وأَلْحَدَ في الحرم ، (ولا يقال : لَحَدَ) (١) إذا ترك القصد ومال إلى الظلم ، ومنه قوله تعالى :
(مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ) (٢) يعني في الحرم ، قال حميد الأرقط : (٣)
لما رأى المُلْحِد حين ألحما |
|
صواعق الحجاج يمطرن دما (٤) |
دلح :
دَلَحَ البعير فهو دالِح إذا تثاقل في مشيه من ثقل الحمل.
والسحابة تَدْلَح في سيرها من كثرة مائها ، كأنما (٥) تنخزل انخزالا ، قال : (٦)
بينما نحن مرتعون بفلج |
|
قالت الدُّلَّح الرواء أنيه (٧). |
__________________
(١) سقطت العبارة المحصورة بين القوسين من التهذيب واللسان مما نسب إلى الليث وبذلك اختل المعنى.
(٢) سورة الحج ، الآية ٢٥.
(٣) الرجز في التهذيب واللسان وروايته في الأصول المخطوطة : لما رأى الملحد حين الجما.
(٤) وجاء في الأصول المخطوطة بعد هذا البيت ما يجب ألا يضم إلى كتاب العين لأنه كلام الليث وهو : قال الليث : حدثني شيخ من بني شيبة في مسجد مكة قال : إني لأذكر حين نصب المنجنيق على أبي قبيس ، وابن الزبير متحصن في البيت ، فجعل يرميه بالحجارة والنيران ، فاشتعلت النار في أستار الكعبة (حتى أسرعت فيها) ، فجاءت سحابة من نحو الجدة مرتفعة كأنها ملاءة يسمع منها الرعد ويرى فيها البرق حتى استوت فوق البيت فمطرت فما جاوز (مطرها البيت ومواضع الطواف) حتى أطفأت النار ، وسال المرزاب في الحجر ، ثم عدلت إلى أبي قبيس فرمت بالصاعقة فأحرقت المنجنيق وما فيها.
قال الليث : فحدثت بهذا الحديث بالبصرة قوما ، وفيهم رجل من أهل واسط ، وهو ابن سليمان الطيار شعوذي الحجاج ، فقال الرجل : سمعت أبي يحدث بهذا الحديث ، وقال : لما أحرقت المنجنيق أمسك الحجاج عن (القتال) ، وكتب إلى عبد الملك بالقصة على ما كانت بعينها ، فكتب إليه عبد الملك : أما بعد فإن بني إسرائيل إذا قربوا قربانا فتقبل الله منهم بعث نارا من السماء فأكلته ، وإن الله قد رضي عملك ، وتقبل قربانك فجد في أمرك والسلام.
نقول : ما ورد بين قوسين من كلام الليث المتقدم في هذه الحاشية (٤) أخذناه من التهذيب لأن عبارته أصلح من عبارة الأصول المخطوطة.
(٥) كذا في الأصول المخطوطة ، أما في التهذيب مما نسب إلى الليث فإنه : كأنها.
(٦) لم نهتد إلى القائل ، ولم نجد البيت في أي من المصادر التي رجعنا إليها.
(٧) لعلها : إن إية وخففت بحذف همزة (إيه) ونقل حركتها إلى نون (أن بدلالة قوله : أي : صبي وافعلي.