وأرجو ألا يكون قد ضلَّ بكتابه واحد من جُهَّال الشيعة ، أو شكَّ مؤمن بسببه في إيمانه ، أو جزَم مبطل بسببه بباطله ، فإنه إن وقع ذلك كان الجزائري من الهالكين.
وآمُل منه كما آمل من كل كاتب من كتَّاب أهل السنة ألا يكتب إلا ما به تجتمع الكلمة ، وتأتلف الفرقة ، وتطيب النفوس ، وتبرأ الكلوم ، وتزول الضغائن والأحقاد ، فنحن المسلمين اليوم أحوج ما نكون للألفة ، ونبذ الاختلاف والفرقة ، فإن أعداء الإسلام يتربّصون به وبأهله الدوائر ، وهم كثيرون ، والمسلمون غافلون ، بأْسُهم بينهم شديد ، قد شُغِلوا ببعضهم عن الخطر المحدق بهم الذي ينتظرهم ، فصار بعضهم يكفِّر بعضاً ، وبعضهم يطعن في بعض ، وبعضهم يحارب بعضاً.
فليكتب كل كاتب ما يسرُّه أن يكون في صحيفة أعماله الصالحة مما ينفع الناس ويمكث في الأرض ، ولا يكتب ما يكون عليه عاراً في الدنيا ووبالاً في الآخرة.
وما أحسن قول من قال :
وما مِن كاتب إلا وتبقى |
|
كتابته وإن فنِيَتْ يداهُ |
فلا تكتبْ بخطِّك غير شيءٍ |
|
يسرُّك في القيامة أن تراهُ |
وعلى الكاتب الرسالي أن يدعو إلى ما يرى أنه هو الحق بما أمر الله به الداعي إليه ، إذ قال (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، فيسلك سبيل الرِّفق واللِّين ، ويلتزم بالحق