وكل من نسب إليهم غير ذلك إما جاهل بعقيدتهم غير متثبِّت في نقلها ، أو كاذب مفترٍ عليهم.
وهذا الذي قلناه هو ما قرَّره علماؤنا الأعلام في كتبهم وأوضحوه في تآليفهم.
قال السيد شرف الدين الموسوي أعلى الله مقامه :
إن مَن وقف على رأينا في الصحابة علم أنه أوسط الآراء ، إذ لم نفرِّط فيه تفريط الغلاة الذين كفَّروهم جميعاً ، ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثَّقوهم أجمعين ، فإن الكاملية ومن كان في الغلو على شاكلتهم قالوا بكفر الصحابة كافة ، وقال أهل السنة بعدالة كل فرد ممن سمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو رآه من المسلمين مطلقاً ، واحتجوا بحديث كل من دب أو درج منهم أجمعين أكتعين أبصعين.
أما نحن فإن الصحبة بمجرَّدها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة ، لكنها بما هي ومن حيث هي غير عاصمة ، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول ، وهم عظماؤهم وعلماؤهم ، وأولياء هؤلاء ، وفيهم البغاة ، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين ، وفيهم مجهول الحال ، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة ، أما البغاة على الوصي أخي النبي ، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند وابن النابغة وابن الزرقاء وابن عقبة وابن أرطاة وأمثالهم ، فلا كرامة لهم ، ولا وزن لحديثهم ، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبيَّن