وجودهم في أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد مماته.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم عن حذيفة أنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَم الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدُّبيلة (١) ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم (٢).
والفئة الثالثة : وهم المؤمنون الذين خلطوا عملاً صالحاً بآخر سيّئ ، فلم يبلغوا بأعمالهم إلى مرتبة الفئة الأولى ، ولم تحطَّهم ذنوبهم إلى أن يكونوا من الفئة الثانية.
ومن هؤلاء مَن وصفهم الله سبحانه بقوله (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣).
ومنهم مَن أشار إليهم بقوله جل شأنه (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٤).
هذا ما يعتقده الشيعة الإمامية في صحابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) قال في لسان العرب ١١/٢٣٥ : الدبيلة : خراج ودمل كبير تظهر في الجوف ، فتقتل صاحبها غالباً. وورد تفسيرها في بعض الأحاديث كما في البداية والنهاية ٥/١٩ ودلائل النبوة ٥/٢٦١ بأنها شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك.
(٢) صحيح مسلم ٤/٢١٤٣ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، حديث ٩.
(٣) سورة التوبة ، الآية ١٠٢.
(٤) سورة الحجرات ، الآية ١٤.