ولما حُصِر عثمان في بيته كفَّر كل أهل المدينة من الصحابة وغيرهم.
قال الطبري : لما رأى عثمان ما قد نزل به ، وما قد انبعث عليه من الناس ، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : فإن أهل المدينة قد كفروا ، واخلفوا الطاعة ، ونكثوا البيعة ، فابعث إليَّ من قِبَلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول (١).
هذا مضافاً إلى أن جمهور أهل السنة قد ذهبوا إلى كفر أبي طالب عليهالسلام ، مع أنه من أجِلاء صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإسلامه ودفاعه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذبّه عن الإسلام أوضح من أن يحتاج إلى بيان. وحسبك دليلاً على إيمانه أقواله المأثورة وأشعاره المشهورة.
ومنها قوله :
واللهِ لن يصلوا إليكَ بجمعِهم |
|
حتى أُوسَّدَ في الترابِ دفينا |
فاصدعْ بأمرِك ما عليكَ غضاضةٌ |
|
وابشرْ بذاك وقرَّ منكَ عيونا |
ولقد علمتُ بأن دينَ محمدٍ |
|
مِن خيرِ أديانِ البريَّةِ دينا(٢) |
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣/٤٠٢.
(٢) البداية والنهاية ٣/٤١. المواهب اللدنية ١/٤٦. أسنى المطالب ، ص ٢٥. وهذه الأبيات أورده الأميني رضوان الله عليه في موسوعة الغدير ٧/٣٣٤ وقال : رواها