداب السفر ب ٤٧ ح ١ ، البحار ٩٩ : ٣٨٧ ح ١.

(٢) الكافي ٨ : ١٤٣ ح ١٠٩ ، الفقيه ٢ : ١٧٣ ح ٧٦٦ ، الخصال ٢ : ٣٨٦ ، المحاسن : ٣٤٥ ح ٧ ، الأمان : ٣٠ ، الوسائل ٨ : ٢٥٣ أبواب آداب السفر ب ٣ ح ٣ ، وب ٤ ح ٢ ، البحار ٩٧ : ١٠٢ ح ١ ، ٨.

(٣) الفقيه ٤ : ٢٧١ ح ٨٢٨ ، الأمان : ٣٠ ، الوسائل ٨ : ٢٥٣ أبواب آداب السفر ب ٣ ح ٦.

(٤) الفقيه ٢ : ١٧٤ ح ٧٧٤ ، عيون أخبار الرضا (ع) ٢ : ٤٢ ح ١٤٦ ، الخصال : ٣٩٣ ح ٩٦ ، المحاسن : ٣٤٦ ح ٨ ، الوسائل ٨ : ٢٥٢ أبواب آداب السفر ب ٣ ح ١. والآية ١٠ من سورة الجمعة.

(٥) الفقيه ٢ : ١٧٣ ح ٧٦٨ ، الأمان : ٣٠ ، الوسائل ٨ : ٢٥٩ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ١ ، البحار ٥٦ : ٤٧ ح ١.

(٦) المحاسن : ٣٤٧ ح ١٥ ، الوسائل ٨ : ٢٦١ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ٩ ، البحار ٥٦ : ٣٩ ح ١٠.

(٧) قرب الإسناد : ٥٧ ، وفي الفقيه ٢ : ١٧٣ ح ٧٦٩ صدر الحديث ، الأمان : ٣٠ ، الوسائل ٨ : ٢٦١ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ١١.

٤٤٩

وعن الصادق عليه‌السلام : «لا بأس بالخروج ليلة الجمعة» (١).

وعنه عليه‌السلام أيضاً : «يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة ، من أجل الصلاة ، فأمّا بعد الصلاة فجائز» (٢) وعليه يُحمل النهي المطلق.

ورُوي مرسلاً كراهة الخروج من بلاد المعصومين يوم الخميس (٣) ، وهو موافق لاعتبار ما دلّ بظاهره على تخصيص السبت بما بعد طلوع الشمس (٤).

وأسلم الأيّام وأرجحها يوم السبت والثلاثاء ، وقريب منهما يوم الخميس. وأمّا ليلة الجمعة وعقيب صلاة الجمعة ، فما ورد فيها رخصة (٥) ، ولا يفيد الرجحان.

ثامن عشرها : تجنّب الأيّام النحسة من الأُسبوع ، وهي : يوم الأحد ، روي : أنّ له حدّا كحدّ السيف (٦).

وعن الصادق عليه‌السلام : «السبت لنا ، والأحد لبني أُميّة» (٧).

ويوم الاثنين [عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال لجماعة أرادوا الخروج يوم الاثنين] «كأنّكم طلبتم بركةَ يوم الاثنين؟ فقالوا : نعم ، فقال : «وأيّ يوم أعظم شؤماً من يوم الاثنين ، يوم فقدنا فيه نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وانقطع فيه الوحي ، لا تخرجوا ، واخرجوا يوم الثلاثاء» (٨). وورد نحوه في غير واحد من الأخبار (٩).

__________________

(١) الفقيه ٢ : ١٧٣ ح ٧٦٧ ، المحاسن : ٣٤٧ ح ١٧ ، الأمان : ٣٠ ، الوسائل ٨ : ٢٦٠ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ٣.

(٢) الفقيه ١ : ٢٧٣ ح ١٢٥١ ، الخصال : ٣٩٣ ح ٩٥ ، الوسائل ٨ : ٢٦٠ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ٤.

(٣) التهذيب ٦ : ١٠٧ ح ١٨٨ ، الوسائل ١٠ : ٤٢٦ أبواب المزار ب ٧٨ ح ١.

(٤) الفقيه ٢ : ١٧٤ ح ٧٧٣ ، الوسائل ٨ : ٢٥٣ أبواب آداب السفر ب ٣ ح ٤.

(٥) انظر الفقيه ١ : ٢٧٣ ح ١٢٥١ ، والخصال ٢ : ٣٩٣ ح ٩٥ ، والمحاسن ٢ : ٣٤٧ ح ١٧ ، والوسائل ٨ : ٢٦٠ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ٣ ـ ٤.

(٦) الفقيه ١ : ٢٧٤ ح ١٢٥٤ بتفاوت ، الخصال ٢ : ٣٨٣ ح ٦١ ، الوسائل ٨ : ٢٦٠ أبواب آداب السفر ب ٧ ح ٧.

(٧) الفقيه ٢ : ١٧٤ ح ٧٧٥ ، المحاسن ٢ : ٣٤٦ ح ٨ ، الوسائل ٨ : ٢٥٣ أبواب آداب السفر ب ٣ ح ٢ ، ٥.

(٨) الكافي ٨ : ٣١٤ ح ٤٩٢ ، الفقيه ٢ : ١٧٤ ح ٧٧٧ ، المحاسن : ٣٤٧ ح ١٦ ، الوسائل ٨ : ٢٥٤ أبواب آداب السفر ب ٤ ح ١ ، البحار ٥٦ : ٢٦ ، ٤٠. وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(٩) الخصال ٢ : ٣٨٥ ح ٦٧ ، المحاسن ٢ : ٣٤٧ ح ١٥ ـ ١٦ ، قرب الإسناد : ٢٩٩ ح ١١٧٧ ، الوسائل ٨ : ٢٥٥ أبواب آداب السفر ب ٤ ح ٣ ، ٦ ، البحار ٥٦ : ٤٠ ح ١ ، ١٠ ، ١١.

٤٥٠

وما دلّ على الخلاف (١) موافق لمذهب أهل الخلاف.

وعن العسكري عليه‌السلام : أنّه قال لمن كره الخروج يوم الاثنين : «من أحبّ أن يقيه الله شرّ يوم الاثنين ، فليقرأ في أوّل ركعة من صلاة الغداة سورة هل أتى» (٢).

ويوم الأربعاء ، فقد روي في كراهة السفر فيه عدّة روايات ، خصوصاً آخر أربعاء في الشهر (٣).

تاسع عشرها : اختيار الأيّام السالمة من النحوسة من الشهور :

منها : اليوم الأوّل ؛ فعن الصادق عليه‌السلام : أنّه يوم مُبارك لطلب الحوائج ، وطلب العلم ، والتزويج ، والسفر ، والبيع ، والشراء ، والزراعة (٤).

ومنها : اليوم الثاني ؛ فعن الصادق عليه‌السلام : أنّه يصلح للتّزويج ، والسفر ، وطلب الحوائج ، والتحويل ، والشراء ، والبيع (٥).

ومنها : اليوم السادس ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه صالح للتّزويج ، ومن سافر فيه في برّ أو بحر رجع بما يُحبّ ، ويصلح لطلب الحوائج ، والسفر ، والبيع ، والشراء (٦).

ومنها : اليوم السابع ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه صالح لجميع الأُمور ، مُبارك مُختار يصلح لكلّ ما يُراد ، فيه ركب نوح السفينة ؛ فاركب البحر ، وسافر في البرّ ، واعمل ما شئت ، فإنّه يوم عظيم البركة (٧).

ومنها : اليوم التاسع ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم خفيف صالح لكلّ أمر تريده ، فابدأ فيه بالعمل ، ومن سافر فيه رُزق مالاً ، ويرى في سفره كلّ خير ، وأنّه يوم صالح محمود مبارك يصلح للحوائج وجميع الأعمال (٨).

__________________

(١) الخصال : ٣٨٤ ح ٦٢ ، اختيار معرفة الرجال ٢ : ٨٢٦ ، الوسائل ٨ : ٢٥٥ أبواب آداب السفر ب ٤ ، ٦ ، ٧ ، البحار ٥٦ : ٣٩ ح ٧.

(٢) أمالي الطوسي : ٢٢٤ ح ٣٨٩ ، الوسائل ٨ : ٢٥٥ أبواب آداب السفر ب ٤ ح ٤.

(٣) عيون أخبار الرضا (ع) ١ : ٢٤٧ ، علل الشرائع : ٥٩٧ ، الخصال : ٣٨٨ ، الأمان : ٣٢ ، ٣٨ ، الوسائل ٨ : ٢٥٦ أبواب آداب السفر ب ٥.

(٤) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ح ١ ، ٢.

(٥) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ح ١ ، ٢.

(٦) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ح ١ ، ٢.

(٧) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ح ١ ، ٢.

(٨) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٧ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ح ١ ، ٢.

٤٥١

ومنها : اليوم العاشر ، فعنه عليه‌السلام : أنّه وُلِد فيه نوح عليه‌السلام ، يصلح للبيع والشراء والسفر ، وهو صالح لكلّ حاجة سوى الدخول على السلطان ، وصالح لابتداء العمل ، رفع الله فيه إدريس مكاناً عليّاً (١).

ومنها : اليوم الحادي عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه صالح لابتداء العمل ، والبيع ، والشراء ، والسفر ، ولجميع الحوائج ، ما عدا الدخول على السلطان ، والمعاملة ، والقرض (٢).

ومنها : اليوم الثاني عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح للتّزويج ، وفتح الحوانيت ، وركوب البحر ، والبيع ، والشراء ، وفيه قضى موسى الأجل ، فاطلبوا فيه حوائجكم (٣).

ومنها : اليوم الرابع عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح لكلّ شي‌ء ، وهو جيّد لطلب العلم ، والبيع ، والشراء ، والسفر ، وركوب البحر ، ولطلب الحوائج ، وكلّ عمل (٤).

ومنها : اليوم الخامس عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم سعيد صالح لكلّ حاجة ، ولكلّ الأُمور ، فاطلبوا فيه حوائجكم ، فإنّها تُقضى ، وصالح لكلّ عمل ، إلا من أراد أن يقرض أو يقترض (٥).

ومنها : اليوم السابع عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح مختار محمود صافٍ ، فاطلبوا فيه ما شئتم ، وتزوّجوا ، وبيعوا ، واشتروا ، وازرعوا (٦). وفي رواية أُخرى : أنّه متوسّط تَحذر فيه المنازعة والقرض ، ثقيل ، فلا تلتمس فيه حاجة (٧).

ومنها : اليوم الثامن عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم سعيد مختار صالح لكلّ شي‌ء ، من بيع ، وشراء ، وزرع ، وسفر ، وطلب الحوائج ، والتزويج (٨).

ومنها : اليوم التاسع عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم سعيد صالح للسفر ، والمعاش ، وطلب الحوائج ، وطلب العلم ، ولكلّ عمل (٩).

__________________

(١ ـ ٩) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٨٤ ـ ١١٣ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ، ٢٨ ، البحار ٥٦ : ٦٣ ـ ٧٨.

٤٥٢

ومنها : اليوم العشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم جيّد مُختار للحوائج ، والسفر ، صالح ، مسعود ، ومبارك (١) وفي رواية : متوسّط صالح للسفر والحوائج.

ومنها : اليوم الثاني والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح لقضاء الحوائج ، والبيع ، والشراء ، والسفر ، والصدقة ، سعيد ، مُبارك ، مُختار لما تُريد من الأعمال ، فاعمل فيه ما شئت ، والمريض فيه يبرأ سريعاً ، والمسافر فيه يرجع مُعافاً (٢).

ومنها : اليوم الثالث والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح لطلب الحوائج ، والتجارة ، والتزويج ، ومن سافر فيه غنم ، وأصاب خيراً ، مُختار ، جيّد ، خاصّة للتزويج والتجارات ، سعيد مبارك لكلّ ما تريد ، للسفر ، والتحويل من مكان إلى مكان ، وهو جيّد للحوائج (٣).

ومنها : اليوم السادس والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح للسّفر ، ولكلّ أمر يُراد ، سوى التزويج (٤) ، وفي رواية : سوى التزويج والسفر ، وعليكم بالصدقة (٥) ، وفي أُخرى : يوم صالح متوسّط للشراء ، والبيع ، والسفر ، وقضاء الحوائج (٦).

ومنها : اليوم السابع والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام ؛ أنّه يوم صالح لكلّ أمر ، جيّد مختار للحوائج ، وكلّ ما يُراد ، صافٍ مبارك من النحوس ، صالح للحوائج إلى السلطان وإلى الإخوان وإلى السفر إلى البلدان ، فالقَ فيه من شئت ، وسافر فيه إلى حيث أردت (٧).

ومنها : اليوم الثامن والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه صالح لكلّ أمر ، مبارك سعيد (٨).

ومنها : اليوم التاسع والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح لكلّ أمر ، ومن سافر فيه أصاب مالاً جزيلاً ، مختار جيّد لكلّ حاجة ، مُبارك سعيد ، قريب الأمر ،

__________________

(١ و ٢) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٨٤ ـ ١١٣ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧ ، ٢٨ ، البحار ٥٦ : ٦٣ ـ ٧٨.

 (٣ ـ ٨) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ١٢٨ ـ ١٤٤ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

٤٥٣

يصلح للحوائج والتصرّف فيها (١).

ومنها : اليوم الثلاثون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم جيّد للبيع ، والشراء ، والتزويج ، سعيد مُبارك يصلح لكلّ حاجة تُلتَمس ، مختار جيّد لكلّ شي‌ء ، ولكلّ حاجة ، منجح ، مفلح ، مفرّج ، فاعمل فيه ما شئت ، والقَ فيه من أردت ، وخذ ، وأعط ، وسافر ، وانتقل ، وبع ، واشتر ، فإنّه صالح لكلّ ما تُريد ، موافق لكلّ ما تعمل (٢).

وهذه الأيّام المذكورة منها ما هو خالٍ عن شبهة النحوسات. ومنها : ما فيه ذلك ، كالعاشر بالنسبة إلى الدخول على السلطان ، والحادي عشر بالنسبة إلى الدخول على السلطان ، والمعاملة ، والقرض ، والخامس عشر بالنسبة إلى من أراد أن يقرض أو يقترض ، والسابع عشر لما في بعض الروايات من أنّه متوسّط تحذر فيه المنازعة ، والقرض ثقيل فلا تلتمس فيه حاجة ، والسادس والعشرون بالنسبة إلى التزويج ، وفي رواية إلحاق السفر به (٣).

العشرون : تجنّب الأيّام النحسة من الشهور :

منها : اليوم الثالث ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نحس (٤) مستمرّ ، فاتّقِ فيه البيع ، والشراء ، وطلب الحوائج ، والمعاملة ، فإنّه لا يصلح لشي‌ء ، قد قتلَ فيه قابيل هابيل ، لا تسافر ، ولا تعمل عملاً ، ولا تلقى فيه أحداً (٥).

ومنها : اليوم الرابع ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح للزرع ، والصيد ، والبناء ، والتزويج ، ويُكره فيه السفر ، فمن سافر فيه خِيفَ عليه القتل والسلب أو بلاء يصيبه (٦).

ومنها : اليوم الخامس ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس مُستمرّ عليه عسر لا خير فيه ، فاستعذ بالله من شرّه ، فلا تعمل فيه عملاً ، ولا تخرج من منزلك (٧).

ومنها : اليوم الثامن ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم صالح لكلّ حاجة من بيعٍ أو شراءٍ ،

__________________

(١ ـ٣) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ١٢٨ ـ ١٤٤ ، الوسائل ٨ : ٢٩٤ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

(٤ ـ ٧) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٦٠ ـ ١٢٥ ، الوسائل ٨ : ٢٩٣ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

٤٥٤

ويُكره فيه ركوب البحر والسفر في البرّ ، ويصلح لكلّ حاجة سوى السفر ، فإنّه يكره فيه برّاً أو بحراً (١).

ومنها : اليوم الثالث عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس ، فاتّق فيه المنازعة والخصومة وكلّ أمرٍ ، واتّق فيه جميع الأعمال ، واستعذ بالله من شرّه ، ولا تطلب فيه الحاجة ، فإنّه يوم مذموم (٢).

ومنها : السادس عشر ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس لا يصلح لشي‌ء سوى الأبنية ، ومن سافر فيه هلك ، مذموم لا خير فيه ، فلا تسافر فيه ، ولا تطلب فيه حاجة ، واستعذ بالله من شرّه (٣).

ومنها : الحادي والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس ، فلا تطلب فيه حاجة ، ومن سافر فيه خِيف عليه ، فاستعذ بالله من شرّه (٤).

ومنها : الرابع والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس مستمرّ ، مَشوم ، مَكروه لكلّ حال وعمل ، فاحذره ، ولا تعمل فيه عملاً ، ولا تلقَ فيه أحداً ، واقعد في منزلك ، واستعذ بالله من شرّه ، ولا تطلب فيه أمراً من الأُمور ، فقد ولد فيه فرعون (٥).

ومنها : الخامس والعشرون ؛ فعنه عليه‌السلام : أنّه يوم نَحس ، فاحفظ نفسك منه ، ولا تطلب فيه حاجةً ، فإنّه يوم شديد البلاء ، ردي‌ء مذموم ، يحذر فيه من كلّ شي‌ء ، مكروه ، ثقيل ، نكد ، فلا تطلب فيه حاجةً ، ولا تسافر فيه ، واقعد في منزلك ، واستعذ بالله من شرّه (٦).

وأشدّها كراهةً الكواملُ ، وهي سبعة : الثالث ، والخامس ، والثالث عشر ، والسادس عشر ، والحادي والعشرون ، والرابع والعشرون ، والخامس والعشرون.

وقد نظمها بعضهم فقال :

توقّ من الأيّام سبعاً كواملاً

ولا تتّخذ فيهنّ عُرساً ولا سفر

ولا تحفرن بئراً ولا دار تشتري

ولا تقرب السلطان فالحذر الحذر

__________________

(١ ـ ٦) مكارم الأخلاق : ٤٧٤ ، الدروع الواقية : ٦٠ ـ ١٢٥ ، الوسائل ٨ : ٢٩٣ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

٤٥٥

ولبسك للثوب الجديد فخلّه

ونكحك للنّسوان ، وغرسك للشّجر

ثلاثاً وخمساً ثمّ ثالث عشرها

ومن بعدها يا صاحِ فالسادس العشر

وحادي والعشرون حاذر شرّها

ورابع والعشرون والخمس في الأثر

وكلّ أربعاء لا تعود فإنّها

كأيّام عاد لا تبقي ولا تذر

رويناه عن بحر العلوم بهمّة

عليّ بن عمّ المصطفى سيّد البشر (١)

ونظمها بعضهم بأخصر من ذلك فقال :

محبّك يرعى هواك فهل

تعود ليالٍ بضدّ الأُول

فمنقوطها نحس كلّه

ومهملها قلّ عليه العمل (٢)

وروي عن الصادق عليه‌السلام : أنّ في السنة اثنى عشر يوماً نحسات ، في كلّ شهر منها يوم ، من اجتنبها نجا ، ومن زلّ فيها هوى ، ففي المحرّم الثاني والعشرون ، وفي صفر العاشر ، وفي ربيع الأوّل الرابع ، وفي ربيع الثاني الثامن والعشرون ، وفي جمادى الأُولى الثامن والعشرون ، وفي جُمَادَى الثانية الثاني عشر ، وفي رجب الثاني عشر ، وفي شعبان السادس والعشرون ، وفي رمضان الرابع والعشرون ، وفي شوّال الثاني ، وفي ذي القعدة الثامن والعشرون ، وفي ذي الحجّة الثامن (٣).

وروى عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : أنّها أربعة وعشرون ، في كلّ شهر يومان ، ففي المحرّم الحادي عشر والرابع عشر ، وفي صفر الأوّل منه والعشرون ، وفي ربيع الأوّل العاشر والعشرون ، وفي ربيع الثاني الأوّل والحادي عشر ، وفي جُمادى الأُولى العاشر والحادي عشر ، وفي جُمادى الثانية الأوّل والحادي عشر ، وفي رجب الحادي عشر والثالث عشر ، وفي شعبان الثاني عشر والسادس والعشرون ، وفي شهر رمضان العشرون والثالث ، وفي شوّال السادس والثامن ، وفي ذي القعدة

__________________

(١) أورده في البحار ٥٦ : ٥٥ ، والحدائق الناضرة ١٤ : ٣١.

(٢) أورده في الحدائق الناضرة ١٤ : ٣٢.

(٣) البحار ٥٦ : ٥٤ ، مستدرك الوسائل ٨ : ٢٠٥ أبواب آداب السفر ب ٢١ ح ٨ ، بتفاوت.

٤٥٦

السادس والعاشر ، وفي ذي الحجّة العشرون والثامن ، وهذان الطريقان رواهما بعضُ العلماء (١).

وروى في بعض الأخبار : «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» (٢). ولعلّ المراد ينبغي التوكّل على الله تعالى ، ورفع النظر ، فلا منافاة في البين.

ويكره السفرُ والقمرُ في العقرب ؛ فعن الصادق عليه‌السلام : «من سافر أو تزوّج والقمر في العقرب لم يرَ الحُسنى» (٣).

والظاهر أنّ المُراد من العَقرب البرج دون الصورة.

ولا بدّ بعد الفراغ من الكلام في هذا المقام من إمعان النظر في عِدّة أُمور :

أحدها : أنّ ما تعلّق به السعد والنحس من الأيّام لا تدخل فيه الليالي ، ولا يخرج منه ما بعد الزوال مطلقاً ، ولا خصوص ما بين غروب الشمس إلى غروب الحُمرة المشرقيّة ، ولا ما بين الفجر إلى طلوع الشمس ؛ فالليالي مسكوت عنها ، فتبقى على أصل عدم الكراهة.

ثانيها : أنّ المراد من السفر ما يُسمّى سفراً عُرفاً ، فلا فرقَ بين ما فيه القصر وغيره ، فيجري بالنسبة إلى من فرضهم التمام ، والخارج من دار الإقامة ، ومحلّ التردّد ثلاثين يوماً مبتدءاً في السفر على الأظهر ، والخارج متردّداً يأخذ بالاحتياط ، فيجري عليه حكم السفر.

ثالثها : أنّ احتساب مبدأ السفَر من الخروج من منزله ، دون المحلّة والبلد ، ومحلّ الترخّص على الأظهر.

ولا ترتفع الكراهة ولا يثبت الرجحان بخروج دابّة أو رحل (٤) أو أسباب.

__________________

(١) رواهما الفيض الكاشاني في تقويم المحسنين على ما في الحدائق ١٤ : ٤٠.

(٢) معاني الأخبار : ١٢٣ ، الخصال ٢ : ٣٩٦ ، دعائم الإسلام ٢ : ١٤٥ ، تفسير نور الثقلين ٥ : ٣٢٦ ح ٤٠ ، البحار ٥٦ : ٢٠ ح ٣.

(٣) الكافي ٨ : ٢٧٥ ح ٤١٦ ، الفقيه ٢ : ١٧٤ ح ٧٧٨ ، المحاسن : ٣٤٧ ح ٢٠ ، الوسائل ٨ : ٢٦٦ أبواب آداب السفر ب ١١ ح ١.

(٤) في «ح» : رجل.

٤٥٧

رابعها : أنّ المدار في الشهور على العربيّة ؛ لظاهر الإطلاق. وفي بعض الأخبار : ما يظهر منه اعتبارُ الفارسيّة (١) ، والأولى تجنّب الأمرين معاً.

خامسها : أنّه يظهر من بعض ما ظاهره التعليل بولادة شريف كنوح وضدّه كولادة فرعون ، وحدوث ذنب عظيم ، كقتل قابيل هابيل ؛ (٢) أنّه يجري الحكم في كلّ ما وقع فيه مثل ذلك ، بل ربّما يتمشّى في الأوقات الشريفة وأضدادها.

سادسها : أنّ ما فيه الحرق والغرق وإصابة المال والخير وبرء المريض (٣) منزّل على الغالب ، أو على الاقتضاء ، ما لم يمنع مانع ، أو على أنّ ذلك متمّم للسبب ؛ لأنّا نرى تخلّف ذلك في كثير من الأوقات.

سابعها : أنّ المَدار على الأيّام والشهور على محلّ الخروج ، فلا يضرّ اختلافها باختلاف الأقاليم ، فمصادفة أيّام السعد في غير محلّ الخروج لا تنفع ، وكذا مصادفة أيّام النحس لا تضرّ.

والإشكال هنا يحتاج إلى التوجيه على نحو سائر الأوقات الشريفة وخلافها ، بخلاف ما تعلّق به فعل خاصّ ، كليلة القدر مع الحكم بنزول القرآن فيها ونحوها ، فإنّها مُحتاجة إلى ذلك.

ثامنها : أنّ الأخبار الضعيفة ، وأقوال بعض العلماء أولى بالاعتبار منها في أدلّة السنن ؛ لأنّ رجحان الاحتياط فيها واضح لا تعارضه شبهة التشريع إلا على وجه ضعيف. ومثل ذلك يجري في كلام المنجّمين ، وأحكام الأعوام ، ودعاوي النساء ، ولا سيّما العجائز ، والتفألات والتطيّرات. والطيرة المنهي عنها في الأخبار متعلّقة بمن يعتمد على ذلك ويحكم به.

تاسعها : أنّه لو عارضها راجح أقوى منها ، لغا اعتبارها ، كطاعة الوالدين ، أو حجّ ، أو زيارة مع ضيق الوقت. ولو قلنا بارتفاع النحوسة مطلقاً في طُرق الطاعات لارتفاعها بالعناية من ربّ العالمين ، أو باصطحاب الملائكة الحافظين ، لم يكن بعيداً.

__________________

(١) الدروع الواقية : ٥٤ ، البحار ٩٤ : ١٣٥ ـ ١٨٤.

(٢) الدروع الواقية : ٦٤ ، ٢٤٠ ، الوسائل ٨ : ٢٩٣ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

(٣) الدروع الواقية : ٦٤ ، ٢٤٠ ، الوسائل ٨ : ٢٩٣ أبواب آداب السفر ب ٢٧.

٤٥٨

عاشرها : أنّه لو جعل التعارض بينها ، قدّم ما هو أقوى دليلاً ، كنحوسات أيّام الأُسبوع على أيّام الشهر ، وما هو أشدّ ضرراً على الأضعف ، وما تعدّدت جهته على متّحد الجهة ، أو ما زاد تعدّده على مقابله. ومع تعارض التعدّد والقوّة فيه ، يؤخذ بالميزان.

حادي عشرها : أنّه لا يجب تجنّب النحوسة فيما رتّب الشارع عليها احتمال القتل ونحوه ؛ لأنّ هذا الاقتضاء لا يبعث على الخوف العُرفيّ الذي يوجب التجنّب.

ثاني عشرها : أنّ الظاهر من الأخبار أنّ الصدقة تدفع النحوسة (١) ، والظاهر أنّ ذلك منزّل على رفع شدّتها ، وإلا لم يبقَ لاعتبار الأوقات وجه ؛ إذ لا يوجد من لا يقدر على التصدّق بزبيبة أو شقّ تمرة ونحوهما.

ثالث عشرها : أنّ ما ذُكر من الاداب ، لأمن السنن الداخلة في العبادات ؛ فإنّ من الخطابات ما توجّهت بالأصالة في غير معاملة وحكم لترتّب المنافع الدنياويّة دون الأُخرويّة فتُعدّ من الاداب ؛ وقد تترتّب عليها الأُمور الأُخرويّة بسبب القصد والنيّة ، وهذه منها.

رابع عشرها : أنّه قد ورد : أنّه لا بأس بالعمل ببعض ما يترتّب عليه نحوسة كالأربعاء ، ردّاً على أهل الطيرة ؛. (٢) وربّما تسري الحال إلى الجميع. خامس عشرها : أنّه قد يقال : إنّه لا ينبغي الاصطحاب مع من خرج في يوم نَحس ، خصوصاً ، لو كان في سفينة ونحوها ، خوفاً من عموميّة الفساد. ولو أنّ شخصاً خرج من دون عزم سفر في يوم نحس ، ثمّ عنّ له السفر ، احتمل تعلّق الحكم به فيعود ، ثمّ يحتمل ملاحظة وقت عزمه.

سادس عشرها : أنّ ما فيه طيّ الأرض ، وضرب الملائكة وجوه الشياطين ، ولقاؤهم لهم ، وردف المَلَك والشيطان ، وقول : تغنّ وتمنّ ، وقول الله : عبدي يعلم

__________________

(١) الفقيه ٢ : ١٧٥ ح ٧٨٣ و ٧٨٤ ، المحاسن : ٣٤٨ ح ٢٢.

(٢) الفقيه ٢ : ١٧٣ ح ٧٧٠ ، الخصال : ٣٨٦ ح ٧٢ ، تحف العقول : ٣٥ ، الوسائل ٨ : ٢٦٢ أبواب آداب السفر ب ٨ ح ١ ، ٣ ، ٤.

٤٥٩

أنّه لا يغفر الذنوب غيري ، اشهدوا أنّي قد غفرت له ، وأنّ القارئ أثقل من الحديد ، ونحوها ممّا ورد في الأخبار (١) ، الظاهر بناؤه على التأويل ، والبناءُ على الظاهر في كلّها أو بعضها غيرُ بعيدٍ.

القسم الثاني : ما يتعلّق ببيان فضله

ويكفي فيه : تضمّنه الوفود على الله تعالى ، والوصول إلى بيته ، فهو ضيفه ، وحقّ الضيف على صاحب البيت ، والأخبار الدالّة عليه كثيرة :

أوّلها : ما رُوي عن أبي جعفر عليه‌السلام : أنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه ، لم يخط خطوةً في جهازه إلا كتب الله له عشرَ حسنات ، ومحا عنه عشرَ سيّئاتٍ ، ورفع له عشر درجاتٍ ، حتّى يفرغ من جهازه متى فرغ ؛ فإذا استقلّت به راحلتُه ، لم تضع خفّاً ولم ترفعه إلا كتبَ اللهُ له مِثلَ ذلك حتّى يقضي نسكه ، فإذا قضى نسكه ، غفر الله له ذنوبه ، وكان في شهر ذي الحجّة ، ومحرّم ، وصفر ، وربيع تكتب له الحسنات ؛ ولم تكتب عليه السيّئات إلا أن يأتي بموجبة ، فإذا مضت الأربعة أشهر خلط بالناس (٢).

ثانيها : ما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنّه قال لمن أراد الحجّ بعد أن قال له : إنّي أُريد الحجّ وأنا رجل مميّل ، فمُرني أن أصنع بمالي ما أبلغ به مثل أجر الحاجّ «انظر إلى أبي قبيس ، فلو أنّ أبا قبيس لك ذهبة حمراء فأنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاجّ ، إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ، ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسناتٍ ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ؛ فإذا ركب بعيره لم يرفع خفّاً ولم يضعه إلا كتب الله له مثل ذلك ؛ فإذا طافَ بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه». فعدّد

__________________

(١) تقدّمت في آداب ركوب الدابة ، وأُنظر المحاسن : ٦٢٨ ح ١٠٣ ، وثواب الأعمال : ٢٢٧ ح ١ ، وأمالي الصدوق : ٤١٠ ح ٣ ، وأمالي الطوسي ٢ : ١٢٨ ، والوسائل ٨ : ٢٨٢ أبواب آداب السفر ب ٢٠.

(٢) الكافي ٤ : ٢٥٤ ح ٩ ، التهذيب ٥ : ١٩ ح ٥٥ ، الوسائل ٨ : ٦٧ أبواب وجوب الحجّ ب ٣٨ ح ٨.

٤٦٠