بالعمل به ، بل اللازم حينئذ تحصيل الظنّ بالطريق خاصّة الخ (١) إلاّ أنّ صاحب الكفاية قدسسره في حاشيته على الرسائل على قول الشيخ قدسسره : وكأنّ المستدلّ توهّم أنّ مجرّد نصب الطريق الخ (٢) يظهر منه إنكار كون صاحب الفصول قائلاً بالصرف ، فراجع (٣). وعلى كلّ حال ، فسيأتي إن شاء الله تعالى عن شيخنا قدسسره في هذا التحرير ما لعلّه منافٍ لما حكي عنه هنا ، وذلك قوله : وكأنّ منشأ تخيّل المحقّق صاحب المقالة الخ (٤) ، فراجعه.
قوله : ولا يخفى أنّه على ما وجّهنا به كلامه يندفع غالب ما أورد عليه الشيخ قدسسره (٥) بقوله : وفيه أوّلاً : إمكان منع نصب الشارع طرقاً خاصّة للأحكام الواقعية وافية بها ، وإلاّ لكان وضوح تلك الطرق كالشمس في رابعة النهار ... الخ (٦).
لا يخفى أنّ نصب الطرق الخاصّة إلى الأحكام كجعل الأحكام ، فكما أنّ عدم العلم التفصيلي بها لا يدلّ على عدمها في الواقع ، فكذلك عدم وصول الطريق تفصيلاً لا يدلّ على عدمه في الواقع ، وإلاّ فكيف ادّعينا الانفتاح ، إذ لا فرق بين دعوى الانفتاح وهذه الدعوى ، فإن كلاً منهما راجع إلى دعوى العلم بالطرق المنصوبة ، غايته أنّ مدّعي الانفتاح يدّعي العلم بها تفصيلاً ، وأنّ الانفتاح إنّما
__________________
(١) الفصول الغروية : ٢٧٩.
(٢) فرائد الأُصول ١ : ٤٤٧.
(٣) حاشية كتاب فرائد الأُصول : ٨٩.
(٤) فوائد الأُصول ٣ : ٢٩٢.
(٥) فرائد الأُصول ١ : ٤٣٩.
(٦) فوائد الأُصول ٣ : ٢٨٣.