أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأعراف ، الآية : ١٤٣] ، ومن فرط شوقه أنّه في كلّ لحظة يحرق انيّته في شوق لقياه ، وقد شرح بعض ذلك سيد العارفين علي عليهالسلام في خطبته المعروفة في وصف المتّقين ، وما قاله عليهالسلام لكميل.
وأمّا قوله (تعالى) : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) [سورة الأنبياء ، الآية : ٣٧] ، وقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) [سورة المعارج ، الآية : ١٩] ، فسيأتي تفسيرهما في موضعهما إن شاء الله تعالى.
بحوث المقام
بحث أدبي :
اختلف الأدباء في إعراب قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) ، فقيل : إنّ مفعول (يُرِيدُ) محذوف ، أي : يريد الله تشريع ما تقدّم ذكره (لِيُبَيِّنَ لَكُمْ) ، فتكون اللام للتعليل والعاقبة.
وبناء على هذا ، يكون متعلّق الإرادة غير متعلّق التبيين ، حذرا من تعدّي الفعل من مفعوله المتأخّر عنه باللام الذي هو ممتنع ، ولكن قال بعضهم : إنّه إذا قصد التأكيد جاز من غير ضعف.
وقيل : إنّ الفعل مؤول بالمصدر من غير سابك ، كما قيل في : (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) ، فيكون المؤول مبتدأ والجار والمجرور خبره ، أي : أراده الله ليبيّن لكم. ولا يخفى تكلّف هذا الوجه.
وقيل : مفعول (يُرِيدُ) هو (لِيُبَيِّنَ) ، وذهب بعضهم إلى أنّ اللام هي الناصبة للفعل من غير إضمار إن ، وهي وما بعدها مفعول للفعل المتقدّم ، ونظير