ظاهره وباطنه أي علموا تفسيره وفهموا معانيه وأحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن غيرهم ليس كذلك لا يلزم منه تكفير أحد من أهل القبلة ، بل إن ذلك من تمام نعم الله على هذه الأمة أن جعل فيهم أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون.
بل حتى لو قلنا : إن المراد بجمع القرآن هنا هو جمع ألفاظه كما ظن الجزائري ، فإن ذلك لا يستلزم تكفير أحد من المسلمين الذين تلقَّوا القرآن من غيرهم ناقصاً قد سقطت بعض آياته أو كلماته ، لأنه يحتمل أن يكون الناقص مما لا يجب الاعتقاد به ، ولا يضر جهله بجاهله ، إذ ليس كل ما في القرآن يجب على كافة المسلمين أن يعرفوه ويعتقدوا به ، وإلا كان واجباً على كل مسلم أن يكون جامعاً لعلوم القرآن وأحكامه ، وعارفاً بمعانيه ، ومعتقداً بمضامينه ، وهذا لا يقول به أحد.
ثمّ إن الجزائري قد ذكر ما يستلزمه اعتقاد أن أهل البيت عليهمالسلام هم الذين جمعوا ألفاظ القرآن كله دون غيرهم ، وحيث إنَّا قد أوضحنا أن ما فهمه من معنى جمع القرآن غير صحيح ، فإن اللوازم التي ذكرها لا نحتاج إلى تكلّف ردّها ، إلا أنا سنذكرها مع ذلك لبيان فسادها في نفسها ، فنقول :
قال : [يلزم من ذلك] تكذيب كل من ادّعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن