بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
٥١ ـ سورة الذاريات
تسمّى هذه السورة «والذاريات» بإثبات الواو تسمية لها بحكاية الكلمتين الواقعتين في أولها وبهذا عنونها البخاري في كتاب التفسير من «صحيحه» وابن عطية في «تفسيره» والكواشي في «تلخيص التفسير» والقرطبي. وتسمى أيضا «سورة الذاريات» بدون الواو اقتصارا على الكلمة التي لم تقع في غيرها من سور القرآن وكذلك عنونها الترمذي في «جامعه» وجمهور المفسرين وكذلك هي في المصاحف التي وقفنا عليها من مشرقية ومغربية قديمة. ووجه التسمية أن هذه الكلمة لم تقع بهذه الصيغة في غيرها من سور القرآن. وهي مكية بالاتفاق.
وقد عدّت السورة السادسة والستين في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد. نزلت بعد سورة الأحقاف وقبل سورة الغاشية.
واتفق أهل عدّ الآيات على أن آيها ستون آية.
أغراض هذه السورة
احتوت على تحقيق وقوع البعث والجزاء. وإبطال مزاعم المكذبين به وبرسالة محمدصلىاللهعليهوسلم ورميهم بأنهم يقولون بغير تثبت. ووعيدهم بعذاب يفتنهم. ووعد المؤمنين بنعيم الخلد وذكر ما استحقوا به تلك الدرجة من الإيمان والإحسان.
ثم الاستدلال على وحدانية الله والاستدلال على إمكان البعث وعلى أنه واقع لا محالة بما في بعض المخلوقات التي يشاهدونها ويحسون بها دالة على سعة قدرة الله تعالى وحكمته على ما هو أعظم من إعادة خلق الإنسان بعد فنائه وعلى أنه لم يخلق إلا لجزائه. والتعريض بالإنذار بما حاق بالأمم التي كذبت رسل الله ، وبيان الشبه التام بينهم وبين