سورة «الصافات»
مكية (١). وهي مائة واثنتان وثمانون آية ، وثمانمائة وستون كلمة ، وثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ)(٥)
قوله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) قرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام التاء من «الصّافّات» و «الزّاجرات» و «التّاليات» في صاد «صفا» وزاي «زجرا» وذال «ذكرا» ، وكذلك فعلا في (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً) [الذاريات : ١] وفي (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) [المرسلات : ٥] ، وفي (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)(٢) [العاديات : ١] بخلاف عن خلّاد (٣) في الأخيرين وأبو عمرو جار على أصله في إدغام المتقاربين كما هو المعروف من أصله ، وحمزة خارج عن أصله. والفرق بين مذهبيهما أن أبا عمرو يجيز الروم وحمزة لا يجيزه وهذا كما اتفقا في إدغام (بَيَّتَ طائِفَةٌ) [النساء : ٨١] وإن كان ليس من أصل حمزة إدغام مثله (٤). وقرأ الباقون بإظهار جميع ذلك (٥).
قال الواحدي (٦) : إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة الحرفين ، ألا ترى أنهما من
__________________
(١) في قول الجميع قرره القرطبي ١٥ / ٦١ وابن الجوزي في زاد المسير ٧ / ٤٤ ، والبغوي في معالم التنزيل ٦ / ١٧.
(٢) وهي من القراءات المتواترة. انظر : النشر ٢ / ٣٥٦ وابن خالويه في حجته ٣٠٠ والسبعة ٥٤٦ وإبراز المعاني ٦٦٢ والفراء ٢ / ٣٨٢ والقرطبي ١٥ / ٦٦ والرازي ٢٦ / ١١٤ وتقريب النشر ١٦٦ والإتحاف ٣٦٧.
(٣) تقدم.
(٤) وقال بكل هذا الإمام شهاب الدين السمين ٤ / ٥٣٦ وانظر : البحر ٧ / ٣٥٢ وقد أخبر أن الإدغام أيضا قراءة ابن مسعود والأعمش ومسروق.
(٥) المراجع السابقة.
(٦) هو علي بن أحمد بن محمد بن علي الإمام أبو الحسن إمام مصنف مفسر نحوي ، أستاذ عصره وواحد دهره أنفق شبابه في التحصيل ، فأتقن الأصول على الأئمة وطاف على أعلام الأمة من مصنفاته البسيط والوسيط والوجيز في التفسير مات سنة ٤٦٨ ه انظر : البغية ١ / ١٤٥.