المستمسك (١) وغيرهم.
قال الجزائري : هذه الرواية ، فإنها وإن كان في ظاهرها بعض التناقض ، فإنها كسابقتها تقرِّر عصمة الأئمة ووجوب طاعتهم ، وأنهم يُوحى إليهم ، لأن عبارة «الأئمة بمنزلة الرسول إلا في موضوع النساء» صريحة في أنهم يوحى إليهم وأنهم معصومون ، وأن طاعتهم واجبة ، وأن لهم جميع الكمالات والخصائص التي هي للنبي صلىاللهعليهوسلم.
والجواب :
أن الرواية المذكورة مع ضعف سندها لا تناقض فيها ، والظاهر أنه ظن أن قوله : «الأئمة بمنزلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» يستلزم القول بأنهم عليهالسلام يُوحَى إليهم ، وهذا عنده يناقض قوله عليهالسلام : «إلا أنهم ليسوا بأنبياء» ، مع أن المراد بالعبارة الأولى هو أن الأئمة عليهالسلام بمنزلة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في العصمة ووجوب الطاعة ، وأنهم يعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في دينهم ودنياهم.
والمراد بأنهم ليسوا بأنبياء هو أنهم وإن اشتركوا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كثير من الأمور ، إلا أنهم لا يشتركون معه في النبوة وأمر النساء.
__________________
(١) مستمسك العروة الوثقى ١٤ / ٣٣٥.