المرصد الرابع
في معنى « الله أكبر »
قال : ( ومعنى « الله أكبر » : إثبات صفات الكمال له تعالى ).
أقول : أمّا إثباتها فيدلّ عليه ما مرّ عند ذكر عموم القدرة والعلم ، وأمّا كون هذه المعدودات كمالات فظاهرة ، والمراد أنّ البارئ سبحانه كامل لذات ؛ لا أنّه مكمل بهذه ، فإنّ هذه أمور اعتباريّة ذهنيّة لا تحقّق لها خارجا على المذهب الصحيح.
قوله : ( مثل الوجود والوجوب والقدرة والعلم والأزليّة والأبديّة والبقاء والسرمديّة والسمع والبصر والإدراك ).
أقول : أمّا تصوّر « الوجود » فضروريّ ، على خلاف فيه.
وأمّا « الوجوب » فإن نسب إلى موجود فهو تأكّد الوجود ، وإن نسب إلى معدوم فهو تأكّد العدم.
والدليل على ثبوتهما له تعالى حدوث العالم المفتقر بالضرورة إلى محدث ؛ لامتناع صدور فعل عن معدوم ، ولزوم التسلسل المحال لو كان ممكنا ؛ فثبت وجوده ووجوبه.
وأمّا « القدرة » و « العلم » فقد تقدّم إثباتهما.
وأمّا « الأزليّة » و « الأبديّة » و « البقاء » و « السرمديّة » فثبوتها له تعالى مستغن عن