ينبغي حذف ألفها لكونها مجرورة (١). وهو رد صحيح. وقال الزمخشري الأجود طرح الألف (٢) والمشهور من مذهب البصريين وجوب حذف ألفها (٣) كقوله :
٤١٧٣ ـ (علام (٤) يقول الرّمح يثقل عاتقي |
|
إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت (٥) |
إلّا في ضرورة كقول الشاعر) :
٤١٧٤ ـ على ما قام يشتمني لئيم |
|
كخنزير تمرّغ في رماد (٦) |
وقرىء من المكرمين بتشديد الراء (٧).
قوله تعالى : (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩) يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)(٣٢)
قوله (تعالى) (٨) : (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ) لما تمنى أن
__________________
ـ أتمها الشاعر وهي استفهام فقال ... أهل اللواء ففيما يكثر القيل. فهو يخبرنا أن الإتمام والنقص من الألف جائز وسيّان. (وهذا خلاف ما عليه جنهور البصرة).
(١) نقله عنه أبو حيان في البحر ٧ / ٣٢٩ والسمين في الدر ٤ / ٥٠٥.
(٢) الكشاف ٣ / ٣٢٠ ولكنه أجازها كالفراء نثرا وشعرا.
(٣) وإبقاء الفتحة دليلا عليها نحو : فيم وعلام وبم وإلام وعلام وربما تبعت الفتحة الألف في الحذف وهو مخصوص بالشعر. وعلة حذف الألف الفرق بين الاستفهام والخبر ولهذا حذفت في نحو : «فيم أنت من ذكراها» ونحوها وثبتت في : «لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ» وقد تقدم رأي الزمخشري والفراء في «ما» هذه منذ قليل. وانظر : المغني ٢٩٨ و ٢٩٩.
(٤) ما بين القوسين كله سقط من «أ» الأصل.
(٥) من الطويل وهو لعمرو بن معد يكرب يصف قوته في لقاء غرمائه. والشاهد هنا حذف الألف من «ما» الاستفهامية على مذهب أهل البصرة. وفيه شاهد آخر لا مقام لنا به وهو إجراء القول مجرى الظن واحتياجه للمفعولين. وهذا لغة بني تميم. وانظر : الأصمعيات ١٢٢ والأشموني ٢ / ٣٦ و ٢٢٢ والتصريح ١ / ٢٦٣ والهمع ١ / ١٥٧ والمغني ١٤٣ والحماسة البصرية ١ / ١١ والدر المصون ٤ / ٥٠٥.
(٦) من الوافر وهو لحسان بن ثابت رضي الله عنه من قصيدة في هجاء بني عابد بن عبد الله بن مخزوم ويروى : في دمان وينسب لحسان بن المنذر. والشاهد : إثبات ألف «ما» المجرورة وهي استفهامية وهذا ضرورة وانظر : البيان ٢ / ٢٩٣ وشرح المفصل لابن يعيش ٤ / ٩ والمغني ٢٩٩ والتصريح ٢ / ٣٤٥ وشواهد الشافية ٢٢٤ والخزانة ٦ / ٩٠ و ١٠٧ وشواهد التصحيح والتوضيح ١٦١ والبحر ٧ / ٣٣٠ وفتح القدير ٤ / ٣٦٦ والهمع ٢ / ٢١٧ وابن الشجري ٢ / ٢٣٣ برواية دمان والأشموني ٤ / ٢١٦ وليس في ديوان حسان.
(٧) وهي قراءة الضحاك ، انظر : شواذ القرآن ٢٠٢ والبحر ٧ / ٣٣٠ والكشاف ٣ / ٣٢٠ والقرطبي ١٥ / ٢٠ والدر المصون ٤ / ٥٠٦.
(٨) زيادة من «ب».