تولَّى الأمر : أما بعد ، فإني وُلِّيتُ هذا الأمر وأنا له كاره ، وو الله لوددتُ أن بعضكم كفانيه ... ألا وإنما أنا بشَر ، ولست بخير من أحد منكم فراعوني ، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني ، وإن رأيتموني زغت فقوّموني ، واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ، لا أُؤثر في أشعاركم وأبشاركم (١).
هذا مع أن الله جل شأنه قد قال في كتابه العزيز (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (٢) ، وقال (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (٣) ، وقال (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ* تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (٤) ، وقال (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساءَ قَرِيناً) (٥).
وقول الجزائري : «يحمل راية بدعة الولاية والإمامة كسيفين مصلتين على رأس الإسلام والمسلمين» عجيب منه ، فإن الولاية والإمامة من شعائر الإسلام المؤكدة التي لا تخفى على أحد.
فإن الجزائري إن أراد بالولاية الإمارة فلا يسعه إنكار لزومها ،
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٣/٢١٢. تاريخ الطبري ٢/٤٦٠. البداية والنهاية ٦/٣٠٧. مجمع الزوائد ٥/١٨٣.
(٢) سورة الزخرف ، الآية ٣٦.
(٣) سورة مريم ، الآية ٨٣.
(٤) سورة الشعراء ، الآيتان ٢٢١ ، ٢٢٢.
(٥) سورة النساء ، الآية ٣٨.