بحوث المقام
بحث أدبي :
«قليل» في قوله تعالى : (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ) بدل من الضمير المرفوع في «فعلوه» ؛ لأنّ الكلام غير موجب. وأمّا الضمير المنصوب في «فعلوه» راجع إلى أحد الأمرين من القتل والخروج ؛ لأنّ العطف ب (او) يستلزم ذلك ، أو يرجع إلى المكتوب الشامل لهما.
وقرئ بالنصب «الا قليلا» إما على أصل الاستثناء ، وإما على أنّه صفة لمصدر محذوف ، أي : ما فعلوه إلا فعلا قليلا.
وأشكل على هذا الوجه بأمور مذكورة في كتب النحو ، من شاء فليرجع إليها.
وإذا في قوله تعالى : (وَإِذاً لَآتَيْناهُمْ) مقحمة وجواب لسؤال مقدّر ، وقد اختلف العلماء في أنّها لمعنيين في حال واحدة ، أي : الجواب والجزاء في كلّ حال ، أو أنّها قد تأتي لمعنى واحد كالجواب ، وقد تأتي لمعنيين الجواب والجزاء ، وهي مسألة يبحث عنها في علم النحو.
واختلف القرّاء في (ان) و (او) في قوله تعالى : (أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا) فقرئ بكسر نون (ان) وضمّ واو (أو) ، وقرأ بعضهم بكسرهما وآخرون بضمّهما ، فأما الكسر فللتخلص من التقاء الساكنين ، وأما الضمّ فاجراؤهما مجرى الهمزة المتصلة بالفعل التي تنتقل حركة ما بعدها إليها.