وهم مع ذلك لم يغرِّروا بأحد من الشيعة ولا من غيرهم ، وحسبك أنهم أوجبوا على كل مكلَّف أن يأخذ أصول دينه ومعتقداته الحقَّة بالدليل القطعي لا بالاتّباع والتقليد ، وأكَّدوا على ذلك في كتبهم الكلامية ، وهذه طريقة لا يتَّبعها مَن يريد أن يغرِّر بالعوام من الناس ، ويسعى لإضلالهم عن سبيل الله ، وإبعادهم عن دين الله.
وأما قوله : «إن علماء الشيعة قد اقتطعوا الشيعة من جسم أمة الإسلام ، وأبعدوهم عن طريق آل البيت باسم نصرة آل البيت» فيردّه أن متابعة الشيعة لأئمة أهل البيت عليهمالسلام مما لا يرتاب فيه منصف عاقل ، ولا يشك فيه عالم فاضل. ويدل على ذلك أمور (١) :
أولاً : أن الشيعة الإمامية قصَروا الإمامة في أهل البيت عليهمالسلام ، وحصَروا التقليد فيهم ، فلا حجة إلا لقولهم ، ولا حق إلا ما صدر منهم.
ولهذا تتابع الشيعة خلفاً عن سلف في تدوين علومهم ، وكتابة أحاديثهم في أصول الدين وفروعه حتى جمعوا الشيء الكثير.
وعليه ، فالداعي إلى متابعتهم والأخذ بهديهم والسير على
__________________
ويخادعون الله بالحيل ، ديدنهم المداهنة ، وساكن قلوبهم المنى ، طمأنينتهم إلى الدنيا ، وسكونهم إلى أسبابها ...
(١) نقلنا هذه الادلة من كتابنا دليل المتحيرين ، ص ٣٥٣/٣٥١.