وتارة احتلال الأراضي كما في القدس المقدّسة قبلة المسلمين الاولى.
وأحيانا اعتماد أسلوب تجزئة الوطن الإسلامي الواحد إلى أجزاء عديدة تربو على الأربعين جزءا.
وتارة التأثير على شباب هذه الامّة وإضعاف متبنّياتها المبدئية والسلوكية بعيدا عن الالتزام بخطّها العقيدي الأصيل والأخلاقية القرآنية.
وتارة تشجيع الرذيلة والفساد الأخلاقي بين صفوف المجتمع وإشاعة وسائل الميوعة والانحراف خاصّة بين الشباب.
وتارة السيطرة الاستعمارية عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
إلى غير ذلك من الأساليب والوسائل الماكرة.
إلّا أنّ هذه الجهود والمؤامرات الشيطانية غير قادرة على التأثير وإطفاء شعلة الوهج الرسالي الذي أتى به محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبذلك تحقّق التنبّؤ القرآني في الفشل الذريع الذي لحق بهؤلاء الذين أرادوا كيدا بالرسالة الإلهية .. بل إنّ النور الإلهي في حالة انتشار واتّساع يوما بعد يوم ، كما تكشف ذلك لنا الإحصائيات ، حيث أنّ عدد مسلمي العالم في تزايد مستمرّ رغم الجهود المتظافرة من الصهاينة والصليبيين و (المادّيين الشرقيين).
نعم ، إنّهم يبذلون أقصى جهدهم باستمرار ليطفئوا نور الله ولكن لإرادة الله شأنا غير ذلك. وهذا الأمر بحدّ ذاته يمثّل معجزة خالدة من معاجز القرآن الكريم وهذا الدين العظيم.
والنقطة الجديرة بالذكر هنا أنّ هذا المضمون قد ورد مرّتين في القرآن الكريم ، ولكن مع قليل من الاختلاف ، حيث جاء في الآية (٣٢) من سورة التوبة كالتالي : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا) وهنا جاء بعبارة : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا).
يقول : الراغب في (المفردات) في توضيحه لهذا الاختلاف : إنّ الآية الاولى إشارة إلى الإطفاء بدون مقدّمة ، إلّا أنّه في الآية الثانية إشارة إلى الإطفاء