أي : بعد أن أصلحها الله ، بالأمر بالعدل ، وإرسال الرسل.
أو بعد أن أصلح الله أهلها ، بحذف مضاف.
١٧ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) [الأعراف : ٥٧] الآية.
قاله هنا : وفي الروم بلفظ المضارع.
وقال في : الفرقان وفاطر : أرسل بلفظ الماضي.
لأنّ ما هنا تقدّمه ذكر الخوف والطّمع في قوله تعالى : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) وهما للمستقبل.
وما في الروم ، تقدّمه التعبير بالمضارع مرّات في قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) الآية ، فناسب ذكر المضارع فيهما.
وما في الفرقان تقدّمه التعبير بالماضي مرّات ، في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) وتأخّر عنه ذلك في قوله (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) الآية.
وما في فاطر تقدّمه في أولها فاطر وجاعل وهما بمعنى الماضي ، فناسب ذكر الماضي في السورتين.
١٨ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) [الأعراف : ٥٨] الآية. قاله هنا بغير واو ، وقاله في هود والمؤمنون بواو. لأن ما هنا مستأنف لم يتقدّمه ذكر نبيّ ، وما في هود تقدّمه ذكر الأنبياء مرّة بعد أخرى ، وما في المؤمنين تقدّمه : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) وقوله : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) وكلّها بالواو ، فناسب ذكرها فيهما.
١٩ ـ قوله تعالى : (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ) [الأعراف : ٥٩] الآية.
قاله هنا في قصة نوح وهود بلا فاء ، لأنه خرج مخرج الابتداء وإن تضمّن الجواب ، كما في قوله تعالى : (قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها) بعد قوله : (قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) [العنكبوت : ٣٢].
وقاله في هود والمؤمنون بالفاء ، لأنه وقع جوابا لما قبله ، فناسبته الفاء.
فإن قلت : كيف وصف الملأ ب (الَّذِينَ كَفَرُوا) في قصة هود ، دون قصة نوح عليهما الصلاة والسّلام؟!