نسوق لك شيئاً منها ، ونقسِّم ما نورده لك إلى طوائف :
الطائفة الأولى : تدل على ذهاب سُوَر من كتاب الله.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن أبي الأسود ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ولا يطولَنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبِّهها في الطول والشدة ببراءة ، فأُنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبّهها بإحدى المسبِّحات (١) فأُنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون ، فتُكتب شهادةً في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة (٢).
الطائفة الثانية : تدل على نقصان سورة براءة والأحزاب.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم والهيثمي وغيرهما عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : ما تقرءون ربعها ، وإنكم تسمُّونها سورة التوبة ، وهي سورة العذاب (٣).
__________________
(١) هي السور التي افتتحت بسبحان وسبَّح ويسَبّح وسبِّح.
(٢) صحيح مسلم ٢/٧٢٦ كتاب الزكاة ، باب (٣٩) لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.
(٣) المستدرك ٢/٣٣١. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه