أئمة أهل البيت الاثني عشر قد اتفقت الأمة على نجاتهم ونجاة أتباعهم.
فلما رأوا كل ذلك اتّبعوهم ، فصاروا بذلك هم الناجين دون غيرهم (١). أما أن الشيعة رأوا أنهم هم أهل الحق لما قاله الجزائري فهذا غير صحيح ، وقد أوضحنا ذلك فيما تقَّدم ، فلا نعيده.
قال الجزائري : أرأيت لو قيل لهذا القائل : أرِنا هذا القرآن الذي خَصَّ به آل البيت شيعتهم ، أرنا منه سورة أو سوراً يتحداه في ذلك ، فما ذا يكون موقفه؟
أقول :
إن أئمة أهل البيت عليهمالسلام لم يخصُّوا شيعتهم بقرآن غير هذا القرآن الذي يتداوله الناس ، ولو كان عندهم قرآن آخر لأظهروه ولما خافوا في الله لومة لائم ، وكل مَن نسب إليهم غير هذا فهو كاذب مفترٍ عليهم ، وقد أوضح ذلك أعلام المذهب في مصنفاتهم المعروفة ، وأثبتوا أن ما أنزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله هو ما بين
__________________
٨/٢٢٦ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠ ، والبغوي في شرح السنة ١٥/٣٠ ، ٣١ والألباني في صحيح ابن الجامع الصغير ٢/١٢٧٤ ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ١/٦٥١ رقم ٣٧٦ ، ٢/٦٩٠ رقم ٩٦٤.
(١) راجع كتابنا دليل المتحيرين ، فإنا ذكرنا فيه مزيداً من الأدلة الدالة على ان الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية دون غيرهم.