قوله : فتحت. وتقدم خلاف القراء في التشديد والتخفيف في سورة الأنعام (١).
قوله : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ) قرأ ابن هرمز ألم تأتكم بتاء التأنيث لتأنيث الجمع (٢) ، و «منكم» صفة «لرسل» أو متعلق بالإتيان و «يتلون» صفة أخرى ، و «خالدين» في الموضعين حال مقدرة.
فصل
بين تعالى أنهم يساقون إلى جهنم فإذا جاءوها فتحت أبوابها ، وهذا يدل على أن أبواب جهنم تكون مغلقة قبل ذلك وإنما تفتح عند وصول الكفار إليها فإذا دخلوا جهنم قال لهم خزنة جهنم : ألم يأتكم رسل منكم أي من جنسكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا.
فإن قيل : لم أضيف اليوم إليهم؟.
فالجواب : أراد لقاء وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة واستعمال لفظ اليوم (إليهم) (٣) والأيام في أوقات الشدة مستفيض فعند هذا تقول الكفار «بلى» أتونا وتلوا علينا (وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) أي وجبت كلمة العذاب على الكافرين وهي قوله عزوجل : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [السجدة : ١٣]. وهذا صريح في أن السعيد (لا ينقلب) (٤) شقيا والشقي لا ينقلب سعيدا ، ودلت الآية على أنه لا وجوب قبل مجيء (٥) الشرع لأن الملائكة بينوا أنهم ما بقي لهم عذر ولا علة بعد مجيء الأنبياء ـ عليهم (الصلاة و) السلام ـ ، (ولو) (٦) لم يكن مجيء الأنبياء شرطا في استحقاق العذاب لما بقي في هذا الكلام فائدة.
ثم إنّ الملائكة إذا (٧) سمعوا منهم هذا الكلام قالوا (٨) لهم : ادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين.
(قالت المعتزلة (٩) : لو كان دخولهم النار لأجل أنهم حقت عليهم كلمة العذاب لم
__________________
(١) عند قوله : «فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ» من الآية ٤٤. فالتشديد قراءة ابن عامر وابن كثير ، ونافع ، والتخفيف قراءة عاصم والأخوين حمزة والكسائي والقراءات سبعية متواترة انظرها في السبعة ٥٦٤ والإتحاف ٢٠٨ و ٣٧٧.
(٢) هذه القراءة شاذة ورويت عن الحسن أيضا وقد ذكرها ابن خالويه في المختصر ١٣٢ والسمين في الدر ٤ / ٦٦٨ وانظر أيضا الإعرابات المتعلقة بتلك الآية في المرجع الأخير السابق وهي قوله «منكم» و «خالدين».
(٣) سقط من ب.
(٤) سقط من «ب».
(٥) في ب النهي بدل مجيء.
(٦) «لو» سقطت من ب.
(٧) في ب لما.
(٨) في ب «قال» مفردا.
(٩) ما بين القوسين سقط من ب.