خاصة والناس عامة ، فاستطاع أن يؤلِّبهم على عثمان ، حتى انقسموا فيه قسمين : إما خاذل له ، أو متحامل عليه؟!
ثمّ كيف تيسَّر له أن يُظهِر في ذلك المجتمع المسلم ما شاء من الآراء الفاسدة والمعتقدات الباطلة ، فيجهر بالغلو في علي عليهالسلام فلا يعارضه معارض ، ولا يردعه رادع؟!
من كل ذلك نخلص إلى أن ابن سبأ كان شخصية وهمية اختلقها سيف ابن عمر أو غيره للدفاع عن عثمان من جهة ، وللطعن في علي وشيعته من جهة أخرى (١).
وعلى أية حال ، فإنا لو سلَّمنا بأن عبد الله بن سبأ كان رجلاً قد عاش في تلك الفترة وكان له أثر سيِّئ في إحداث الفتنة ، فإن مذهب الشيعة الإمامية لا يرتبط به من قريب ولا بعيد ، وحسبك دليلاً على ذلك :
__________________
(١) قال الدكتور عبد العزيز الهلابي في كتابه عبد الله بن سبأ ، ص ٤٠ : يمكن أن نلخص موقف سيف في رواياته عن أحداث الفتنة بالنقاط التالية :
١ ـ الدفاع عن عثمان وأم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير وولاة عثمان ، وتبرير مواقفهم حتى لو بلغ به الأمر إلى اختلاق الروايات وتحريفها.
٢ ـ النيل من الخليفة علي بطريق غير مباشر.
٣ ـ تجريح كل من انتقد الخليفة عثمان أو طعن في ولاته في الأمصار ، أو انضم إلى جانب الخليفة علي في البصرة ، سواء كان هؤلاء من الصحابة أم من غيرهم.
٤ ـ التصدي للروايات الشيعية التي تنال من عثمان وعائشة وطلحة والزبير بروايات متناقضة أو مضادة ... إلى آخر ما قال.