أحِبُّوا الله لما يغذُوكم بنِعَمه ، وأحبّوني بحب الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي (١).
هذه نماذج من تأويل علماء أهل السنة لآيات الكتاب العزيز التي صرفوها عن المراد بها إلى ما يوافق عقيدتهم وإن خالفوا الأحاديث الصحيحة التي يروونها في كتبهم المعتمدة.
ولعل الجزائري أراد بالتأويل الباطل الذي تبرَّأ منه هو تأويل بعض الآيات القرآنية التي اشتملت على نسبة اليد أو الوجه أو الأعين أو الساق أو ما شاكل ذلك إلى الله جل شأنه ، فإن الشيعة الإمامية أوَّلوا هذه الآيات بالمعاني المناسبة لها الدالة على تنزيه الله سبحانه عن أن يكون له أجزاء أو أعضاء كأعضاء الآدميين.
أما أهل السنة وبالأخص الحنابلة منهم فإنهم نظروا في الآيات التي ورد فيها ذكر ذلك فحملوها على معانيها الحقيقية ، فأثبتوا لله يداً ووجهاً وساقاً وعيناً تليق بجلاله.
قال السفاريني : وجب أن يُحمَل الوجه في حق الباري على وجه يليق به ، وهو أن يكون صفة زائدة على تسمية قولنا ذات (٢).
وقال أبو الحسن الأشعري : مَن سأَلَنا فقال : أتقولون إن لله سبحانه وجهاً؟ قيل له : نقول ذلك خلافاً لما قاله المبتدعون ، وقد دل
__________________
(١) سنن الترمذي ٥/٦٦٤ وقال : حديث حسن.
(٢) لوامع الأنوار البهية ١/٢٢٧.