سورة «يس»
مكية (١) وهي ثلاث وثمانون آية ، وسبعمائة وتسع وعشرون كلمة ، وثلاثة آلاف حرف.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ)(٦)
قوله تعالى : (يس) بسكون النون. وأدغم النون في الواو بعدها ابن كثير وأبو عمرو (٢) وحمزة وحفص وقالون (٣) وورش بخلاف عنه. وكذلك النون من (ن وَالْقَلَمِ)(٤) وأظهرهما الباقون (٥). فمن أدغم فللخفّة ، ولأنه لما وصل والنفي متقاربان من كلمتين أولهما ساكن وجب الإدغام كالمثلين. ومن أظهر فللمبالغة في تفكيك هذه الحروف بعضها من بعض ، لأنه بنية الوقف (٦) وهذا أجري على القياس(٧) في الحروف المقطعة وكذلك التقى فيها الساكنان وصلا ونقل إليها حركة همزة الوصل على رأي نحو (الم. اللهُ) كما تقدم تقريره.
(وأمال (٨) الياء من «يس» الأخوان ، وأبو بكر (٩) ؛ لأنها اسم من الأسماء كما تقدم تقريره) أوّل البقرة (١٠).
__________________
(١) بالإجماع. نقله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ١٥ / ١.
(٢) السبعة ٥٣٨ والنشر ٢ / ٣٥٣ وإبراز المعاني ٨٧ وحجّة ابن خالويه ٢٩٧ والكشف ٢ / ٢١٤.
(٣) عيسى بن مينا بن وردان الزرقيّ أبو موسى قارىء المدينة ونحويّها قرأ على نافع وأخذ عنه عرضا وروى عنه إبراهيم وأحمد وغيرهما. مات سنة ٢٠٥. وقيل غير ذلك. انظر : غاية النهاية ١ / ٦١٥ و ٦١٦.
(٤) الأولى والثانية من القلم.
(٥) مراجع القراءات السابقة والإتحاف أيضا ٣٦٣.
(٦) الكشف في القراءات لمكي ٢ / ٢١٤ وحجة ابن خالويه ٢٩٧ ومشكل إعراب القرآن ٢ / ٢٢٠ والبيان ٢ / ٢٩٠.
(٧) والإظهار أقيس ، فهذه الحروف حقها أن يوقف عليها على كل حرف منها ، لأنها ليست بخبر لما قبلها ، ولا يخبر عنها ، ولا يعطف عليها كالعدد فحقها الوقف والسكون عليها.
(٨) ما بين القوسين ساقط من «ب».
(٩) مراجع القراءات السابقة.
(١٠) اللباب ١ / ٢٦ «ب».