قائمة الکتاب
سورة فاطر
سورة يس
فصل في معنى قوله : (فأغشيناهم فهم لا يبصرون)
١٧٥سورة الصافات
سورة ص
سورة الزمر
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :574
تحمیل
عن شيء فصار ما إليه توجّههم ما بين أيديهم فجعل الله السد هناك فمنعه (١) من السلوك فكيفما توجه الكافر يجعل الله بين أيديه سدا وأيضا (فإنّا) (٢) لما بينا أن جعل السد سببا لاستتار بصره فكان السد ملتزقا به وهو ملتزق بالسدين ، فلا قدره له على الحركة يمنة ولا يسرة ، فلا حاجة إلى السد عن اليمين وعن الشّمال.
وقوله : (فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) أي لا يبصرون شيئا ، أو لا يبصرون سبيل الحق ؛ لأن الكافر مصدور عن سبيل الهدى (٣).
قوله : (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ) تقدم الكلام عليه أول البقرة (٤) ، بين أن الإنذار (٥) لا ينفعهم مع ما فعل الله بهم من الغلّ والسدّ والإغشاء والإعماء (٦) بقوله : (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي الإنذار وعدمه سيّان بالنسبة إلى إيمانهم.
(إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) قال من قبل : (لِتُنْذِرَ قَوْماً) وذلك يقتضي الإنذار العام وقال هنا : (إِنَّما تُنْذِرُ) وهو يقتضي التخصيص ، فكيف الجمع بينهما؟! وطريقه من وجوه :
الأول : أن قوله : «لتنذر» أي (كيف) (٧) ـ ما كان سواء كان مفيدا أو لم يكن.
وقوله : «إنّما تنذر» أي الإنذار المفيد لا يكون إلا بالنسبة لمن يتبع الذّكر ويخشى.
الثاني : (هو) (٨) أنّ الله تعالى لما بين أن الإرسال أو الإنزال للإنذار وذكر (أن) (٩) الإنذار وعدمه سيان بالنسبة إلى أهل العناد قال لنبيه : ليس إنذارك غير مفيد من جميع الوجوه ، فأنذر على سبيل العموم وإنما ينذر (١٠) بذلك الإنذار العام (١١) من يتبع الذكر كأنه يقول : يا محمد أنذر بإنذارك وتتبّع بذكرك.
الثالث : أن يقول : لتنذر أولا فإذا أنذرت وبالغت (وبلغت) (١٢) ، واستهزأ البعض وتولى واستكبر فبعد ذلك إنما تنذر الّذين اتّبعوك (١٣). والمراد بالذكر : القرآن لتعريف الذكر بالألف واللام. وقد تقدم ذكر القرآن في قوله تعالى : (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ.) وقيل :
__________________
(١) وفيها : فيمنعه.
(٢) ما بين القوسين سقط من «ب».
(٣) وانظر في هذا كله تفسير العلامة الرازي ٢٦ / ٤٦ ، ٤٧.
(٤) من الآية ٦ منها وهي قوله تعالى : «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» وقد بين هناك أن «سواء» مبتدأ ، وما بعده الخبر وهو جملة في صيغة التأويل بالمفرد أي سواء عليك أو عليهم الإنذار وعدمه. انظر : اللباب ١ / ٣٦ ب.
(٥) في «ب» الأنداد.
(٦) في «ب» الإغماء.
(٧) سقط من «ب» لفظ كيف فقط.
(٨ و ٩) سقط من «ب».
(١٠) في «ب» : لتنذر.
(١١) في «أ» العالم.
(١٢) زيادة للسياق.
(١٣) في «ب» يتبعوك.