ومن ذلك يتَّضح أن ليس المراد بأن الأئمة عليهمالسلام بمنزلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أنهم يساوون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الفضل ، فإن المسلمين قاطبة سنة وشيعة قد اتفقوا على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو سيِّد ولد آدم من الأولين والآخرين.
وإنما المراد هو أنهم لمَّا كانوا هم القائمين بالأمر من بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإن ذلك يعني أنهم علماء معصومون صادقون مفهَّمون محدَّثون ، يعلمون كل ما يحتاج إليه الناس في أمور دينهم ودنياهم ، وأنهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فتثبت لهم المودة الواجبة ، والطاعة المفروضة. إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء أكثر من أربع ، فإن ذلك ليس مما تقتضيه الخلافة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما لا يخفى.
هذا وقد نص النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غدير خُم على أن أمير المؤمنين عليهالسلام له ما للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، إذ قال : أيها الناس ، ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه (١).
__________________
(١) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ١/١١٨ ، ١١٩ ، ٤/٢٨١ ، ٣٧٠ ، ٣٧٢ ، ٥/٣٤٧ وابن ماجة في السنن ١/٤٣. وابن حبان في صحيحه كما في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٩/٤٢. وابن أبي عاصم في كتاب السنة ، ص ٥٩٢.