والقصر ضدّ الطول فهما متقابلان ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه (١) : [من البسيط]
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة |
|
لا يشتكى قصر منها ولا طول |
وقصرت كذا : جعلته قصيرا. والتّقصير : اسم للتّضييع. وقصرت كذا : ضممت بعضه إلى بعض. قيل ومنه القصر والجمع قصور.
قوله : (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ)(٢) قيل : هو القصر المعهود شبّهها بالقصر المبنيّ تهويلا. وإذا كانت الشررة التي تتعارف في الدنيا بهذا القدر فكيف بنارها؟ أعاذنا الله منها بمحمد وآله. وقيل : القصر اسم جنس لقصرة ، كقمح وقمحة. والقصرة : أصل الشجر مثل جمرة وجمر كذا نقل الراغب (٣). والمعروف أنّ ذلك قصر ـ بفتح الصاد ـ جمع قصرة. ثم اختلف في تفسيرها فقيل : هي أعناق الإبل وقيل : أصول الشجر. وقيل : كأعناق البخت. ويؤيده الحديث : «من كان له بالمدينة أصل فليتمسّك به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلا ولو قصرة» (٤) الرواية بفتح العين. وقرأ ابن عباس «كالقصر» بالفتح (٥) ، وفسّر بجميع ما تقدّم.
وقصرت الصلاة : جعلتها قصيرة بترك بعض أركانها ترخيصا. وقصرت اللقحة على فرسي : قصرت درّها عليه. وقصر السهم عن الهدف : أي لم يبلغه.
قوله : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ)(٦) معناه أنهنّ يقصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ فلا ينظرن إلى غيرهم رضى بأزواجهنّ. وقيل : معناه لا يمددن أعينهن إلى ما لا يجوز. وهذا المعنى مقول في حقّه «حور مقصورات» (٧) أي مخدّرات.
__________________
(١) البيت في حاشية الديوان : ٦ ، والبيت مذكور في جمهرة أشعار العرب : ٣٠٨ ، في البيت الثالث من «بانت سعاد».
(٢) ٣٢ / المرسلات : ٧٧.
(٣) المفردات : ٤٠٥.
(٤) النهاية : ٤ / ٦٨.
(٥) وقرأها سعيد بن جبير ورواها أبو حاتم (المحتسب : ٢ / ٣٤٦).
(٦) ٥٦ / الرحمن : ٥٥.
(٧) ٧٢ / الرحمن : ٥٥.