رحم :
الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ: اسمان مشتقان من الرَّحْمَة ، ورَحْمَةُ اللهِ (وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(١) ، ويقال : ما أقرب رُحْمَ فلان إذا كان ذا مَرْحَمَةٍ وبِرّ ، وقوله ـ جل وعز ـ (وَأَقْرَبَ رُحْماً) ، أي أبر بالوالدين من القتيل الذي قتله الخضر ـ عليهالسلام ـ ، [وكان الأبوان مسلمين والابن كان كافرا فولد لهما بعد بنت فولدت نبيا ، وأنشد :
أحنى وأَرْحَمُ من أم بواحدها |
|
رُحْما وأشجع من ذي لبدة ضاري) (٢) |
والمَرْحَمة : الرَّحْمة ، [تقول : رَحِمْتُه أَرْحَمُه رَحْمَة ومَرْحَمَة ، وتَرَحَّمْت عليه ، أي قلت : رَحْمَة الله عليه ، وقال الله ـ جل وعز ـ (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (٣) أي أوصى بعضهم بعضا برَحْمَة الضعيف والتعطف عليه) (٤).
والرَّحِم : بيت منبت الولد ووعاؤه في البطن. وبينهما رَحِمٌ أي قرابة قريبة ، قال الأعشى :
نجفى وتقطع منا الرَّحِم (٥)
[وجمعه الأَرْحَام. وأما الرَّحِم الذي جاء في الحديث : الرَّحِم معلقة بالعرش ، تقول : اللهم صِلْ مَن وَصَلَنِي واقطع مَن قَطَعَنِي.
فالرَّحِم القرابة تجمع بني أب.
__________________
(١) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.
(٢) ما بين القوسين من التهذيب ومثله في اللسان ، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : وكانت ابنة ولدت بنتا والابن كان كافرا. ولا وجود للبيت في الأصول المخطوطة.
(٣) سورة البلد ، الآية ١٧.
(٤) ما بين القوسين من الكلم والآية من التهذيب مما نسب إلى الليث ، ولم يأت في الأصول المخطوطة.
(٥) عجز بيت في الديوان (الصبح المنير) ، وتمامه :
أرانا اذا ضمرتك البلا |
|
د نجعى وتقطع منا الرحيم |