فلم ادع شيئا ممّا حضرني ذكره من هذا وشبهه إلا ذكرته ، فقال لي : إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت : وكيف أصنع؟ فقال : أصلح نفسك ثلاثا وأظنّه قال : وصم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبال ، فتشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ثم أنصفه ، وابدأ بنفسك وقل : اللهم ربّ السموات وربّ الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إن كان أبو مسروق جحد حقّا وادّعى باطلا فانزل عليه حسبانا من السماء وعذابا أليما ، ثم ردّ الدعوة عليه فقل : وإن جحد حقّا وادّعى باطلا فانزل عليه حسبانا من السماء وعذابا أليما ، ثم قال لي : فإنّك لا تلبث أن ترى ذلك فيه ، فو الله ما وجدت خلقا يجيبني إليه».
أقول : يستفاد من الرواية أنّ تفسير اولي الأمر بالأئمة المعصومين عليهمالسلام إنّما هو من التفسير بالمصداق الواقعيّ الحقيقيّ المنحصر فيهم ، وكذا في آية المودّة ، ولذلك أنّ الإمام عليهالسلام دعاهم إلى المباهلة .. وإنّما لم يجب أحد منهم.
وفي كتاب الغيبة للنعماني بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي ، عن علي عليهالسلام قال : «كنت أنا ادخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله كلّ يوم دخلة وكلّ ليلة دخلة ، يخليني فيها ، وقد علم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري ، وكنت إذا سألت أجابني وإذا سكتّ ابتدأني ، ودعا الله أن يحفظني ويفهمني فما نسيت شيئا أبدا منذ دعاني ، وإنّي قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا نبي الله ، إنّك منذ دعوت لي بما دعوت لم انس شيئا ممّا تعلّمني ، فلم تمليه عليّ؟ ولم تأمرني بكتبه؟ أتتخوف عليّ النسيان؟! فقال : يا أخي ، لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل ، وقد أخبرني الله عزوجل أنّه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعد ذلك ، فإنّما تكتبه لهم ، قلت : يا رسول الله ، ومن شركائي؟ فقال : الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، قلت : يا نبيّ الله ، ومن هم؟ قال : الأوصياء إلى أن يردوا عليّ حوضي ، كلّهم هاد مهتد لا يضرّهم خذلان من خذلهم ، هم مع القرآن