أصل بنائها من التاء ، ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأنيث الاسم ، فقالوا في الفعل : فَعَلَتْ. وفي الاسم : فَعْلَة. وإنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين سائر الحروف ، لأن الهاء ألين الحروف الصحاح ، فجعلوا البدل صحيحا مثلها ، ولم يكن في الحروف (١) حرف أهش من الهاء ، لأن الهاء نَفَس.
وأما هَنْ فمن العرب من يسكن يجعلها مثل مَنْ فيُجريها مُجراها ، والتنوين فيها أحسن. كقول الراجز : (٢)
إذ من هَنٍ قول وقول من هَنِ
نه :
النَّهْنَهَة : الكف. تقول : نَهْنَهْتُ فلانا إذا زجرته ونهيته. قال : (٣)
نَهْنِهْ دموعَك إن مَن |
|
يغتر بالحِدْثان عاجز |
باب الهاء مع الفاء
ه ف ، ف ه مستعملان
هف :
الهَفِيف : سرعة السير. هَفَ يَهِفُ هَفِيفا. قال ذو الرمة : (٤)
إذا ما نعسنا نعسة قلت : غننا |
|
بخرقاء وارفع من هَفِيف الرواحل |
وزقاق الهَفَّة : موضع من البطيحة ، كثير القصباء ، فيه مخترق للسفن.
__________________
(١) من (س). في (ص) و (ط) : في الحروف.
(٢) (رؤبة) ، ديوانه ١٦١.
(٣) التهذيب ٥ / ٣٧٧ (وأشد) يعني الليث. وفي اللسان (نهنه) غير منسوب فيها. وما في النسخ هو :
نهنه دموعك واصبر للقضاء فما |
|
تغني المحالة والدنيا لها دول |
(٤) ديوانه ٢ / ١٣٤٣ ، والرواية فيه ، من صدور الرواحل ، والرواية في التهذيب ٥ / ٣٧٧ : من هفيف ..