وتمييز هذين الصنفين من صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا بد فيه من الاجتهاد والنظر ، بدراسة سِيَرهم ومعرفة أحوالهم وما صدر منهم.
واختلاف الاجتهاد في هذه المسألة وإن أدَّى إلى الحكم بكفر أو نفاق بعضهم لا يستلزم تكفير طائفة من طوائف المسلمين أو أحد من أهل القِبلة ، ولا سيما إذا كان صدور ذلك الحكم ناشئاً عن خطأ وشبهة.
ولو تأملنا صحاح أهل السنة ومصادر الحديث عندهم لوجدناها مملوءة بأمثال هذه الاجتهادات ، وحسبك ما أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وأحمد وغيرهم عن عمر أنه قال لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق (١) يعني حاطب بن أبي بلتعة الذي هو واحد من أهل بدر.
ومن ذلك ما ورد في حديث الإفك المروي عن عائشة ، أن أسيد بن الحضير قال لسعد بن عبادة : إنك منافق تجادل عن
__________________
(١) صحيح البخاري ٤/٧٢ ـ ٧٣ كتاب الجهاد ، باب الجاسوس. صحيح مسلم ٤/١٩٤١ كتاب فضائل الصحابة ، باب رقم ٣٦. سنن الترمذي ٥/٤٠٩. سنن ابي داود ٣/٤٧. مسند أحمد ١/٧٩ ـ ٨٠ ، مسند حميدي ١/٢٧. وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ٨/١٢٥ عن البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي وأحمد والحميدي وأبي عوانة وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وأبي نعيم وعبد بن حميد.