٤٢١٩ ـ فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى |
|
بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل (١) |
أي فلما أجزنا أجزنا وانتحى (٢) ويعزى هذا لسيبويه وشيخه الخليل (٣). وفيه نظر من حيث اتخاذ الفعلين الجاريين مجرى الشّرط والجواب ، إلا أن يقال : جعل التغاير في الآية بالعطف على الفعل وفي البيت بعمل الثاني في «ساحة» وبالعطف عليه أيضا ، والظاهر أن مثل هذا لا يكفي في التغاير(٤).
الثاني : أنه «وتلّه للجبين» والواو زائدة وهو قول الكوفيين والأخفش (٥).
والثالث : أنه : (وَنادَيْناهُ) والواو زائدة (٦) أيضا كقوله : (وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ)(٧) [يوسف : ١٥] فنودي من الجبل أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا. تمّ الكلام هنا. ثم ابتدأ : إنّ كذلك (نجزي المحسنين) وقرأ عليّ وعبد الله وابن عباس سلّما (٨) ، وقرىء : استسلما(٩). «وتله» أي صرعه وأضجعه على شقّه ، وقيل : هو الرمي بقوة وأصله من رمى به على التلّ وهو المكان المرتفع أو من التّليل وهو العنق ، أي رماه على عنقه ، ثم قيل لكلّ إسقاط وإن لم يكن على تلّ ولا عنق. والتّلّ الرّيح الذي يتلّ به ،
__________________
(١) من الطويل من المعلقة المعهودة ويروى الشطر الثاني هكذا :
.......... |
|
بنا بطن حقف ذي ركام عقنقل |
وأجزنا : قطعنا ، والسّاحة : الفناء ، وانتحى : اعترض ، والخبت : بطن من الأرض غامض. والقفاف مفرده قف ما غلظ من الأرض وارتفع والعقنقل : المنعقد المتداخل بعضه في بعض وهو يخبرنا بحاله معها. وشاهده : أن جواب لما مقدر من لفظ فعل الشرط كما قاله ابن عطية و «انتحى» عطف على «أجزنا» المقدر. وهو الجواب وانظر : البحر ٧ / ٣٧٠ والإنصاف ٤٥٧ ومعاني الفراء ٢ / ٢٥٠ ، ٢٦١ والسبع الطوال ٥٤ ، ٥٥ والجامع للقرطبي ١٥ / ١٠٤ والمنصف ٣ / ٤١ واللسان : «ج وز» وتمهيد القواعد ٢ / ٨٤٥ وديوانه ١٥ / بلفظ : «ذي ركام».
(٢) في ب : انتهى. وهو غير مراد.
(٣) وفيها : الجليل بالجيم. وقد قال في الكتاب : «وسألت الخليل عن قوله : «حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها» أين جوابها وعن قوله ... فقال : إن العرب قد تترك في مثل هذا الخبر في كلامهم لعلم المخبر لأي شيء وضع هذا الكلام». فلم يقدر سيبويه ولا شيخه الجواب بلفظ الشرط ولعله في مكان آخر لم نقع عليه.
(٤) قاله شهاب الدين السمين في الدر ٤ / ٥٦٤.
(٥) نقله البيان ٢ / ٣٠٧ ، والتبيان ١٠٩٢ ومشكل الإعراب ٢ / ٢٤٠ لبعض الكوفيين.
(٦) ونسبه مكيّ للكسائي ٢ / ٢٤٠ وانظر : البيان ٢ / ٣٠٧ والفراء ٢ / ٣٩٠ ، والتبيان ١٠٩٢ وانظر هذا في السمين ٤ / ٥٦٤ والبحر ٧ / ٣٧٠.
(٧) وأوضح المبرد في المقتضب رأي البصريين في عدم زيادة الواو وقال : «وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين». المقتضب ٢ / ٧٨.
(٨) انظر : الإتحاف ٣٧٠ وابن خالويه ١٢٨ والمحتسب ٢ / ٢٢٢.
(٩) لم تنسب في كل من الكشاف ٣ / ٣٤٨ والبحر ٧ / ٣٧٠.