أو لعل النبي صلىاللهعليهوآله علم أن عمر أراد أن يأخذ بما حوَتْه تلك الورقة من عقائد فاسدة وأحكام باطلة أو منسوخة لا يجوز العمل بها ، لا مثل الدعاء والمواعظ التي لا بأس بالنظر فيها.
أو أن النبي صلىاللهعليهوآله خشي أن يُعنى المسلمون بما يجدونه بأيدي أهل الكتاب من التوراة والإنجيل ، فيأخذون ما لا يصح ، ويعملون بما لا يجوز ، فنهى عمرَ عن ذلك سدّاً لهذا الباب الذي يأتي منه الفساد.
وقوله : إن اعتقاد امرئ الاستغناء عن القرآن أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام ومروق منه.
جوابه : أنه لا نزاع بيننا في أنه لا يجوز لمسلم أن يهجر كتاب الله العزيز أو يعتقد الاستغناء عنه بغيره ، وإنما الكلام في أن الشيعة الإمامية هل يعتقدون جواز الاستغناء عن القرآن بالتوراة والإنجيل كما زعم الجزائري أم لا؟
والذي أقوله : إن عقيدة الشيعة الإمامية في كتاب الله العزيز أشهر من أن نتكلف بيانها ، أو نتجشَّم إيضاحها ، إلا أنا نذكر شيئاً مما قاله بعض علمائنا الأعلام في بيان عقيدة الإمامية في القرآن ، قطعاً لشغب المشاغبين ، وتشويش المشوِّشين ، فنقول :
١ قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه المعروف بالصدوق (ت