بحوث المقام
بحث أدبي :
قوله تعالى : (وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) ، الواو حرف عطف ، والظرف «بين الناس» متعلّق بحكمتم و (أَنْ تَحْكُمُوا) معطوف على (أَنْ تُؤَدُّوا) ، والجار متعلّق به ، ولا يضرّ الفصل بين العطف والمعطوف بإذا والظرف وهما منصوبان بأن تحكموا ، وذهب جمع من النحويين إلى عدم جواز الفصل بينهما بالظرف وجعل الظرف منصوبا بفعل مقدّر ، ويكون «أن تحكموا» مفسّرا لتلك المقدرة.
وجملة : (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) خبر (إنّ) واسمها اسم الجلالة ، و «ما» إما أن يكون بمعنى الشيء ، و «يعظكم» صفة لموصوف محذوف ، وهو المخصوص بالمدح ، أي : نعم الشيء شيئا يعضكم به. ويجوز نعم هو الشيء شيئا يعظكم به. وإما أن يكون بمعنى (الذي) وما بعدها صلتها ، وهو فاعل «نعم» ، والمخصوص محذوف ، أي : نعم الذي يعظكم به تأدية الأمانة والحكم بالعدل.
وأشكل عليه بأنّ فاعل «نعم» إذا كان ظاهرا يجب أن يكون معرّفا بلام الجنس أو مضافا إلى المحلّى به.
وأجيب عنه بأنّ بعض العلماء جوّز قيام (ما) إذا كانت معرفة تامّة مقامة ، بل بعضهم جوّز قيام الموصولة ؛ لأنّها في معنى المعرّف باللام.
وأشكل أيضا بأنّ (ما) لا تقع تمييزا ؛ لأنّها مساوية للمضمر في الإبهام ، فلا تميّزه ؛ لأنّ التمييز لبيان جنس المميز.
وأجيب عنه بمنع المساواة ؛ لأنّ المراد بها شيء عظيم.
والتفصيل في قوله تعالى : (ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) لبيان الكمال