الأشعري في ترجمته له في كتابه تاريخ الإسلام ، فقال مخاطباً له :
وأما إشارتك بقولك «ونبغض أعداءك» إلى أن الشيخ من أعداء الله ، وأنك تبغضه ، فسوف تقف معه بين يدي الله تعالى ، يوم يأتي وبين يديه طوائف العلماء من المذاهب الأربعة ، والصالحين من الصوفية ، والجهابذة الحفَّاظ المحدّثين ، وتأتي أنت تتسكَّع في ظُلَم التجسيم الذي تدَّعي أنك بريء منه ، وأنت من أعظم الدعاة إليه ، وتزعم أنك تعرف هذا الفن (١) وأنت لا تفهم فيه نقيراً ولا قطميراً ، وليت شعري مَن الذي يصف الله بما وصف به نفسه؟ مَن شبَّهه بخَلْقه ، أم من قال : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)؟! (٢)
قال الجزائري : وتجد السنة النبوية خالية من الكذب والتشيُّع ، وبذلك يمكنك أن تفوز بالإيمان الصحيح والعقيدة الإسلامية السليمة ، وبالعمل الصالح الذي شرعه الله تعالى لعباده يزكّي به أنفسهم ، ويعدهم به للفوز والفلاح.
والجواب :
أن صحاح أهل السنة وكتبهم الحديثية والكلامية مملوءة بالأحاديث الكثيرة المكذوبة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الدالة على ما يخالف
__________________
(١) يشير بذلك إلى علم الكلام.
(٢) طبقات الشافعية ٣ / ٣٥٣.